[جمال بوعون]

(الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يُحيون بكتاب الله الموتى و يُبَصِّرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه و كم من ضال تائه قد هدوه فما أحسن أثرهم على الناس و أقبح أثر الناس عليهم)
هكذا قال الإمام أحمد رحمه في وصف العلماء الربانيين، و هذا يصدق في كل من اتصف منهم بهذا الوصف في كل زمان ومكان، و من هؤلاء الذين نحسبهم كذلك الشيخ المجاهد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه و أبقاه ذخرا للمسلمين عموما و للسلفيين خصوصا و جعله حصنا حصينا و سدا منيعا في وجوه المبطلين،
لقد جاءت نصيحته هذه - ولا تستغرب من مثله- لتَنْضَمَّ إلى تاريخ حافل بالنصح و الإرشاد دافعه الحفاظ على السنة و أهلها و حشْوُه الشفقة و الرحمة و حبُّ الهداية للناس،
لقد سُعدنا بهذه حقا بهذه النصيحة من الشيخ، و إننا لنأمل أن تجد آذانا صاغية و قلوبا مفتوحة ومبادرة إلى الخير و تصحيح الأخطاء و جمع الكلمة،
و إن كنا -وللأسف- نوقن أن هذه النصيحة ستجد من يدفع في صدرها بكل ما أوتي بسبب ما أشرِب في قلبه من الهوى، وقد رأينا جواب بعضهم قبل أن تخرج النصيحة يردها ردا عنيفا يزعم أنه لو جاءته ألف ألف نصيحة فلن تزحزحه عن موقفه!!!
أما الصادقون المحبون للخير و أهله المبتغون للحق و اتباعه فسيرجعون، و أما الناكبون فسيبقون وحدهم و سيذكر التاريخ لهم فعلتهم.
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون
فيا إخواننا عليكم بغرز الأكابر تمسكوا به و عضوا عليه بالنواجذ و إياكم و بُنيات الطريق
فهذا الحق ليس به خفاء -- فدعني من بُنيات الطريق