عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 27 Sep 2019, 12:30 PM
أم وحيد أم وحيد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2018
المشاركات: 365
افتراضي





سؤالٌ وجّه إلى فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:

ورد فضلٌ في قراءة سُورة الكهف يوم الجمعة متى يبدأ هذا الفضل؟ وهل لو قرأ الإنسان شيء منها أو بعض الآيات هل يكفي ذلك؟

فكانت الإجابة هكذا:
نعم ورد ت أحاديث في فضل قراءة سورة الكهف في يوم الجُمعة وليلتها، ولكنّها أحاديثٌ ضعيفة لكن بمجموعها يُؤخذ استحباب قراءتها في يوم الجُمعة وليلتها، ولا يكفي قراءة بعضها بل يقرأها كاملة، لأنّ سُورة الكهف لا تنطبق على بعضها لابُد من إكمالها، وهي مُيسّرة ولله الحمد.
مَن كان يحفظها يقرأها من حفظه ومَن كان لا يحفظها يقرأها من المُصحف. نعم.

المصدر بارك الله فيكم

http://alfawzan.af.org.sa/ar/node/16733



أصحاب الكهف عظات وعبر

خطبة جمعة من موقع الشيخ الفاضل علي بن يحي الحدادي وفّقه الله للخير كلّه.

أما بعد:

إنّ أحسن القصص هي قصص القرآن لما فيها من العظات والعبر التي تنفع مَن تدبّرها وتأمّلها عقيدة وعبادة وسلوكاً .

والله عزّ وجل ما ذكر القصص فى القرآن تسلية وإضاعة للأوقات وإنّما أنزلها لأخذ العبرة منها قال الله تعالى ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ )

ومن قصص القرآن قصة أصحاب الكهف التي ذكرها الله فى سورة الكهف وهي السورة التى رغب النبي صلى الله علية وسلم فى قراءتها وحفظ بعض آياتها ففى صحيح مسلم عن أبى الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مَن حفظ عشر آيات من سورة الكهف عصم من الدجال ). وعن أبى سعيد الخدري انه قال ( مَن قرأ سورة الكهف فى يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه وبين البيت العتيق ) رواه البيهقي وله حكم الرفع..

وملخّص قصة أصحاب الكهف أنّهم فتية آمنوا بربّهم ووحّدوه في العبادة وكان قومهم مشركين فاعتزلوهم إلى كهف فضرب الله عليهم النوم فناموا ثلاثمائة سنة وتسع سنوات.ثم بعثهم الله من نومهم فحفظ الله لهم دينهم ووقاهم الفتن وعصمهم منها ونالهم شئ كبير من العزّ والشرف بعد أن تبدّلت أحوال الناس جزاء صبرهم وثباتهم وإيمانهم ..

ويستفاد من قصتهم فوائد كثيرة ومنها

-أوّلاً: أنّ قصتهم مع عجيب شأنها فإنّها ليست بأعجب آيات الله، بل أعجب منها خلق الأرض وما خلق فيها من أنواع الزينة ومن كلّ شيء ثم يفنى ذلك بقدرة الله ثم يبعث الله الخلائق ليجازيهم على أعمالهم .

فليتفكّر المسلم فى خلق السموات والأرض وليتذكّر أنّه خلق لعبادة الله وحده وليتذكّر معاده وليستعد له بأحسن العمل قال الله تعالى (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9)) أي وإن كانت قصّتهم عجيبة إلاّ أنّ ما تقدّم ذكره أعجب وأعظم.

-ثانياً: أنّ هؤلاء الفتية نشؤوا في بيئة كافرة مشركة تعبد من دون الله آلهة أخرى ولكن الله عزوجل تداركهم بلطفه ورحمته فهداهم إلى الإيمان والتوحيد. فآمنوا بالله وحده وعلى العاقل أن يكون رائده الحق لا التعصب لما عليه الآباء والأسلاف. فحيث تبيّن له الحق، فليلتزم به ولا يمنعنّه من قبول الحق هوى أو حظ من حظوظ النفس الأمارة بالسّوء. فالحقّ أحقّ أن يتبع.

-ثالثا: لمّا عرف أولئك الفتية الحق جهروا به كما قال تعالى (إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَٰهًا ۖ لَّقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَٰؤُلَاءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً ۖ لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ ۖ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15)) وأكثر المفسّرين أنّهم قالوا هذا الكلام العظيم أمام ملك زمانهم.

وما كانت دعوتهم إلاّ دعوة الرّسل ألا وهى إفراد الله بالعبادة والبراءة من عبادة ما سواه.

ما طالبوا بحكم ولا نافسوا على ملك ولكن دعوا إلى إفراد الله بالعبادة وهكذا على كلّ مَن عرف الحق وعلمه عليه أن يدعوا إليه على بصيرة وحكمة وأن يسلك في دعوته مسلك النبيّين وأتباعهم من العناية بالتوحيد والدعوة إليه و التّحذير ممّا يضاده.

ومع ما هدى الله أولئك الفتية إليه من الدعوة إلى الحق فقد منّ عليهم بأن ربط على قلوبهم وثبتهم فى ذلك المقام الحرج والله لا يخذل مَن صدق معه وتسلّح بسلاح الصبر واليقين

-رابعا: حين خشي أولئك الفتية من أذى قومهم رأوا أن يفرّوا بدينهم وبأنفسهم في مكان يعبدون ربّهم فيه آمنين مطمئنّين. و العزلة مطلوبة حين لا يكون لمخالطة الناس ودعوتهم جدوى ولا أثر أو كان المرء يخاف على نفسه من أهل الباطل أن يتعرّض لبلاء لا طاقة له به بأن يفتنوه عن دينه ببطشهم أو أن يرتدّ على عقبيه، فيضعف إيمانه لمخالطتهم فيشاركهم في معصية الله تعالى.

فلجؤوا إلى الكهف وابتهلوا إلى الله قائلين (رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10)) فكانت قلوبهم معلّقة بالله وحدة فآواهم الله وسلّمهم وحفظهم وجعل لهم لسان صدق إلى يوم القيامة.

وإذا كانت عزلة أولئك الفتية بحقّ، فإنّنا نجد اليوم من الشباب مَن يعتزل أسرته ومجتمعه، بباطل تأثّراً ببعض المناهج التي تصوّر لهم أنّهم يعيشون في مجتمع جاهلي ولا سبيل لهم إلى الخلاص من شروره إلا بالعزلة الشعورية بينهم وبينه ثم بالانضمام إلى مجموعات تحمل نفس الفكر ولهذا نجد كثيراً من الآباء لا يعلم عن أبنائه شيئا ثم لايسمع بهم إلاّ في بلاد الفتن والفوضى، أو ضحايا أعمال تخريبية كانوا هم وقودها وحطبها.

وممّا يلفت الانتباه ما كان عليه أولئك الفتية من الحلم والتؤدة والأناة وهذا من توفيق الله لهم . فإنّهم مع كونهم واجهوا مجتمعا مشركا شركا أكبر إلاّ أنّهم أدركوا ضعف قوّتهم وقلّة عددهم فاعتزلوهم وكفّوا أيديهم عنهم. وأكثر مصائب العالم الإسلامي اليوم ناتجة عن التّهور والطيش حيث يتحرش الضعفاء بالأقوياء فتعود العاقبة وخيمة على الإسلام وأهله ودياره.

-خامسا: أنّ مَن صدق مع الله صدق معه وأحاطه بلطفه وهيّأ له من الأسباب ما لا يخطر له على بال. فقد ألقى الله عليهم النوم مئات السنين وأكرمهم بأن صرف عنهم ضياء الشمس فلا يؤذيهم مع كونهم في مقابلها على ما حقّقه بعض المفسرين لأنّه جعل ذلك من آياته فدلّ على أنّ ما حصل لهم أمر خارق للعادة.

وكان سبحانه يقلّبهم ذات اليمين وذات الشمال حتّى يحسبهم الناظر أيقاظا وحتّى لا تأكلهم الأرض. وألقي على مَن يطلع عليهم الرعب فلا يدخل إليهم أحد.

فحفظهم الله أيقاظاً وحفظهم نائمين وحفظهم في قلوبهم وفى أبدانهم وفى أموالهم. ومَن حفظ الله حفظه الله .

-سادسا: فضل الصحبة الصالحة. فإنّ الكلب لمّا صحب أولئك الصالحين ناله من بركاتهم. فألقي عليه النوم معهم وبقى ذكره معهم. وفى الحديث (أنّ الرجل يمر بحلقة ذكر فيجلس فيها فيغفر الله له معهم) فعلى المسلم ولا سيّما الشاب في مقتبل عمره أن يحسن اختيار الصحبة وليحرص على أصحاب العقيدة السليمة المجافين للبدع وأهلها. المحافظين على خصال الخير في العبادة والتعامل. وليحذر كذلك من صحبة الأشرار من أصحاب العقائد الفاسدة أو التفريط في العبادة أو الأخلاق السيئة. فإنّ صحبتهم داء عضال يضر في الحال والمآل. وفى الحديث ( أنت مع مَن أحببت ) وفى الحديث الآخر (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم مَن يخالل).

-سابعا: فضل التباحث في العلوم النافعة. فإنّ أولئك الفتية حين بعثهم الله من نومهم أخذوا يتساءلون في المدة التي استغرقوها في نومهم وانقسموا فريقين: منهم مَن قدّرها مدة قصيرة فجعلها يوماً أو بعض يوم، ومنهم مَن شعر أنها مدة طويلة ولكن دون تحقيق. فوكّلوا العلم إلى الله .

ووجه كونه بحثا في علم نافع أنّ الله إنّما بعثهم لمصالح ومنها أن يتساءلوا عن هذه المدة فإذا عرفوها عرفوا بذلك لطف الله بهم وحسن عنايته ورعايته لهم.

وينبغي أن تعمر المجالس بذكر الله وبالتباحث في العلوم النافعة التي بها حياة القلوب وصلاح الأخلاق. وليحذر المسلم من مجالس الغفلة فإنّه (ما من قوم يجلسون مجلساً ثم يقومون ولم يذكروا الله فيه إلاّ قاموا عن مثل جيفة حمار وكان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة).

وإذا بحثت قضية في الدّين فليتكلّم المسلم بعلم أو ليسكت. وليكل العلم إلى الله. وليحذر أن يقول على الله بغير علم فيهلك قال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ).

-ثامنا: يُستفاد من قصّتهم: الحرص على أكل الطيّب المباح، فإنّهم أرسلوا أحدهم وأمروه أن يعتني بأزكى الطعام. ويدخل في زكائه إباحته وحلّه دخولاً أوّلياً . ولا بأس باختيار أطايب الطعام ولكن على المسلم أن يعنى أولاً بألاّ يأكل إلا طيبا زكياً وليحذر من المكاسب الحرمة، فالجسد إذا نبت على غذاء حرام كان إلى النار وفى الحديث (أيما جسد نبت من سحت فالنار أولى به )

ونحن في زمن كثرت فيه المعاملات التجارية المحرمة والمشتبهة وصار كثير من الناس لايهمّه إلاّ تحقيق الأرباح وتحصيل المكاسب دون أن يبالي أمن حلال ربح أم من حرام والعياذ بالله .. بارك الله لي ولكم في القران العظيم .



الخطبة الثانية

أمّا بعد.

-الفائدة التّاسعة: في هذه القصّة دليل ظاهر باهر على البعث والنّشور يوم القيامة. فالّذي أيقظ أولئك الفتية بعد ثلاث مائة سنة، قادر على إعادة الأجساد بعد موتها، ولذلك قال تعالى (وَكَذَٰلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا)

أيّها النّاس: إنكم بعد حياتكم هذه تموتون ثم بعد موتكم تُبعثون. ثم إلى عرصات القيامة تحشرون ثم إنّكم بأعمالكم مجزيّون، ثم ينقسم الخلق إلى فريقين: فريق في الجنّة وفريق في السعير. جعلني الله وإيّاكم من أهل الجنّة إنّه جواد كريم.

-الفائدة العاشرة: نوّه الله بشأن أولئك الفتية في آخر أمرهم حيث أعثر عليهم، ورفع ذكرهم وأجَلّ قدرهم، حتّى إنّ الناس اختصموا فيهم بعد الخوف والذلّة والعزلة، مصداق قوله تعالى (فَاصْبِرْ ۖ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) ومصداق قولة تعالى (إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِين)

وهنا يجدر التّنبيه إلى أنّ بناء المساجد على قبور الأنبياء أو الصالحين منكر عظيم، ومَن فعله فهو ملعون، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم عند موته من ذلك تحذيراً بالغاً فقال: (لعنة الله على اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد) يحذر ما صنعوا.

لأنّ بناء المساجد على القبور يصيّرها أوثانا تُعبد من دون الله، بدعائها والذّبح عندها والنّذر لها.

والله عزّ وجل لم يذكر مسألة بناء المسجد على أولئك الفتية، ترغيباً فيه ولا حثاً عليه، ولكنّها حكاية حال، وقد قام النبي صلى الله عليه وسلم ببيان حكم هذا المنكر العظيم فلا حجّة لمن يستدلّ بالقصة على بناء المساجد على القبور أو دفن الموتى في المساجد.

ثمّ اعلموا أنّ خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم… الخ
-----------------------------------

المصدر:

http://www.haddady.com/%D8%A3%D8%B5%...9%D8%A8%D8%B1/

الصور المرفقة
نوع الملف: png أوائل سورة الكهف.png‏ (714.2 كيلوبايت, المشاهدات 4753)
نوع الملف: png أصحاب الكهف.png‏ (500.9 كيلوبايت, المشاهدات 3486)
نوع الملف: png أصحاب الكهف2.png‏ (318.4 كيلوبايت, المشاهدات 3490)
رد مع اقتباس