عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 11 Dec 2007, 04:49 PM
حيـــــدر حيـــــدر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر MSN إلى حيـــــدر
افتراضي

ثمَّ أغرَب شيء قطُّ يُمكِن أن يَدورَ لَك بِبالك على حسبِ الدّعايات الشائِعة الذائِعة التي صارَت كالحقائِق الواقِعة وهي وهمٌ كبيرٌ


أنّ :
. سيّد يقولُ بِحقيقة الاشتِراكِيّة :

فيقولُ في كِتابِهِ ـ معركَة الإسلام والرأسُمالِية ـ ص / 39 والتي تَليها :( بَل في يَدِ الدولة أن تَنزِعَ المِلكيّات والثروات جميعًا وتُعيدَ

توزيعها على أساسٍ جديد ، ولو كانت هذهِ المِلكيّات قد قامت على الأسُسِ التي يعترفُ بها الإسلام ونَمَت (21) بِالوسائِل التي يُبرِّرُها

الإسلام لأنّ دفع الضرَرِ عن المُجتمع كله أو اتِقاء الأضرار المُتوقّعة لِهذا المُجتَمع أولى بِالرّعاية مِن حقوق ِ الأفراد ) هذا عينُ ما تدعوا

إليهِ الاشتِراكية ، والغريبُ أنَّ هذا الكلام كانَ هو المُستند الذي استَند إليهِ وعليهِ مَنِ استند مِن أجلِ التأميم ـ تأميم ثروات الناس ـ ،

كلام سيّد كانَ هو السبب ، وسيّد هو الذي سمّاها ثورة ، الذين قاموا بِها لم يُسمُّوها ثورة وإنّما قالوا هي حركةٌ مباركة ، وأعدائُها

كانوا يقولون هي انقِلاب ، أمّا هو فقال لا بل هيَ ثورة ، ثمّ أرادوا بعدَ أنْ قاموا بِذلِك وأطاحوا بالمَلَكِيّة أن يعودوا إلى الثَكنات

فقال : لا ، ينبغي أن يَظلُّوا في أماكِنهم ثلاثة أعوامٍ على الأقل ـ هذا ثابِتٌ عنه ـ وبَرَّرَ لهُم يَومَئِذٍ ـ وهذا ثابِتٌ مقطوع بِه عنه ـ ما سمّاه

بِنظريّة المُستَبِد العادل ، ومِن عجيبِ الأمرِ أنّ الذي كان يرُدُّ عليه في نظريّة المستبِد العادل ـ إحسان عبد القدوس ـ فردّ عليه وقال :

( لا يُمكِن أن يكون مِثل هذا قط لأنّ المُستبِد لا يُمكِنُ أنْ يكونَ عادِلا ولأنّ العادلَ لا يُمكِنُ أنْ يكونَ مُستَبِداً ) وأمّا هو فقال

نَنزع مُمتَلكات الناس ولو أنّها تأسّسَت على قواعِد الشرع ونَمَت على ضوء قواعِدِه ثم فلتَبقوا في أماكِنِكم ثلاثة أعوام على الأقل

والمُستبِدّ العادلُ هي النظرية التي ينبغي أن تسيروا عليها ، ثمَّ دَبَّ الخِلافُ بينهم بعد .
. وأمّا تكفيرُ المُجتمعات :

فيقول في الجزء الرابع ص / 2122 : ( إنهُ ليسَ على وجهِ الأرض اليوم دولةٌ مُسلمة ولا مُجتمعٌ مسلم قاعِدةُ التعامُلِ فيهِ هي

شريعةُ الله والفقهُ الإسلامي ) ويقول في الجزء الثالث ص / 1634 : ( إنّ المسلمين اليومَ لا يُجاهِدون ، ذلِك أنّ المسلمين اليوم لا

يوجَدون ، إنّ قضية وجود الإسلام ووجود المُسلمين هي التي تحتاجُ اليوم إلى عِلاج ) ويقولُ في المُجلد الثاني ص / 1057 : ( لقد

استَدارَ الزَمانُ كهَيئتِهِ يومَ جاءَ هذا الدّين إلى البشرية ب ـ لا إله إلا الله ـ (22)فقد ارتَدّت البشريةُ إلى عِبادةِ العِباد وإلى جَوْرِ الأديان

ونَكَصَت عن ـ لا إله إلا الله ـ وإن ظلّ فريقٌ مِنها يردِّدُ على المَآذِنِ ـ لا إله إلا الله ـ (23) وهؤلاء (24)أثقلُ إثماً وأشَدُ عذاباً يوم القِيامة

(25) لأنهُم ارتَدّوا إلى عِبادة العِباد مِن بعدِ ما تبيّنَ لهم الهدى ومِن بعد ما كانوا في دينِ الله ) فكانَ ماذا ؟ خرجوا مِنه ـ كفروا ـ ليسَ

على ظهرِ الأرض مُسلم ، هذا كلام يبقى بين أيدي الشبيبة تَعتَنِقُه وتَعتَقِدُه وتُسَاقوا سوقاً إلى المَحرَقة ، هذا كلام يظلُّ بينَ أيدي

المسلمين وأين قواعِدُ سلف الأمة في تكفيرِ الناس وفي الحُكم بالكفرِ عموماً وتنزيلاً على المُعيَّنين ؟ أين هذهِ القواعِد ؟ هل قالَ بِهذا

أحدٌ قطُّ مِمَّن ينتمي إل سلفِ الأمة الصالِحين وضاق وشمَّ وطَعِمَ شيئاً مِنَ العِلم الشرعي الصحيح المؤسّس على الكِتابِ والسنة

بِفهمِ سلف الأمة ، من قال بِهذا ؟ وعِندما يبقى هذا بِأيدي الناس وبأيدي الشباب وهُم يَرون الظُلمَ يَقعُ على المسلمين في أقطارِ

الأرض بِكلِّها ويَرون المُسلمين يُتابَعون قتلاً وتشريداً وسلبً واغتِصاباً ونهباً للثروات واحتِلالاً للأوطان ، فعِندما يَجِدون مِثل هذا ،

ماذا يكون ؟ وهل تَكوّنَت الجماعات التي خرَجَت على الأمة بالسِلاح وكان مِنها ما كان مِن إراقةِ الدّماء ومِن وقوعِ الصُّدامِ بينَ

السُلطات الزمانيّة في كلّ مكانٍ كانت فيه وبينَ المُسلمين أو ما نتجَ عن ذلِك مِن تضييقٍ على المسلمين ومِن تَتبُّعٍ لهُم تشريداً وسجناً

واعتِقالاً وقتلاً ، هل نشَأ شيءٌ مِن ذلِك إلا في أمثالِ هذهِ الكُهوف المُظلِمة مِن كهوفِ الفِكرِ المُعوَجّ البغيض مَن قال هذا ؟ .

ويقول في المُجلد الرابع ص / 2009 : ( إنّ هذا المُجتمع الجاهِليُ الذي نعيشُ فيهِ ليس هو المُجتمع المسلم ) هكذا ! ، هذا المُجتمع

كافِر !! .

فالآن على كلِّ أحدٍ وهذا لازِم الكلام وما يفهمهُ مَن يفهمهُ مِن أولئك الشباب الذين يَتحمّسون لدين الله ربّ العلمين وهُم

بِحماسَتِهِم وعليها لا يُلامون ولكن أين العِلم الشرعي الصحيح وأين الفهمُ المُستقيمُ للكتاب والسنة ولا يكون إلا بِفهمِ سلف

الأمة ؟ أيبقى مِثلُ هذا مِن غير تحذير ؟ وَيْحَكُم كيفَ تحكُمون ؟ وَيحَكُم أين تذهبون ؟ أمِثلُ هذا لا يُحذّرُ مِنه ؟ وتُلتَمسُ الأعذارُ

لهُ ؟ ألا شدَّ ما هانَت عليكُم عقيدتُكم ؟ وشدَّ ما لَبَّستُم على الناس بِانتِسابِكم إليها وحربِها في آن ، عُلماءُ السوء قعدوا على بابِ

الجنة يَدعونَ الناس إليها بِأقوالِهم ويَصدّونهُم عنها بِأفعالِهم ، كما أنّ شرُّ الناس مَن تشبَّهَ بِالأنبياء وليسَ مِنهم فشرُّ الناسِ مَن تشبّهَ

بالعُلماء وليسَ مِنهم ، أيعيبُ المرء أن يقول أنا طُويلِبُ عِلم ، أطلُب العلم ولا أتكلّم فيما لا أحسِن ، لا يَعيبُكَ ، أماّ أن تكون منَظِّراً

وقائِداً وزعيماً ومَرجِعاً وأنتَ جاهِلٌ مِثل هذا الجهل الفاضِح فهذا أمرٌ مَعيبٌ جِداً وتضليلٌ للأمة وقولٌ على الله بلا عِلم وهو أعظمُ

المُحرّمات تحريماً في دين الله ربّ العلمين .

هذا الذي مرّ إنّما هو قطرةٌ في بحر و رملةٌ في صحراءَ مُتَرامِية الأطرافِ في صحراءَ قاحِلة جرداء لا زرعَ فيها ولا ماء ، هذا قليلٌ

جِداً مِن كثير لا يُحصى ، أيُتركُ هذا هكذا مِن غير تحذيرٍ ولا تنفيرٍ مِنه ومن كاتِبهِ ومِن الكُتب التي كُتِبَ فيها هذا الكلام ؟ هل

نتنَاوَلُ الناس في أعراضِهِم ، هل نسُبُّ حاش لله ، هل تَكلَّمنا في عِرضِهِ أو في أبيه وأمِّهِ وفي أخلاقِهِ وسُلوكِه حاش لله ، ولكِن هذا

كلامٌ بين أيدي المسلمين ينبغي أمْ يُحذّر المسلِمون مِنهُ لأنّ مَردودهُ كما تعلمون ـ مردودهُ معلوم لا يُنكِرهُ أحد ـ وشيءٌ آخر يشملُ

الكاتِب ومَن يُدافع ومن يحذِّرُ مِمَّن يُحذِّرُه ومَن يُدافع عَنِ التحذير في الفتنة أو مِنَ الفتنة بِمعنى أن يُحذّرَ الناس مِنَ الكلام في التحذيرِ

مِن الفتنة ، يُقال لِهؤلاء جميعًا : إنّ الإسلام فرَّقَ بينَ أمرينِ كبيرينِ ، بينَ أهليّة التَحمُّل وأهليّة الأداء ، لم يَصُدَّ الإسلام عن شِرعةِ

العِلم أحداً ولو كانَ كافِراً ، بل إنّ الكافِرَ إذا تحمّلَ شيئاً مِن العِلم في حالِ كُفرهِ ثم أسلم وروى بعدَما أسلَم وتوفَّرت فيهِ شُروط

الأداء فروى ما تَحمَّلهُ في حالِ كُفرِهِ قُبِلَ مِنهُ وعندَ البخاري في الصحيح حديثُ جُبير ـ رضي الله عنه ـ لمّا أوفَدَتهُ قُريشٌ إلى المدينة

لِلقاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لِيُكلّمهُ في شأن أسر بدر ، قال : فدخَلتُ مع المغربِ والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُصلي

بالناس المغرِبَ يقرأ ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ قالَ فذلِك حينَ كادَ قلبي أن يَطير ، روى هذا بعدَ أنْ أسلَم وحَسُنَ

إسلامُه ـ رضي الله عنه ـ وتحمّلهُ في حالِ كُفرِه ، تحمُّل العلم ـ تَلَقِّيه ومعرِفتُه والإحاطةِ بِهِ ـ أهليّةُ التحمّل لا يُصدُّ عن التحمُّل أحد ،

حتى إنّ العُلماء لا يُجيزون للمعدومِ الذي لم يُخلق بعد ، فأجيزُك بِكُتبي ومَرويّاتي ؟ وأجيزُ ولدكَ في رحِم أمّه ؟ ومَن يأتي مِن صلبهِ

بعدُ إلى سابِعِ ولد ، فهذهِ إجازةٌ لِمعدوم فقد لا يأتي مِنهُ أحد ، وإنّما هي المُحافظة على بركة الإسناد ، الكافِرُ يتحمَّلُ والفاسِق

والفاجِر والبرّ والمُنافِق يعرِف ، أهليّةُ التحمّل مفتوحة ولكِن لا تَخلِط بين أهليّة التحمّل وأهليّة الأداء ، الأداء أنْ تؤدّي ما قد تَحمّلتهُ

أنْ تُعَلِّمَ وتُبَصِّر وتُرشِد وتدلّ الناس على ما عَلِمتهُ مِن علمٍ وتحمّلتهُ ، هاهُنا على المِحَك ، فَيُنظرُ في دينِك ومُروءتِك وحِفظِك

وسُلوكِك وعاداتِك ويُضطرُّ مَن يُؤدّي العِلم إلى تركِ كثيراً مِن المباحات خوفاً مِن الزراية عليهِ والنظرِ إليهِ بِعينِ الاحتِقار لأنهُ لا ينبغي

لهُ أنْ يأخُذَ بِمثلِ هذا وقد ترخّص فيه ، أمّا أهليّةُ الأداء فلا بُدّ أن يكونَ عدلاً وتقياً ومُحافِظاًَ على الواجِبات والسُنن ظاهِراً وأنْ

يكونَ ذا مُروءة فلا يأتي بِما يخرُم المُروءة على حسبِ أهل العصرِ ، فلو كان أهل العصرِ يَرونَ أنّ الرجل إذا مشى في الناسِ حاسِرا

الرأس يكونُ مخروم المروءة ومشى هو في الناسِ حاسِراً الرأس فقد خُرمَت مُروءته ، إذا كان الناس يرونَ أنّ الشُرب في الشوارِع

والأكل فيها إلى غيرِ ذلِك مِمّا ( ... ) عليه الناس ، أنّ ذلِك مِمَّا يخرُم المُروءة فأتى بِه فإنّ علمهُ حينئذٍ لا يُحملُ عنهُ لأنهُ قد صارَ

مخروم المروءة على تفصيلٍ عِند أهل العِلم ، الناسُ في حُدورِ عُلمائِهِم كالصِبيانِ في حُدورِ آبائِهِم فَفرّق بين أهليّة التحمّل وأهليّة

الأداء ، الناس يخلِطون ، فكلّ مَن تحمّلَ عِلماً وظنَّ أنّ لديهِ الآن الأهليّة مِن أجلِ أن يُبلّغهُ ـ حاشَ وكلا ـ تُعرضُ على المِحَك أولاً

ولا بُدَّ أن يكونَ هنالِك مِن القواعِد التي توفّرت فيك والشُروط التي انطبقت عليك ما بِسبَبِها يُحمَل العلمُ عنك ، وأمّا بِدون ذلِك

فعِلمُك مردودٌ عليك ولا كرامة ، وقديمًا قال ـ محمد ابن سيرين ـ رحمه الله وأخرجَ ذلِك مسلم في مقدِّمة الصحيح وعِند ابن عبد البر

في التمهيد أنّ ذلِك مِمَّا رواهُ أبى هريرة وأنس وقد أثبَتُّ بِفضلِ الله أنّ ذلِك صحيح في نِسبتِهِ إلى الصحابة ومِثله لا يُقال مِن قِبل

الرأي : ﴿ إنّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخذونَ دينَكم .

رد مع اقتباس