عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 Mar 2015, 04:26 PM
رضا عثمان رضا عثمان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 86
افتراضي

عملا بوصية النّبيّ الكريم، الداعي إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، صلّى الله عليه وآله وسلّم؛ القائل: "كَبِّر! كبّر!"

فأبدأ بشكر شيخنا الحبيب الشيخ لزهر، بارك الله فيه، وأدام نفع الأمّة به؛ على مروره وتعليقه المليء بالحثّ على الاجتهاد وتشجيع أبنائه وإخوانه.

ويعلم الله -شيخي الحبيب- أنّني لا أنافس لنيل وسام "صاحب أكثر الإشكالات"، لكن بُعد الديار -كما علمتم- حرمني من صحبة أهل العلم وطلبته الأخيار، فوجدت نفسي كأنّني في أرض هي من العلم قفار، فلم أجد بُدّا من المقاربة بالاستفادة من هذا المنتدى المختار، راجيا عفو وعافية ربّنا العزيز الغفّار، لي ولفرسان هذا الصرح العلمي الأخيار...

أمّا المواضيع؛ فالحقيقة -شيخي الحبيب- أنّني أردت صون هذا "الصرح العلمي" رفيع المستوى -اللهم بارك !- من بضاعتي المزجاة، فلا أملك إلّا كلاما عامّا سطحيا فقيرا، لا يزيد هذا المنتدى إلّا ثقلا بمواضيع ليست من مستوى أهله الكرام الأفاضل.

فظننت أنّ المشاركة بطرح "الإشكالات" يتيح الفرصة لإخواننا ومشايخنا طلبة العلم الأَكْفَاء والمتقدّمين أن يفيدوا الأمّة بما آتاهم الله من علم ودراية وخبرة.

فأرجو أن يقبل شيخي الحبيب عذرني، وأن لا يعذلني تكرّما وتفضّلا، وهو أهل لذلك.


ثمّ جزى الله خير الجزاء إخواني الأفاضل -بوفلجة، ياسين وعبد الله- على المرور والإفادة الطيّبة، والتوجيه العزيز.

وحقّا -أخي الفاضل ياسين- استحسان الشيخ الإثيوبي زاد هذا الكلام إشكالا لأنّه من علماء السنّة المعاصرين المبرّزين.

ولعلّه من المفيد الإشارة إلى أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- بيّن في مواضع متعدّدة من كتبه معنى الحديث المذكور أعلاه، ولعلّ من أبسطها قوله في "اقتضاء الصراط المستقيم" (4/ 156):

ذكر صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: الأقسام الثلاثة، التي يعقد لها الفقهاء: باب قتال أهل القبلة، من البغاة، والعداة، وأهل العصبية.
فالقسم الأول:
- الخارجون عن طاعة السلطان، فنهى عن نفس الخروج عن الطاعة، والجماعة وبين أنه: إن مات ولا طاعة عليه، مات ميتة جاهلية، فإن أهل الجاهلية، من العرب ونحوهم، لم يكونوا يطيعون أميراً عاماً - على ما هو معروف من سيرتهم.
ثم ذكر:
- الذي يقاتل تعصباً لقومه، أو أهل بلده، ونحو ذلك، وسمى الراية عمية لأنه الأمر الأعمى الذي لا يدري وجهه، فكذلك قتال العصبية: يكون من غير علم بجواز قتال هذا.
وجعل قتلة المقتول جاهلية، سواء غضب بقلبه، أو دعى بلسانه، أو ضرب بيده، وقد فسر ذلك فيما رواه مسلم - أيضاً - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل، ولا يدري المقتول على أي شيء قتل، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج القاتل والمقتول في النار ".
والقسم الثالث:
- الخوارج على الأمة: إما من العداة الذين غرضهم الأموال كقطاع الطرق ونحوهم، أو غرضهم الرئاسة، كمن يقتل أهل المصر الذين هم تحت حكم غيره مطلقاً، وإن لم يكونوا مقاتلة، وإما من الخارجين عن السنة، الذين يستحلون دماء أهل القبلة مطلقاً، كالحرورية الذين قتلهم علي رضي الله عنه.
ثم أنه صلى الله عليه وسلم: سمى الميتة والقتلة: ميتة جاهلية، وقتلة جاهلية، على وجه الذم لها والنهي عنها، وإلا لم يكن قد زجر عن ذلك.


انتهى كلام شيخ الإسلام


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر ; 19 Feb 2018 الساعة 03:41 PM
رد مع اقتباس