عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 16 Apr 2010, 11:53 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
اعلم أنه يجب على كل مسلم أن يعتقد أن محمدا -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء وأن ينشر ذلك بين الناس لا سيما في هذه الأزمنة المتأخرة التي ادعى كثير من الناس فيها النبوة بعد محمد -صلى الله عليه وسلم- وظهرت البابية والبهائية والقاديانية وغيرها من الفرق الضالة الخارجة عن دين المسلمين والتي هي أضل من اليهود والنصارى، وعقيدة أن محمدا خاتم الأنبياء والمرسلين دل عليها القرآن الكريم والسنة المطهرة وآثار الصحابة وإجماع الأمة.
ففي الكتاب العزيز قال تعالى-: ((ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما )) فمحمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين وبالأولى خاتم المرسلين، فلقد ختم به النبوة فطبع عليها فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة وختم به النبوة -صلى الله عليه وسلم- لأنه شرع له من الشرائع ما ينطبق على مصالح الناس في كل زمان وكل مكان، لأن القرآن ما ترك أما من أمهات المصالح إلا جلاها ولا مكرمة من أصول الفضائل إلا أحياها فتمت الرسالات برسالته إلى الناس أجمعين. قال العلامة ابن كثير -رحمه الله تعالى-: "وقد أخبر الله -تبارك وتعالى- في كتابه ورسوله في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ليعلموا أن كل من ادعى هذا بعده فهو كذاب دجال ضال مضل".

أما الأحاديث فمنها:ـ

● عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إن مثلي ومثل الأنبياء قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويتعجبون ويقولون: هلا وضعت اللبنة. قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين) رواه البخاري ومسلم.

● وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لاتقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله) رواه البخاري ومسلم وفي زيادة صحيحة: (وأنا خاتم النبيين لانبي بعدي) سنن الترمذي.

● وروى البخاري عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى تبوك واستخلف عليا فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي).

● ومن أسمائه -صلى الله عليه وسلم- العاقب الذي ليس بعده نبي، وهذا عند الإمام البخاري رحمه الله تعالى.

والأمة الإسلامية لها موقف حازم تجاه المتنبئين قديما وحديثا، فكل دعوة للنبوة بعده تقابل بالحرب والقتل أو بالاستنكار الشديد أو بالتهكم والسخرية،

فهناك من ادعى النبوة على عهده -صلى الله عليه وسلم- فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من يقاتل من ظهرت دعوته واجتمع الناس عليه كالأسود العنسي وطلحة الأسدي، والصحابة كذلك حاربوا المتنبئين كابن الزبير حارب المختار الثقفي حتى قتله وغير ذلك من صور التصدي لهؤلاء الكفرة المارقين عن دين الإسلام، ولا يقل موقفهم من المتنبئين المحدثين عن تلك المواقف وذلك كالباب والبهاء والقادياني حيث طاردوهم وأعلنوا كفرهم، ومن صور التصدي لهؤلاء التهكم والسخرية منهم إذا كانوا لايخشى أمرهم كما وقع في زمن المهدي، جيئ إليه برجل فقال له: إلى من بعثت؟ فقال: ما تركتموني أذهب إلى من بعثت إليهم فإني بعثت بالغداة وحبستموني بالعشي، فضحك المهدي وأمر له بجائزة وخلى سبيله وهذا محمول على أنه لا عقل لهذا القائل ولا خطر منه.

وفي زمن المأمون ادعت امرأة النبوة فأحضرت إليه فقال لها: من أنت؟ قالت: فاطمة النبية، فقال لها المأمون: أتؤمنين بما جاء به محمد -صلى الله عليه وسلم-)؟ قالت: نعم كل ما جاء به فهو حق، فقال المأمون: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (لا نبي بعدي) قالت: صدق، فهل قال لانبية بعدي؟ فقال المأمون لمن حضره أما أنا فقد انقطعت فمن كانت عنده حجة فليأت بها، وضحك حتى غطى وجهه.

وادعى رجل النبوة فقيل له: ما علامات نبوتك؟ قال: أنبئكم بما في نفوسكم، قالوا: فما في نفوسنا؟ قال: في نفوسكم أنني كذبت ولست بنبي.

وليعلم أن أعداء الإسلام قاموا برعاية أناس من الدجاجلة وإمدادهم بما يحتاجونه، يروجوا على الناس باطلهم وكفرهم وادعاؤهم للنبوة بعد رسول الله (-صلى الله عليه وسلم-) وهؤلاء المدعين للنبوة كفرهم واحد وإن اختلفوا في أسمائهم وفي تفصيلات باطلهم لأنهم كذبوا على الله وادعوا أن الله أرسلهم برسالة بعد رسوله المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ووضعوا عن الناس بعض التكاليف الشرعية كما فعل سلفهم الطالح أول من ادعى النبوة مسيلمة الكذاب وهم أصحاب هوى وشهوات إباحية فجار والعياذ بالله تعالى.

وهذه الدعوات البابية والبهائية والقديانية وليدة كذلك للشيعة والصوفية تولدت منهما وتغذت بألبانهما فلما فتحت الشيعة والصوفية باب النبوءة واعتقدوا في نزول الوحي على أئمتهم وأوليائهم ولج من هذا الباب من ولج فظهرت البابية والبهائية والقديانية فانظر كيف يتلاعب الشيطان ببني آدم وكيف يغتر الناس بهذيانهم، والغريب أن الذي يتبع هؤلاء إن جهل بعقيدة ختم النبوة فهل يجهل بأن الله يؤيد أنبياءه ورسله بالمعجزات؟ أم هل يجهل بأن الرسل أطيب الناس وأكملهم وأبعدهن عن المعاصي؟ أم هل يجهل بأن الرسل هم صفوة الخلق خلقا وخلقا وعلما وخشية وغير ذلك؟ فأين هؤلاء المدعين للنبوة من الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام-. نسأل الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ إيماننا ويختم بالصالحات أعمالنا ويحشرنا في زمرة نبينا، آمين.


منقول


و أضيف:


1- قال الله -تعالى- : (( اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيتم لكم الإسلام دينا )) ، فأخبرنا الله في هذه الآية أنه أكمل لنا الدين فلا نقص فيه؛فلا حاجة من إرسال نبي بعد محمد -صلى الله عليه و سلم- و قد أكمل به الدين؛ و إنما كان و لا يزال مجددون يجددون للناس دينهم كما أخبرنا النبي -صلى الله عليه و سلم-؛ و المجدد لا يأتي بدين جديد و لا عقيدة جديدة و لا يدعو إلى ما لم يدعُ إليه النبي -صلى الله عليه و سلم-؛ فلو حدث شيء من ذلك فهو على غير طريق نبينا محمد -صلى الله عليه و سلم-، فقد قال -تعالى- : (( قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا و من اتبعني)) فالذي يدعو إلى الله يتبع في ذلك نبينا محمدا -صلى الله عليه و سلم- و لا يأتي بشيء جديد ناهيك عن مخالفته و ادعاء أنه أفضل من نبينا -صلى الله عليه و سلم- .


2- لو كان بعد محمد -صلى الله عليه و سلم- نبيّ أو رسول لأخبرنا الله أو رسوله -صلى الله عليه و سلم- بذلك كما أخبر -عزّ و جلّ- اليهود و النصارى بمجيئ نبينا -صلى الله عليه و سلم-.


قال -تعالى- : مخبرا عن اليهود (( ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين )) فكانوا يخبرون المشركين قبل الإسلام حين يقاتلونهم أن الله سيبعث إليهم رسولا فيه كذا و كذا من الأوصاف ، يقاتل معهم المشركين قتل عاد و إرم؛ فلما جاء من العرب كفروا به، ألا لعنة الله على الكافرين !


و في هذا دليل على أن الله أخبر اليهود بمجيء نبيّ بعد نبيّهم.


أما عن النصارى فقد قال -تعالى- في سورة الصف : (( وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ))


فلو كان نبيّ بعد محمّد -صلى الله عليه و سلم- لأخبرنا الله كما أخبر به من قبلنا ليكون حجةً علينا؛ و لكن لم يكن ذلك، بل أخبرنا بأن نبيّنا -صلى الله عليه و سلم- هو خاتم النبيّين، و بأنه به أكمل لنا الدين؛ فلا حاجة لنا بعده لنبيين و لا مرسلين.


و كذلك لم يخبرنا النبي -صلى الله عليه و سلم- بمجيء نبيّ بعده كما أخبر بذلك الرسلُ من قبله أقوامَهم.


فلو كان يعلم بذلك لأخبرنا به كما قال -صلى الله عليه و سلم- : (( ما تركت شيئا مما أمركم الله به إلا قد أمرتكم به وما تركت شيئا مما نهاكم عنه إلا قد نهيتكم عنه ))؛ فلو كان نبيّ بعده لأمرنا باتباعه و بالإيمان به، حتى قال أبو ذر -رضي الله عنه- : (( وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما ))؛ فهذا طائر يطير ذكر لنا شيئا منه، فكيف يسكت عن نبي مرسل و قد قال الله -تعالى- : (( يا أيّها النبي بلّغ ما أنزل إليك من ربّك فإن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ))



و في الآية دلالة صريحة أن الرسول -صلى الله عليه و سلم- مأمور بتبليغ كل ما أنزل الله إليه و ألا يسكت عن شيء من ذلك و إلا ما بلّغ رسالته؛ فلما أخبرنا الله -تعالى- بأنه أكمل لنا الدين في سورة المائدة تبيّن لنا بالدلالة القاطعة أن النبي-صلى الله عليه و سلم- بلّغ كل ما أنزل إليه من ربّه و ما نسي شيئا و لا سكت عنه؛ فلا نبيّ بعده و إلا لأخبرنا به و لما سكت عنه.

فتبيّن لنا أن دين القديانية دين باطل لا أساس له؛ إذ أساسهم هو نبوّة مؤسّسهم أحمد و قد بيّنّا أن هذا كذب محال؛ و ما بُنِيَ على باطل فهو باطل !

نسأل الله أن يقينا شرّ الدجالين و الكذابين.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو نعيم إحسان ; 17 Apr 2010 الساعة 11:42 AM
رد مع اقتباس