عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23 Aug 2017, 02:35 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

والأبيات السالفة التي نقلها الشعراني لتبرئته زعم أنها في كتاب الفتوحات المكية

واقرِؤوا ما جاء في مقدمته مما يؤكد مذهبه وعقيدته

(الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلَّف
إن قلت عبد فذاك حق وإن قلت رب فأنى يكلف )

وقد زعم محبوه ومريدوه أن الصحيح في هذا البيت
(الرب رب والعبد عبد )

وهذا لو صح عنه لكانا اقرارا برجوعه الى دين الحق واعترافا بعبوديته لربه ومعرفة بقدره
لكن يشكل عليهم ما بعده من اظهار حيرته , واشتباه الأمر عليه حتى لم يعرف من المكلَّف (بفتح اللام )

أهو العبد او ربه أم لا أحد , وسواء أقيل هذا أم ذاك , فالأمر عند ابن عربي سواء , لأنه لا يوجد في الوجود الا موجود واحد لحقيقة واحدة وان تعددت صورها , فتعددت الأسماء والحقيقة واحدة
وهذا هو حقيقة الحلول و الاتحاد عند أهل الالحاد
لكن الموجود في مقدمة الفتوحات المكية يختلف عما زعمه الشعراني وان كان البيت الأول فيه شيء من الكلام الذي يمكن أن يحتمل محملا حسنا , فقال (الرب حق والعبد حق )) لكن البيت الثاني يفضح الأول ويفصح عن مذهبه في الاتحاد والالحاد , وقوله أن الرب حق وكذا العبد حق يدل على أنه جعل وجود الرب هو عينه وجود العيد
قال شيخ الاسلام في مجموع الفتاوى ((ج2-ص242))

(( وَلِهَذَا كَانَ أَوَّلَ مَا قَالَهُ فِي الْفُتُوحَاتِ الْمَكِّيَّةِ الَّتِي هِيَ أَكْبَرُ كُتُبِهِ:
الرَّبُّ حَقٌّ وَالْعَبْدُ حَقٌّ ... يَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ الْمُكَلَّفُ؟
إنْ قُلْت عَبْدٌ فَذَاكَ رَبٌّ ... أَوْ قُلْت رَبٌّ أَنَّى يُكَلَّفُ؟
وَفِي مَوْضِعٍ آخَرَ " فَذَاكَ مَيِّتٌ " رَأَيْته بِخَطِّهِ. وَهَذَا مَبْنِيٌّ عَلَى أَصْلِهِ فَإِنَّ عِنْدَهُ مَا ثَمَّ عَبْدٌ وَلَا وُجُودٌ إلَّا وُجُودُ الرَّبِّ فَمَنْ الْمُكَلَّفُ؟ )) انتهى

فهذا اعتراف من شيخ الاسلام أن العبارة مكتوبة بخطه أي (فذاك ميت ) والعبارة الأخرى (فذاك رب ) وكلامهما يؤديان الى مذهب واحد متحد وهو مذهب الاتحاد , بين المخلوق والخالق , فلا مكلَّف ولا مكلِّف



وقد وقعت للحافظ العسقلاني مباهلة في مصر مع أحد محبيه ومريديه , فكانت عاقبته سيئة
وقد حكى القصة تلميذه السخاوي في الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر : ((( ج 3/ 1001-1002)))
((( واتفق كما سمعته منه مراراًً أنه جرى بينه وبين بعض المحبين لابن عربي منازعة كثيرة في أمر ابن عربي، أدت إلى أن نال شيخنا من ابن عربي لسوء مقالته. فلم يسهل بالرجل المنازع له في أمره، وهدَّده بأن يغري به الشيخ صفاء الذي كان الظاهر برقوق يعتقده، ليذكر للسلطان أن جماعة بمصر منهم فلان يذكرون الصالحين بالسوء ونحو ذلك. فقال له شيخنا: ما للسلطان في هذا مدخل، لكن تعالَ نتباهل؛ فقلما تباهل اثنان، فكان أحدهما كاذباً إلا وأصيب. فأجاب لذلك،

وعلَّمه شيخنا أن يقول: اللهم إن كان ابن عربي على ضلال، فالعَنِّي بلعنتك، فقال ذلك.

وقال شيخنا: اللهم إن كان ابن عربي على هدى فالعنِّي بلعنتك. وافترقا.


قال: وكان المعاند يسكن الروضة، فاستضافه شخص من أبناء الجند جميل الصورة، ثم بدا له أن يتركهم، وخرج في أول الليل مصمماً على عدم المبيت، فخرجوا يشيعونه إلى الشختور، فلما رجع أحسَّ بشيءٍ مرَّ على رجله، فقال لأصحابه: مرَّ على رجلي شيء ناعم فانظروا، فنظروا فلم يروا شيئاً. وما رجع إلى منزله إلا وقد عمي ، وما أصبح إلا ميتاً.

وكان ذلك في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وسبع مئة، وكانت المباهلة في رمضان منها.

وكان شيخنا عند وقوع المباهلة عرَّف من حضر أن من كان مبطلاً في المباهلة لا تمضي عليه سنة )

وخكى القصة أيضا الفاسي في كتابه العقد الثمين سماعا من الحافظ العسقلاني كما رواها الحافظ السخاوي


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 23 Aug 2017 الساعة 02:38 PM
رد مع اقتباس