عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 Jun 2018, 09:32 PM
أبو حامد الإدريسي أبو حامد الإدريسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 36
افتراضي

جاء في مقال بعنوان: (الصُّوفيَّة) من إعداد النَّدوة العالميَّة للشَّباب الإسلاميِّ، في موقع "صيد الفوائد؛ ومن أهم أعلام هذه الطَّبقة.. ذي النُّون المصريِّ: ما يلي:
"...أخذ التصوُّف عن شقران العابد أو إسرائيل المغربيِّ على حسب رواية ابن خلِّكان وعبد الرَّحمن الجامي. ويؤكِّد الشِّيعة في كتبهم ويوافقهم ابن النَّديم في "الفهرست" أنَّه أخذ علم الكيمياء عن جابر بن حيَّان، ويذكر ابن خلِّكان أنَّه كان من [الملامتيَّة] الذين يخفون تقواهم عن النَّاس ويظهرون استهزاءهم بالشَّريعة، وذلك مع اشتهاره بالحكمة والفصاحة."
وفي التَّعقيب على هذا أن نقول:
(أوَّلاً): في دعوى أنَّ ذي النُّون المصريُّ هذا أخذ علم الكيمياء عن جابر بن حيَّان، وهذا يحتاج إلى دليلٍ نقلي من أصحاب علم الرِّجال والتَّراجم، حتَّى وإن جاء في بعض الفهارس أنَّ لـ (ذي النُّون المصريِّ) كتب في الكيمياء، كما في "هديَّة العارفين"(1/249) أنَّ له "كتاب الثِّقة في الصَّنعة"، وفي خزانة التراث له: "أرجوزة في الكيمياء" و"رسالة في تدبير الحجر المكرَّم" و"ذات العجائب مبيِّنة لكل طالب" و"مجرَّبات ذي النُّون". فهذا كلُّ ممَّا يحتاج إلى إثبات، وكذا أخذه عن ابن حيَّان وملاقته.
(ثانياً): في دعوى [الملامتيَّة] يظهرون استهزاءهم بالشَّريعة، وهذا مدفوع بما ذكرناه سابقاً في البحث بما يتعلَّق بهذه [الملامتيَّة!!!]، وكذا وهو الأهمُّ؛ ما رواه الذَّهبيُّ عن يوسف بن الحسين؛ قال: سمعت ذا النُّون يقول: الاستغفار جامع لمعانٍ؛ أوَّلهما: النَّدم على ما مضى، الثَّاني: العزم على التَّرك، والثَّالث: أداء ما ضيَّعت من فرض لله، الرَّابع: ردُّ المظالم في الأموال والأعراض والمصالحة عليها، الخامس: إذابة كلُّ لحم ودم نبت على الحرام، السَّادس: إذاقة ألم الطَّاعة كما وجدت حلاوة المعصية".
والشَّاهد على فساد هذا القول هو قوله: "أداء ما ضيَّعت من فرضٍ لله"؛ الذي يدلُّ صراحة وصدقاً على الإنقياد لله ولرسوله صلى الله عليه وسلَّم.
(ثالثاً): لا عبرة في الإستشهاد بعلماء الشِّيعة ولا بكتبهم، إذ الأصل فيهم البغض لأهل السنَّة ولرجالها ولتاريخها، لذلك وجب الإنتباه لهذا القيد من عدم الإعتماد عليهم في أيِّ حالٍ من الأحوال.
هذا ما أردت بيانه على عجالة، والله الموفَّق وهو الهادي إلى السَّبيل.

رد مع اقتباس