[يوسف بن عومر]

الحقيقة أن المثلة في حلق إحدى النصفين تكون أشد، وهي مأخوذ من التثيل الذي نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، والتي هي التنكيل به، والله أمر بإبقائها كلها لا الإبقاء على نصفها،و هناك أثر عن ربيعة الرأي -شيخ الإمام مالك - رحمهما الله - أنه حُلق نصف لحيته لسبب ما، فحلق النصف الباقي ولم ينكر عليه أحد من أهل المدينة، وهو من هو في العلم والتقوى والورع، ولا ننسى أنه تلميذ الفقهاء السبعة، الذين يجمعهم قول القائل:

إذا قيل من في العلم سبعة أبحر *** أقوالهم ليست عن العلم خارجة
فقل: هم عبيد الله، عروة، قاسم، *** سعيد، أبو بكر، سليمان خارجة

وروي ما يقابل هذا القول عن الأعمش - سليمان بن الأشعث - رحمه الله - أنه حُلق نصف رأسه - فقام قبل أن يتم الحجام حلق رأسه - مغضبا - والقصة طويلة- ثم ذهب ولم يحلق النصف الباقي، وهو كوفي ويقدم عليه عمل أهل المدينة كما هو معلوم.
هذه الفائدة أفادناها الشيخ: بشير صاري - حفظه الله - يوم الإثنين الماضي - بمسجد "النور" - نوره الله - بعد المغرب وكان معي الشيخ أبو مصعب حفظه الله وذلك بعد عودتنا من العاصمة ولقاء الشيخ أبي عبد المعز حفظه الله. وقال الشيخ بشير: وهذا مما يدعم فتوى الشيخ فركوس حفظه الله.
والله أعلم أخي آمحمد العكرمي ووفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.