عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17 Jul 2014, 02:45 PM
أبو البراء
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي خاطرة قرآنية (الفائدة بحسب موضع استخراجها نوعان)

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

الفائدة باعتبار مكان استخراجها قد تكون من موضع واحد، كجملة من آيةٍ أو حديثٍ أو أثرٍ أو غير ذلك، وهذه لا تتوقَّف إلَّا على فهم الكلام فهمًا صحيحًا بمنطوقه ومفهومه وإشارته.
وتختلف درجات حسنها بحسب تفاوت درجات الأهميَّة والخفاء ولطف الاستخراج.
وهذا النَّوع من الفوائد هو الموجود في أكثر كلام النَّاس من المفسرين وشرَّاح الحديث وغيرهم.



والنَّوع الآخر تُستفاد الفائدة فيه من مجموع شيئين، كآيتين أو حديثين أو آية وحديث، وهذا النَّوع أعزُّ من الأوَّل وأجل، والأقلُّ من النَّاس من يتكلَّم فيه، نبَّه إلى ذلك ابن القيِّم رحمه الله في بعض كلامه، وهو وشيخُه شيخُ الإسلام ابن تيميَّة رحمهما الله من أكثر النَّاس عنايةً بهذا النَّوع، وكلامهما فيه كثيرٌ جليل، لو جُمع لجاء سفرًا عزيزَ النَّظير.


وممَّا يدلُّ على عزَّة هذا النَّوع من التَّأويل والفهمِ رؤيا الملك الَّتي عبرها يوسف عليه السَّلام، فإنَّ الملك رآى شيئا مركَّبًا لا مفردًا، رآى السُّنبل الأخضر واليابس، ورآى البقر السِّمان والعجاف، فأخذ من إحداهما سنيَّ القحط وعددها، ومن الأخرى أثر تلك السِّنين على سنيِّ الحصاد، فلذك عجز المعبِّرون عن تعبيرها وقالوا : «أضغاث أحلام».


وهكذا الفائدة المنتزعة من أكثر من موضع، ومن أجود أمثلتها ما اشتهر عن عليِّ رضي الله عنه حين جمع بين قوله تعالى: «وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا»، وقوله: «وفصاله في عامين» فاستخرج من ذلك أنَّ أقلَّ الحمل ستَّة أشهر، ووافقه الصَّحابة رضي الله عنهم.

رد مع اقتباس