عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 06 May 2017, 08:41 PM
أبو عبد الرحمن محمد الجزائري أبو عبد الرحمن محمد الجزائري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: May 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 241
افتراضي

الخطوة العاشرة : التقرب بنوافل الطاعات.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيَّاً فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ. وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِي بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ. ولايَزَالُ عَبْدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِيْ يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِيْ يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا. وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيْذَنَّهٍُ». رواه البخاري.

فوائد الحديث
1) في الحديث : إثبات الولاية لله عز وجل ، أي أن لله تعالى أولياء وهذا قد دل عليه القرآن الكريم قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ؛ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ } [يونس:63،62] ؛
2) فيه كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب ؛
3) وفيه أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب ؛
4) و فيه أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لقوله عزّ وجل : " وَمَا تَقَرَّبَ إِلِيَّ عَبْدِيْ بِشَيءٍ أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ " ؛
5) وفيه الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان : فرائض ، نوافل ؛
6) فيه الحثّ على كثرة النوافل، لقوله تعالى في الحديث القدسي: "وَلاَيَزَالُ عَبدِيْ يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ" ؛
7) فيه أن كثرة النوافل سبب لمحبة الله عزّ وجل، لأن: (حتى) للغاية، فإذا أكثرت من النوافل فأبشر بمحبة الله لك ؛
8) فيه إثبات المحبة لله عزّ وجل لقوله : " أَحَبَّ إِلِيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ " ، والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ، ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز وجل . كما أن فيه إثبات الحرابة لله عزّ وجل، لقوله: "آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ" ؛
9) فيه أن الأعمال تتفاضل هي بنفسها ؛
10) فيه الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها ؛
11) فيه أن في محبة الله عزّ وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عزّ وجل ؛
12) فيه أنه كلما ازداد الإنسان تقرباً إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه واعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث : " وَلَئِنْ سَأَلَنِي لأُعطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لأُعِيْذَنَّهُ ".
يتبع...

رد مع اقتباس