عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 11 Dec 2007, 04:48 PM
حيـــــدر حيـــــدر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر MSN إلى حيـــــدر
افتراضي

. إنكارُ الميزان :


يقولُ في التصوير الفني ص / 83 : ( ثمّ لمّا كانَ هذا التجسيمُ خُطةً عامةً ) صوّرَ الحِسابَ في الآخِرة كما لو كانَ وزنًا مُجسِماً

للحسنات والسيئات وساقَ آياتٍ تُثبِتُ الميزان والوزن ، ثمّ عطَفَ عليها فقال : (وكلّ ذلِك تَمَشِّياً مع تجسيمِ الميزان وكثيرٌ ما يَجتَمِعُ

التخييلُ والتجسيمُ في المِثال الواحِدِ مِن القرآن فَيصوّرُ المعنوية المُجرّدة جسماً محسوساً ويُخيِّلُ حركةً لِهذا الجسم أو حولَهُ مِن إشعاعِ

التعبير ) وتَأوّلَ الميزانَ نحواً مِن هذا في الجزء الثالث ص / 1261 .

وعطّلَ سيّد صِفةَ الكلام لله تعالى وجَعَلَ الكلامَ هو الإرادَة ، قال عِندَ قولِه تعالى ﴿ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ :

(وقد كانَ ما قالهُ الله فقولهُ تعالى إرادةٌ وتوجه الإرادة يُنشِأُ الخلقَ المُراد ) فكلامُهُ تعالى إرادةٌ وتوجهُ الإرادة يُنشِأُ الخلق المُراد ، ثم

ذَكرَ كلاماً يُظهِرُ اعتِقادهُ أنّ الروح أزليةٌ مُنفصلةٌ مِن ذاتِ الله تبارك وتعالى وليست مَخلوقة ، فهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن هذا ؟

خاصةً إذا كان الذين يقرءون لا يعرِفون أصُولَ العقيدة ولا يُحكِمون مُفرداتِها وإنّما يقعُ فيمن يستطيعون القراءةَ مِن أنصاف المُثقّفين

و مِن المُثقّفين مِمَّن أبتُليَ بِهِم هذا العصر ، فهؤلاء لا يفقهون في العقيدةِ الصحيحة لا قبيلاً ولا دبيراً إلا مَن رحِم الله ، فإذا قرءوا

مِثلَ هذا الكلام وهوَ قريبٌ في فهمِهِ كما ترى لِقُربِ لُغتِهِ فإنّهُم يعتَقِدونه عقيدة يَلقَونَ اللهَ عليها ، فهل النُصح لأمةِ محمد وللمُسلمين

أن يُتركَ ذلِك ، كذلِك بين أيدي المُسلِمين يَسْتَقونَ العقيدة المُحرّفة مِنه ويَصدّهم عن العقيدة الصحيحة التي قرّرها نبينا ـ صلى الله

عليه وسلم ـ وكانَ عليهاَ أصحابهُ ، أينَ الفِتنة في هذا ؟ أسأل الله ربّ العالمين أن يَرحمنا وأن يرحمَ موتانا وأن يرحمَ موتى المُسلِمين .

الحمدُ لله ربّ العالمين وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك له هو يتولى الصالحين وأشهدُ أنّ محمداً عبدُهُ ورسولهُ ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ صلاةً وسلاماً دائمين مُتلازمين إلى يومِ الدّين .

أمّا بعد :

. فيُقرّرُ سيّد أنّ أحاديث الآحادِ لا تُقبل في الاعتِقاد :

قال في تفسيرِهِ لِسورةِ الفلق وهو يردُّ الحديثَ المُتفق على صِحّته : (وأحاديث الآحاد لا يُأخذ بِها في أمرِ العقيدة (16) والمرجعُ هو

القُرآن ، والتواتُر شرطٌ للأخذِ بالأحاديثِ في أصول الاعتِقاد وهذِهِ الرِوايات ليست مِن المُتواتر ) يعني : لا هوَ مُتفق على صِحتِهِ في

سبب نزول المُعوذّتين ، فَيَرُدّهُ مُقرّراً هذهِ القاعِدة ، وهي قاعِدةٌ باطِلة تنفي مِن اعتِقادِ المُسلمين جُملةً كبيرةً مِن عقائِدَهُم ثَبَتَت مِن

أحاديث الآحَاد الثابِتة الصحيحة عن نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهكذا ! ، ( وأحاديث الآحاد لا يُأخذ بِها في أمرِ العقيدة ) قولاًَ

واحِداً بلا مَثنَوِية ! هذا كلامُ أهل البِدعة ليسَ هذا ما جاءَ بِهِ نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا كانَ عليهِ سَلفُنا ـ رحمهم الله تعالى ـ

فهل مِن الفتنة التحذيرُ مِن ذلِك ؟ الذين يقرءون الكِتاب مِن المُثقّفين و أنصاف المُثقّفين مِمَّن أبتُليَ بِهِم هذا العصر ، يَفهمون هذا لأنهُ

قريب ، يعتَقدون أنهُ عقيدة يَحيَونَ عليها وعليها يموتون وعليها يَلقَونَ الله ، فهل يَصِّحُ أن نغُشَّ المُسلمين وأن نترُكَ هذا بينَ أيديهم

يعتَقِدونه ولا خِبرةَ لهُم بِأمور الاعتِقاد ولا معرفةً ، فيَتَحصلّون على أمثالِ هذهِ الطامات ، تكونُ عِندهُم عقيدة مِن العقائِد يَموتون

عليها مُخلِصين لها بِزعمِهِم وهُم على الباطِلِ المَحض وأتُوا مِن قِبَلِ الخيال الصِفر .

. وغريبٌ جِداً ما أذكُرُهُ لك :

يقولُ في كِتابهِ معركة الإسلام والرأسُمالية ص / 61 : ( ولا بُدَّ للإسلامِ أن يحي لأنهُ العقيدةُ الوحيدة الإيجابية الإنشائية التي تسوغُ

مِن المسيحية والشيوعية معاً مزيجاً كامِلاً يتضمَنُ أهدافهُ جميعاً ويزيدُ عليهِما التوازُن والتناسُق والاعتِدال ) هذا كلام ؟!

والشيوعية ! .

. ويُقرّرُ أنّ الخِلاف في توحيدِ الربوبية لا في توحيدِ الألوهية :

فيقول في الضلال الجزء الرابع ص / 1846 : ( فقَضِيّةُ الألوهية لم تَكُن محلَّ خِلاف (17) وإنّما قضِيّةُ الربوبية هي التي كانت تُواجِهُها

الرّسالات وهي التي تُواجِهُها الرسالةُ الأخيرة ) وهذا غريب جِداً ! .

وهذِهِ القضية ـ قضية توحيدُ الألوهية ـ بِصرف العِبادة ظاهِراً وباطِناً لله ، وأمّا إثباتُ بأنّ للكونِ خالِقاً ورازِقاً ومُدَبِّراًَ فقد أثبتَ القرآن

العظيم أنهُ لا خِلافَ فيه ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ بل إنّهُم يُقِرّون أنَّ الذي خلقهُم هُم وخلقَ

آلِهَتَهُم التي يعبُدونها مِن دون الله هو الله ، ويُقرّرون أنهُم يَعبُدُون تِلك الآلِهة لِتُقرِبهُم إلى الله زُلفى ، الخِلافُ في قضية الألوهية وليسَ

في قضية الربوبية فهذا خَلط .

ويقولُ أيضاً في الجُزء الرابع ص / 1852 : ( وما كانَ الخِلافُ على مَدارِ التاريخ بينَ الجاهِلية والإسلام ولا كانت المعرَكةُ بين الحقّ

والطاغُوت على ألوهِية الله سبحانه للكونِ وتصريفِ أمورِهِ في عالَمِ الأسبابِ والنواميس الكَونِية ، إنّما كان الخِلافُ وكانتِ المعركةُ

على مَن يكونُ هو ربّ الناس الذي يحكُمهُم بِشرعِهِ ويُصرّفُهُم بأمرِهِ ويَدينَهُم بِطاعَتِه ) .

فهل مِن الفِتنة أنْ يُحذّرَ مِن ذلِك وإن وقعَ خلطاً للجهلِ أو عدمِ المعرِفةِ والاستيعاب ؟ الصحابيُّ يقولُ بين يديّ النبي ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ :( وإنا لنرجو فوقَ ذلِك مظهرا ) ، ﴿ أينَ المَظهرُ يا أبى ليلى ويُراجِعُهُ ويُعلِّمُه ويقول :( ومَن يَعصِهِما (18) فقد

غوى ) يقول : ﴿ بِأسَ خطيبُ القومِ أنتَ يُعلِّمُه ويُحذِّرُ مِن هذا الكلام أنْ يُكرّرَهُ أحدٌ مِن المُسلمين بعد ، ويقولُ للذي قال لهُ :

( ما شاء الله وشئتَ ) ، ﴿ أجَعَلتَني للهِ نِدا هكذا مِن أجلِ أنْ يُعَلِّمه حتى لا يتَورّطَ في ذلِك مرّة أخرى ولا يتورّطُ فيهِ بعدُ أحدٌ

مِن المسلمين ، ما في هذا ؟ .
. موسيقيَّةُ القرآن ومسرَحتُه :

هذا كثيرٌ جداً في التصوير الفني ، فيهِ امتِهانٌ لِكتابِ الله تبارك وتعالى وهي بِدعةٌ في التفسير لم يَسبق إليها أحدٌ وهي فاشِيةٌ في التفسير

جاريَةٌ فيهِ جريانَ الماءِ في العود وهي ساريةٌ فيهِ لا يُمكِنُ أن تُخَلَّصَ منهُ ولا أنْ يُخَلَّصَ مِنها لأنها قاعِدةُ التفسير عِندهُ ، ما هي قاعِدةُ

التفسير عندهُ ؟ وقد أفرطَ فيها جِداً وقرّر في حاشِية ص / 84 مِن التصوير الفني أنهُ :( تفضلّ المُوسِيقيُّ المُبدِعُ الأستاذُ ـ محمد حسن

الشُجاعي ـ (19) بِمُراجَعةِ الجزء الخاص بالمُوسيقى في القرآن وكانَ لهُ الفضل في ضبطِ بعضِ المُصطلحاتِ الفنّية المُوسيقية التي حُوكِمَ

إليها كِتابُ الله ربّ العلمين ) .

ذَكرنا كثيراً مِن النماذِج في التفسير المُوسيقي للقرآن ، وحاولَ سيّد أنْ يُخضِعَ القُرآن لمِصطلحات المُصوّرين (20) وأتى بِكثيرٍ مِن

الخلطِ في هذا وقال في التصوير ص / 94 : ( تَفضَّلَ الأستاذُ الفنّان ضياءُ الدّين محمد مُفتش الرسم بِوزارة المعارِف بِمُراجعة هذا

القِسم الخاص بِتناسُق التصوير ) .

وأمّا استِخدامُ مُصطَلحاتُ و مُواضعاتُ أهلِ المسرَح الحديث فشيءٌ كثيرٌ جِداً وقد ذكرتُ كثيراً مِن تِلك النماذِج في مَسرحة القُرآن

وقد استحالَ القرآن في هذا التفسير مَسرحاً مِن نظّارة وخَشَبَة وسِتارَة وأضواء ثمَّ مناظِر ومشاهِد وآلِيات في قَطعِ الحِوار وما أشبه

كلُّ ذلِك يُخضعُ له كلامُ الله ربّ العالمين ، وكلام الله صِفةٌ ، هذا يُعَاملُ بِه كلامُ الله ، هذهِ البِدعة لم يسبِق بِها أحدٌ في تاريخ الإسلام

العظيم ، فهل مِن الفِتنة في شيء أن نقول للناس اتقوا الله واحترِموا كِتابَ الله وابحَثوا عنِ المقاصِدِ التي أرادها الله ربّ العالمين في كِتابه

والتزِموا ما قالهُ وأتمروا بِأوامِرِه واجتَنِبوا نواهِيَه واتَّعِظوا بِزواجِرِه ومواعِظه .

رد مع اقتباس