عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07 Oct 2017, 04:34 PM
أبو أيوب صهيب زين أبو أيوب صهيب زين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2015
الدولة: بسكرة
المشاركات: 351
افتراضي

■ يُريدُونَ إِدْخَالَ بَعْضَ الأَعْيَادِ والاحْتِفَالَاتِ فِي بَابِ شُكْرِ اللهِ تَعَالَى أَوْ تَعْظِيمِ نَبِيِّهِ ﷺ

☆ قال الشيخ الوالد العلامة محمد علي فركوس حفظه الله:

ذلك لأنَّ المعلوم ـ شرعًا ـ أنَّ الأعياد والمواسم الدِّينيَّة معدودة من مسائل العبادة، والعبادات ـ من حيث حكمُها ـ توقيفيَّةٌ تحتاج إلى دليل يشرعها كما هو مقرَّر في القواعد الشَّرعيَّة، لقوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُون}[الجاثية:18]، وقولِه تعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم}[الشورى:21]، ولقولِه ﷺ: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»(17).

ولا يشفع للاحتفال بأوَّل شهر المحرَّم أصل من كتاب الله ولا سنَّة رسوله ﷺ، ولم يُؤثَر ذلك عن صحابته الكرام، ولا عن التَّابعين لهم بإحسان.

ولا مجال لإدخال الأعياد والاحتفالات بمثل هذه المناسبات في باب شكر الله تعالى أو تعظيم نبيِّه ﷺ؛ لأنَّ شكر الله ليس بالاشتراك معه في التَّشريع والحكم، وقد قال تعالى: {وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا}[الكهف:26].

وإنَّما شكر الله بطاعته وعبادته على وَفق شرعه وتعظيم النَّبيِّ ﷺ في اتِّباع سُنَّته، وطاعته فيما أمر به وزجر عنه، والتَّسليم لأحكامه والتَّأسِّي به في مظهره ومخبره، وعدم الابتداع في الدِّين.

قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب:21]، وقال سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}[آل عمران:31].

* قال ابن كثير رحمه الله: «هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كُلِّ من ادعى محبةَ الله وليس هو على الطَّريقة المحمَّديَّة؛ فإنَّه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتَّى يتَّبع الشَّرع المحمديَّ والدِّين النَّبوي في جميع أقواله وأحواله، كما ثبت في الصَّحيح عن رسول الله ﷺ أنَّه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ»...، وقال الحسن البصري وغيره من السَّلف: زعم قومٌ أنَّهم يحبُّون الله فابتلاهم الله بهذه الآية فقال: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّه}»(18).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(17) أخرجه مسلم (1718)، من حديث عائشة رضي الله عنها.

(18) «تفسير القرآن العظيم» لابن كثير (1/358).

[شهر الله المحرم.. سنن ومحدثـات (راية الإصلاح)]

رد مع اقتباس