عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 29 Mar 2015, 02:00 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ السمعِ
يثبتُ أهلُ السنةِ و الجماعة صفةَ السمعِ لله جل و علا إثباتًا يليق به، مستدلين بالكتابِ و السنة و اتفاق السلف.
1 _ أدلةُ الكتاب :
قال الله تعالى {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة 1].
و قال تعالى {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران 181].
و قال تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف 80].
و قال تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
2 أدلة السنة :
روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال : كنا مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فكنا إذا أشرفنا على وادٍ، هللنا وكبرنا ارتفعتْ أصواتُنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "يا أيها الناس اربِعُوا على أنفسِكم، فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، إنه معكم إنه سميعٌ قريبٌ، تبارك اسمه وتعالى جده".
و روى ابن حبان في صحيحه و الحاكم و أبو داود و ابن ماجه و الترمذي عن عثمان بن عفان، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من قال حين يصبحُ : بسم اللهِ الذي لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماءِ وهو السميع العليم، ثلاثَ مرات، لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى يمسِي، وإن قالها حين يمسي لم تفجأه فاجئةُ بلاءٍ حتى يصبحَ" صححه الإلباني رحمه الله في صحيح الجامع (6426).
و روى الشيخان عن أبي هريرة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركع، ثم يقول : سمعَ اللهُ لمن حمدَه، حين يرفعُ صلبَه من الركعةِ".
3 _ الإجماع : أجمعت الأمةُ على إثباتِ صفةِ السمعِ لله تعالى، و لم يخالفْ في ذلكَ إلا المعتزلةُ.
سمعُ الله قسمانِ
سمعُ الله ينقسمُ إلى قسمين :
1 _ سمعُ استجابةٍ : أي : أن اللهَ تعالى يجيبَ الدعاءَ.
قال الله تعالى {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} [إبراهيم 39].
و قال تعالى {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ} [آل عمران 38].
و روى الشيخان عن أبي هريرة قال : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يكبر حين يقوم، ثم يكبر حين يركعُ، ثم يقول : سمعَ اللهُ لمن حمده، حين يرفع صلبه من الركعة".
2 _ سمعُ إدراكٍ : ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ _ تارة يكون للتهديد : قال تعالى {لَّقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [آل عمران 181].
و قال تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} [الزخرف 80].
ب _ تارة يكون للتأكيد : قال الله تعالى {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَىٰ} [طه 46].
ج _ تارة يكون لبيان الإحاطة : قال الله تعالى {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [المجادلة 1].
السمعُ من الصفاتِ الذاتيةِ باعتبارٍ و من الصفاتِ الفعليةِ باعتبارٍ آخرَ
سمعُ الإدراكِ : من الصفاتِ الذاتيةِ؛ لأن اللهَ لم يزلْ و لا يزالُ متصفًا به.
أما سمعُ الاستجابةِ : فهو من الصفاتِ الفعليةِ؛ لأنه مقرونٌ بسببٍ، و كل صفةٍ مقرونةٍ بسببٍ فهي صفةٌ فعليةٌ، فإنَّ اللهَ إن شاءَ استجابَ و إن شاءَ لم يستجبْ.

رد مع اقتباس