عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17 Aug 2019, 01:34 PM
أبو معاذ محمد مرابط أبو معاذ محمد مرابط غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 350
افتراضي الإيضاح والتَبْيِين لِمَا وقعَ فيه «يَطُّو» من الخَلطِ المُبِين



الإيضاح والتَبْيِين لِمَا وقعَ فيه «يَطُّو» من الخَلطِ المُبِين

الحمد لله وصلّى الله وبارك وسلم على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد بلغني بيانٌ كتبَه نور الدّين يطّو –غفر الله له- بعنوان: «شهادة معايِن لمجلس نصح»، فبقيتُ بُرهة من الزّمن أبحثُ عن صحّة نسبة البيان لكاتبه، فلم أجد إلاّ نقل عُتاة التّفريق في وسائل التواصل وعلى رأسهم المُبرقَع عبد الله محمد الذي نقله في حسابه على تويتر بتاريخ: «15 أوت 2019 نصراني -الثالثة مساء»، ويكفي هذا دليلا يُصحّح نسبة البيان لنور الدين يطّو –غفر الله له-.
نكتة لطيفة: هل اقتدى يطّو بشيخه أو خالفه في مسألة: «لا أجعله في حلّ من ينقل عني» وأنّ «المعتبر الصحيح ما يُنشر بصوته أو في موقعه الرسمي»؟! فإن قال: أخالفه ولا حرج في ذلك، بدليل أنّني نشرت البيان ولم ألتزم بنشره في موقع أو حساب رسمي تابع لي! أجبناه: وهل شيخك يخالِف الأولى ويجانب الصواب؟! وهل يفهم من فعلك هذا أنّك توافقنا عندما انتقدناه في هذه الجزئية؟! ثم في الأخير هل يجوز لك مخالفته ولا يجوز لغيرك؟! وأنت تعلم أكثر من غيرك انزعاج الدكتور من مخالفيه حتى في المسائل الفقهية، يا يطو هي جزئية هامشية ليس فيها كبير فائدة، لكن أردت إثارتها لأنّ أتباعكم أنهكَهم التعصّب فخشيت أن يعتقد الواحد فيهم مع مرور الوقت أن الدكتور فركوس يحرم مخالفته حتى في فروع المسائل.
قلت: وبعد ثبوت الصحّة، عزمت على مباحثة الكاتب ومناقشته في فقرات بيانه، لأنّي رأيته قد التزم «خطّ المغامرة» الذي رسمه له شيخه، ولم يحد عنه قدر أنملة، فصعد منبر النقد بأقدام التعصّب والتقليد، واستقبل النّاس بوجه التقديس، وخطب فيهم بخطاب التعصّب والغلو، فكان لزاما عليّ أن أنكر هذا المنكر، فتوكلت على الله واستعنت به في تدوين هذه التعليقات اليسيرة.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فقد عابَ عائبٌ على شيخنا أبي عبد المعزّ محمد علي فركوس –حفظه الله- إنكاره على بعضهم الاجتماع بالمخالفين في مجالس وديّة».
التعليق: العارفون بنور الدين يطّو على دراية بأنّ الرجل نسخة طبق الأصل لشيخه الدكتور، فلو وضعنا قائمة لأشدّ النّاس تعصّبا للدكتور لكان يطّو على رأس القائمة بلا منازع ولكانت المسافة شاسعة بينه وبين صاحب المرتبة الثانية! وهي حقيقة مشتهرة عنه، وقد أثبتها بنفسه في هذا البيان، ولم يترك مجالا لخصومه ليُثبتوا عنه هذه الحقيقة التي لا أظنّه يخجل بها أو ينزعج من تقريرها.
قلت: من المسائل التي كانت تُنتقد على الدكتور فركوس من سنوات بعيدة وكان مشايخ الإصلاح يناقشونه فيها في دار الفضيلة، قوله واعتقاده وتقريره لمنهج: «لا أذكر الأسماء وإنّما انتقد الأفكار»، وبقي وفيّا لهذا المسلك لا يفارقه إلاّ في حالات نادرة، لها ظروفها الخاصّة ومن ذلك: دخول الرجل في خصومة معه! وهو ما يتطلب ردّا سريعا حاسما! أمّا في سائر الأحداث والمواقف فالدكتور لا يذكر الأسماء بتاتا حتّى لو كانت أسماء رؤوس البدعة أو أسماء من زكّاهم هو، وظهر مع مرور الوقت فسادهم وانحرافهم.
وما قام به يطّو في هذا البيان يعتبر دليلا على المسألتين المشار إليهما آنفا:
الأولى: بيان حقيقة هذا المنهج الذي رضي به الدكتور لنفسه وانعكس في كتابات ومواقف طلبتِه وأقرب الناس إليه، وهنا تكمن خطورة التأصيل المخالف لمنهج السلف، وتلقينه للطلبة.
والثانية: تعصّب يطّو للدكتور واقتداؤه به في هذه الجزئيّة، فلم يذكر اسم المردود عليه «أبو أسامة»، وتفادى ذكر الشيخ عز الدين، وكذلك أهمل ذكر جمال عماني، ولا شكّ أنّ النّاظر في مقاله بعين الإنصاف يجد أنّ الرجل زبَر بيانَه بقلمٍ حذِر، واجتهد في الخروج من هذه المعركة التي أُقحِم فيها بأخفّ الأضرار.
وأقول له ناصحًا مُشفقا: ابتعد –عفا الله عنك- عن ميدان الردود فلست من رجاله، وكلّ القرائن المحتفّة بخرجتك هذه لا تدلّ ولو بإشارة على اختيارك للكتابة، وأنّك أقدمت طواعية على نشره بين الناس، وأذكر من القرائن:
1- أنّه أوّل بيان لك في هذه الفتنة!
2- وأنّك لم تذكر الأسماء.
3- ولم تُطل فيه، بل بالغت في اختصاره حتّى خرجتَ به إلى حدّ التقصير والإهمال.
4- ولم تنشره في موقع رسميّ بما في ذلك المطّة!
5- وتأخرت في كتابته! فقد جاء بعد بيان أبي أسامة بثلاثة أيّام كاملة.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «وادّعى أنّ الشيخ وقع في نفس ما أنكره على غيره، حيث زعم أنّ الشيخ أجاب دعوة مخالف مشهور بالمخالفة ومجاهر بها».
التعليق: أوّلا: إنّ التحرّي في نقل عبارات النّاس، والتركيز في أقوالهم هو شأن من عرف قيمة الردود وأدرك خطورة تقحّم هذا المضمار الوعر، أمّا غيرهم وأنت واحد منهم يا يطّو –للأسف الشديد- فآخر ما يهتمّون به هو نقل الفقرات المنتقدة بأمانة عالية من غير تقديم ولا تأخير، وهذا الذي ظهر عليك في مدخل بيانك فأنت تنقل عن أبي أسامة أنّه وصف المخالف بأنّه: «مشهور بالمخالفة ومجاهر بها»، وهي من نسج تعصّبك، ومن فرط عجلتك في نصرة الباطل، فالرجل قال في بيانه حرفيّا: «جلوس الشيخ فركوس مع ابن حنفية في وليمة دعاه إليها رجل مخالف، وكذا تزكيته لمحمد حاج عيسى»، فهل ستخالف عوائد المفرقين يا يطّو وتعتذر وتعترف؟! أرجو أن يحدث هذا من أعماق قلبي، لأنّ ما وقعتَ فيه في هذه الفقرة هي جريمة نكراء في عرف الأتقياء، وكذب وفجور وتَقوُّل على عباد الله وتزوير للتاريخ، فافهم هذا –عفا الله عنّا وعنك-.
ثانيا: ما ادّعاه المردود عليه يا يطّو قد سبقه إلى تقريره ونشره وتأكيده من تصفونهم ظلما وعدوانا بالصعافقة، ومنهم أنا كاتب هذه الأسطر فقد ذكرتُ هذه الحقيقة في الحلقة «الخامسة» من «الحوار الهادئ» وكان ذلك قبل أربعة أشهر! فلماذا تجاهلتَ القضيةّ كلّ هذه المدّة، وقفزت اليوم من سرير الخمول لتطرق باب هذا الموضوع؟! هل يجوز تأخير الشهادة إلى هذا الوقت؟!
إن قلت: نعم يجوز! أجبتك: لماذا لم تجيزوا ذلك لأبواق الفتنة عبد الصمد وباهي وغيرهم ودفعتم بهم إلى «محرقة الأنذال» في ساعات الفتنة الأولى، ويومها أقنعتم الأتباع بأنّ التأخّر عن الإدلاء بالشهادات هو تخذيل لشيوخ التفريق وتقاعس عن نصرة الحق؟! كيف امتنعتَ عن الشهادة وأنت الشاهد الوحيد؟! كيف تأخرت عنها وتركت شيخك في محنة وهَمٍّ طيلة أربعة أشهر كاملة؟! هل قناعتك غير ثابتة تتصلبّ وتذوب في آن واحد؟!
إنّك تؤكد لنا نفس ما أكّدَه لنا أقرانك وشويخك وعلى رأسهم شيخك الدكتور: بأنّ قاعدة التهميش ما وُضعت إلاّ لنصرة النّفس لا نصرة الدّين، فمُحدِثُها هو الوحيد الذي يُسمح له بتمطيطها، فيضعها ويرفعها كما يشاء وعلى حسب ما تشتهيه نفسه، ولا رادّ لحكمه! فيوم أن كتبتُ الحوار أُلزِمتمُ جميعا بتهميشه، أمّا اليوم عندما تكلّم أبو أسامة الذي عَقدتم عليه آمالا عريضة في هذه الفتنة، وتحقّقتم بأنّ الحوار أثمرَ في حقولكم ضريعا وحنظلا قضّ مضاجعكم، سارع الدكتور لرفع الحظر عنكم، فألغيتم التهميش وهرولتهم عن بكرة أبيكم لنقض مقولة أبي أسامة! يا يطّو إن لم يكن هذا هو اللعب بدين الله فليس هناك لعب به!
يا يطّو إنّّ سبب وقوعكم في كلّ هذا الاضطراب والزيغ والارتباك هو تقديمكم لقول البشر على نصوص الوحيين، وعملكم بتأصيلات الرجال الخالية من أنوار الشريعة، ورضيتم لأنفسكم التعصّب والتقليد، فحلَّ بكم الشقاء والضلال! يقول الإمام ابن القيّم رحمه الله «الصواعق 1128»: «إنَّ الله سبحانه ضمِن الهدى والفلاح لمن اتَّبع القرآن، والضَّلال والشَّقي لمن أعرض عنه، فكيف بمن عارضه بمعقول، أو رأي، أو حقيقة باطلة، أو سياسة ظالمة، أو قياس إبليسي، أو خيال فلسفي».
ثالثا: يقول يطّو: «وادّعى أنّ الشيخ وقع في نفس ما أنكره على غيره»!
قلت: سبحان الله! يا يطّو «اتركوه كلّه أو احلقوه كلّه»! فقد نقلنا لكم عشرات التناقضات التي بها رجع فئام من الناس بعدما تأكدوا بالدليل أنّ الدكتور وقع في نفس ما أنكره على غيره بل في أشر منه! فهي إشكالات أحاطت بالدكتور من كلّ جانب منذ زمن بعيد، فلماذا تخيّرت منها اليوم هذه المسألة، فاقتطعتها من سياق التقريرات الكثيرة التي ألزمَت الدكتور بالحجّة والبرهان، حتّى عجز عن الجواب، وعجز معه جيش التقديس وكتائب التعصّب؟!
أقول: تشجَّع يا يطّو ولا تُرِنا ظهرك وأكمِل المشوار وناقِشنا في:
1- جلوس الدكتور مع الحجوري، وفلاحي، ومناصرة.
2- وثنائه على حاج عيسى والشريفي والمغراوي.
3- تفضّل لنتباحث سويّا في نقولات المخالفين وشهاداتهم التي أثبتت أشياء خطيرة عن شيخك ومن ذلك طعنه في ربيع السنة بل حتى في الألباني رحمه الله، وتحذيره من «المداخلة».
4- أرِنا صدق حبّك للدكتور وأكمل معنا المسير وحدثنا عن غلوّ الناس فيه وسكوته عنهم.
كن بطلا ولو مرة واحدة جرّب ذلك فلن تُضرب بالسيوف ولن يُزجّ بك في السجون! جرِّب يا يطّو فلستَ أسوأ ولا أضعف من بويران وعبد الصمد! اكتب واطمئنّ فقد كتب حتّى الطرابلسي!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «كما زعمَ أنّ الشيخ اجتمع ببن حنفيّة عابدين في ذات الوليمة».
التعليق: اعلم يا يطّو أنّ صاحب الحجّة قد يتعثّر في سجاله ومناقشته إن هو تعجّل ولم يتريّث في قوله وفعله، فكيف وهو مُبطل لا حجة له؟! فقد تعثّرت مرة أخرى بسبب عجلتك وادّعيت في هذه الفقرة بأنّ المردود عليه «زعمَ» وهي كلمة تقال غالبا في الكلام المشكوك فيه، وقد جاء في «لسان العرب 5/183»: «قال الليث: سمعت أهل العربية يقولون: إذا قيل: ذكر فلانٌ كذا وكذا فإنّما يقال ذلك لأمر يُستيقَن أنّه حقٌّ، وإذا شُكَّ فيه فلم يُدْرَ لعلّه كذب أو باطلٌ قيل: زعم فلان».
فالخبر المنقول عن شيخك قد بلغ حدّ التواتر، وقد أثبتَّه بنفسك في بيانك، فاحذر من التلاعب بالكلمات بغية التهوين من أخبار خصومك، والحطّ من أحكامهم، ثم اعلم بأنّ المتصدّر للكتابة في الفتن أحوج من غيره إلى تسهيل الكلام وتوضيحه، والبعد عن المحتمل منه، ففي الفتن يكثر الجهل وسوء الفهم، وليس كل من تكتُب لهم يا يطّو يعرفون من لغة العرب ما تعرف، ويستحضرون من المسائل ما تستحضر، فحاول أن تكون هادئا في طرحك، واجتهد في وضع الكلمة في موضعها الصحيح، حتى لا تُنهِك نفسك مرة أخرى وتضطر إلى الكتابة، ونبيّك صلى الله عليه وسلم يقول في إحدى مواعظه الجامعة: «وإيّاك وكلّ ما يُعتذرُ منه». «1»
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «وبنى على هذه المقدّمة غاية في السوء ونهاية في الافتراء».
التعليق: عندما رشّحتُك لتكونَ على هرمِ المتعصّبين للدكتور ما أخطأت! وإلاّ أخبرني: هل تخطئة شيخك واعتباره متناقضا في هذه المسألة -لأنّه فعل نفس الفعل الذي أنكره على غيره- هو غاية في السوء ونهاية في الافتراء؟! كنت أظنّ أنّ ذلك يتنزّل على تبديع شيخك أو تكفيره أو قذفه! وأنّ ما ذكره المردود عليه هو على الأقل بداية الافتراء وليس نهايته.
يا يطّو لقد أرعبتُم ضعاف القلوب من أتباعكم بهذه الصرخات التقديسيّة، حتى خُيّل إليهم بأنّ ما بين عِرض نبيّنا صلى الله عليه وسلم وعِرض الدكتور مسافة شبرٍ! فاتق الله يا رجل فأنت موقوف بين يدي الله ومُحاسب على هذا التغرير والخداع، فشيخك سيحاسب على علمِه هل عمِل به، كما ستحاسب أنت وأنا وجميع الناس، وهي الحقيقة التي أرهقت السلف وأبعدتهم عن ملاذ الدنيا.
وكيف لا تكون كذلك ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أتيت ليلة أسري بي على قوم تُقرَض شِفاهُهم بمقاريضَ من نار، كلما قُرِضت وَفَتْ، قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك الذين يقولون ولا يفعلون، ويقرؤون كتاب الله ولا يعملون» «2»، وهذا الصحابي الجليل أبو الدرداء رضي الله عنه يقول: «إنّما أخشى من ربّي يوم القيامة أن يدعوَني على رؤوس الخلائق فيقول لي: يا عُوَيمِر، فأقول: لبيك ربّ، فيقول: ما عملت فيما علمت». «3»
أتريد يا يطّو أن تُقنع نفسك بأنّ شيخك منزّه عن التناقض، وأنّه ما ترك شيئا علمَه وتكلّم به إلاّ وقد عمل به؟! أتريد أم تفهمنا بأنّ انتقاد الدكتور في شيءٍ من عثراته في هذا الباب هي جريمة نكراء وجناية على الدين؟! ما أبعدكَ عن الهدى إن كان هذا هو تفكيرك! ووالله إنّ من أعظم الخسارة أن يُحاطَ العبد بطلبة وأصحاب يزيّنون له الباطل، ولا يجدهم عونا له في طريقه إلى الله.
يا يطّو افهم وركّز معي: حتى لو أخطأ منتقدُ شيخك في هذه الجزئية، فهو لا يعدو أن يكون تجاوزا في حقّ شيخك، يستدعي البيان والإيضاح من المُتّهم، والتوبة والتراجع من الرادّ، أمّا أن يُصوَّر النّاقد وكأنّه اقترف ناقضا من نواقض الإيمان، فهذا هو الغلوّ الذي حرّمته الشرائع، وأنكرته الطبائع السويّة، وهو إرهاب منكم وتخويف لعباد الله حتى لا يتجاسر الناس على العِرض المُقدّس مرة أخرى.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فحواها مساواةُ صنيع الشيخ بصنيع المُنكَرِ عليه، وإلحاق مجلس الشيخ بنظيره –في زعمه- فيتساوى- عندئذ- فعل المنكِر والمنكَر عليه».
التعليق: أُلفتُ انتباه أسود الكرتون وأطفال التفريق إلى أمرٍمهمّ، وأقول لهم:
انظروا إلى الذراع الأيمن للدكتور فركوس، كيف ينتقد ويردّ من غير أن يذكر الأسماء! وهو في هذه الفقرة يقصد بلا شكّ فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني -حفظه الله- فاصدُقوني القول: هل أنتم أجرأ وأشجع أم هو؟! هل أنتم أصلب في السنة أم هو؟! هل نفوسكم مطمئنّة بأنّ المنهج السلفيّ يقرّ إبهام الأسماء في معرض الردّ على المخالفين؟! ألا يُذكّركم صنيع يطّو بقول الحزبيين: «حذّر من البدعة ولا تحذر من المبتدع»؟! يا قومنا أيّ الفريقين أحق بالتصديق؟! فريقُكم الذي ملأ الدنيا طعنًا في الشّرفاء في وسائل التواصل، أم فريق يطّو الذي لا يكتب عنهم أصلاً، وإذا كتب فلا يذكر الأسماء؟! {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين}.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «الأمر الذي حمل الكاتب العائب على إسقاط التّهمة عن المنكر عليه وإلزام الشيخ بلوازم باطلة أشدّها حكمه عليه بأنّ مفرّق بين المتماثلين، ساعٍ في تشتيت صفّ السلفيين في الجزائر، ومتولٍّ كبر هذا الاختلاف الحادث في الساحة الدعوية».
التعليق: في هذه الفقرة ينادي يطّو بأعلى صوته، ويؤكد لنا بأنّ افتراءه الأوّل على المردود عليه لم يأت هكذا! بل النيّة كانت مبيّتة، وقصد الإسقاط كان مخطّطا له، فيطّو ينسب للمردود عليه أنّه حكم على الدكتور بأنّه مُفرِّقٌ بين المتماثلين! ولا أدري هل يعي الكاتب ما يقول أم أنّ سكرة التقديس بطشت بعقله.
فأخبرني يا يطّوا: أولا: هل قول القائل: بأنّ فلانا فرَّق بين المتماثلين هو حكم عليه أم على فعلِه؟! وهل هو توصيف لموقفِه «أنّه فَرَّق بين» أم توصيف له بأنّه «مُفرِّقٌ بين»؟! أثبت لنا من بيان أبي أسامة أنّه حكم على الشيخ بأنّه «مُفرّقٌ بين المتماثلين»؟! وإلا فأنت مطالب بالتراجع والتوبة والتحلّل من المردود عليه.
عجيبة من العجائب: قال أبو أسامة في بيانه: «كما تبيَّن لي أن المشايخ الثلاثة قد فرَّقوا بين المتماثلات»! فماذا فعل المتعصب يطّو؟! انتصر لواحد من الثلاثة فقط، مع أنّ المردود عليه تناول ثلاثتهم بالانتقاد، ووصفهم جميعا بالتفريق بين المتماثلات! وهذه الفلتة الخطيرة توضّح وحدها كثيرا من الجوانب الخفية في هذه الفتنة! ومنها قداسة عرض الريحانة وأنّه الخطّ الأحمر الوحيد!
ثانيا: ادّعيتَ بأنّ أبا أسامة أسقطَ تهمة الجلوس مع بن حنفية عن الشيخ عز الدين فقلتَ كما في كلامك المُبهم الذي لم يتفطن له الكثير من الناس: «الأمر الذي حمل الكاتب العائب على إسقاط التّهمة عن المُنكَرِ عليه»! لا إله إلاّ الله! هل تظنّ أنّ بيان أبي أسامة بحوزتك ولم يظفر به أحد غيرك فأنت تنقل منه من غير أن يحاسبك الناس؟! يا رجل البيان بين أيدينا، وأنت في هذه النقطة تفتري على الرجل القائل في بيانه: «أخطاء تاب منها واعتذر أصحابها قبل الفتنة كقضية جلوس الشيخ عز الدين مع ابن حنفية في وليمة بولاية مستغانم»! فهو لم يسقط التهمة بل أكّدها وإنّما نقل الحقيقة كما هي وكما تعرفها أنت يا يطو ويعرفهما شيوخك، فجلوس الشيخ عز الدين مع بن حنفية طرحت قضيته يومها في دار الفضيلة واعتذرَ الشيخ وطوِي الملف في مهدِه، وحتى لزهر منذ ذلك وهو يدافع عن الشيخ عز الدين عندما تذكر أمامه هذه القضية ويقول: القضية مُنتهية والشيخ اعتذر، وبهذا ردّ على جماعة المدينة يوم أن سألوه عنها!
أيّها الفارس المغوار أهكذا تختزل هذه المباحث الشائكة التي من أجلها تفرق أهل السنة؟! أهكذا تتكلم عن هذه الحقائق وأنت المقرب من المشايخ؟! أهكذا يكون النقد في عرفك وعرف مشايخك تأتي على فقرة كاملة كتبها خصمك وذكرَ فيها حقيقة تاريخية ثم تلوّح عليها بقلم التحريف وتقفز عليها، وتهرب بعيدا ومع ذلك تظن في نفسك بأنّك امتطيتَ سرج الرجال وكتبت ردّا علميا كما يكتبه الفحول؟! هيهات هيهات يا يطّو.
ثالثا: لو أنك فتحت باب الافتراء والتجنّي لهان الخطب لكنك كسرتَه ونسفتَه! فها أنت تقول مرة أخرى «وإلزام الشيخ بلوازم باطلة»! من غير أن تنقل شيئا منها مع أنّك مبرّز في العلم عند طائفتك! فهل أصابك شلل الأنامل في هذا الموضع؟! أم أنك تكتب وأنت مطمئن بأنّ الأتباع يحسنون كل شيء إلاّ القراءة المنصفة!
رابعا: والعجيب أنّك اجتهدت في ذكر هذه اللوازم فنقلت واحدة منها لكن لم تنقل حرفها بل نقلت ما دار في خيالك فقلت: «أشدّها حكمه عليه بأنّه مفرّق بين المتماثلين» وهي الفقرة التي ناقشتك فيها سالفا، لكن زدتها كذبا وتقوّلا فقلت على لسان أبي أسامة وهو يطعن في الدكتور: «ساعٍ في تشتيت صفّ السلفيين في الجزائر، ومتولٍّ كبر هذا الاختلاف الحادث في الساحة الدعوية»! إنّها ثالثة الأثافي يا يطّو فقد نسبت للرجل ما لم يقله وافتريت عليه في وضح النهار، ونسبت إليه كلمات لم يكتبها وأجزم أنّه لم يفكّر فيها، وهنا أوجّه خطابي إلى القراء وليس إليك وأطالبهم بمراجعة بيان أبي أسامة، والتنقيب فيه ليحكموا بأنفسهم هل فيه ما زعمه هذا المجازف أم لا؟! وأنت يا يطّو تُب إلى بارئك من هذا البغي وأنت تعلم «لو أنّ جبلا بغى على جبل لدُكَّ الباغي» كما قال ابن عباس رضي الله عنهما!
يا يطّو ليس هذا بمجالك فأقلع عن العبث فيه، فالناقد الذي يخشى الله يأخذ من كلام خصمه ما يُنتقد عليه بحروفه وفواصله، ثم يعلق عليه بما يراه حقا، معتمدا في ذلك على نصوص الوحيين وكلام الأئمة، أمّا التعامل مع أخطاء الناس بهذه الطريقة المغشوشة، فلم يعرف إلاّ عن أركان البدعة والحزبية، وأقول لك ما قلته في بيانك وهو كلام ينطبق عليك انطباقًا كليّا: «فإنّه يغيظني كما يغيظ كلّ منصف باحث عن الحق والحقيقة تزوير الحقائق، وتلفيق الحوادث بغية نصرة الزلل والدفاع عن الباطل».
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «ونظرا لما تضمّنه هذا الحكم من الخطأ والبهتان وبما أنّي كنت حاضرا في الوليمة».
التعليق: ها قد عرفنا اليوم -وبشهادتك على نفسك- بأنّك حضرتَ مجالس المنحرفين، وتقابلتَ مع بن حنفية في ولائم الحلبيين، فكنتَ مقتديا بشيخك حذو القذة بالقذة، قائلا بلسان حالك:
وما أنا إلاّ من غزيّة إن غوتْ *** غويتُ وإن ترشد غزيّة أرشدِ
يا رجل أمثلك يتحدّث عن الاحتواء والتمييع؟! أمثلك يطعن في الرجال وينفر عنهم بمثل هذه المسائل؟! يا يطو أنا لم أتفاجأ بهذه الحقيقة التاريخية لأني أعرف مواقفك جيدا فأنت من قديم الزمان تسير على طريقة أهل التمييع، لكني تفاجأت كيف انقلبت من النقيض إلى النقيض في مدة وجيزة!
والعجيب أنّك كنت ذكيّا فاجتنبتَ ذكر جمال عماني في بيانك، وهو صاحب الوليمة، ولم تُكثر الكلام كما فعل أبواق الفتنة حول سلفية الرجل يومها! لأنّه موضوع سيدخلك في متاهات أنت تعلمها، فجنّبت بيانك ذكر صاحب الوليمة مع أنّ المردود عليه أشار إليه في بيانه! وهي النقطة التي حيرتني فيها! فقد انبريتَ للدّفاع عن الدكتور لكن في مسألة واحدة فقط! وأهملت مسائل أخرى من بينها انحراف صاحب الوليمة!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «بأنّه لم يكن للشيخ سابق علمٍ بحضور بن حنفية للوليمة».
التعليق: أوّلا: لا تضيّع أوقاتنا –رحمك الله- بالكلام الفارغ! فلا أحد ممّن تكلّم في هذه المسألة زعمَ بأنّ الدكتور كان على علم بحضور بن حنفية! بل حتى الاجتماع مع بن حنفية في وليمة واحدة لم يُنكر على الدكتور إلاّ على سبيل الإلزام بعدما أثار هو ومن معه جلوس الشيخ عز الدين! فلا تزوّر التاريخ.
ثانيا: نقطة النزاع هي الاجتماع مع بن حنفية في وليمة واحدة بغض النّظر عن العلم المسبق، لذلك أطالبك بأن تجيبني عن حكم السلف فيمن ذهب إلى وليمة فصادف هنالك بعض المبتدعة هل يجوز له البقاء أم يجب عليه الانصراف، لاسيما وهو من هو في ميدان العلم والدعوة! هات التقرير العلمي ليستفيد أتباعكم، فقد يأخذ متعصب من صنيع شيخك جواز البقاء مع المبتدع في مكان واحد إن لم يكن له علم مسبق بقدومه! فتفضل يا يطّو حدّد لنا الحيّز العلمي لهذه المسألة، وإلاّ تفعل فأنا أنصحك بأن تكسر قلمك وتلقي به في بحر هائج!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فكيف يصحّ أن يلحق هذا بمن كان على علم ودراية قبليّة بمجيء المومَى إليه».
التعليق: من أجل نصرة شيخك تكذب وتفتري على الشيخ عز الدين من غير حياء، كأنّي بك لا تستقبح الكذب إلاّ إذا طال شيخك! لا أدري متى وأين وكيف درستم تعاليم الإسلام الحنيف؟! يا يطّو إنّ عادة الله في أمثالك ممّن غُرِس التعصّب في قلبوهم وأنبَت تصير لهم دربة وعادة في الكذب! لذلك لا يأمنهم العاقل في كلّ كتاباتهم إن ثبت كذبهم في موطن واحد، لأنّ من ضيّع الصدق فقد ضاعت حياته وأُحرِق الورع في قلبه، يقول المعلّمي اليماني رحمه الله: «رأس مال العالم الصدق ومن استحلّ التحريف في موضع ترويجا لرأيه لم يؤمن أن يحرّف في غيره». «5»
يا يطّو شهد النّاس وعلى رأسهم المفسد النمّام زرارقة، وقد كان حاضرا في مجلس مستغانم -كما كنتَ أنت حاضرا في مجلس برج الكيفان- بأن الشيخ عز الدّين لم يكن له علم بحضور بن حنفية، وقبل ذلك شهد المعنيّ وصرّح بأنّه لم يكن يعلم! فبأيّ شريعة وبأيّ عقل وعُرف وعادة تكذب عليه هذه الكذبة الشنيعة؟! فرجاء تذكر هذه الكذبة وأضفها إلى القائمة التي يلزمك الرجوع عنها كاملة وإلاّ سيبقى اسمك مرقوما في سجّل كذابيّ العصر!
وللتاريخ أنقل هذه الشهادات التي كُتبت في مجموعة: «روضة المحبين» التي أُشرف عليها في «الواتس» وقد انتشرت هذه الشهادات في وسائل التواصل ونقلت إلى منتديات التصفية وبلغت الآفاق وكان ذلك يوم: «الأحد: 16 شعبان 1440هـ، الموافق لـ 21/04/2019 نصراني»:
قال الأخ الفاضل مختار حرير –وفقه الله-: «الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فقد جمعني بالمدعو «محمد زرارقة» مجلس بمدينة تيغنّيف عام 1435ه فذُكِر لقاء الشيخ عز الدين-حفظه الله- مع بن حنفية في مستغانم فقال: الشيخ عز الدين لا يعرف صاحب العقيقة بل كنتُ أنا المدعو وطُلب مني دعوة الشيخ لإلقاء كلمة، أقسمُ حالفا أنّ الشيخ لم يكنّ يعلم بوجود بن حنفية بل ولما دخل المجلس ورآه أسر إليّ قائلا: «الله المستعان شفت خاوتك واش يديرو يا محمد؟!!»، وقال: كنت أقرب الناس مجلسا من الشيخ فسمعته يقول لابن حنفية: «هاذو خاوتك ومشايخ وفضلا تواصل معاهم وحلّوا الأمور...» فاهتبلها الشيخ فرصة لنصحه، أنكر أشدّ الإنكار على من رفع القضية إلى الشيخ فركوس وذكر أنه ترجاهم ليوصلوه إلى العاصمة ليفعل ذلك، ووصفه زرارقة بأبشع الأوصاف، ذكر زرارقة أن القضية طرحت بين المشايخ وفرغ منها وذكر الشيخ فركوس ذلك في أحد مجالسه لإخوة من مستغانم».
قال فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني –حفظه الله- تعليقا على شهادة الأخ مختار حرير: «وأزيد تأكيدا لِما ذُكر: أنّ صاحب العقيقة ومعه إخوة من مدينته جاؤوا إليّ لدعوتي في دار الفضيلة «باللِّيدُو» مَرفوقين بزرارقة، وهو الذي توسّط لهم وشفع لهم، وأبشراخواني أني سأكتب توضيحا حول القضية المفبركة (ابن حنفية) التي يتاجر بها فركوس».
وقال الشيخ الفاضل عبّاس ولد عمر –حفظه الله- معلّقا على الشهادة: «وأنا أؤكد ما قاله أخونا، فقد سمعتُ هذا الكلام بحروفِه من المَفتون «زرارقة» غير مرّة، بل كان ذلك قبل الفتنة بيسير، ولكن القوم انتهازيون على طريق بعض أهل السياسة، جاءته فرصة الظهور فلم يُفوّتها ولو على حساب دينه، فصار ينكر ما كان يعرفن وأزيد شيئا آخر ينبئ عن حقيقة أبواق الفتنة: كنت في مجلس كان فيه زرارقة وإلياس مداني ومزيان ونسيم، دعانا أحد الإخوة إلى العشاء، وفي تلك الليلة صدر بيان شيخنا عز الدين، فما كان منهم من أحد إلاّ فرح به واستبشر، وقد رُئي ذلك في وجوههم، لكن لم يلبثوا بعدها إلا يسيرا حتى جاءتهم التعليمة الفوقية من الحضرة الجمعية، فأصبحوا جميعا بقوله ناطقين: «البيان فيه عشرين طعنة في السلفيين»، فالله المستعان» انتهى.
قلت: يا يطّو أحاول أن أعذرك في حالة واحدة إذا اعترفت بأنّك مغلقٌ عليك وأنّ هذه الحجج لا تبلغك، ومع ترجيح هذا الاحتمال البعيد فأنا أطالبك أيضا بالتوبة والاعتذار! أمّا إن كنت وقفت على هذه الشهادات من قبل ثم تقصّدت هذا البهتان فلا أملك إلاّ أن أقول لك: حسبنا الله ونعم الوكيل فيك وفيمن يدفع أمثالك إلى الكتابة في هذه القضايا الخطيرة.
تنبيه: من مفاسد قاعدة التهميش البدعيّة المحدثة، أنّها تحجزك عن معرفة أجوبة من نُسبت إليهم التّهم، فيبقى المتعصّب مصرّا على اتهامهم، وهم عند الله وعباده معذرون بما أبدوه من حجج وبيانات.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «دار النقاش بين الشيخ من جهة وبن حنفية وبعض مرافقيه من جهة حول حكم الانضمام إلى جمعية العلماء الحالية، فأنكر الشيخ ذلك، وبيّن أنّ السلفيّ تأبى سلفيّته مشاركة من يعاديه عقيدة ومنهجا، وصدق انتمائه للسلف، يحول بينه وبين مصاحبة من يخالف انتماءه، فضلا عن مودّته ومقاسمته محلاّت الدعوة وأماكن التعليم، والتوجيه والإرشاد».
التعليق: بإمكاني يا يطّو إلغاء كلّ هذه الأقوال التي تنقلها عن شيخك الدكتور لسبب واحد فقط وهو أنّ الدكتور يمنع من نقل كلامه والأخذ بما لم يُنشر في موقعه! ولم يرد عنه أنّ استثنى وأجاز نقل كلامه الذي يرد على لسان يطّو! لكنّنا منصفون -إن شاء الله- وسأناقشك في نقلك لأنّه ثابت وصحيح عن الدكتور، وليس مثلك من يكذب عليه أو يتصرف في كلامه.
أوّلا: لم تخبرنا عمّا وقع قبل النقاش! هل سلّم عليه وعانقه؟! أم صافحه فقط؟! وهل تبسّم في وجهه كما هي عادته؟! وكيف خُتم النقاش هل بطلاقة الوجه والتحيّة أم بالتكشير واحمرار الوجه كما هو صنيع الغيورين على السنّة والمنتصرين لها، وهذا ما لم يحدث قطعا ولو وقع قريب منه لسارعت إلى نقله لتظهر صلابة شيخك في هذه النقطة التي انتقِد فيها بشدّة، فأجبني يا يطّو فقد ركّزتم كثيرا على عناق مشايخ الإصلاح لعبد المالك وكأنّكم كنت معهم! أجبني فلسنا مثلكم فنحن نسأل فقط ولا نفتري!
ثانيا: قولك: «فأنكر الشيخ» يشعر بأنّ بن حنفية هو من تكلّم ابتداء لأن الفاء حرف «عطف يفيد الترتيب والتعقيب»، وهذا يَرُدّ دعواك التي ستأتي بعد أسطر، عندما أظهرتَ الدكتور وكأنّه كان المبادر إلى النّصح والإنكار!
ثالثا: أستسمحك يا يطّو لأزيد من توضيح المسألة لأنّ القارئ قد تفوتها بعض الحقائق: بن حنفيه لم يسأل الدكتور عن حكم الانتماء! بل كان يومها منتميا للجمعية، لهذا ناقش الدكتور ابتداء وأظهر حجّته في المجلس، وقال كما ذكر هو في بيانه الذي نقلتُه في «الحلقة الخامسة من الحوار الهادي»: «وممّا قلتُه لهُ أنّ الذي يجمعُنا بالجمعية ليس توجّه بعض أفرادها بل مضمون قانونها الأساس، فهو موضع التعاقد وليس فيه مخالفة شرعية».
رابعا: يا يطّو تحمّل أسئلتي أرجوك: بما أنّ الدكتور اجتمع مع بن حنفية في مجلس واحد وتناقش معه من غير شروط فلماذا رفض طلبَ الإمام ربيع عندما نصحه بالاجتماع مع إخوانه ومناقشة الأخطاء، واشترط عليهم تلك الشروط التعجيزية؟! لا تقل: لم يكن يعلم وجوده، لأني سأجيبك: كان عليه أن ينصرف فلا أحد أجبره على مقابلة بن حنفية وكان عليه على الأقل أن يعلمه بالشروط أمام الناس! وهذا مالم يحدث.
خامسا: قولٌ نقلتَه عن الدكتور يجعلنا نفهم أكثر موقفه من مشايخ الإصلاح، وحكمه عليهم، حيث قال: «السلفيّ تأبى سلفيّته مشاركة من يعاديه عقيدة ومنهجا، وصدق انتمائه للسلف، يحول بينه وبين مصاحبة من يخالف انتماءه»، فهل طعن الدكتور في انتماء مشايخ الإصلاح، وبدّعهم وأخرجهم من السلفية عندما عاداهم وقطع مصاحبتهم ومودّتهم؟!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فاعترضَ بن حنفية بدعوى اطّلاعه على بنود تأسيس الجمعية الحاليّة ومنهج دعوتها فكان في ضمن ما سطّروه مكتوبا: محاربة البدع والقضاء على محدثات الأمور».
التعليق: بن حنفية لم يكن يومها مطّلعا على البنود فقط، بل كان منتميًا! ففي الأخير شيخك الدكتور جلسَ مع أحد رؤوس الجمعية وناقشه من غير شروط! فافهم هذا، ولا تشعّب القضية أكثر مما هي متشعبة.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فكرَّ الشيخ على الشبهة مبطلاً لها دائرا كلامه حول الفرق بين الادّعاء والواقع الملموس، وأن الأفعال والأعمال قاضية على الأقوال حاكمة عليها إن لم تكن موافقة لها ومجانسة».
التعليق: أوّلا: قولك: «فكرَّ الشيخ على الشبهة» هو قول متعصّب لا يرى إلاّ شيخه! وإلاّ فصغار أهل السنة يحسنون مثل هذه الأجوبة وزيادة!
ثانيا: باقي الفقرة يحسن أن نجعلها عنوانا لسلسلة «الحوار الهادئ»! فقد صدق الدكتور حين ذكر بأنّ هناك ففرقٌ بين: «الادّعاء والواقع الملموس، وأنّ الأفعال والأعمال قاضية على الأقوال حاكمة عليها إن لم تكن موافقة لها ومجانسة»!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «كما أظهر الشيخ معرفة معمّقة برؤوس الجمعية الحالية وأخذ يسمّي كثيرا منهم ويُعلم سامِعيه بمدى حقدهم على دعوة السلف وبعدهم عن معالم... فسكتَ بن حنفية ومرافقوه ولم يجدوا جوابا».
قلت: رجل تجاوز الستّين وأمضى نصف حياته في المجال الدعوي وهو مقيم في الجزائر أين توجد هذه الجمعيّة، فأين هي الفضيلة والتميّز في معرفته لأسماء المُنتمِين لهذه الجمعيّة وإدراكه لحقدهم على السلفيين؟! يا يطّو رجاء لا تستخفّ بعقول الأتباع أكثر من هذا الاستخفاف، فقد أرهقتني في هذه العجالة!
ثمّ أخبرني عن نفسك: ألم يسبق لك وأن عرفتَ هذه الأسماء ألم تقف من قبل على حقدهم على السلفيين؟! وهل تعتقد فعلا بأنّ الدكتور فاق صاحب الفضيلة الشيخ عبد الغني في هذه الفضيلة؟! وأشدّ من هذا أنّك قلتَ وبكل وقاحة وجرأة: «فسكتَ بن حنفية ومرافقوه ولم يجدوا جوابا»! يا يطّو لقد ذكّرتني بقضيّة الحجوري عندما نقلتُم ما يحلو لكم من مجلسه مع الدكتور، وأذعتم بأنّ الدكتور أفحمه بالحجّة! لكنّكم نسيتُم بأنّ للمجلس رواية أخرى من طريق الحجوري وأتباعه! فاترك التعصّب وكن منصفا في نقلك فالإنصاف عزيز.
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فكان المجلس مجلس نصحٍ، لم يكن للثناء فيه على المخالف أدنى نصيب ولا للتزكية فيه أيّ حظّ، فضلا عن أن يشتمل على الدعابة والمزاح وتبادل التلاطف والفخر بالاجتماع، وقد قال السلف: «أهل البدع يتكاتمون كل شيء إلاّ الصحبة».
التعليق: أوّلا: هكذا يكون آخر الزمان يا يطّو! ينتشر فيه الكذب إلى درجة أنّ الكاذب يقابل أمّة من الناس بكذبته ولا يستحي منهم، فمجلس «طعام ومثوَّم وشطيطحة» صيّرتَه بضربة قلم مجلس نصح ودعوة، وكأنّ الدكتور ما نقل خطواته إلى ذلك المجلس إلاّ لنصح بن حنفيّة! أما الشيخ عز الدين فقد ذهب متقصّدا الاجتماع والثناء والملاطفة والافتخار! كيف تتحمّل قلوبكم كلّ هذه الأحقاد؟!
ثانيا: قولك: «فضلا عن أن يشتمل على الدعابة» فيه إشارة إلى أنّ هذا الفعل أشدّ نكارة من مجرّد الثناء والمدح! طيب يا فارس الدكتور قبلنا منك هذا، لكن بشرط أن تسحب هذا القول على قضية أخرى عرفت بقضيّة «عدّة فلاحي» التي شهد فيها جليس شيخك بأنّ الدكتور داعبَه ومازحه! ما رأيك يا يطّو؟!
ثالثا: ألستَ تبدّع مشايخ الإصلاح -واللشيخ عزّ الدين تحديدا- بقولك: «قد قال السلف: «أهل البدع يتكاتمون كل شيء إلاّ الصحبة»؟! يا يطّو لا تظنّنا نقرأ كلامك قراءة المغفلين! وعجبي لا يكاد ينقضي من جرأتك هذه! والسبب المباشر لهذه الجرأة هي طريقتك في اجتناب ذكر الأسماء وهي طريقة تسهّل على صاحبها –الذي لا يرقب الله في الكتابة- اتهام الأبرياء والحكم عليهم بأشد الأحكام، فإن أحرج بالردود أو اضطّر للاعتذار تراه يحتج ويقول: لم أقصد فلانا وكلامي كان عاما!
ثم اعلم يا يطّو: أن من أشهر طرائق الحدادية نقلهم لكلام السلف وتنزيله على الأعيان والأحداث على حسب الأهواء والأحقاد! وحاشا السّلف أن يقصدوا ما قصدت ويفهموا ما فهمت ويحكموا بمثل هذه الأحكام القاسية! ولا أدري كيف تظنّ بالقرون المفضلة هذه الظنون السيئة، وتعتقد بأنّ الواحد منهم يحكم على رجل بالبدعة إن هو صادف مبتدعا في وليمة ولم يخرج ولم ينكر بل سلّم عليه وألان له الكلام حياء منه! لا أدري كيف تنسب هذا الفهم المنحرف الخطير لسلف هذه الأمّة!
ثم أخبرني: هل ينطبق قول السلف الذي نقلته على شيخك؟! وهل لنا الحق في إنزال حكمهم عليه بسبب مجالسته لبعض المنحرفين؟! أم أنّ المسألة سيكون لها تفصيل وشروط وتُخلقُ له قيود وضوابط بمجرد تعلقها بالدكتور؟!
قال يطّو –غفر الله له وأصلحه-: «فمِن أبينِ الظلم وأظهر التعدّي إلحاق مجلس نصحٍ بمجلس مودّة وقرب وزيادة في أواصر المحبّة وامتداد جسور التآخي والترابط».
التعليق: أوّلا: يطّو يُصرّ على تبديع المشايخ، ويجتهد في كل مرة في إظهار فضيلة الشيخ عزّ الدين في مظهر المحبّ لجماعة بن حنفية والموالي المنتصر لهم! مع أنّ القضية لا تعدو أن تكون لقاء واحدا وقد قدّم الشيخ عذره وقبل منه الجميع.
وهنا تنبيه مهمّ: حال يطو في هذه القضية لا يختلف عن حال جماعته وشيوخه فمن المستحيلات أن تراه متحدّثا عن موقف باقي مشايخ الإصلاح من لقاء الشيخ عز الدين مع بن حنفية! لأنّهم يعلمون جيدا أنّ المشايخ لو كانت لهم علاقة ببن حنفية لسهّلوا القضيّة واستهانوا بها، ولم يكن عندهم أي إشكال في ذلك اللقاء، لكن المفرقة قوم بهت ركّزوا عل الشيخ عز الدين وتجاهلوا موقف باقي المشايخ، فسحقًا لمنهج التفريق، وتبًّا لكلّ مفرّق كذّاب.
ثانيا: يا يطّو من وصفَ مجلس الشيخ عز الدين مع بن حنفية بأنّه مجلس مودّة وقرب وزيادة في أواصر المحبّة وامتداد جسور التآخي والترابط؟! أهكذا تكتب الردود يا يطّو؟! وضّح لنَا لنفهم هل هو من توصيفك الذي تتحمّل تبعاته! أم هو قول غيرك سواء الشيخ عز الدين أم بن حنفية؟!
أمّا أنا فأنقل من كلامكم ومن كلام جلسائكم، وكان ذلك يوم أن جلس شيخك مع الحجوري المنحرف الطاعن في العلاّمة الجابري، فقلتم في بيانكم الذي نقلته في «الحلقة الأولى» من «الحوار الهادئ»: «وقد أفصحوا لشيخنا محمَّد علي فركوس ـ حفظه الله ـ أنَّ طبيعةَ الزيارة وُدِّيَّةٌ وحبِّيَّةٌ، تعمل على تحقيق التعاون الأخويِّ المبنيِّ على البرِّ والتقوى، وتكرِّس مبدأَ الإخاء وإصلاحِ ما أفسدَتْه أقلامُ الكاتبين المتطاولين على عِرض الشيخ أبي عبد المعزِّ وإخوانه ـ الجزائريين ـ في الدعوة إلى الله...اكتسى اللقاءُ ـ في جملته ـ بطابعٍ أخويٍّ مفتوحٍ».
قلت: فما أنت قائل يا يطّو؟! هل ستُرينا وجهَك مرّة أخرى وتجيب عن هذه الإشكالات أم ستختفي إلى الأبد؟! وأرجو لك الثانية.


الخاتمة


هذا آخر ما رمتُ بيانه في هذه العجالة، وفي الجُعبة الشيء الكثير إن أمدّ الله في الأجل، ولا شكّ أنّ بيان يطّو يعتبر أنموذجا للتّابع الذي بلغ في التعصّب مبلغا عظيما فصارت حركاته وسكناته مرتكزّة على نصرة الشيخ ولو على حساب الأبرياء، وهو مستعدّ لبذل دينه قبل نفسه من أجل إسعاد الشيخ، فالله الله يا أهل السنة في دراسة أقوال العلماء في التعصّب وحفظها وفهمها ونشرها حتى نقضي على هذا الداء العضال الذي فتك بشريحة كبيرة من شباب الأمّة، أسأل الله أن يقيَنا مُضلاّت الفتن، وأن يفتح علينا وبنا إنّه جواد كريم والحمد لله رب العالمين.

كتبه:
أبو معاذ محمد بن حمّو مرابط
ليلة السبت: 15 ذو الحجّة 1440 هـ
الموافق لـ: 17 /08/2019 نصراني
الجزائر العاصمة


الهامش:
«1» «الصحيحة 1914» من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
«2» «صحيح الترغيب والترهيب 2327» من حديث أنس بن مالك رضي الله عنهما.
«3» «صحيح الترغيب والترهيب 129».
«4» «صحيح الأدب المفرد 457».
«5» «التنكيل 1/46 –الطليعة-».

رد مع اقتباس