عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 24 Jan 2018, 09:30 PM
خالد أبو علي خالد أبو علي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
افتراضي نماذج من التوقيعات الأدبية ....تابع :

نماذج من التوقيعات الأدبية ....تابع :

وحج الرشيد سنة ولى الخلافة فدخل دارا فإذا في صدر بيت منها بيت شعر قد كتب على حائط:
ألا أمير المؤمنـين أما تــــرى
فديتك هجران الحبيب كبيرا
فدعا بدواة وكتب تحته بخطه:
بلى والهـــدايا المشعــــرات وما
مشى بمكة مرفوع الأظل حسيرا
* ورفع رجل رقعة فيها وشاية إلى يحيى بن خالد البرمكي يقول فيها إن جاري تاجر غريب وقد مات وخلف جارية حسناء وطفلا رضيعا ومالا كثيرا وغن الوزير أحق بذلك. فكتب يحيى على الرقعة أما الرجل فرحمة الله عليه وأما الجارية فصانها الله وأما الطفل فرعاة الله وأما المال فحرسه الله وأما الساعي إلينا بذلك فعليه لعنة الله.
* ووقع الخليفة العباسي المهدي إلى عامل أرمينية وكان قد شكا إليه سوء طاعة رعاياه «خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين».
* ووقع المأمون في رقعة – إبراهيم بن المهدي – وقد سأله تجديد الأمانة «القدرة تذهب الحفيظة والندم توبة وبينهما عفو الله».
* ووقع المأمون إلى ابن هشام في أمر تظلم منه «من علامة الشريف أن يظلم من فوقه ويظلم من تحته فأي الرجلين أنت».
* كما وقع المأمون إلي عامل في قصة مَنْ تظلم منه «ليس من المروءة أن تكون أنيتك من ذهبٍ وفضةٍ وغريمك خاوٍ وجاركَ طَاوٍ».
* ووقع الرشيد إلى عاملة في مصر «أحذر أن تخرب خزانتي وخزانة أخي يوسف فيأتيك من لا قبل لك به ومن الله أكثر منه».
* كتب والي مصر إلى الخليفة العباسي أبى جعفر المنصور يشكوا إليه نقص مياه النيل وأن ذلك قد اضر بالناس فوقع المنصور قائلا «طهر عسكرك من الفساد يعطيك النيل القياد».
* وقع طاهر بن الحسين في رقعة مستبطئ إياه في الجواب «ترك الجواب جواب».
* كتب إبراهيم بن سيابه إلي صديق له كثير المال يستسلفه فكتب اليه «العيال كثير والدخل قليل والمال مكذوب فكتب إليه: «إن كنت كاذبا جعلك الله صادقا وان كنت صادقا جعلك الله معذورا».
* رفعت إلي وزير أحد السلاطين قصة رجل سَعَى برجل، فكتب عليها: «السعاية قبيحة، وإن كانت نصيحة، فإن كنت أخرجتها بالنصح، فخسرانك فيها أكثر من الربح، وأنا لا أدخل في محظور، ولا أسمع قول مهتوكٍ في مستور، ولولا أنك في خفارة شيبتك، لقابلتك علي جريرتك، مقابلة تشبه أفعالك، وتردع أمثالك، فاستر على نفسك هذا العيب، واتق من يعلم الغيب فإن الله للصالح والطالح بالمرصاد.
* ومن التوقيع ما يأتي بصور طريفة وعجيبة. فمثلا يأتي التوقيع بحرف واحد. من ذلك ما حكي أبو منصور عن ابن النصر العتبي قال: كتب بعض خدم الصاحب ابن عباد إليه رقعة فوقع فيها، فلما ردت إليه لم ير فيها توقيعا، وقد تواترت الأخبار بوقوع التوقيع فيها، فعرضها علي أبي العباس الضبي وزير فخر الدولة البويهي. فما زال يتصفحها حتى عثر بالتوقيع وهو حرف – ألف- واحدة، وكان في الرقعة «فإن رأي مولانا أن ينعم بذلك فعل» فأثبت الصاحب أمام (فعل) ألفاً يعني «أفعل» ولا شك أن ما فعله الصاحب يعد من التوقيعات المستظرفة المستملحة.
* ومن طريف التوقيعات، ما يحكي أن أبا القاسم الزعفراني لما أنشد الصاحب بن عباد قصيدته التي يقول فيها:
وحاشية الدّار يمشون في صنوف من الخزّ إلا أنا.
وقع الصاحب في نسختها: قرأت في أخبار معن بن زائدة أن رجلاً قال له: احملني أيها الأمير فأمر له بناقة وفرس وبغلة وحمار وجارية، ثم قال: لو علمت أن الله خلق مركوبا غير هذا لحملناك عليه، وقد أمرنا لك من الخزّ بجبّة، وقميص، ودراعة، وسراويل، وعمامة، ومنديل، ومطرف، ورداء، وكساء، وجورب، وكيس، ولو علمن لباساً آخر يتخذ من الخزّ لأعطيناكه!!
* ومن أغرب التوقيعات ما حكاه أبو الفتح ابن جني قال: لما أنشد أبو الطيب المتنبي سيف الدولة قصيدته التي يقول فيها:
يأيها المحسن المشكـور مــن جهتـــي
والشكــرُ من قبَــل الإحسان لا قِبَـلي
أقِلْ، أنِلْ، أقطع، أحْمِل، عَلْ، سَل، أعِدْ
زِدْ، هَش، بَش، تفضلْ، أدْنِ، سَر، صِلي
وناوله نسختها وخرج، نظر سيف الدولة فيها وقع:
تحت كلمة «أقل» أقلناك. وتحت «أنل» يحمل إليه من الدراهم كذا. وتحت «أقطع» قد أقطعناك الضيعة الفلانية.
وتحت «أحمل» يقاد إليه الفرس الفلاني. وتحت «عل» قد فعلنا. وتحت «سل» قد فعلنا فاسأل. وتحت «أعد» قد أعدناك إلي حسن رأينا فيك. وتحت «زد» يزاد كذا. وتحت «تفضل» قد فعلنا. وتحت «ادن» قد أدنيناك. وتحت «سر» سررناك. وتحت «صل» قد فعلنا.
* وكتب أبو أحمد المنجم إلى أخيه أبى القاسم رقعة يدعوه فيها فغلط الرسول فأعطاها لابن المعتز فقرأها وعلم أنها ليست له فقلبها وكتب:
دعاني الرسول ولم تدعني ولكن لعلى أبو القاسم.
فأخذ الرسول الرقعة ومضى وعاد عن قريب فإذا فيها مكتوب:
أيا سيــدا قد غدا مفخـرا لهاشم إذ هـو من هاشم
تفضل وصدق خطأ الرسول تفضل مــولى على خادم
فما أن يطاق إذا ما جددت وهزلك كالشهد للطاعم
فدى لك من كل ما يتقيـه أبو احمـد وأبـو القاسم.
* كان لمحمد بن عبد الله بن طاهر، حاجب شاعر يدعي ابن أبي عون، وذات يوم بعث هذا الحاجب لسيده بباقة من الريحان كتب معها بيتين يقول فيهما:
قد بعثنا بطيب الريحان خير ما قد جُني من البستان
قـد تخيرتــه لخير أمير زانـــه الله بالتقي والبـيان.
فنظر الأمير في البيتين ضاحكاً من هذه الـ( قد) التي تكررت فيهما ولم يلبث أن كتب علي هذه الورقة داعياً علي صاحبه بأن يقده الله تعالي (من قدّ الشيء – بالتشديد- إذا قطعه) فقال:
عون يا عون قد ضلت عن القصد
وعُمَّيت عــن دقيـــق المعــــاني
حشو بيتيك (قد) و(قد) فإلي كم؟
قـــدّك الله بـالحسام اليمـــاني!!
* كتب أبو العيناء لامرأة خطبها فردته لما رأته قبح الوجه:
فإن تنفري من قبح وجهي، فإنني
أريب أديب لا غبي ولا فَــــدْمُ.
فوقعت علي ما كتب قائلة: «ليس لديوان الرسائل أريدك».

يتبع...

رد مع اقتباس