عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 26 Jun 2021, 06:23 PM
أبو بكر يوسف قديري أبو بكر يوسف قديري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 286
افتراضي

17- تجويزه الإنكار العلني على الحاكم ولو في غَيبته
وهذا ما لم يعهد من علمائنا ولا في منهج السلف المتقدمين؛
سئل ابن باز - رحمه الله -:
س: هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر؟ وما منهج السلف في نصح الولاة؟
فأجاب: (ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة، وذكر ذلك على المنابر؛ لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع، ولكن الطريقة المتبعة عند السلف: النصيحة فيما بينهم وبين السلطان، والكتابة إليه، أو الاتصال بالعلماء الذين يتصلون به حتى يوجه إلى الخير.
ولما وقعت الفتنة في عهد عثمان رضي الله عنه: قال بعض الناس لأسامة بن زيد: ألا تكلم عثمان؟ فقال: إنكم ترون أني لا أكلمه، إلا أسمعكم؟ إني أكلمه فيما بيني وبينه دون أن أفتتح أمرًا لا أحب أن أكون أول من افتتحه.
ولما فتح الخوارج الجهال باب الشر في زمان عثمان وأنكروا على عثمان علنا عظمت الفتنة والقتال والفساد الذي لا يزال الناس في آثاره إلى اليوم) مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (8/ 210).
وقال الألباني -رحمه الله- في تحقيقه لمختصر صحيح مسلم: (يعني المجاهرة بالإنكار على الاْمراء في الملأ لأن في الإنكار جهارأ ما يخشى عاقبته، كما اتفق في الإنكار على عثمان جهارأ إذ نشأ عنه قتله).

وكان السلف إذا أنكروا على الولاة تكلموا بحضرتهم؛
قال ابن عثيمين:
(هناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائبا، لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف كانت حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم، الفرق أنه إذا كان حاضرا أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيبا ونحن المخطئون، لكن إذا كان غائبا لم يستطع أن يدافع عن نفسه وهذا من الظلم، فالواجب أن لا يتكلم على أحد من ولاة الأمور في غيبته، فإذا كنت حريصا على الخير فاذهب إليه وقابله وانصحه بينك وبينه.)
لقاءات الباب المفتوح 3/353-359
وسئل العلامة الفوزان:
السؤال: هل يجوز انتقاد الدوائر الحكومية والقائمين عليها من وزراء، وذلك من باب الإصلاح وتوضيح الخلل، أمام عامة الناس؟
الجواب: (الانتقاد الذي يُقصد به التجريح ويُقصد به تنقُّص المسئولين والتماس عيوبهم، هذا لا يجوز. أما انتقادها الذي يُبلَّغ للمسئولين من أجل أن يُصلِحوها، فلا بأس بذلك؛ أنه يقول: الدائرة الفلانية فيها كذا، فيها خلل، المسئول فيها فيه كذا؛ عند ولي الأمر ما هو عند الناس؛ يتكلم في الدوائر وفي المسئولين عند الناس؛ هذه غِيبة، ومع الغِيبة فيها إفساد؛ لأنها قد تسبب مثلًا معصية ولي الأمر واحتقار ولي الأمر أو ما أشبه ذلك، فهذا شأن الخوارج، هذا من صفات الخوارج.) المصدر: https://l.top4top.io/m_2003zjz2n1.mp3

وأما الدكتور فركوس فوافق الخوارج في هذه الخصلة حيث قال: (كما يكون الإنكار بحضرةِ ولي الأمر ـ وهو الأصل في الإنكار العلني ـ على ما دلَّت عليه بعضُ آثارِ السَّلفِ، يجوز ـ أيضًا ـ إنكارُ المُنكر في غَيبته.) وزعم أن ذلك وارد عن السلف، والصحيح أنه طريقة الخوارج، فعن الحسن قال: «أتيت قدامة بن عنزة العنبري فوافقت عنده مرداسا أبا بلال، ونافع بن الأزرق، وعطية بن الأسود، قال: فتكلم مرداس أبو بلال فذكر الإسلام، فما سمعت ناعتا للإسلام كان أبلغ منه - ثم ذكر السلطان فنال منه، وذكر ما أحدث الناس، ثم سكت، ثم تكلم نافع بن الأزرق فذكر الإسلام فوصفه فأحسن، وذكر السلطان فنال منه، ثم ذكر ما أحدث الناس، ثم تكلم عطية بن الأسود فذكر الإسلام فوصفه فأحسن، ولم يبلغ ما بلغ نافع بن الأزرق، وذكر السلطان فنال منه، ثم ذكر ما أحدث الناس. رواه ابن أبي الدنيا في الأمر بالمعروف رقم 105

رد مع اقتباس