عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11 Dec 2007, 04:54 PM
حيـــــدر حيـــــدر غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 151
إرسال رسالة عبر MSN إلى حيـــــدر
افتراضي

المقدم : جزى اللهُ فضِيلة الشيخ خيراً ونفعَنا وإياكُم جميعًا بِما سمِعنا وجعلنا وإياكُم مِمّن يستَمِعُ القول فيتبِعُ أحسنهُ ، والأسئلة معشرَ

الإخوة كثيرة وهذِهِ قد فرزتُها ، والكثير الكثير هو بين يديَّ وقليلٌ مِنهُ هو هذا الذي ترون المكرور لأنّ الأسئلة تقدّمت في الفرزِ

مثله ، وأمّا هذِه التي ترون هي عبر الشبكة ولعل الله سُبحانه وتعالى أن يُبارك في الوقت ونختارُ مِنها فنبدأُ بهذا السؤال :


يقول السائل : فضيلةَ الشيخ السلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته ، كيفَ نجمَعُ بين قولِهِ ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ في فضلِ الصحابة

﴿ لو أنفقَ أحَدُكُم مِثل أحُدٍ ذهباً .. الحديث ، وبين قولِهِ في المُتمَسّكِ بدينِهِ في آخرِ الزمان بِأن أجرهُ يعدِلُ أجرَ خمسين مِن

الصحابة وجزاكم الله خيرًا .

الشيخ : بسم الله والحمدُ لله والصلاة والسلام على رسول الله ، هذا الحديث أنا درستُهُ يا إخوة وفي الجملة صحيح إلا جُملة ـ خمسين

منا أو منهم قال مِنكُم ـ هذِهِ الجُملة فيها نظر ، أنا لا أذكُر الآن سبب ضعفِها درستُها منذُ مدة طويل ـ بارك الله فيكم ـ ووافقتُ

الشيخ الألباني ـ رحِمه الله ـ في تصحيح هذا الحديث إلا هذِهِ الجملة ـ خمسين منّا أو منهم ، قال منكم ـ فهذِه فيها نظر ، ثانيًا على

فَرض صِحّتِها هذا الأجر فيما عدا الصُحبة الصُحبة منزلة عظيمة لا تُلحق ، لا يُمكن أنْ يلحقَ الصحابة فيها أفاضِلُ التابعين فضلا

على من بعدهُم لأنّ الرسول يقول ﴿ خيرُ الناس قرني ثم الذينَ يَلونَهُم ثم الذينَ يَلُونهُم ثم يأتي بعدهُم قومٌ يَشهَدون ولا يستشهَدون

وينذرون ولا يفون ويكثر فيهِم السّمن فخيرُ القرون قرنُهُ ـ عليه الصلاة والسلام ـ ثم الذين يلونهُم وهم التابعون ، ثم الذين يلونهم

وهم أتباع التابعين ـ رضي الله عنهُم ـ هؤلاء خيرُ القرون ، التابِعون مثل : سعيد بن المسيّب وعُمر بن عبد العزيز والزُهري وغيرِهم

على اختِلاف طبقاتِهِم لا يُمكن أن يلحقوا أدنى صحابي مِن صحابة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى إنّ ابن المبارك سُئِل أيهما

أفضل : مُعاوِية أو عُمر بن عبد العزيز قال :﴿ لا الغُبار الذي دخلَ أنف مُعاوية وهو يغزوا مع رسولِ الله أفضل مِن عُمر بن عبد

العزيز على كلِّ حال الذين هُم في آخر الزمان الغُرباء ( ... ) أنواعِ الأذى والكذِب والإشاعات والفِتن والمشاكِل مأجورون إن

شاء الله ولهُم أجرٌ عظيمٌ عند الله تبارك وتعالى ، ويُمكن أن نقول خمسين من غير الصحابة على القول بِعدم صحّة ـ مِنكم ـ بارك الله

فيكم .

على كل حال الصُحبة لا تُلحق فأدنى الصحابة وأصغرهُم وأقلُهم شأنًا ـ وليسَ فيهم من هو قيد الشأن ـ رضي الله عليهم لا يلحقُون

في فضيلةِ الصُحبة .

المقدم : أحسن الله إليكُم ، وهذا السائل عبر الشبكة مِن السُويد يقول : السلام عليكم ، نحنُ في السُويد نُريد أن نُحضر مشايخ

الدعوةِ السلفية ويقولُ شخصٌ : يجبُ إحضارِ العُلماء فقط ، مع العِلم أنهُ مِن الصعب إحضارُ العُلماء ، فهل هذا القولُ صحيح ؟

يعني في توقُف الدعوة على عدم حضور العُلماء ؟ وبارك الله فيكُم .

الشيخ : الدعوة لها شُروط ﴿ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ

والبصِيرةُ هي العِلم ورسولُ الله يتحلى بهذهِ البصيرة وأتباعُهُ في الإيمان والعمل والدعوة عِندهم هذه البصيرة ، فمن كان عِندهُ علمٌ

وبصِيرة فليذهب إلى أوروبا إلى فرنسا ، بلجيكا وإلى أي ّ بلد ، يدعوا إلى الله على بصِيرة ، البصِيرة مِن كتاب الله ومِن سنة رسول

الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ وما هو شرط أن يكون على درجات العِلم ، عِندهُ علمٌ بِما يدعوا إليه وما يُبلّغُه وما يُنكِرُهُ مِن المُنكرات
مِن الشِرك والبِدعِ والخُرافات وما شابهَ ذلِك ، يكون عندهُ أسلحة مِن العلم ، هذِه القضية مِن الباب الفلاني فيها الحديث والآية

الفُلانية . .فيها قول الأئمة فلان . . . عندهُ مِن هذا النوع يتفضل يدعوا إلى الله تبارك وتعالى ، ما هو يلزم أن يكون بن باز أو أمثالهُ

ـ بارك الله فيكم ـ .

المقدم : وهذا يسأل سُؤال يسألُهُ فيهِ صاحِبُه يقول : هناك بعضُ الدُعاة ينتسِب أنهُ مِن طلبةِ الشيخ الفلاني مع انهُ لا يُعلم له جُلس إليهِ

إلا عِدة جلسات لا تتجاوز عدد الأصَابِع فنُريدُ مِنكُم تحديد وإلقاء الضوء ، متى يكون الطالِبُ أو الرجلُ مِن طلابِ ذلِكم الشيخ

ويُعدُّ فيهِم ؟

الشيخ : إذا رجعتَ إلى تراجُم السلف ، يعني شُيوخ هذا الإمام الذي تُرجم له وتلاميذُهُ تجِدُهُم يعُدّون في شُيوخِهم من روى عنهُم

حديث واحِد أو حدِيثين ، وتجِد في ما يعدّون مِن تلاميذِهِ مَن روى عنهم حديث أو حديثين ولكن في الاصطِلاحات اختلفت ـ واللهُ

أعلم ـ فإذا قالَ أنا مِن تلاميذ فُلان .. موهِماً الناس أنهُ درسَ على يد البًخاري ومُسلِم وأبو داود والترمذي والعقِيدة الطحاوية ، فإذا

كان يوهمُ هذا فيجب عليهِ أن يُبعِد هذا عنهُ ، ويُبيّن لهُم مِقدار ما أخذَ عليهِم ، لا يُغرِر بالناس لأنّ كثير مِن الناس يقول أنا درستُ

على الشيخ بن عُثيمين ، بن باز ، الألباني قال شيخُنا قال شيخُنا .. يُوهِم الناس أنهُ مِن تلامِيذهِ الذين لازمُوه وأخذوا مِنهُ العُلوم فإذا

كان ( ... ) فعليهِ أن يُزيل هذا عنهُ ، يقول أنا درستُ عليه في جلسة واحِدة في الكِتاب الفلاني ، قرأتُ عليهِ شيء من مسلم أو من

البخاري أو مِن الأحاديث الصحيحة والضعيفة ، جلستُ معهُ في لِقاء ، يُبيّن للناس ، لهُ أن يقول ( ... ) أنْ لا يُوهِم الناس أنهُ كان

مُلازماً له وأنهُ اخذ مِنهُ كذا وكذا ..

المُقدم : وهذا سُؤالٌ يقول : بارك الله فيكم وأحسن إليكُم ، هلِ السُؤال على الرِجالِ مِن هدي السلف ؟

الشيخ : مِن منهج السلف ؟

المقدم : أي نعم .

الشيخ: نعم السُؤال عن الرجال مِن منهج السلف أنظروا عمّن تأخذون دينَكُم ﴿ إنّ هذا العِلم دين فانظروا عمّن تأخُذون دينَكُم

فيه أناس يسألونَ بِصِدقٍ وإخلاص ، يُريد أنْ يأخُذَ دينهُ مِن الأكفاء مِن أهلِ العِلم والعقيدة والمنهج الصحيح فهذا لهُ أن يسأل ،

وبعضُهُم يسأل للفِتن ، في هذا الوقت كثير مِن الأسئلة ـ ما رأيكم في فُلان . . ما رأيُكم في منهج فلان ـ وليس قصدُهُ الاستِفادَةِ مِنهُ

أو الابتِعادَ عنهُ وإنمّا قصدُهُ شيءٌ آخر هو الإشاعات ونشرِ الفِتن بين الناس ، فهذِهِ الأسئلة لا تجوز لأنها للفتن والأمُور بمقاصِدِها ،

وأمّا إذا كان السائِل يُريد الخير ويُريد أن يتعلّم ويأخُذ دينهُ الصحيح فيجِب أن تدُلّهُ على من يأخُذ العلم ـ بارك الله فيكم ـ

المقدم : وهذا سائِل يعني جاءَ بِحديث أنا أول مرّة أسمعه يقول : هل هذا الحديث صحيح ﴿ مَن طلبَ العِلم في مسجِدِي كان لهُ

كحجةٍ وعُمرة يسأل عن صِحتِهِ ؟

الشيخ: لا أعرِف درجتهُ ، كأنّ مرّ عليّ لكِن لا أعرِف درجتهُ .

أقول لكُم حاجة يا شباب ـ طلاب العِلم ـ : عِندكُم والحمدُ لله ( ... ) مُتوفِرة جدًا للحُصول على الحديث ودرجَتِهِ ـ بارك الله فيكم
ـ عِندكم الانترنيت فيها كُتب مُخزنة وبرامج ، سهل لكُم ، المعلُومة ( ... ) عِنكُم كتُب الشيخ الألباني ـ بارك الله فيكُم ـ عِندكم

كتب الحافظ بن حجر وكتب ابن تيمية وابن القيم ، كتب أئمة الدعوة .

المُقدم : نعم ، وهذا سُؤالٌ آخر عبر الشبكة يقول : أيّهم أحسن طلبُ العِلم مع المُجاهَدة لتركِ المعاصي ـ يعني عِندهُ بعض المعاصي ـ

أو نتوقّف حتى نترك المعاصي ؟

الشيخ: تتوقف عنِ المعاصي وأطلب العِلم ، توقفتُ إلى الله عزّ وجلّ مِن الذنوب والذنوب تُمِيتُ القلوب ـ والعياذ بالله ـ فتُب إلى الله

عزّ وجلّ مِن المعاصي وأطلب العلم ـ بارك الله فيكم ـ فإذا قلتَ لا أطلبَ العِلم حتى أتوب أو حتى أتخلص مِن المعاصي وأنت مُتمادي

في ذلِك فقد لا تصِل إلى درجةِ العِلم فتموت ـ والعياذ بالله ـ قبل أن تصل إلى هذه الدرجة .

المقدم : نسأل الله العافية ، أحسنَ الله إليكُم ،وهذا سائل يسأل فيقول : فضيلة الشيخ يعلَم الله أنني أحِبُّك في الله وسؤالي هو : نرى

كثيرًا مِن إخوانِنا الطلاب مَن لا يحرص على دُروس المشايخ والعُلماء الكِبار المشهود لهُم بِصحّةِ المُعتقد وسلامةِ المنهج ويحرِصُ فقط

على دروس الجامِعة عِلمًا أنّ فيها الخير الكثير مِن أجلِ أن يحصُل على الماجِستير أو حتى يكونُ لهُ منصِبٌ كبيرٌ في بلدِه ، كأن يكون

أستاذًا جامِعيًا مثلا ، فما النصيحة والتوجيه لِمن يُشاهِدُ أو يُشاهَد لهُ مثلُ هذا ؟

الشيخ : طلبُ العِلم يجبُ أن يكون خالِصاً لله عزّ وجلّ ، العِلم من أفضل العبادات ، العِلم أفضل مِن جِهاد التطوّع وأفضل مِن حج

التطوّع طلبُ العِلم ـ بارك الله فيكم ـ فطلبُ العِلم أمرٌ عظيم وعِبادة عظيمة ، يجِب أن يُخلِص فيها الإنسان لله عزّ وجلّ لا يُريد

بِذلك إلا وجه الله والدارَ الآخِرة ، فإذا طَلَبَ العِلم لغرضٍ من الدنيا هلك ـ والعياذ بالله ـ مَن طلبَ عِلمًا مِمّا يُبتغى به وجه الله لا

يطلبهُ إلا لِغرض إلا لَم يرِح رائحة الجنة أو لا يجد عرش الجنة فالعِلم كالصلاة (8)وإذا طلبت العِلم تُراءِ مثل الصلاة تراءِ فيها ـ

والعياذ بالله ـ فأخلِص في هذا العِلم لا تُريدُ بهِ إلا وجهَ الله لا تُريدُ شهادة ولا غيرها ، تُريد بهذا العلم وجه الله تبارك وتعالى أمّا أن

يكون هدفَك الشهادة مُتناسِيًا الإخلاص لله في هذهِ العِبادة فهذا أمرٌ مذموم وخطيرٌ جِداً على صاحِبِهِ ـ بارك الله فيكم ـ فاطلُب العلم

لله تبارك وتعالى وإذا رزقك الله بالعِلم فعُد إلى بلدك وادعوا إلى الله تبارك وتعالى ثم اطلُب العلم على المشايخ الموجُودين ، فيه مشايخ

في الجامِعة والحمدُ لله فيهِم كفاءة وعِندهم العلم والفضل ولكن ( ... ) تحتاج إلى عِلمِهِم ، لا تستغني فقد كان الشخص الواحد ألف
شيخ أو ألفين شيخ ، يستَكثرون مِن الشيوخ ويوجد عند هذا مالا يوجد عند هذا ، ليسَ هُناك أحد حوا كلّ العُلوم ، فتجِد عند

هذا لغة ولا تجد عند هذا وعِند هذا توسُع في العقيدة أكثر من الذي درسّك وعِند هذا توسُع في عِلم الحديث ماذا تجدون عنده في

دراسة حصة في اليوم تقريبًا ـ بارك الله فيكم ـ فليحرِص الإنسان أنْ يحصُل على العِلم مِن أهلِه سواءً في داخِل الجامِعة أو في

خارِجها .

رد مع اقتباس