عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05 Aug 2011, 06:19 PM
أبو عبيد الله عبد الله أبو عبيد الله عبد الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
الدولة: عين البنيان - الجزائر
المشاركات: 82
إرسال رسالة عبر MSN إلى أبو عبيد الله عبد الله إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبيد الله عبد الله
افتراضي

الإلحاد
في
الأسماء الحسنى

المقدمة
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ } [آل عمران: 102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا } [النساء: 1]

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71].

أما بعد:
فإن الله أمر المؤمنين بالإيمان به في غير ما موضع من كتابه الكريم، فقال جل وعلا : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}[النساء:136]، وقال سبحانه وتعالى: { فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}[البقرة:186]، إلى غيرها من الآيات الدالة على وجوب الإيمان بالله.
وإن من أهم ما يتضمن الإيمان بالله تعالى – الذي هو أول أركان الإيمان وأعظمها – التعرف عليه سبحانه بأسمائه وصفاته، معرفة يتبعها العمل بآثارها على منهاج أهل السنة والجماعة.
وإن مما يبين أهمية موضوع أسماء الله الحسنى أمورا كثيرة، منها:
1- أن العلم بالله وأسمائه وصفاته أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق، لأن شرف العلم بشرف المعلوم.
2- أن معرفة الله تدعو إلى محبته وخشيته، وخوفه ورجائه، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى والتفقه في فهم معانيها.
3- أن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى مما يزيد في الإيمان، كما قال عبد الرحمن السعدي –رحمه الله-: "إن الإيمان بأسماء الله الحسنى ومعرفتها يتضمن أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية،وتوحيد الأسماء والصفات، وهذه الأنواع هي روح الإيمان ورَوحه، وأصله وغايته، فكلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله وصفاته ازداد إيمانه وقوي يقينه ".
4- أن الله خلق الخلق ليعرفوه ويعبدوه، وهذا هو الغاية المطلوبة منهم، لأنه كما قال ابن القيم –رحمه الله-:
"مفتاح دعوة الرسل، وزبدة رسالتهم، معرفة المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله، إذ على هذه المعرفة تبنى مطالب الرسالة كلها من أولها إلى آخرها".

فإنه على أساس العلم الصحيح بالله وأسمائه وصفاته يقوم الإيمان الصحيح والتوحيد الخالص، وتنبني مطالب الرسالة جميعها، فهذا التوحيد هو أساس الهداية والإيمان، وهو أصل الدين الذي يقوم عليه، ولذلك فإنه لا يتصور إيمان صحيح ممن لا يعرف ربه، فهذه المعرفة لازمة لانعقاد أصل الإيمان وهي مهمة جدا للمؤمن لشدة حاجته إليها لسلامة قلبه، وصلاح معتقده
فالمعرفة لأسماء الله وصفاته وأفعاله توجب للعبد التمييز بين الإيمان والكفر، والتوحيد والشرك، والإقرار والتعطيل، وتنزيه الرب عما لا يليق به ووصفه بما هو أهله من الجلال والإكرام.

ولما كان باب الإلحاد في الأسماء هو قلب هذا الباب ومحور النزاع مع الخصوم فيه فإن من الواجب على المسلم أن يدرس مسائل هذا الباب ويتعمق في فهمها وفق ما ورد في الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة.

أهم أسباب اختيار البحث:

وقد دفعني لاختيار هذا العرض مجموعة من الأسباب والتي أذكر منها:

1- عظم أمر الإيمان بأسماء الله الحسنى، إذ غن معرفتها هو اصل الإيمان، والإيمان يرجع إليها، وذلك لشرف متعلقها وعظمة وشدة الحاجة إلى معرفتها –كما تقدم-.
2- فشوّ الشرك في هذا الباب وظهور الإلحاد فيه، حتى يكون المرء على حذر منه وحيطة في دينه وعقيدته.
3- الرغبة في إثراء معلوماتي ومعارفي، خاصة بهذا الجانب المهم من الدين ألا وهو العقيدة وبالأخص أسماء الله الحسنى.
4- إفادة إخواني الطلبة وتوضيح أمور هي من صلب إيمان العبد حيث لا يصح إيمانه إلا بمعرفتها.

وهنا أطرح هذه التساؤلات:
فما معنى الإلحاد؟ وكيف يكون الشخص ملحدا في أسماء الله ..؟ وما أنواعه؟ وما منهج اهل السنة والجماعة في هذا الباب؟
ومن منطلق توضيح هذا الأمر، أحببت جمع شتات تلك المسائل وترتيبها، وقد سميت البحث "الإلحاد في الأسماء الحسنى" مترسما الخطة التالية:

خطة البحث:

وقد قسمت البحث إلى مقدمة وأربع مطالب وخاتمة:
فالمقدمة: ذكرت فيها أهمية البحث وأسباب اختياره والخطة والمنهج المتبعان فيه.
المطلب الأول: التعريف بمصطلحات البحث.
المطلب الثاني: الإلحاد في الأسماء الحسنى من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة.
المطلب الثالث: أنواع الإلحاد في الأسماء الحسنى.
المطلب الرابع: منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء الحسنى إجمالا.
فالخاتمة: ذكرت فيها ملخص نتائج البحث.

الطريقة المعتمدة في البحث:
- سلكت المنهج
-حرصت قدر الإمكان على جمع المادة العلمية، واستعمال الأسلوب السهل في طرحها.
- اعتمدت المراجع المتقدمة والأصلية في البحث.
- عزوت الآيات إلى سورها وذكرت رقمها، مع الحرص عل الرسم العثماني للمصحف.
- خرجت الأحاديث الواردة في البحث.

هذا وإن أول الشكر وآخره، ومبدأ الحمد ومنتهاه لولي الحمد ومستحقه، ذي المنن الوفيرة، له الأسماء الحسنى والصفات العلا، فله سبحانه الحمد حمدا لا منتهى لحده.
وبعد شكر المولى عز وجل، أرى لزاما علي أن أزجي الشكر الجزيل، والثناء العطر إلى كل من أعانني على إتمام هذا العمل المتواضع، بإسداء نصيحة أو بشحذ همة ولو بكلمة طيبة، وأخص بالذكر الأستاذة الكريمة التي حرصت على هذا البحث وألزمتني به نصحا منها لي عل الخير وعلى كل ما فيه نفع لي، زادها الله حرصا وسددنا أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

رد مع اقتباس