عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11 Dec 2007, 04:46 PM
حيـــــدر حيـــــدر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر MSN إلى حيـــــدر
افتراضي هل هذا مـن السلفيــة !؟ . . . (( صوت و قراءة )) للشيـخ رسـلان

تفريـــغ رقم : 4



هل هذهِ مِن السلفية !! ؟





بســـــم الله الرحمن الرحيـــــم






هذه محاضَرةٌ قيمةٌ ألقاها الشيخ محمد سعيـد رسلان ـ حفظه الله ـ والتي قمتُ بفضل الله تعالى على تفريغها .


يجِبُ عليك الالتفات للنقاط التالِية :

1 ـ حذفُ بعضَ الكلِمات ، مِثل المكرّرة .

2 ـ تَشكِيل النَّص أو بعضهُ لما تقتضيه الحاجة ( كما سمعتهُ مِن الشيخ ـ حفظه الله ـ )

3 ـ مراجعة الآيات وكتابتها كما هي مَرسُومة في المصحف ، أمّا الأحاديث فأنقُلها كما سمعتها ولا أزيد عليها ولا أنقص ( هذا

خاص بِصاحب علم ) .

4 ـ يبقَى أن أُشِير إلى :


. أنَّ الكَلِمة التي تحتهَا خَط ( ؟؟؟؟؟ ) فهي مكتُوبة كما فهِمتُها أنا وعلى القارئ أن يتأكد مِنها .
. أنّ الكلِمة المُلونة بالأحمر (؟؟؟؟؟) فهي إضافة من عندي مثل (و ، مع ، ال ، في..)
. أنّ ما يوجد بين قوسين ( ..... ) فهي كلمة غير مفهومة .

5 ـ أحيانا الشيخ يخرج عن الموضوع أو يشرح كلمة قالها أو سؤال وجواب فمثلُ هذا أخرجتُهُ من الموضوع وجعلتهُ في الهامِش مع

الترقيم مثل (1)

6 ـ وأخيرًا لا أقبل أن يُعتمد على هذا التفريغ إلا ومعهُ المادة الصوتية أو أن يأذن الشيخ .


هذا وأرجوا من الله سبحانه وتعالى أنْ يَكتُب لي الأجرَ قَدرَ ما يستفِيدُ وينتفع به المسلمون مِن هذا العمل ، ومَن سَاهمَ أيضًا في نشرِ .




عنــوان المحاضرة : هل هذا مِن السلفية !! ؟ .

الشـيخ : محمـد سعيـد رسلان ـ حفظه الله تعالى ـ


مكــان وزمن المحاضرة : الجمعة 27 من ذي القعدة 1428هـ الموافق 7-12-2007م بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون -

محافظة المنوفية - مصر

وقــت المحاضرة : ساعة و 12 دقيقة .

لتحميل المحاضرة : من هنا






التفريـــــــغ :





إنّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا ، من يهدِهِ الله فلا مُضل له ومَن يُضلل فلا

هاديَ له ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا الله وحدهُ لا شريك له وأشهدُ أنّ محمداً عبدهُ ورسوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي َتسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً *يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً


أمّا بعدُ :

فإنّ أصدَقَ الحديثِ كِتابُ الله وخير الهدي هديُ محمدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آلهِ وسلم ـ وشرَّ الأمور مُحدثاتُها وكلّ مُحدثةٍ بِدعة

وكلّ بِدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

أمّا بعدُ :

فحسَنٌ جِداً أنْ يُحرِّرَ بعضُ طلابِ العلم كِتابٍ يُحذرُ فيهِ مِن الفِتن ، أو يُحذِّرُ فيهِ مِن مُلابَسةِ الفِتن ، ويدعوا إلى البُعدِ عنهُ ـ حَسَنٌ

جِداً ـ ولكِنهُ مَعيبٌ جداً أن يكتُبَ أحدٌ رسالةٌ يحذِّرُ فيها مِن التحذِيرِ مِن الفِتَن والتحذِيرُ مِمَّن يُحذِّرُ مِن الفِتَن ، هوَ الفِتنةُ حقا ، وإنْ

لم يكُن ذلِك فتنةً فلا فتنة تحتَ أديمِ السماء ، وهو مُصادِمٌ مصادمةً صريحةً لدينِ اللهِ ربّ العلمِين ، وهذا نبِيّنا ـ صلى الله عليه وعلى

آلهِ وسلم ـ قد حذّرَ مِن الفِتن وحذّر مِن أهلِها واشتدّ عليهِم فقد ذكرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ ونعتَهُم بِأنّهُم كلابُ

أهلِ النار ، وأخبَر أنه لو لقِيهُم لقتلَهُم قتلَ عَاد يعني وما أبقى منهُم أحدا ، وأخبَر أنَّ قتلاهُم شَرّ قتلى تحتَ أدِيمِ السماء ، ووَصف

رسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ الخوارِجَ بِصِفَتِهِم ودلّ عليهِم بذكرِ نُعُوتِهِم بِحيثُ لا يلتبِسُ أمرُهُم على أحَد فذكَرهُم النبي

ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذِكراً مُستفيضاً ودلّ عليهِم بالوصفِ المُلازِم الذي لا ينفكّ عنهُم ، بِحيثُ إنه لا يَشتَبِهُ أمرُهُم على أحدٍ أتى

بعدَهُ ، وحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن القدرِية ، وأخبرَ أنهُم مَجُوسُ هذِهِ الأمة ، ونهى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن

عِيادتِهِم إذا مَرِضوا ، فحذّرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مِن بِدعتِهِم وحذّر مِن أشخاصِهِم ، كما حذّرَ مِن بِدعةِ الخوارِجِ ومِن

أشخاصِهِم ودلّ على سِماتِهِم بوصفِهِم ونعتِهِم بِحيث لا يُمكنُ أن يَشتَبِهَ الأمرُ بعدُ على أحد ، وأنكَر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ

على خطيبٍ قامَ يخطُبُ بينَ يديه ، أنكرَ عليهِ قوله ( ومَن يعصِهِما فقَد غوى) وقد قال هذا الخطيبُ بين يدي النبي ـ صلى الله عليه

وعلى آلهِ وسلم ـ ( إنهُ مَن يُطع الله ورسُوله فقد رشِدَ ومَن يعصِهِما فقد غوى ) فقال ﴿ بأسَ خطيبَ القومِ أنت وأتى بِها صريحةً

مِن غيرِ ما تثنيةٍ ولا مُواراة ، مُواجَهةً يسمَعُها من حضر ، وتُنقلُ إلى الأجيالِ مِن بعد مِن أجلِ التحذيرِ مِن الخطأ ، ( ومَن يعصِهِما فقَد

غوى ) قال ﴿ بِأسَ خطيبُ القومِ أنت ، وأنكَرَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على مَن قال ( ما شاء الله وشاءَ مُحمد ) ـ صلى

الله عليه وسلم ـ ، ( ما شاء الله وشئتَ) ، فقال ﴿ أجَعَلتَني للهِ نِدا فنهى عن هذا الاستخدامِ اللغوي الأسلوبيّ على هذا النحو

لأنهُ يُوهِمُ شيئاً لا يُحمَد ، وهذا كما ترى إنكارٌ بأمرٍ عظيم في موطِنٍ كريم لا يورِّ فيهِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حينَ الإنكار ولا

يُعرِّضُ وإنما يأتي بهِ كِفاحًا بِغيرِ مُواربة ويأتي بهِ ظاهِرًا مِن غيرِ غموضٍ ولا خفاء ، وراجع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

النابِغَةَ الجَعدي وأخرجَ ذلِك ابن كثير في تاريخِه وذكرهُ الحافظُ في ـ الإصابة ـ وأبو نُعيم في ـ تاريخِ أصبهان ـ فأنكرَ النبي ـ صلى الله

عليه وسلم ـ على النابِغة الجعدي ـ رضي الله عنه ـ قوله :

بلغْنا السَمَاءَ مجدُنا وجُدُودنا ....... وإنا لنرجو فوقَ (1) ذلِك مظهرَا (2)

فقال لهُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ﴿ أينَ المظهرُ يا أبى ليلى فقال ـ رضي الله عنه ـ : الجنة يا رسول الله ، فقال النبيُّ ـ صلى الله

عليه وسلم ـ ﴿ أجل يا أبى ليلى إن شاء الله .


فهذا شاعِرٌ يُراجِعُ في أمرٍ أتى بِه ، ولا يُمشِّيهِ رسولنا ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا يُمرِّرُه بل يُراجِعُه ويُعلّمُه ، والنبيُّ ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ قال ﴿ أصدقُ كلمةٍ قالها شاعِرٌ كلمةُ لبيد

ألا كلُّ شيءٍ ما خلى الله باطلُ ............ وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائلُ (3) .

وقد راجعَ فيهِ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : ﴿ لا ، في الجنةِ نعِيمٌ لا يَزول (4) .

والنبيُّ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ كما في الصحيحين ، لمّا كان في سفرٍ فسمِع شاعِراً يُنشِدُ على بعيرٍ له فقال النبي ـ صلى الله

عليه وسلم ـ ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان فلم يُفوّت هذا ولم يُمشّهِ وإنما راجع فيهِ ووصفهُ بِهذا الوصفِ الشديد ، يقولُ

أهلُ العِلم : إنّ الإسلامَ لا يُحارِبُ الشِعر ، الشعرُ ديوانُ العرب وهو لا ينبغي لرسولِ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليسَ بشاعِر ،

وأمّا أهلُ الصِدقِ والفضل والمُنافِحون عن دينِ الله تبارك وتعالى و الذابّون عن أعراض المؤمنون والمُؤمِنات فهؤلاءِ لا تثريب عليهِم ،

وقد قال حسان ـ رضي الله عنه ـ لِعُمرَ ـ رضي الله عنه ـ وقد قام في مسجدِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُنشِدُ شِعره ، فلمّا نظرَ

إليهِ نظرَ اللائِمِ عليهِ قال حسّان ـ رضي الله تبارك وتعالى عنه ـ إليكَ عنّي يا عُمر ، فوالله إنكَ لتعلمُ أني كُنتُ أنشِدُ في هذا المسجدِ

من هو خيرٌ مِنك ـ صلى الله عليه وسلم ـ .

﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان فأنكَرَ على شاعِرٍ أديب ، أن يُخطأ في أمرٍ ويأتي بأمرٍ معيب ، فراجَعَ النبي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ أصحابَهُ ليدُلّهُم على موطِن العِبرة في الأمرِ فقال ﴿ خذوا الشيطان ، خذوا الشيطان .

وقد استَنشَدَ النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ مَن يروي شِعرَ أميّةَ بن أبي الصّلد حتى سَمِعَ مائةَ قافية (5) ، ثم قال ـ صلى الله عليه

وعلى آله وسلم ـ ﴿ كادَ يُسلِمُ في شعرِه ، أميّة بن أبي الصلد في شِعرِهِ هذا آمَنَ لِسانُهُ وكفرَ قلبه ، فدلّ النبي ـ صلى الله عليه

وسلم ـ على ما وراءَ ذلِك .

بشار بن بُرد (6)، قُتِلَ عل الزندقةِ التي أتى بِها في شِعرِهِ .

أبو الطيّب المُتنبي ، روجِعَ وكفّرهُ من كفّرهُ مِن العُلماء لأمورٍ وقع فيها في شِعرِهِ ، لم يُمَشِّها عالِمٌ مِن عُلماءِ الدّين ولم يقبلها ، وليست

هذِهِ بمحاكِمِ التفتيش ولكِنّهُ دين الله فتكلّم فيما تُحسِن وإلا فدع مَن يُحسِن يتكلمُ فيما يُحسِن ، مالك ولِهذا ؟ فلمّا أدخلَ أنفهُ

داسًّا إيّاهُ في هذهِ الأمور كان أنْ حكمَ عليهِ مَن حكَم ، و كذا حكَموا على أبي العلاء المعرّي بِما حكَموا عليهِ مِن أمورٍ لسببِ ما

وقعَ مِنه في شِعرِهِ ونثرِهِ على السواء .

رد مع اقتباس