عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28 Jan 2018, 12:56 AM
عبد الحميد الهضابي عبد الحميد الهضابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 300
افتراضي اللّجوء بالتأليب للسّلاطين عند انقطاع الحجّة هو شأن أهل البدع والمشركين




قال الإمام أبو إسماعيل الهروي رحمه الله: ( عُرضتُ على السيف خمس مرات، لا يقال لي: ارجع عن مذهبك؛ ولكن يقال لي: اسكت عمن خالفك!، فأقول: لا أسكت).




الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد :
فإن الردّ على أهل البدع والمشركين، وبيان مخالفة المخالفين ،وبيان باطلهم وانحرافهم ،والتحذير منهم أصل أصيل ، وركن ركين من أصول الدين ,وذلك بالضّوابط الشرعية ، والحدود المرعية ، فالردّ على المخالفين سواء أكانوا من الكافرين ،أو المبتدعة والمنافقين، أو غيرهم من المذبذبين والمناوئين للحقّ وأهله نوع من الجهاد في سبيل الله تعالى ، بل هو أفضل من الذبّ بالسيوف في سبيله تعالى ، وهو من أفضل القربات وأعظم الطاعات.[1]
وأهل السنة أعلم الناس بالحقّ ، وأرحمهم للخلق ، ففي ردودهم تتضمّن العدل والإنصاف، لا الظلم والطغيان ، وهكذا أيضا تشتمل على العلم والحجج والبراهين الساطعة النيّرة التي مثل الشمس في رائعة النهار.
بخلاف ردود أهل البدع والاختلاف على أهل السنة والائتلاف تتضمن الكذب والفجور والحيف والظلم والجور.
فأهل البدع والمخذلّة لما أعيتهم أن يقارعوا الحجّة بالحجّة ، لجؤوا إلى محاربة أهل السنة بالكذب والفجور ،وتشويههم بالأباطيل والأراجيف , وتهديدهم بالمحاكم والسجون ، وتأليب السلاطين عليهم ،وهذا شأن أهل البدع في كلّ عصر ومصر، ولهم سلف في ذلك وبئس السلف ، وهم أعداء الأنبياء والمرسلين عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم، من المشركين والكافرين ،والمنافقين ، والمناوئين للحقّ والمخذّلين.
وإذا عرف السبب بطل العجب ، كل العداوة ترجو مودّتها إلا عداوة من عاداك في الدّين ، فالسلفيّ إذا انحرف يكون خبثه وجرمه أعظم من غيره من أهل البدع والأهواء الواضحين ، فلما أعيتهم-أي:أهل البدع وهكذا المخذلّة- الشهب السلفية والردود العلمية ،وأفلسوا عن الردّ انتقل بهم الحال إلى التهديد بالمحاكم والطرد والإبعاد من البلاد، وتأليب السلاطين عليهم ،كما هو حالنا مع بعض هؤلاء ....الذين هددونا بالسجن والترحيل ،والله حسيبهم في ذلك.
قال شيخنا ربيع بن هادي حفظه الله : " والله إن بعض السلفيين أو المتسلفين ينحرف في جزئية أو كلية ثم تتلى عليه الآيات والأحاديث وأقوال العلماء فلا يرجع ، فيصبح أسوأ من أهل البدع ، يصبح أسوأ وأفجر وأخبث من أهل البدع ؛ لأن فيه شبها بالمرتدين ، المرتد عرف الإسلام وعرف الحق ثم انحرف عن الإسلام وارتد عنه ، فهو أقبح وأخبث من الكافرالأصلي ، وهذا الذي كان سلفيا ثم انحرف يكون أقبح من المبتدع الأصيل ، وأشد عنادا ويدخل في الكذب والبهتان في محاربة الحق وأهله! !
ونحن نعيش من سنوات مع أناس يلبسون لباس السلفية وهم أكذب وأفجر من أهل البدع والعياذ بالله ! ويقعون في كذب يخجل منه اليهود والنصارى ؛ فيهم شبه بالمرتدين الذين عرفوا الحق ونابذوه وحاربوا أهله ، وأخشى أن بعضهم يقع في الردة والعياذ بالله ، لأنه عرف الحق وحاربه وأبغضه ـ والعياذ بالله ـ وأبغض أهله وحاربهم ، فهذا الآن يجري في أناس يرفعون عقيرتهم بأنهم من السلف وهم أسوأ من الخلف ، وأحطّ أخلاقا ، فاحذروا هذه الأصناف وحذّروا منها . تنصحه بالرجوع إلى الحق وتأتي له بأقوال العلماء وأحكامهم المعضّدة بالأدلة والبراهين ، فيطعنون فيهم ويسقطونهم ، يسقط الحق وأهله ، ويسقط الأدلة والبراهين ويتشبث بأباطيله . فاحذروا من هؤلاء أشد مما تحذرون من أهل البدع ، وحذّروا منهم فإنهم قد سلكوا أنفسهم في شرّ أنواع أهل البدع" .اهـ
وأقول لهم كما قاله العلامة ابن القيم رحمه الله كما في نونيّته :
إن كنتمُ أنتمْ فحولا فابرزوا *****ودعوا الشكاوي حيلة النسوان
وإذا اشتكيتم فاجعلوا الشكوى إلـى ***الوحيين لا القاضي ولا السلطان .
وقال غفر الله له :
ما عندهم عند التناظر حُجَّةٌ** *أنَّى بها لِمُقلِّد حيرانِ
لا يفزعون إلى الدليل وإنما*** في العجز مَفْزِعُهُم إلى السلطانِ

وهذه سنة الله تبارك وتعالى في خلقه أن صاحب الحق لابد أن يناله مايناله في طريقه إلى الله من المشاق ،والعقبات ،والنكبات ،من الحكم في ذلك أن يتتّضح جليا الصادق من الكاذب.
والداعي إلى الله إذا كان الناس كلّهم يحبّونه ويجلّونه فليراجع نفسه ، فهذا لم يحصل ويتأتّى حتى لخير من وطئ الحصى عليه الصلاة والسلام، ومربط الفرس في ذلك أن ولاءه وبراءه فيه خلل ،وهذا باختصار شديد.

والأسباب في ذلك عدّة من أهمّها :
- أنه يتأكلّ بدين الله تعالى ، فإذا بيّن ونصح وحذّر من قطاّع الطرق من المشاغبين وأهل الأهواء والبدع ، ذهبت مصالحه مع أرباب الأموال وأهل المنافع الدنيوية.
- ومنها : الحرص على التجميع والتكتيل الغير المنضبط ، بغير نصح ولا بيان ، ولا تميّز وتمايز بين أهل السنة والمخالفين.
- ومنها : الخوف من تصنيفه ،والكلام فيه والتحذير منه ، والكلام في ذلك طويل ويطول
ولقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيعة ما سيلقاه في هذا الطريق ، منذ اللحظة الأولى من بعثته صلوات ربي وسلامه عليه.
كيف لا ، وقد سلك في هذا الطريق قبله من إخوانه من الأنبياء والرّسل عليهم أفضل الصلاة وأتم التسليم ،وحصل ماحصل لهم من السجن ، والطرد ،والإبعاد ،والتنكيل والنكال ،والمصائب العظام، قال تعالى : { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين } [سورة الفرقان آية : 31] .
ذهبت خديجة إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل رضي الله عنهما، فقال ورقة للنبي صلى الله عليه وسلم : يا ليتني كنت حياً إذ يخرجك قومك ، فقال له عليه الصلاة والسلام : أو مخرجي هم ؟ ، قال : نعم ، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وفي لفظ : إلا أوذي.
وعن عائشة رضي الله عنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقالت : هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد ؟ قال : لقد لقيت من قومك ما لقيت ، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة ، إذ عرضت نفسي على ابن عبد ياليل ابن عبد كلال فلم يجبني إلى ما أردت ، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي ، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب ...الحديث)[2].
ويبلغ الأذى قمته وذروته فيُحاصر صلى الله عليه وسلم ثلاث سنوات في شعب أبي طالب .
وهو القائل صلى الله عليه وسلم : "قد أُخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أوذيت في الله وما يُؤذى أحد ، ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة ومالي ول بلال طعامٌ يأكله ذو كبد ، إلا شيء يواريه إبط بلال".
والأخبار والآثار في هذا الصدد لا تعدّ ولا تحصى في حقّه صلى الله عليه وسلم وهكذا الأنبياء والرسل عليهم السلام ،والصحابة الكرام عليهم العفو والصفح والغفران. وهكذا من جاء بعدهم ومضى على دربهم من أئمة الإسلام ممن لا يمكن حصرهم.
وإليك أخي القارئ برهان ماذكرته آنفا أن هذا مسلك مشين غير مرضيّ ، يفعله من أفلس عن الحجج والبراهين ، وسلفه في ذلك أفجر الخلق وهم : أهل الإشراك والريب ، وأهل البدع والضلال والانحراف:

قال تعالى: {وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} [الأعراف/127، 128]
قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كما في «مسائل الجاهلية»:
المسألة (الثانية والستون): كونهم إذا غُلبوا بالحجة فزعوا إلى الشكوى للملوك، كما قالوا : { أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ }.
قال شيخنا زيد المدخلي رحمه الله -معلقا على ذلك- :كونهم إذا غلبوا بالحجة، فزعوا إلى الشكوى للملوك والوجهاء في نظرهم، وهذا من تلبيسهم وتضليلهم على الآخرين وعلى أنفسهم قبل غيرهم.[3]
وقال شيخنا صالح الفوزان حفظه الله : من مسائل الجاهلية : أنهم كانوا إذا غلبوا بالحجة ، لجأوا إلى الشكوى إلى السلطان ...
وقال حفظه الله: فإنهم يلجؤون إلى القوة لمنع القائم بالحق....
وقال حفظه الله: واشتكوا إلى فرعون ليقهر هذا الحق وهذا الإيمان وهذا فعل أشباههم في كل زمان ومكان.[4]اهـ

ـ ولما ابتدع المأمون ما ابتدع من التشيع والاعتزال، فرح بذلك بشر المريسي- وكان بشر هذا شيخ المأمون- فأنشأ يقول:

قد قال مأموننا وسيدنا ... قولا له في الكتب تصديق
إن عليا أعني أبا حسن ... أفضل من قد أقلت النوق
بعد نبي الهدى وإن لنا ... أعمالنا والقرآن مخلوق
فأجابه بعض الشعراء من أهل السنة:
يا أيها الناس لا قول ولا عمل ... لمن يقول كلام الله مخلوق
ما قال ذاك أبو بكر ولا عمر ... ولا النبي ولم يذكره صديق
ولم يقل ذاك إلا كل مبتدع ... على الرسول وعند الله زنديق
بشر أراد به إمحاق دينهم ... لأن دينهم والله ممحوق
يا قوم أصبح عقل من خليفتكم ... مقيدا وهو في الأغلال موثوق
وقد سأل بشر من المأمون أن يطلب قائل هذا فيؤدبه على ذلك، فقال: ويحك لو كان فقيها لأدبته ولكنه شاعر فلست أعرض له.[5]
وقد ذكرها ابن عساكر في تاريخ دمشق (33/333) مسندة ومما جاء فيها:
«دخل الـمَرِيسيُّ يوماً على المأمون فقال: يا أمير المؤمنين إن ها هُنا شاعراً يَهجُو ويقول الشعر فيما أحدثناه من أمر القرآن! فأُحِبُّ أنْ تُجدِّدَ له عقوبة!!...».
قال شيخ الإسلام رحمه الله :ولو ضُرب وحُبس وأُوذي بأنواع الأذى ليدع ما علمه من شرع الله ورسوله الذي يجب اتباعه واتبع حكم غيره؛ كان مستحقاً لعذاب الله، بل عليه أن يصبر وإن أوذي في الله؛ فهذه سنة الله في الأنبياء وأتباعهم، قال الله تعالى:{ألم. أحَسِبَ النَّاسُ أنْ يُتْرَكوا أنْ يَقولوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنونَ. وَلَقَدْ فَتَنَّا الذينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الذينَ صَدَقوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكاذِبينَ}.
وقال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجاهِدِينَ مِنْكُمْ والصَّابِرينَ وَنَبْلُوَ أخْبارَكُمْ}.
وقال تعالى: {أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الذينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ البَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلوا حَتَّى يَقولَ الرَّسولُ والذينَ آمنوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ ألا إنَّ نَصْرَ اللهِ قَريبٌ}.[6]
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيميةرحمه الله : وقال لي مرة: ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري، إن رحت فهي معي لا تفارقني، إن حبسي خلوة، وقتلي شهادة، وإخراجي من بلدي سياحة.
وكان يقول في محبسه في القلعة: لو بذلت ملء هذه القاعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة.
أو قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير، ونحو هذا.
وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ما شاء الله وقال لي مرة: المحبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى.
والمأسور من أسره هواه.
ولما دخل إلى القلعة وصار داخل سورها نظر إليه وقال: {فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب}،وعلم الله ما رأيت أحداً أطيب عيشاً منه قط، مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضدها، ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والإرهاق، وهو مع ذلك من أطيب الناس عيشاً، وأشرحهم صدراً، وأقواهم قلباً، وأسرهم نفساً، تلوح نضرة النعيم على وجهه.[7]
قال العلامة ابن القيم رحمه الله : إنَّ هؤلاء النفاة المعطِّلة إذا غُلبوا مع أهل الإثبات وقامت حجتهم عليهم عدلوا إلى عقوبتهم وإلزامهم بالأخذ بأقوالهم ومذاهبهم: بالضرب والحبس والقتل، وتارة يأخذونهم بالرغبة في الدنيا ومناصبها وزينتها؛ فلا تقبل أقوالهم إلا برغبة أو رهبة، والناس إلا القليل منهم عبيد رغبة أو رهبة، وبهذه الطريقة أخذ إمام المعطلة فرعون قومَه...
والمقصود: أنَّ هؤلاء إنما يأخذون الناس بالرغبة والرهبة لا بالحجة والبيان، ولهذا لما علم إمامهم فرعون أنه لا يقاوم بها موسى عدل معه إلى الوعيد بالسجن فقال: {لئن اتخذت إلها غيري لأجعلنك من المسجونين} [الشعراء29] .
وقال غفر الله له : ولا جرى على أئمة السنة والحديث ما جرى حين حبسوا وشردوا وأخرجوا من ديارهم إلا بالتأويل، ولا جرى على شيخ الإسلام ابن تيمية ما جرى من خصومه بالسجن وطلب قتله أكثر من عشرين مرة إلا بالتأويل.
فقاتل الله التأويل الباطل وأهله وأخذ حق دينه وكتابه ورسوله وأنصاره منهم، فماذا هدموا من معاقل الإسلام وهدوا من أركانه وقلعوا من قواعده؟! ولقد تركوه أرق من الثوب الخلق البالي الذي تطاولت عليه السنون وتوالت عليه الأهوية والرياح، ولو بسطنا هذا الفصل وحده ما جناه التأويل على الأديان والشرائع وخراب العالم لقام منه عدة أسفار، وإنما نبهنا تنبيها يعلم به العاقل ما وراءه؛ وبالله التوفيق.[8]
وقال العلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله كما في: "صدع الدجنة في فصل البدعة عن السنة" (ص:63): قد تدبرتُ أنواع الفساد فوجدتُ عامتها نشأت عن إماتة السنن أو إقامة البدع، ووجدتُ أكثر المسلمين يبدو منهم الحرص على إتباع السنن واجتناب البدع ولكن إلتبس عليهم الأمر؛ فزعموا في كثير من السنن أنه بدعة، وفي كثير من البدع أنه سنة، وكلما قام عالم فقال: هذا سنة، أو هذا بدعة، عارضه عشرات أو مئات من الرؤساء في الدِّين الذين يزعم العامة أنهم علماء، فردوا يده في فيه، وبالغوا في تضليله والطعن فيه، وأفتوا بوجوب قتله أو حبسه أو هجرانه، وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه، وساعدهم ثلاثة من العلماء: عالم غال، وعالم مفتون بالدنيا، وعالم قاصر في معرفة السنة وإنْ كان متبحراً في غيرها".اهـ
ومن علماء السنة والتوحيد ممن أوذي في هذا الجانب أيّما إيذاء العلامة أمير المؤمنين في الحديث العلامة الألباني ، ومقبل الوادعي وشيخنا محمد المدخلي ، ولزهر سنيقرة وغيرهم كثير.
قال الألباني رحمه الله تعالى كما في سلسلة الهدى والنور شريط رقم(276):
" فأنا بفضل الله عز وجل لما كنت في دمشق بالرغم من شدة المخابرات علي استدعيت مرارا وتكرارا إلى المخابرات وسجنت مرتين شهورا وإلى آخره ويرسل ورائي بالشرطة وغيرها إنه ممنوع تخرج من دمشق في سبيل النشاط ايش؟ الذي تعمله، وهذه كل الحركات من الشيوخ وليس من الحكام الذين دائما نحتج عليهم وأنهم يحكمون بغير ما أنزل الله!
ثم قال غفر الله له:...بعد هذا حولت غربا إلى إدلب واللاذقية، إدلب بدأنا نتردد عليها وصار والحمد لله تجاوب طيب جيد، تحرك المفتي ضدنا وأرسل أيش؟ مضبطة أن هذا الرجل يجيء ويعمل فتن عندنا، ويقول كذا ويفعل كذا إلى آخره نرجو منعه؛ جاءتني ورقة من الشرطة بضرورة مقابلة وزير الداخلية، رحنا يستجوبني وزير الداخلية إنه أنت في عليك شكوى أنك تروح لتلك البلاد وتعمل مشاكل وفتن والشعب انقسم قسمين وفعلا انقسم قسمين، ناس ينصرون السنة وناس ينصرون البدعة، وهكذا سنة الله في خلقه ولن تجد لسنة الله تبديلا؛ يقول هذا الوزير لذلك نحن مضطرون مع الأسف إنه نبلغك أنت ممنوع تخرج من بلدك دمشق إلى تلك البلاد لأنه جاءنا مضبطة وهذا المفتي مفتي الجمهورية كلها بعث طلب؛ أين الشاهد بقى؟ الطلب نفي محمد ناصر الدين الألباني إلى الجزيرة، الجزيرة عندنا يعني منطقة جرداء قاحلة ما بين العراق وتركيا)).
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

كتبه : عبد الحميد الهضابي.
11/ 5 / 1439
مكة المكرمة.

ـــــــــــ
الحواشي :
[1] ـ قال يحيى بن يحيى شيخ البخاري ومسلم : الذّبُّ عن السُّنّة أفضلُ من الجهاد في سبيل الله، وقال محمد بن يحيى الذهلي: قلتُ ليحيى: الرجلُ ينفِقُ مالَه ويُتْعِبُ نفسَه ويجاهد، فهذا أفضلُ منه؟! قال: نعم بكثير!.
وقال الحميدي شيخ البخاري : والله ! لأن أغزو هؤلاء الذين يَرُدُّون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إلي من أن أغزو عِدَّتهم من الأتراك"، يعني بالأتراك: الكفار.
وقال ابن هبيرة -في حديث أبي سعيد رضي الله عنه في قتال الخوارج- : وفي الحديث أن قتال الخوارج أولى من قتال المشركين؛ والحكمة فيه أن قتالهم حفظ رأس مال الإسلام، وفي قتال أهل الشرك طلب الربح؛ وحفظ رأس المال أولى.
قال أبو عبيد القاسم بن سلاّم: " المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله.
وقال ابن القيم رحمه الله: والجهاد بالحجة واللسان مقدَّم على الجهاد بالسّيف والسّنان.
[2] ـ أخرجه البخاري (3059).
[3] ـ الفوائد الجلية (ص161).
[4] ـ شرح مسائل الجاهلية (ص193-195).
[5] ـ "البداية والنهاية"(10/279)
[6] ـ "مجموع الفتاوى" (35/ 373)
[7] ـ "الوابل الصيب من الكلم الطيب "(ص: 48)
[8] ـ "الصواعق المرسلة"(1/381).


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الحميد الهضابي ; 27 Feb 2018 الساعة 10:56 PM
رد مع اقتباس