عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Apr 2019, 10:44 PM
د.عبد الخالق ماضي د.عبد الخالق ماضي غير متواجد حالياً
حفظه الله
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 7
افتراضي تعقيب على مقال: فك الأغلال لمحمد عبد الهادي



تعقيب على مقال: فك الأغلال لمحمد عبد الهادي


الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين نبيّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين؛ وبعد:
فإنّ النّصيحة للمسلمين عامّة، وللمنتسبين إلى العلم خاصّة من أعظم مسائل الدّين، وقد قال النّبي الدّين النّصيحة؛ قلنا لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمّة المسلمين وعامّتهمرواه مسلم.
فالواجب على المسلم أن ينصح لأخيه المسلم، ولا ينبغي أن يجعل همَّه البحثَ عن عورات المسلمين لنشرها، والتّشهيرَ بأصحابها، لأنّ هذا الفعل ليس من الإسلام في شيء، بل هو من غش المسلمين، وإرادة السّوء بهم، وبخاصّة إذا كان المُشهَّر به من المُنتسبين إلى مذهب السّلف أهل السنّة والجماعة، بل ومن المنتسبين إلى العلم، فالنّصيحة له آكدة، وعدم التّشهير به واجب، إلّا إن عُلم منه المعاندة والمكابرة في قبول الحقّ والرّجوع عن الباطل؛ فحينئذ يجب التّحذير منه نصحا لعموم الأمّة.
وإنّي أنا عبد الخالق ماضي أعترف أنّي أخطأت وأنا في مقام الموعظة لا التّعليم، وقلت: إذا تمنى العبد لقاء الله تمنّى الله لقاءه كما قال النّبيّ وهذا محض خطأ منّي أستغفر الله منه، ولست مصرّا عليه، ولم أدّع يوما نسبة صفة التّمنّي لله تعالى ولا غيرها من الصّفات التي لم ترد في الكتاب والسنّة الصّحيحة، وأنا على منهج السّلف أهل السنّة والجماعة في باب الأسماء والصّفات، بل وفي سائر مسائل الاعتقاد، وكلّ ما صدر منّي ممّا يخالف هذا فهو إمّا خطأ جرى على لساني لم أتعمّده، ولم أقصده، بل هو هفوة لسان مثل مسألة التّمنّي هذه، أو خطأ ناتج عن جهل وأسأل الله أن يعلّمني ما جهلت، والله حسبي ونعم الوكيل.
هذا وإنّ ما كتبه المدعو محمّد عبد الهادي في مقال سمّاه: فكّ الأغلال في بيان ما عليه الصّعافقة من الجهل والضّلال فهو مقال فاجر؛ نسبني وبعضَ إخواني من الدّعاة السّلفيّين إلى الضّلال، وفيه من عبارات السّوء التي يتنزّه المسلم عنها؛ مثل قوله: عمائم على بهائم، وقوله: أمّا صعفوق الجزائر عبد الخالق ماضي صاحب الدّكتوراة التي لا تساوي بصلة؟؟ ومكتوبه هذا محشوّ بالنّقول التي يراد منها التّشبّع بما لم يعطه الكاتب، ومنه قوله ص25: (وروى الإمام أحمد عن ابن أبي عدي عن حميد عن أنس، وسنده ثلاثي عالي وهو على شرط البخاري ومسلم)، ولا أظّنك يا جويهل تعرف هذه اللّغة العلميّة بل أنت ناقل ولم تَرُدّ العلم إلى أهله، وهكذا تريد إفهام العامّة والدّهماء من المنتسبين إلى السّلفيّة أنّك من علماء الحديث، وهيهات.
وكذا التّشنيع على حملة العلم من السّلفيّين، ونسبتهم إلى غير ما يعتقدونه من الحقّ في مسائل الاعتقاد، وعدم حمل الخطأ على السّهو وسوء الفهم، وإنّي أقول لهذا الطّير الطّارئ على الدّعوة، والمتسلّق سور العلم بالجهل والتّعالم: إنّ الله هو المعز المذلّ، الخافض الرّافع، المعطي المانع؛ ولن تبلغ أنت ومن يتملّقون للبشر المنزلة إلا بالصّدق والعمل الصّالح، وأمّا ما تفعلونه من مناجزة أهل السنّة والمتّبعين منهجَ السّلف الصّالحين، وتركِ أهل الزّيغ والبهتان، والشّرك والطّغيان، لهو من منهج الخوارج المارقين، فاربؤوا بأنفسكم أن تكونوا مثل الخوارج المعاندين، والسّفلة من المنافقين، واعلم يا لكع أنّني لست ممّن يتباهى بالألقاب العلميّة، بل أخوك الضعيف، والمفتقر إلى عفو الله ورحمته معترف بتقصيره، ولم أدّع يوما أنّني من العلماء، بل لا أسمح أن يصفني أحد بذلك، ولا أظنّ حقدك عليّ خاصّة وأنت لا تعرفني ولم تستمع لكلامي يوما فيما أظنّ إلّا بتحريش من المرجف في البلاد، أو بتأجيج الحقد في نفسك من متولّي كبر هذه الفتنة العمياء، واللهَ أسأل أن يُريَني الحقّ حقّا ويرزقني اتّباعه، وأن يريني الباطل باطلا ويرزقني اجتنابه، وأن يهديني للعلم النّافع والعمل الصّالح، وأن يهديك ويهدي من يؤزّك إلى قول الباطل، والله من وراء القصد، وهو الهادي إلى سواء السّبيل.




رد مع اقتباس