عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 16 Apr 2010, 10:04 PM
أبو نعيم إحسان أبو نعيم إحسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,898
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو نعيم إحسان
افتراضي

اللجنة الدائمة للبحوث و الافتاء




{1}
س7: مع هذه المسألة نصوص يستدل بها القاديانيون على موت عيسى ودفنه أرجو بيان تلك النصوص للرد عليهم؟ الآية الأولى: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 75 مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلانِ الطَّعَام الآية
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 311)
ج7 القصد من هذه الآية الرد على من قال سورة المائدة الآية 17 إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ومن قالوا: سورة المائدة الآية 73 إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ومن قال إنه ابن الله - ببيان أن عيسى المسيح عليه السلام ليس ربا ولا إلها يعبد، بل رسول كرمه الله بالرسالة، شأنه شأن الرسل الذين مضوا من قبله أجله محدود لكن لم تبين هذه الآية متى يموت، وقد بينت الأدلة الماضية من الكتاب والسنة أنه رفع حيا، وأنه سينزل حكما عدلا، ثم يموت بعد نزوله آخر الزمان وحكمه بين الناس، ثم ذكر تعالى أن عيسى وأمه عليهما السلام كان يأكلان الطعام فدل بذلك على أنهما ليسا إلهين مع الله لحاجتهما إلى ما يحفظ عليهما حياتهما من الطعام، والله تعالى فرد صمد له الغنى المطلق يحتاج إليه كل ما عداه ولا يحتاج هو إلى أحد سواه، يؤيد أن المراد بالآية هو ما ذكر سابقها ولاحقها من الآيات، فقد سبقها آية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وآية: سورة المائدة الآية 73 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وقد ذكر بعدهما النهي عن الغلو في الدين وإنكار عبادة غير الله ولعن من فعل ذلك أو سكت عنه ولم ينكره، ويوضح ذلك أيضا قوله تعالى في سورة
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 312)
الأنعام سورة الأنعام الآية 14 قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ الآية.

الآية الثانية: قوله تعالى: سورة الفرقان الآية 20 وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ الآية
ج القصد من الآية الرد على من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لزعمه أن الرسول إنما يكون من الملائكة لا من البشر، فرد الله عليهم زعمهم ببيان أن سننه سبحانه في إرسال رسل إلى البشر أن يصطفيهم من البشر، وأنهم يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق شأنهم في ذلك شأن البشر، وليس في الآية تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وقد بينت الآيات الأخرى والأحاديث رفعه حيا ثم نزوله وحكمه بعد نزوله آخر الزمان ثم موته كما تقدم
الآية الثالثة قوله تعالى سورة الأنبياء الآية 8 وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَالِدِينَ
ج: ليس في هذه الآية أي دلالة على موت عيسى عليه السلام حينما تآمر اليهود على قتله وصلبه، وإنما فيها الدلالة على أن الأنبياء والمرسلين ومنهم عيسى ليسوا أجسادا لا تأكل، بل
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 313)
يأكلون كما يأكل الناس، وفيها الحكم بأنهم لا يخلدون في الدنيا، وأهل السنة يؤمنون بذلك، وأن عيسى كغيره من المرسلين يأتي عليه الموت كغيره إلا أن الكتاب والسنة دلا على أن ذلك بالنسبة له لا يكون إلا بعد نزوله من السماء حكما عدلا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير، كما تقدم.
الآية الرابعة: قوله تعالى: سورة الأحزاب الآية 62 وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا

ج هذه الجملة وإن كانت عامة إلا أنها خصصت بالآيات والمعجزات التي أجراها الله على أيدي رسله وكانت حجة لهم على أممهم في إثبات الرسالة؛ كانفلاق البحر لموسى اثني عشر طريقا يبسا بضربة عصا، وكإبراء عيسى الأكمه والأبرص وإحيائه الموتى بإذن الله إلى غير هذا مما هو كثير معلوم، فرفع عيسى حيا وإبقاؤه قرونا ونزوله بعد ذلك مما استثني من هذا العموم كغيره من خوارق العادات التي هي سنة الله مع رسله ولا غرابة في ذلك
الآية الخامسة قوله تعالى سورة الزخرف الآية 59 إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ
ج: هذه الآية تثبت العبودية لعيسى عليه السلام، وأن الله
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 314)
أنعم عليه بالرسالة وليس ربا ولا إلها، وأنه آية على كمال قدرة الله، ومثل أعلى في الخير يقتدى به ويهتدى بهديه، فهي شبيهة في مغزاها بالآية الأولى وليس فيها أي دلالة على تحديد لأجل عيسى عليه السلام، وإنما يؤخذ بيان ذلك وتحديده من نصوص أخرى، كما تقدم.
الآية السادسة: قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا الآية

ج جاء في صدر الآية سورة المائدة الآية 17 لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ فكان قوله تعالى: سورة المائدة الآية 17 قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا الآية ردا على زعمهم أن عيسى عليه السلام هو الله ببيان أن عيسى وأمه عبدان ضعيفان كسائر خلق الله ولو شاء الله أن يهلكه وأمه ومن في الأرض جميعا من المخلوقات لفعل ولكنه لم يعمهم بالهلاك، بل أجرى فيهم سنته بالإهلاك في مواقيت محدودة اقتضتها حكمته سبحانه، وكان من حكمته أنه لم يهلك عيسى عليه السلام حينما تآمر عليه اليهود ولا بعد رفعه وإنما رفعه حيا وأبقاه حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يميته بعد ذلك، كما تقدم
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 315)
الآية السابعة قوله تعالى سورة المؤمنون الآية 50 وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ
ج: حمل مريم بعيسى عليهما السلام بلا أب على خلاف السنة الكونية في غيرهما - من الآيات البينات الدالات على كمال قدرة الله سبحانه وقد آواهما الله إلى ربوة مكان مرتفع خصيب فيه استقرار وماء معين ظاهر تراه العيون، والمراد بذلك بيت المقدس من فلسطين رحمة من الله بهما ونعمة من الله عليهما، وكان ذلك في فلسطين لا في بلد من بلاد باكستان ، وكان ذلك قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من خمسمائة عام لا بعد هجرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بأكثر من اثني عشر قرنا، فمن حمل الربوة على مكان بباكستان أو تأول ابن مريم على غلام أحمد فقد حرف الآية وافترى على الله كذبا وخرج عن واقع التاريخ.

الآية الثامنة: قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا الآية
ج استدلال القاديانيين بهذه الآية على موت عيسى عليه السلام فيما مضى مبني على تفسير التوفي بالإماتة، وهو مخالف
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 316)
لما صح عن السلف من تفسيره بقبض الله رسوله عيسى عليه السلام من الأرض ورفعه إليه حيا وتخليصه بذلك من الذين كفروا جمعا بين نصوص الكتاب والسنة الصحيحة الدالة على رفعه حيا وعلى نزوله آخر الزمان وعلى إيمان أهل الكتاب جميعا وغيرهم به حين نزوله، أما ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما من تفسير التوفي هنا بالإماتة فلم يصح سنده لانقطاعه، إذ هو من رواية علي بن أبي طلحة عنه وعلي لم يسمع منه ولم يره ولم يصح أيضا ما روي عن وهب بن منبه اليماني من تفسير التوفي بالإماتة؛ لأنه من رواية محمد بن إسحاق عمن لم يسمهم عن وهب بن منبه ، وابن إسحاق مدلس وفيه مجهول، ثم هذا التفسير لا يزيد عن كونه احتمالا في معنى التوفي فإنه قد فسر بمعان، ففسر بأن الله قد قبضه من الأرض بدنا وروحا ورفعه إليه حيا، وفسر بأنه أنامه ثم رفعه، وبأنه يميته بعد رفعه ونزوله آخر الزمان، إذ الواو لا تقتضي الترتيب وإنما تقتضي جمع الأمرين له فقط، وإذا اختلفت الأقوال في معنى الآية وجب المصير إلى القول الذي يوافق ظواهر الأدلة الأخرى، جمعا بين الأدلة، وردا للمتشابه منها إلى المحكم، كما هو شأن الراسخين في العلم دون أهل الزيغ الذين يتبعون ما تشابه من التنزيل ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وقانا الله شرهم
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 317)

الآية التاسعة قوله تعالى سورة المائدة الآية 117 وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ الآية.
ج: الاستدلال بالآية على موت عيسى عليه السلام قبل رفعه إلى السماء أو بعد رفعه وقبل نزوله آخر الزمان مبني على تفسير التوفي بالإماتة كما سبق في الكلام على الآية الثامنة، وقد تقدم أن هذا التفسير غير صحيح، وأنه على خلاف ما فسره به السلف جمعا بين نصوص الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة.
الآية العاشرة : قوله تعالى: سورة مريم الآية 31 وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًًّّا
ج هذه الكلمة مما حكاه الله سبحانه في القرآن من كلام عيسى عليه السلام في المهد وفيها أنه سبحانه أمره بالصلاة والزكاة ما دام حيا وليس فيها تحديد لحياته ولا بيان لوقت مماته، وقد بينت ذلك الأدلة التي تقدم ذكرها، فيجب حمل المجمل على المفصل من النصوص، وألا يضرب بعضها ببعض ولا يوقف منها عند المتشابه، فإن جميع ذلك من عند الله يبين بعضه بعضا ويصدق بعضه بعضا
الآية الحادية عشرة قوله تعالى سورة مريم الآية 33 وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 318)
ج: هذه كالتي قبلها فيها إثبات السلام والأمن له من الله في كل أحواله وليس فيها تحديد لمدة حياته ولا لوقت موته، فيجب الرجوع إلى النصوص الأخرى التي تبين ذلك، كما تقدم بيانه.
الآية الثانية عشرة: قوله تعالى: سورة النحل الآية 20 وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ سورة النحل الآية 21 أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ الآية.

ج: هذه الآية سيقت للرد على من عبد غير الله من الملائكة وعزير وعيسى واللات والعزى ومناة ولبيان أنهم لا يخلقون شيئا ما ولو ذبابا، بل هم مخلوقون مربوبون أموات غير أحياء، ولكن الأدلة الأخرى دلت على بقاء عيسى عليه السلام حيا حتى ينزل ويحكم بين الناس بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يموت.
الآية الثالثة عشرة: قوله تعالى: سورة البقرة الآية 136 قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ
ج هذه الآية أمر الله فيها بالإيمان بجميع الأنبياء وما أنزل إليهم من ربهم، وبين أنه سبحانه لا يفرق بينهم في وجوب الإيمان بهم وبما أنزل إليهم من الله، وفي هذا رد على اليهود والنصارى الذين قالوا كونوا هودا أو نصارى تهتدوا، وبيان لما أجمل من الرد عليهم في قوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم سورة البقرة الآية 135 قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وليس المراد الأمر بعدم التفريق بينهم في الموت والحياة، فإن هذا لا يرشد إليه سياق الكلام، بل يرشد إلى ما ذكرنا، كما أن ذلك مما لم تدع إليه الرسل، فحمل الآية عليه تحريف لها عما سيقت له من المعنى، وعلى تقدير حمل قوله: سورة البقرة الآية 136 لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ على عمومه حتى يشمل عدم التفريق بينهم في جنس الموت والحياة - فدليل الواقع والنصوص يدل على التفاوت بينهم في كثير من صفات الموت والحياة وأنواعها وزمنها ومكانها وطول العمر وقصره إلى غير ذلك، فلتكن حياة عيسى وامتدادها طويلا ومكانها وموته بعد ذلك مما اختلف فيه عن إخوانه النبيين بدليل النصوص السابقة
الآية الرابعة عشر قوله تعالى سورة البقرة الآية 134 تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 320)
ج: القصد من هذه الآية بيان أن كل إنسان مجزي بعمله لا يتجاوزه إلى غيره ولا يسأل عنه سواه، كما في قوله تعالى: سورة الطور الآية 21 كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ وقوله سورة الأنعام الآية 164 وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى فعليه أن يسعى جهده في كسب الخير واجتناب الشر، وألا يتعلق على غيره فخرا به أو أملا في النجاة من العذاب يوم القيامة بقرابته منه أو صلته به وتعظيمه له في دنياه.
وعيسى عليه السلام وإن دخل في عموم الأمة الماضية إلا أن الأدلة من الكتاب والسنة قد خصصته برفعه إلى السماء وإبقائه حيا ثم إنزاله آخر الزمان إلى آخر ما تقدم بيانه، ومن الأصول المعلومة في الشريعة الإسلامية أن النصوص الخاصة يقضى بها على النصوص العامة فتخصصها، والنصوص التي نحن بصددها من ذلك.
الآية الخامسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 157 وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا سورة النساء الآية 158 بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا
الآية السادسة عشرة: قوله تعالى: سورة النساء الآية 159 وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 321)
ج تقدم الكلام على هاتين الآيتين في الكلام على الآية الأولى والثانية والثالثة والرابعة وبالجملة فما يتعلق به القاديانيون من الآيات القرآنية لإثبات ما زعموا من أن عيسى عليه السلام قد مات ودفن 1- إما عمومات خصصتها أدلة أخرى من الآيات والأحاديث دلت على رفع عيسى عليه السلام حيا وبقائه كذلك حتى ينزل آخر الزمان ويحكم بشريعة القرآن، ووقف القاديانيون عند عموم الآيات بعد تخصيصها، وذلك باطل؛ لمخالفته للقواعد والأصول الإسلامية 2- وإما آيات مجملة فسرتها نصوص أخرى يجب المصير إليها، فوقف القاديانيون عند المجمل يتعللون به لباطلهم دون أن يرجعوا إلى المحكم الذي فسره؛ وهذا شأن من في قلوبهم زيغ ونفاق، الذين يتبعون ما تشابه من نصوص الكتاب والسنة ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله على ما يوافق هواهم 3- وإما كلمات اعتمدوا في تفسيرها على آثار لم تصح نسبتها إلى السلف، وقد تقدم بيان ذلك عند الكلام على الآية الثامنة سورة آل عمران الآية 55 إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 322)

ففرح هؤلاء بهذه الآثار لموافقتها لهواهم وموهوا بها على الجهال ولم ينظروا إلى أسانيدها إما لجهلهم وإما تدليسا وخداعا وترويجا لباطلهم، وما ذلك إلا لزيفهم ورغبتهم في الفتنة، قال الله تعالى: سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ وروى البخاري وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت صحيح البخاري تفسير القرآن (4273),صحيح مسلم العلم (2665),سنن الترمذي تفسير القرآن (2994),سنن أبو داود السنة (4598),سنن ابن ماجه المقدمة (47),مسند أحمد بن حنبل (6/48),سنن الدارمي المقدمة (145). تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية سورة آل عمران الآية 7 هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ إلى قوله: سورة آل عمران الآية 7 أُولُو الْأَلْبَابِ قالت (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم وعلى هذا يتضح للسائل بأن يرجع فيما بقي من الآيات إلى ما مضى شرحه منها من جنسها والكلام فيها على نسق ما تقدم
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم : 3، الصفحة رقم: 323)




{2}
س: هناك فرقة في باكستان تعرف بالقاديانية لا تعترف بختم نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم-، بل تعتقد بنبوة مرزا غلام أحمد قادياني وبناء على ذلك لقد أعلنت الحكومة الباكستانية بأن هذه الفرقة فرقة غير مسلمة، كما أصدرت أيضا المحكمة القضائية الشرعية بباكستان قرارا يقضي بإدانة هذه الفرقة بأنها غير مسلمة.
فالسؤال: 1- هل يجوز الزواج بين فتاة قاديانية وشاب مسلم؟
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 312)
2 - إذا تم الزواج فماذا يكون وضعه القانوني في الشرع؟ 3- ما هو الوضع الشرعي للمولود من هذا الزواج؟ 4- الذين يعلمون إن فلانا من القاديانية ثم يحضرون في زواجه أو يكونون شهداء أو وكلاء في الزواج فما الحكم عليهم؟
ج: أولا: لا يجوز أن يتزوج شاب مسلم فتاة تدين بالديانة القاديانية المعروفة؛ لكونها كافرة غير يهودية ولا نصرانية، للمقتضيات التي بني عليها الحكم بكفر القاديانيين ثانيا: إذا وقع ذلك وجب فسخ العقد عن طريق ولي الأمر العام المسلم أو نائبه. ثالثا: يلحق ولدهما من هذا الزواج بالأب إذا كان الزوج جاهلا بالحكم؛ لنشوئه عن نكاح فيه شبهة. رابعا: من علم أمرهما لا يجوز أن يحضر زواجهما، أو يكون وكيلا أو شاهدا فيه، بل يجب عليه إنكار ذلك، والإرشاد إلى الصواب؛ لقوله تعالى: سورة المائدة الآية 2 وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
(الجزء رقم : 18، الصفحة رقم: 313)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز

رد مع اقتباس