عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14 Apr 2018, 08:30 PM
أبو الحسن نسيم أبو الحسن نسيم غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2015
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 390
افتراضي بعض الدروس والعبر من حادثة سقوط طائرة بوفاريك.




الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
فإن الفاجعة التي نزلت بنا في هذه البلاد-حرسها الله-بسقوط طائرة عسكرية والتي مات فيها ما يزيد على المائتين وخمسين قتيلا-رحمهم الله-لمن أعظم العبر التي يعتبر بها المعتبرون،والتي يستخرجون منها أنواعا من الدروس والفوائد،والتي تفتح له عبودية عظيمة لربه سبحانه وتعالى،أحببت أن أشارك إخواني،ومن يزيدنا فهو خير على خير.

1-إن هذه الحادثة تعمق في قلب المؤمن عقيدة القضاء والقدر،إن الله تعالى عليم حكيم،يفعل ما يشاء ويقضي ما يريد،وأنه مقادير الخلائق قد كتبت قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة،وأن ما ظاهره أنه شر من ورائه المصالح والخيرات،كما قال أعلم الخلق به صلى الله عليه وسلم:(والشر ليس إليك)

2-أن هذه الحادثة ترسخ عقيدة الإيمان بالغيب بأن العبد لا يدري ماذا يكسب غدا،وبأي أرض يموت،وأن العبد لا يعلم ما في ما يقع له في مستقبل أيامه فيجلب لنفسه الخير ويدفع عن نفسه الضر،فهؤلاء لو علموا أنهم سيموتون ما تجرأ أحدهم أن يصعدوا هذه الطائرة،ثم إن هؤلاء الركاب من أماكن مختلفة قدر الله لهم ان يموتوا في ذلك المكان الذي لم يخطر على بال أحدهم أن يموت فيه.

3-بيان حقارة الدنيا،وقلتها وفناءها،وأنها دار الغرور والمتاع،بينما العبد منعم في شبابه وقوته ونشاطه إذ بالموت يقطع عنه تلك الملذات،ويخرج من هذه الدنيا وهو في ريعان شبابه،وغالب من مات في الحادثة من الشباب اليافعين،فلا يغتر أحدنا ويطول أمله،بل ليستعد ويهيئ نفسه للموت في أي وقت،وفي أي لحظة مع قوته وجلده.

4-موعظة الموت،من أعظم المواعظ فهو هاذم اللذات،وقاطع الشهوات،ومفرق الجماعات،وكل ابن آدم لا بد أن يموت،ولكنهم يتفاوتون في ذلك تفاوتا،ومن الميتة الصعبة التي فيها أهوال شداد الهدم والحرق،ومما يدخل في ذلك حوادث السيارات والطائرات،ليتخيل العبد لو قدر أنه كان في مكان هؤلاء حين يعلمون سقوط طائرتهم،ثم مشاهدتهم لها وهي تسقط من مكان عال،ثم انفجارها واحتراقها وتقطع أجزاء أبدانهم بين الصراخ والآلام،ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم من مات هذه الميتة وأمثالها مما يشترك فيها هذا الأمر من الهول والألم،الذي لا يكاد يصبر معه صاحبه،بمنزلة الشهيد في سبيل الله عز وجل،فاعتبروا يا إخوان،وسلوا الله العافية،فإن الشيطان يستغل مثل هذه الميتات ليصرف المرء عن دين الله،فنسأل الله أن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.

5-مهما بلغ الإنسان مبلغا كبيرا في العلم الدنيوي والتطور التكلنوجي،فإنه عرضة للسهو والنسيان والغلط،وهذه الأجهزة أيضا معرضة للخلل في أي لحظة،مما تنبئك بأن من وراء ذلك ربا عظيما،مدبرا حكيما،وهو خير الحافظين،وأن الإنسان ضعيف فقير إلى ربه ومولاه،لا غنى له عنه طرفة عين،فلم التكبر والتجبر والتعالي؟

هذه بعض المواعظ والعبر،نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين،إنه سميع مجيب.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحسن نسيم ; 17 Apr 2018 الساعة 05:48 AM سبب آخر: خطأ إملائي
رد مع اقتباس