عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 May 2012, 03:32 AM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي جواب

أعان الله شيخنا عبد المجيد على ما هو بصدده ووفقه لقول الحق وسدده.
ولعلي أتطفل على شيخنا وأجيب أخانا مهدي على سؤاله:
اعلم أخي -رحمني الله وإياك والقارئين- إن كل من انتسب إلى مذهب من مذاهب الأئمة الفقهاء: كمالك والشافعي وأحمد في الفقه وخالفهم في العقيدة فهو على غير السنة, وفي الانتساب لهؤلاء الأئمة في الفقه مع مخالفتهم في العقيدة هو حجة عليهم لا حجة لهم.
يقول الإمام أبو الحسن الكرجي: (... وَوَجْهٌ ثَالِثٌ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ نُبَيِّنَ فِيهِ فَنَقُولَ: إنَّ فِي النَّقْلِ عَنْ هَؤُلَاءِ إلْزَامًا لِلْحُجَّةِ عَلَى كُلِّ مَنْ يَنْتَحِلُ مَذْهَبَ إمَامٍ يُخَالِفُهُ فِي الْعَقِيدَةِ فَإِنَّ أَحَدَهُمَا لَا مَحَالَةَ يُضَلِّلُ صَاحِبَهُ أَوْ يُبَدِّعُهُ أَوْ يُكَفِّرُهُ فَانْتِحَالُ مَذْهَبِهِ - مَعَ مُخَالَفَتِهِ لَهُ فِي الْعَقِيدَةِ - مُسْتَنْكَرٌ وَاَللَّهِ شَرْعًا وَطَبْعًا فَمَنْ قَالَ : أَنَا شَافِعِيُّ الشَّرْعِ أَشْعَرِيُّ الِاعْتِقَادِ قُلْنَا لَهُ : هَذَا مِنْ الْأَضْدَادِ لَا بَلْ مِنْ الِارْتِدَادِ إذْ لَمْ يَكُنْ الشَّافِعِيُّ أَشْعَرِيَّ الِاعْتِقَادِ . وَمَنْ قَالَ : أَنَا حَنْبَلِيٌّ فِي الْفُرُوعِ مُعْتَزِلِيٌّ فِي الْأُصُولِ قُلْنَا : قَدْ ضَلَلْت إذًا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ فِيمَا تَزْعُمُهُ إذْ لَمْ يَكُنْ أَحْمَدُ مُعْتَزِلِيَّ الدِّينِ وَالِاجْتِهَادِ " . قَالَ : " وَقَدْ اُفْتُتِنَ أَيْضًا خَلْقٌ مِنْ الْمَالِكِيَّةِ بِمَذَاهِبِ الْأَشْعَرِيَّةِ وَهَذِهِ وَاَللَّهِ سُبَّةٌ وَعَارٌ وَفَلْتَةٌ تَعُودُ بِالْوَبَالِ وَالنَّكَالِ وَسُوءِ الدَّارِ عَلَى مُنْتَحِلِ مَذَاهِبِ هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّةِ الْكِبَارِ فَإِنَّ مَذْهَبَهُمْ مَا رَوَيْنَاهُ : مِنْ تَكْفِيرِهِمْ : الْجَهْمِيَّة وَالْمُعْتَزِلَةَ وَالْقَدَرِيَّةَ والواقفية وَتَكْفِيرِهِمْ اللَّفْظِيَّةَ) نقلا من مجموع الفتاوى لابن تيمية(4/176).
ومما هو معلوم لدى طلاب العلم الشرعي أن جماعة من علماء الشافعية استنكفوا من الانتساب للأشعري فميزوا أصول مذهب الشافعي في الفقه وأصوله عن مذهب الأشعري كما فعل ذلك أبو حامد الإسفرائيني وتابعه على ذلك جماعة كأبي إسحاق الشيرازي, ومعروف كذلك شدة الإسفرائيني على أبي بكر الباقلاني, وذلك كله بسبب انتسابهم لعلماء الكلام ومخالفتهم لعقيدة القرآن والسنة, عقيدة السلف الصالح.
قال أبو الحسن الكرجي: ( ومعروف شدة الشيخ أبي حامد على أهل الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري وعلقه عنه أبو بكر الزاذقاني وهو عندي وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميزة وقال : هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلا عن أصول الدين ) نقلا من درء التعارض.
فالمقصود من هذا أن كل من انتسب إلى مذهب مالك والشافعي وأحمد في الفقه وخالفهم في العقيدة فلا يعد من أهل السنة بل هو من أهل البدعة والضلالة, وكذلك من انتسب إلى أبي حنيفة في الفقه وكان ماتريدي العقيدة فهو من أهل البدعة والضلالة ولاكرامة, هذا دين الله -عزوجل-, وهذه سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام, وهذه سيرة السلف أئمة الهدى والرشاد.
والله الهادي إلى سواء السبيل.

رد مع اقتباس