عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24 Apr 2017, 01:51 AM
أمين البجائي أمين البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
المشاركات: 77
افتراضي رسالة إلى دعاة الانفصال أصحاب حركة من أجل تقرير مصير القبائل mak {ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان}

بسم الله الرحمن الرحيم
إنِ الْحَمْد لِلَّهِ نَحْمَدُهُ ، وَنَسْتَعِينُهُ ، وَنَسْتَغْفِرُهُ ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، وَ أشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ, أما بعد:


لا تكاد العجائب تنقضي من أقوام ينافحون ويدافعون عن لغتهم الأمازيغية وهويتهم الثقافية ثم يظهرون في قنواتهم فيتكلمون بغير لسانهم ويلبسون غير لباسهم، وهم اليوم في أحضان بل قل في حضيض العلمانية يحاربون الإسلام باسم الهوية الأمازيغية .
فنحن نقول لهم منذ متى كان أجدادنا يحاربون الدين باسم الثبات على الأصل العرقي؟؟
أو ليس هم من نصروا الدين وحاربوا الكافرين حتى وصلوا إلى أرض الأندلس فنشروا فيها الإسلام ، فبأي عقل تفكرون؟ وبأي ميزان تزنون؟ وبأي دين تحكمون؟ وبأي مشاعر تعيشون؟
الإسلام جاء ليجمع الشمل بين أهله , قال المولى تبارك وتعالى:{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } وأنتم بأفكاركم الهدّامة وآرائكم الباطلة جئتم لتفرقوا بين الأمازيغي ودينه، فبالله عليكم إذا كان الإسلام يزعجكم فأي دين تريدون أن يكون عليه الأمازيغ ؟ أتريدون أن يكونوا يهودا ؟ أم يكونوا نصارى؟ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ .
فيا قوم: إن دين الإسلام لا يمنعك أن تكون أمازيغيا وإنما يمنعك أن تكون عنصريا, والله تبارك وتعالى إنما جعل الميزان هو تقوى الله تعالى .
قال الله تبارك وتعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خبيرٌ }سورة الحجرات 13 .


والغريب أن هؤلاء الذين ينادون باسم الهوية الأمازيغية هم في حقيقة الأمر معترضون على الله تعالى قبل أن يعترضوا على الحكومات، لأن الذي جعلنا من الأمازيغ هو الذي أمرنا بأن نكون مسلمين مؤمنين، فإذا رضينا بأصلنا فلنرض كذلك بدين ربنا جل وعلا الذي رضيه لنا ورضي كذلك أن نكون من أهله .

والحقيقة التي يستحيل إنكارها أن هؤلاء المرضى إنما يوالون الاستعمار –الاستدمار - ويخدمون مصالحه ويدافعون عن لغته وثقافته -قصدوا ذلك أم لم يقصدوا-، بل ويدعون إلى العلمانية تحت ستار الأمازيغية .

{مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَفَلا تَذَكَّرُونَ أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}.

فيا قوم إن هذا الدين العظيم الذي نصبتم له السهام المسمومة والأقلام المأجورة المعلومة بسبب فروق - عرقية أو طبقية أو جغرافية - ليس لأحد منا فيها اختيار, إنما ربنا تعالى هو الذي يخلق ما يشاء ويختار .
هذا الدين يأمر بعبادة الله وحده ويأمر ببر الوالدين والإحسان إلى الناس وينهى عن الشرك بالله تعالى وعن إتيان الفواحش ويحذر من العقوق وقطيعة الأرحام وسوء الجوار .

هذا الدين الذي نصبتم له العداء والبغضاء يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون .

هذا الدين الذي قض مضاجعكم وقصم ظهوركم وأرق أعينكم يأمرنا بتوحيد الله تعالى ويأمرنا أن نخلع ما كان يعبد آباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان .
دين أمرنا بالصلاة والزكاة والصيام والحج وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء .
دين ينهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات, وشرب الخمور .

فما أعظمها من تعاليم وما أعظمه من دين جاءنا من عند ربٍّ كريم رحيم .

جاءنا من عند رب كريم كتب على نفسه الرحمة أنه من عمل منا سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإن الله غفور رحيم .
جاءنا من عند ربّ حليم وعد من تاب وآمن وعمل صالحا أن يبدل سيئاته حسنات , والله لا يخلف الميعاد .
ربنا كتب الإحسان على كل شيء حتى الحيوان أُمِرنا بالإحسان إليه, قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته). رواه مسلم.
ديننا أكمله الله تعالى فلا ينقصه أبدا ورضيه فلا يسخطه أبدا ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها , قال الله تبارك وتعالى : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا } المائدة/3 .
قرءاننا يهدي للتي هي أقوم ويبشر الذين يعملون الصالحات بأن لهم أجرا كبيرا .
قرءاننا شفاء للمرضى وهو الهدى لمن ضل السبيل وهو الموعظة والذكرى للغافلين عن دين الله رب العالمين، فيه الرحمة وهو الروح وكذلك النور يهدي الله به من اتبع رضوانه سبل السلام .
قرءاننا فيه نبأ من قبلنا وخبر ما بعدنا وحكم ما بيننا، هو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبَّار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله.
قرءاننا هو حبل الله المتين ونوره المبين والذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، من علم علمه سبق، ومن قال به صدق، ومن حكم به عدل، ومن عمل به أُجر، ومن دعا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم قال الله فيه: { وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [الأنعام: 155 ].

ألا يا قومنا توبوا إلى ربكم وعودوا إلى رشدكم وحاسبوا أنفسكم وتأملوا في حالكم ، إلى متى الغفلة؟ وإلى متى هذه النعرات الجاهلية ؟ إلى متى هذه العصبيات القبلية ؟ ألا اتقيتم ربكم تعالى .

وإنا نقول لكم هذا هو التاريخ بين أيديكم فاقرءوه , وهذا كتاب عالم أمازيغي - أعني كتاب تاريخ الزواوة للشيخ العلامة أبي يعلى الزواوي رحمه الله فهلاّ تصفحتموه, أو لستم تعتزون بأصلكم وعرقكم؟؟ أو لستم تفتخرون بأجدادكم وأسلافكم؟؟ أو لستم تتبجحون بلغتكم وعاداتكم ؟؟ فإن كان الجواب نعم فأنتم إذا لستم من أبناء مازيغ ولستم أمازيغ .
وإن كان جوابكم بـ: بلى فاسمعوا إلى هذا العالم الجليل أبي يعلى الزواوي الأمازيغي ماذا يقول عن البربر, قال رحمه الله تعالى:{ وذلك أن للبربر خصائل تُذكر فتُشكر فشيخ التاريخ العلامة ابن خلدون أبصر بهم لأنه تقلب في مواطنهم وتولى وظائف دولهم ونقب في بلادهم وضرب في عرضها وطولها كما تقدم فقال محامدهم: وأما تخلفهم بفضائل الإنسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة وما جبلوا عليه مرفاة الشرف والرفعة بين الأمم ومدعاة المدح والثناء من الخلق من عز الجوار وحماية النزيل ورعي الذمة والوسائل والوفاء بالقول والعهد والصبر على المكاره والثبات في الشدائد وحسن الملكة والإغضاء عن العيون والتجافي عن الانتقام ورحمة المسكين وبر الكبير وتوقير الدين وحمل الكل وكسب المعدوم وقرى الضيف والإعانة على النواب وعلو الهمة وإباية للضيم ومشاقة الدول ومقارعة الخطوب وغلاب الملوك وبيع النفوس من الله في نصر دينه فلهم في ذلك آثار ينقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتبعيه من الأمم أو حسبك ما اكتسبوا من حميدها واتصفوا به من شريفها أن قادتهم إلى مراقي العز وأوفت بهم على ثنايا الملك حق علت على الأيدي أيديهم ومضت في الخلق بالبسط والقبض أحكامهم .تاريخ الزواوة ص 104 .

ثم اعلموا هديتم إلى مراشد أموركم أن ما جمعه الإسلام لن تفرقه أي قوة ولا أي حركة ولا أي دعوة, وما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان .

ويا قوم أفيقوا قبل فوات الأوان و شمروا على سواعدكم لنصرة دينكم وخدمة وطنكم و لا تنساقوا وراء أوهام و حملات يدعمها و يمّولها أقوام كان أجدادنا وآباؤنا يحاربونهم ويعادونهم .

فالله الله في عقيدة أسلافكم اثبتوا عليها ودافعوا عنها واسعوا في نشرها وابذلوا كل غال ونفيس من أجل الحفاظ عليها, هكذا فلتكونوا لتكونوا خير خلف لخير سلف وإياكم والأوهام الزائفة والظنون الكاذبة والأماني الخدّاعة فإنها لا تقيم الدين ولا تبقي الدنيا .

يقول العلامة عبد الحميد ابن باديس الأمازيغي الصنهاجي رحمه الله تعالى:" ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان: هذه هي الكلمة التي ختمنا بها الخطاب الذي ألقيناه أثر ما خطب الشيخ يحيى حمودي باللغة القبائلية ليلة مأدبة النادي لجمعية العلماء فاهتز لها الحفل ودوَّت القاعة بالهتاف والتصفيق، وددت لو ذكرت الخطاب فنشرته كله، ولكنني سأكتفي بالكلمة التالية فقد تكون أوفى منه في المعنى وأجمل في التنسيق.
إن أبناء يعرب وأبناء مازيغ قد جمع بينهم الإسلام منذ بضع عشرة قرنا، ثم دأبت تلك القرون تمزج ما بينهم في الشدة والرخاء، وتؤلف بينهم في العسر واليسر، وتوحدهم في السراء والضراء، حتى كونت منهم منذ أحقاب بعيدة عنصراً مسلما جزائرياً، أمه الجزائر وأبوه الإسلام. وقد كتب أبناء يعرب وأبناء مازيغ آيات اتحادهم على صفحات هذه القرون بما أراقوا من دمائهم في ميادين الشرف لإعلاء كلمة الله، وما أسالوا من محابرهم في مجالس الدرس لخدمة العلم.
فأي قوة بعد هذا يقول عاقل تستطيع أن تفرقهم؟ لولا الظنون الكواذب والأماني الخوادع يا عجبا! لم يفترقوا وهم الأقوياء، فكيف يفترقون وغيرهم القوي كلا والله، بل لا تزيد كل محاولة للتفريق بينهم إلا شدة في اتحادهم وقوة لرابطتهم (ذمتي بما أقول رهينة وأنا به زعيم) والإسلام له حارس، والله عليه وكيل. نعم إننا نتحد لننفع أنفسنا، وننفع إذا استطعنا غيرنا، ومعاذ الله والإسلام أن نتحد على أحد، أو نتفق على باطل، أو نتعاون على إثم أو عدوان.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} آثار ابن باديس ج3 ص 483 / 484, وقد نشرت هذه الكلمة عينها في البصائر السنة الأولى العدد 3 ص 2، ع 2، 3. بتاريخ الجمعة 22 شوال 1354ه - 17 جانفي 1936م كما نبه على ذلك محقق الكتاب .

{ وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ [41] تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ [42] لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ [43] فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ج وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ج إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ [44] } سورة غافر .

رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .
اللهم من أراد بلادنا بسوء فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، واجعل هذا البلد آمناً مطمئنا , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


التعديل الأخير تم بواسطة أمين البجائي ; 07 Jun 2017 الساعة 03:37 AM
رد مع اقتباس