اقتباس:

فليت خالد حمودة وفقه الله يفيدنا بما يعرفه عن هذا الكتاب و مزاياه و أيضا في الاختلاف في مؤلفه هل رجع و تاب أم لا؟

أعتذر إليك أخي الكريم عن التأخر في الجواب فقد كنت مسافرا.
أما شرح عثمان بن منصور فلا شك أنه شرح جليل كثير الفائدة، وقد أثنى عليه واستحسنه الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله، ففيه من الاستطرادات النافعة ما ليس في غيره من الشروح، بل إن فيه من الفوائد الزوائد المتعلقة بموضوع الكتاب ماليس في الشروح الأخرى، والسبب في هذا أن شروح الكتاب المعروفة ذات مورد واحد، وأصحابها على طريق مسلوك موحَّد، بخلاف عثمان بن منصور فله مشربٌ غير مشربهم، لكنه متأثر بدعوة الإمام المجدد، فلذلك فكتابه من حيث تحقيق التوحيد الذي هو أصل موضوع الكتاب المشروح لا شك أنه أنزل من شرح الشيخ سليمان ومن مختصره فتح المجيد، لأنهما أعرف بالتوحيد منه وأشد تحقيقا.
أما أنه تاب أو لم يتب فمن حديث المجالس الذي لا يزال الناس يختلفون فيه منذ وفاة الرجل رحمه الله، والأقرب أنه مات على العقيدة الصحيحة، فقد قال الشخ عبد الله البسام في ترجمته من "علماء نجد" (5/98): "حدَّثني الشيخ محمد بن صالح بن سليم رئيس محكمة التمييز بالمنطقة الغربية قال: إنه في عام 1359 بعثني عمي الشيخ عمر بن سليم إلى الملك عبد العزيز رحمه الله بالرياض بخطاب يتعلق بتجديد جامع بريدة، فلما وصلت الرياض ذهبت للسلام على الشيخ محمد بن عبد اللطيف وكان في ذلك الوقت أشهر علماء آل الشيخ فوجدت عنده مجموعة كبيرة من أهل العلم وكنا في بيته، فجرى الحديث عن عثمان بن منصور فقال الشيخ محمد بن عبد اللطيف: إن والدي عبد اللطيف حدثني عن والده الشيخ عبد الرحمن بن حسن أن عثمان بن منصور قبل وفاته ندم على فات منه وأنه تاب وتوفي على عقيدة الشَّيخ محمد بن عبد الوهاب التي هي عقيدة التوحيد" اهـ