عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 03 May 2018, 05:21 AM
عبد الصمد بن أحمد السلمي عبد الصمد بن أحمد السلمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: في بلد ممتدة أرجاؤه...وطيب هواءه وماؤه
المشاركات: 351
افتراضي

بوركت، وأنا معك

نعم بلا شك:


-شرط التمكين الذي يرضاه الله سبحانه هو صحة العقيدة، وليس الذي على طريقة جمال الدين الأفغاني ومن تأثر به.


فالأول: هو منهج الإمام المجدد محمد ناصر الدين الالباني وغيره من الأئمة الكبار كابن باز والعثيمين والفوزان.


والثاني: هو منهج المتاجرين بالانتساب إليه.

ومع هذا إذا رأينا خطأ لأحد الأفاضل الكرام نردّه بأدب، ولا نستغلّ خطأه كما تفعل الحدادية أذناب حسن البنا.

والتمكين الشرعي الذي يرضاه الله قائم على التعاون بين الراعي والرعية، وليس على التنافر والتربص والانتظار لتغييره، ومن أهم- بل من أعظمها- الأسباب للتمكين الشرعي هو النصيحة.
لولي الأمر.


وإليك مثالا واحدا عن عظم النصيحة لولي الأمر:


نصيحة واحدة لولي الأمر لقت القبول فامتد خيرها ثلاثة قرون !

قال سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ذاكرا قصة رحلة الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب إلى الدرعية : ( فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشياً فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد: أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبداً، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة. ) المصدر : الموقع الرسمي للشيخ ابن باز .


قال السلمي : انظر يا رحمك الله إلى هذه النصيحة التي لاقت القبول من ولي الأمر ، فامتد خيرها عبر ثلاثة قرون ، وكل خير بإذن الله سببه دعوة الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب ، فهو بإذن الله أجر يلحقه في قبره .

{ من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا } .

عبد الصمد بن أحمد السلمي

رد مع اقتباس