عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17 Oct 2020, 02:09 AM
أبو العباس عبد الله بن محمد أبو العباس عبد الله بن محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 208
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.


يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاتِهِ ولا تموتنّ إِلّا وأنْتمْ مسْلِمون[ آل عمران:102]

يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الّذِي خلقكمْ مِنْ نفْسٍ واحِدةٍ وخلق مِنْها زوْجها وبثّ مِنْهما رِجالًا كثِيرًا ونِساءً واتّقوا اللّه الّذِي تساءلون بِهِ والْأرْحام إِنّ اللّه كان عليْكمْ رقِيبًا[ النساء:1]

يا أيّها الّذِين آمنوا اتّقوا اللّه وقولوا قوْلًا سدِيدًا (70) يصْلِحْ لكمْ أعْمالكمْ ويغْفِرْ لكمْ ذنوبكمْ ومنْ يطِعِ اللّه ورسوله فقدْ فاز فوْزًا عظِيمًا[ الأحزاب:70 - 71].
أما بعد:

فإن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

فهذا كتاب جليل القدر، عظيم الفخر، كثير الفوائد، غزير الفرائد؛ للحافظ أحمد بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن أسباط بن عبد الله بن إبراهيم بن بُديَح، الدِّينَوَري، المعروف بـ«ابن السُّنِّي» (المتوفَّى سنة 364هـ)، صاحب الكتاب المشهور: «عمل اليوم والليلة».

تضمَّن الكلام على أصول العلم وفنونه وآدابه التي ينبغي للمعلِّم أن يتحلَّى بها في نفسه ودرسه، وما يلزمه استعماله مع طلَّابه وأصحابه، كما ينبغي للمتعلِّم أن يتحلَّى بها في نفسه، ودرسه، ومع شيخه، وما يلزمهما من التخلُّق بمحاسن الأعمال، ومكارم الأخلاق، واستعمالهما حسن الهدي، والسمت، والوقار، والسكينة، وغيرها من آداب المعلِّم والمتعلِّم، وما ينبغي الهما سلوكه واستعماله في طرق التعلُّم والتعليم.

مستنبطا ذلك من معاني كتاب الله عز وجل، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومُستمَدّا من آثار أصحابه، وختمه بنکت عجيبة، ونُقول غريبة من آداب العلماء وهديهم وسيرهم وأخبارهم، ليُتَّبع في ذلك دليلهم، ويسلك سبيلهم.

ولقد اهتم أهل العلم بهذا الموضوع، وَنَوَّهُوا به، وحثوا على طلبه والتخلق به، ومنهم من أفرده بالتأليف.

ومن أهم هذه المؤلفات:
- «الفقيه والمتفقِّه»، و«الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»، و «اقتضاء العلم والعمل» ثلاثتهم للخطيب البغدادي.
- و«جامع بغŒان العلم وفضله» لابن عبد البر .
- و«أخلاق حملة القرآن»، و «أخلاق العلماء» کلاهما للآجري.
- و«أدب الإملاء والاستملاء» لابن السمعاني.
- و«المدخل إلى السنن الكبرى» للبيهقي.
- و«الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع» للقاضي عياض.
- و «تذكرة السامع» لابن جماعة.
- و «تعليم المتعلم طرق التعلم» للزرنوجي، وغيرها كثير.

وإنَّما نبَّهوا على ذلك؛ لأنَّ أهل العلم وطلَّابه هم أولى الناس بالتحلي بالفضائل، والتخلي عن الرذائل؛ لأنَّ العلم يُراد للعمل الذي هو سبيل النجاة والطريق إلى الجنة؛ فهو ثمرته، بل هو لبُّه وجوهرته، فمن عمل به فله فائدته، ومن ترك العمل به فعليه عائدته، فعِلم بلا عمل كجسد بلا روح، وشجر بلا ثمر.

و«مَثَلُ العالِمِ الذي يعلِّم الناسَ الخيرَ ويَنسَى نفسَه كمثل السِّراج يضيء للناس ويحرق نفسه».
وقد قال تعالى:يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ[الصف: 2-3].

قال الخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (ص15): فإذا كان العمل قاصرا عن العلم، كان العلم كَلََّا على العالم، ونعوذ بالله من علم عاد كَلََّا، وأورث ذُلاََّ، وصار في رقبة صاحبه غُلََّا.

ولهذا ذمَّ العلماء من لم يتحل بآدابه، ولم يطرق دروب أبوابه.

قال الخطيب البغدادي في مقدمة «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع» (1/75): «قد رأيت خَلقََا من أهل هذا الزمان -وهذا في زمانه، فلو أدرك زماننا هذا ماذا سيقول؟!- ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المتخصِّصين بسماعه ونقله، وهم أبعد الناس مما يَدَّعون، وأقلهم معرفة بما إليه ينتسبون، يَرَى الواحدُ منهم إذا كتب عددََا قليلََا من الأجزاء، واشتغل بالسماع برهة يسيرة من الدَّهر، أنه صاحب حدغŒث على الإطلاق، ولمَّا يُجهد نفسَه ويُتعِبها في طِلَابِه، ولا لحقته مشقة الحفظ لصنوفه وأبوابه ...

ثم قال: وهم مع قلة كتبهم له وعدم معرفتهم به أعظم الناس كِبرََا، وأشد الخلق تِيهََا وعُجبََا، لا يراعون لشيخ حرمة، ولا يوجبون لطالب ذِمَّة، يَخرِقُون بِالرَّاوِينَ، ويُعَنِّفون على المتعلمين، خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه، وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه....

ثم قال: والواجب أن يكون طلبة الحديث أكمل الناس أَدَبََا، وأشد الخلق تواضعََا، وأعظمهم نزاهة وتدينََا، وأقلهم طَيشََا وغضبََا؛ لدوام قرع أسماعهم بالأخبار المشتملة على محاسن أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وآدابه، وسيرة السلف الأخيار من أهل بيته وأصحابه، وطرائق المحدثين، ومآثر الماضين، فيأخذوا بأجملها وأحسنها، وَيَصدِفُوا عَن أَرذَلِهَا وَأَدوَنِهَا».

ونقل ابن عبد البر في «جامع بيان العلم» (353/1) قول الشاعر:

يــا أيهــا الــرجل المعلّــم غيـــــره***هلا لنفسك كان ذا التَعليــمُ
ابــدأ بنفــسك فانههــا عـن غيّـهـا***إذا انتهت عنه فأنت حَكيـــمُ
فـهــناك يُقــبل مــا تقول ويقتـــدى***بالعلم منك وينفع التَعليــــمُ
تصف الدواء لذي السّقام من الضَّنَا***كيما يصح به وأنت سَقيــــمُ
وأراك تُلْقِـــحُ بالرّشــــاد عقولـــــنا***نصحا وأنت من الرَّشاد عَديمُ
لا تـــنه عــن خلـــق وتأتي مثلــه***عار عليك إذا فعلت عَظيـــــمُ


والكتاب له قيمة علمية كبيرة، وتتجلى هذه القيمة فيما يلي:

أولا: اهتمام أهل العلم به، وذلك بكثرة سماعاته في جميع أجزائه.

ثانيا: أنه ظهر أثره في الخطيب البغدادي حيث اقتبس كثيرا من تراجم أبوابه، وترجم بها في كتابيه: «الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع»، و«الفقيه والمتفقه»:

من ذلك أن الحافظ ابن السني ترجم في الكتاب (30): «فإن حَضَر معهم غريبٌ كان أحقَّهم بالسُوال والسَّبق».

وترجم الخطيب في «الجامع» (1/ 303): «ويستحب للسابق أن يقدم على نفسه من كان غريبََا، لتأكد حرمته ووجوب ذمته».

وترجم أيضا (191): «أول ما يجب أن يبتدئ بتعلمه: القرآن».

وترجم الخطيب في «الجامع» (106/1): «ذكر ما يجب تقديم حفظه على الحديث: ينبغي للطالب أن يبدأ بحفظ كتاب الله عز وجل».

وترجم أيضا (73): «وَليبَكِّر؛ فإنه أعظم للبركة».

وترجم الخطيب في «الجامع» (149/1): «البكور إلى مجالس الحديث».

وترجم (74): «وليمش على تُؤدة».

وترجم له الخطيب (151/1): «مشي الطالب على تؤدة من غير عجلة».

وترجم (76): «فإذا انتهى إلى باب العالم فلا يَطرق عليه إلَّا طرقا خفيفََا».

وترجم له الخطيب (160/1): «جواز طرق الباب وصفته».

ومن ذلك أنه ترجم (44): «ولا بأس أن يداعبهم عند الخطأ، ليزيل عنهم الخجل».

وترجم الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (284/2): «ويجوز للفقيه مداعبة من أخطأ من أصحابه ليزيل عنه الخجل بذلك»، ثم ذكر حديث الباب.

ومن ذلك أنَّه ترجم (29): «وليَعدل بين المتعلِّمِينَ، ويأخذ عليهم على السَّبق».

وترجم الخطيب في «الفقيه والمتفقه» (200/2): «فإذا صار إلى مجلسه واجتمع إليه أصحابه، فلا يخلو من أن يكون عادته أن يذكر للجماعة دروسََا مختلفة لكل طائفة منهم درسََا، أو يذكر لجميعهم درسََا واحدََا هم فيه مشتركون، وعلى اختياره متفقون، فإن كانت دروسهم مختلفة، قدم من كان السبق له». ثم ذكر حديث الباب.

وغير ذلك مما سيقف عليه الناظر في هذا الكتاب، وفي كتابي الخطيب.

ثالثا: عناية أهل العلم به قراءة وتحديثََا، فقد سمعه كثير منهم عن أشياخهم، وذكروه في أثباتهم:
منهم: ابن السمعاني، سمعه من أبي حفص عمر بن عثمان بن الحسين الجنزي الأديب، كما في المنتخب من معجم شيوخ ابن السمعاني» (1173).
وسمعه أيضا من عبد الله بن أحمد بن محمد أبي المعالي الحلواني، كما في «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانغŒد» لابن نقطة (326).

ومنهم: محمد بن محمد بن أبي بكر بن إسماعيل الكرابيسي الهمذاني، حدث به عن الدوني، كما في «التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد» (109).

ومنهم: عبد الله بن أحمد بن أبي الفتح الخرقي الأصبهاني، أبو الفتح بن أبي العباس، حدَّث به عن أبي محمد الدوني أيضََا، كما في «التقيد» (326).

ومنهم: الحافظ ابن حجر، سمعه عن الشيخ أبي إسحاق التنوخي مشافهة عن صالح بن إبراهيم الحافظ أنبأنا الإمام أبو الفرج بن أبي عمر، كما في «المعجم المفهرس» (178).

ومنهم: شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان الرُّوداني السوسي المكي المالكي، سمعه عن بعض مشايخه، كما في «صلة الخلف بموصول السلف» (253)، وغيرهم.


وعنوان الكتاب هو:

رياضة المتعلمين

كما هو مثبت في طرَّة المخطوط، وذكره بهذا الاسم كثير من أهل العلم، كما سيأتي ذكره عند توثيق نسبة الكتاب إلى الحافظ ابن السني.

وذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (278) باسم: «رياضة المتعلم»، وتبعه حاجي خليفة في «کشف الظنون» (938/1)، وذكره أبو الطيب المكي الفاسي في «ذيل التقييد في رواة السنن والأسانيد» (17/2) بلفظ: «رياض المعلمين» -بالجمع دون التاء -.

ويشترك عنوانه مع كتاب «رياضة المتعلمين» للحافظ أبي نعيم، كما ذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (279) وغيره، ومع كتاب «رياضة المتعلم» للشيخ موفق الدين حمزة بن يوسف الحموي المتوفى سنة 670هـ، كما في «کشف الظنون» (938/1).

وقد قسَّم الحافظ ابن السني كتابه هذا إلى سبعة أجزاء، وما وصلنا إلا الجزء الثاني إلى الجزء السابع، وفُقِدَ منه الجزء الأول، لعل الله عز وجل يقيد له من يعثر عليه كما عُثِر على إخوته، ويخرجه من ظلمات المفقود إلى نور الموجود.


وثبت صحة نسبة الكتاب إليه قطعََا، ويدل عليه أمور:

أحدها: أنه رواه عنه: تلميذه وصاحبه أحمد بن الحُسين بن محمد بن عبد الله بن بَوان القاضي، أبو نصر الدِّينَوَري المعروف بالكسَّار، المتوفى سنة 433هـ.

قال فيه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (523/9): «وكان صدوقا، صحيح السَّماع، من أهل العلم والجلالة».

وعنه: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن الحسن الدوني.
قال فيه الذهبي في السير» (239/19): «الشيخ، العالم، الزاهد، الصادق، كان آخر من روى کتاب «المجتبى» من «سنن النسائي»، وغير ذلك عن القاضي أبي نصر أحمد بن الحسين الكسار صاحب ابن السني».

وقال الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد السلفي: «حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني بالدون، وكان متقنََا، ثبتََا، ثقة»، كما في «التقييد المعرفة رواة السنن والمسانيد» (338) لابن نقطة.

وعنه: أبو المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل بن محمد بن عثمان الهَمَذَاني القُومَسَاني.

قال الذهبي في «تاريخ الإسلام» (655/12): «سمع عبد الرحمن بن حَمد الدُّوني، وناصر بن مَهدي الهَمَذَاني، وغيرهما؛ روى عنه الحافظ عبد الغني، وأجاز للحافظ الضياء في سنة أربع وسبعين».

وابن عمه أبو سعيد المطهر بن عبد الكريم بن محمد بن عثمان الهَمَذَاني القُومَسَاني.

قال الذهبي في «تاريخ الإسلام، (660/غ±غ²): «وكان ثقة، وقا، صالحا».

سمع(1) منهما الحافظ(2) عبد الغني بن عبد الواحد بن علي المقدسي؛ كما في طرة المخطوط.
فالسند إليه صحيح.

الثاني: أن الحافظ ابن السني روي فيه عن أعيان شيوخه، كالنسائي وأبي يعلى، وغيرهما.

الثالث: أنَّه ذكر فيه بعض مؤلفاته التي ثبتت نسبتها إليه، مثل كتاب الطب؛ حيث قال (ص276): وقد استقصينا أبوابه في «كتاب الطب».

الرابع: أنَّه ثبت فيه سماعات لكلِّ جزء من أجزائه.

الخامس: أن بعض أئمة الحديث قد روى أحاديث من طريق هذا الكتاب، كالديلمي في مسند «الفردوس» وابن عساكر في «تاريخ دمشق» وغيرهما، كما ستجده في تخريج أحاديث الكتاب.

السادس: أنه قد ذكره بعض أهل العلم منسوبََا إليه، وعزا إليه أحاديث عند تخريجها؛ كالحافظ العراقي في «تخريج إحياء علوم الدين» (16، 18، 1073، 1738)، والحافظ ابن حجر في «فتح الباري» (128/12) و(254/19)، والحافظ السخاوي كما في «فتح المغيث» (76/3).

السابع: أنه سمعه وأقرأه بعض أهل العلم كما تقدم في بيان قيمته العلمية، وذكره الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (278)، وابن طاهر في «صلة الخلف بموصول السلف» (252) أنه في سبعة أجزاء؛ وهو كذلك.

هذا، وقد اعتمدت على نسخة فريدة محفوظة بمكتبة الدولة ببرلين - ألمانيا، برقم (3196)، ونسخت سنة (726هـ) بخط الحافظ عبد الغني المقدسي(4)، جاء في آخر الورقة من المخطوط: «بلغ في الثالث عشر بدار الحديث الأشرفية بقاسيون، يوم الخميس الثالث والعشرين من ربيع الأول سنة ست وعشرين وسبعمائة».

وهي نسخة مصححة عليها سماعات كثيرة، وقد فُقِد الجزء الأول منها كما تقدم الإشارة إليه.

وقد قمت بنسخ الكتاب حسب قواعد الإملاء الحديثة، وصححت ما وقع فيه من الأخطاء والتصحيف، واستدركت السقط، وحصرته بين معقوفتين [ ]، ونبهت على ذلك في الهامش، وعلَّقت عليه، وقمت بتخريج أحاديثه وآثاره، وعزوها إلى مصادرها، فإن كان في الصحيحين أو في أحدهما اقتصرت على ذلك، وإن كان في غيرهما عزوتها إلى كتب السنن، وإلا عزوتها إلى أهم مصادر المسانيد والمعاجم والمصنفات أو غيرها، وقد لا أجدها فيها حسب جهدي، وقمت بدراسة أسانيدها، وبيان درجتها صحة أو ضعفا بحسب جهد المقل مع ضعف الصناعة، وقلة البضاعة والله المستعان وعليه التكلان.

وختامََا: أسأل الله الكبير المتعال أن يرزقنا الإخلاص في الأعمال، والسداد في الأقوال، والصفاء في الأحوال، وأن يثبت أقدامنا، ويعفو عنَّا يوم الأهوال، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ذوي الفضل والإفضال.





وكتب
عبد المجيد جمعة
ضحوة يوم الثلاثاء 13 من شهر شوال لعام 1436 من الهجرة النبوية
بالجزائر المحروسة

-----------------------------الحواشي-----------------------------

1 - في الأصل "سماع" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

2 - في الأصل "للحافظ" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

3 - في الأصل "ذكر" وهو خطأ مطبعي ظاهر.

4 - قال الشيخ رضا بوشامة: "لعلَّ الحافظ عبد الغني المقدسي قام من قبره ونسخ هذا الكتاب، وكأنَّه خفي على الدكتور المحقِّق أنَّ الحافظ عبد الغني توفي سنة (600هـ) أي قبل هذا التاريخ بـ (126 سنة)، والكتاب بخط عبد الغني حقيقة، لكن التاريخ المدون آخر الكتاب تنبيه على المعارضة بخط مغاير لخط عبد الغني، ولو قرأ السماعات التي في آخر الأجزاء ودرسها لعلم شناعة صنيعه.

ويشهد لعدم معرفته بأصول التحقيق أنَّه لم يثبت لنا سماعات الكتاب وهي كثيرة (وصوَّر بعضها)، ولم يتعنَّ كتابتها، وهي «أنساب الكتب» كما يقول أهل هذا الشأن، وفوائدها لا تخفى على من ذاق
حلاوة التحقيق، ولو كتبها المحقِّق لأتى بالعجاب من التصحيف في أسماء الرواة والسامعين.

وأعجبني قوله في وصف النسخة: «وهي نسخة مصحَّحة عليها سماعات كثيرة»!!
ثم بعد أن كانت مصحَّحةً أخرجها المحقِّق محرَّفةً مصحَّفة، ويا ليته تركها على حالها!!

رد مع اقتباس