عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Jan 2019, 04:14 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 128
افتراضي حَقَائِقُ مُغَيَّبَة! وَبَيَانُ إِبطَالِ دَعوَى المُنَاصَحَةِ وَالصَّبر!

حَقَائِقُ مُغَيَّبَة!
وَبَيَانُ إِبطَالِ دَعوَى المُنَاصَحَةِ وَالصَّبر!


قرأه وأقر ما فيه وأذن بنشره:
-فضيلة الشيخ عز الدين رمضاني حفظه الله-



أَعَدَّهُ: أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي -سَلَّمَهُ اللهُ مِنَ الفِتَن-


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإن الفتنة -فتنة جمعة- التي أَلَمَّت بالسلفيين هذه الأيام كانت متعلقة بقضية منهجية، ولما كان للشيخ فركوس دور كبير فيها بالطعن في مشايخ الإصلاح وطلبة العلم السلفيين والتحذير منهم والحرص على إسقاطهم -كما ثبت عنه ذلك في موقعه- حيث قال: "فالناظر إلى ما يجري في الساحة الدَّعْوية المحلِّيَّة يجد دفاعًا مستميتًا لتصحيحِ مواقفِ رجالٍ مِنَ الدُّعَاة الذين ركبوا منهجَ التمييع -في الجملة- وإِنْ نفَوْه عن أَنْفُسهم، ولكنَّه جليٌّ واضحٌ في مواقفهم وصُحبتهم ودعوتهم" وفي هذا حكم خطير -على المشايخ- بالخروج عن المنهج السلفي، ثم قال بعد ذلك: "وغاب عنهم أنَّ لُبَّ القضيَّةِ ومِحْوَرَ المسألةِ منهجيٌّ بحتٌ"، ناهيك عن كلامه في مجالسه بمكتبته -التجارية- والذي بلغ الآفاق. لما كان هذا منهجه صار لزاما على المشايخ والطلبة أن ينصروا منهج السلف ويردوا على الشيخ فركوس في هذه الفتنة، حتى لا يستقر الأمر على أن ما عليه الشيخ فركوس هو المنهج السلفي، وهذا ما قامت به إدارة منتديات التصفية والتربية السلفية ضمن ( سلسلة النقد العلمي لأقوال ومواقف الشيخ فركوس ).
ومن خلال النظر فيما قاله -في هذه الفتنة- في مجالسه، وقف المشايخ وطلبة العلم على أخطاء له خطيرة فيما يتعلق بالحكم على الأشخاص.
لقد أكثر الشيخ فركوس من ادعاء بذل النصح لمشايخ الإصلاح والصبر عليهم طيلة عشر سنوات، ما ألجأه -حسب نظره- إلى مفارقتهم ورفض الجلوس إليهم.
ولبيان الحقيقة في ذلك نشرع في سرد حقائق وقعت في دار الفضيلة على مدار سنوات العمل الجماعي، لِيَتَجَلَّى لكل مُنصِفٍ ذي عقل أن الأمر ليس كما ذكره الشيخ فركوس، وأن النصائح مثلما كانت موجودة من الطرفين، وكانت من قِبَلِ مشايخ الإصلاح أشد، وأن الشيخ فركوس لم ينتصر للحق فيها.
في حين أنه كان يتبنى انتقادات لزهر لمشايخ الإصلاح وينتصر لها، ثم -في الغالب- يظهر في الأخير أنه مخطئ فيها، كما هو الحال في قضية رسالة عبد المالك التي ستقرؤونها.
وليعذرني القارئ إذا وجد في الأسلوب شدة، ولا يمنعنه ذلك من الأخذ بالحق إذا تبين له.

  • الحقيقة الأولى: نصيحة إلى الشيخِ فركوس حول جلوسه مع عدة فلاحي!.
من بين الأمور التي أثيرت في الساحة قضية جلوس الشيخ فركوس مع الإخواني عدة فلاحي –الذي أظهر التصوف ثم أصبح يدافع عن الرافضة-، وقد كانت جلسة سِرِّيَّةً -على حد تعبير جمعة- حتى تسرَّب خبرها وتحدث عدة فلاحي عن تفاصيل الجلسة، وصَوَّرَ للمشاهد أنه جمعته جلسة "تعاون دعوي!" مع الشيخ فركوس فيما يتعلق بانتعاش التيار الإسلامي عموما والسلفية خصوصًا، وهذا ما أدى إلى استغراب هذا الأمر من بعض أهل العلم واعتبار أنه "تعاوُنٌ مع الصوفية!"، مع العلم أن الشيخ فركوس -إلى الآن- لم يُكَذِّب عدة فلاحي في تصريحاته حول تلك الجلسة.
الشاهد هو أن مشايخ الإصلاح -الحَالِيِّين- استنكروا جلوس الشيخ فركوس مع عدة فلاحي، وعند اجتماعهم بدار الفضيلة أبلغوه استياءهم من هذا التصرف، فكان جوابه أن قال: "هل تريدون مني أن أرفض الجلوس مع مستشار الوزير؟"!!.
في حين أن الشيخ فركوس استنكر إجابة الشيخ عز الدين لطلب لقاء صحفي فرضته جهة مسؤولة أرفع شأنا من منصب "مستشار وزير"، مع أن الشيخ عز الدين استشار الشيخ فركوس في الأمر وأشار عليه بأن يأتوا هم عنده ولا يذهب إليهم، فكان ذلك، ثم صار بعدها يقول: "لو طلبوا مني أنا اللقاء لأمليت عليهم شروطا تعجيزية"، فهل نفهم أن الشيخ فركوس قَبِلَ الجلوس مع -الإخواني- عدة فلاحي من غير شروط؟! أم أن الإخواني عدة فلاحي كان أقوى من أن تعجزه شروط الشيخ فركوس فوافق عليها؟!.
مع التذكير -مرة أخرى- بأن عدة فلاحي في تصريحه لم يذكر أن الزيارة كانت رسمية أو بطلب من الوزير كما يُروِّجُ له أتباع الشيخ فركوس، وأن ما ذكره من عرض منصب مفتي الجمهورية على الشيخ فركوس لم يكن في هذا اللقاء كما لا يخفى على من شاهد التصريح.

  • الحقيقة الثانية: الشيخ فركوس يسكت عن مخالفة لزهر سنيقرة!.
في معرض الكتاب -قبل حوالي ثلاث سنوات- كانت رسالة شرح عقيدة الرازيين لعبد المالك رمضاني تُباع في دار الفضيلة، وهي رسالة قديمة شرحها عبد المالك حين كان على الجادة، فكلم الشيخُ فركوس الشيخَ عز الدين رمضاني في الأمر، وقال أن لزهر أخبره.
فأجابه الشيخ عز الدين: "الرسالة طبعناها قديما، وأنت تعلم فتوى الشيخ عبيد الجابري حول كتب عبد المالك القديمة، ومع ذلك نحن مستعدون لسحبها، ولكن هل تعلم أن لزهر يبيع كتب أهل البدع كالحلبي والقرني والعودة والحوالي وبكار وغيرهم في مكتبته؟!".
فسكت الشيخ فركوس ولم يجب.

  • الحقيقة الثالثة: الشيخ فركوس يتحاشى مواجهة لزهر سنيقرة!.
طلب مشايخ الإصلاح من الشيخ فركوس أن ينصح لزهر حول أخطائه، فسأل الشيخ فركوس المشايخ أن يجمعوا له أخطاء لزهر في ملف لينصحه، ففعلوا، فكلم الشيخ فركوس لزهر، ولما عاد قال: "لقد أقنعني لزهر، وسكَتُّ!"، فكاد تطيش عقول المشايخ!.
ثم إن الشيخ فركوس كان قد طلب من مشايخ الإصلاح أن يجمعوا له ملاحظاتهم على لزهر، فجمعوا له ملفا حول أخطائه، فأرسله الشيخ فركوس إلى لزهر!!، ثم في الاجتماع بدار الفضيلة، قال الشيخ فركوس لمشايخ الإصلاح: "ها هو لزهر، قولوا له ما أردتم قوله"، فأصيب المشايخ بدهشة من هذا الصنيع!.
ومع ذلك واجهوا لزهر بأخطائه، وغضب لزهر حتى ارتفع عنده السُّكَّري وخشي عليه المشايخ.
الشاهد -من هذه الحادثة وحادثة معرض الكتاب- أن مشايخ الإصلاح هم من نصحوا لزهر حول أخطائه، والشيخ فركوس حاضر شاهد بعد موقفه المؤسف!، إذ لم يحفظ الأمانة حين حَوَّلَ ملف الملاحظات إلى لزهر دون إذن أو استشارة مشايخ الإصلاح!.

  • الحقيقة الرابعة: الشيخ فركوس ينصح بالتعاون مع أنور مالك في السِّر!.
عندما قدم مشايخ الإصلاح نصيحة لأزهر حول تعاونه مع أنور مالك، وهو شخص له توجه ليبرالي علماني ويحرض على الثورات والخروج على الحكام.
فبين مشايخ الإصلاح لأزهر أن صنيعه هذا مخالف للمنهج السلفي، وأقاموا عليه الحجة في ذلك.
وقد كان لزهر تسبب في سحب بعض طلبة العلم معه في القضية -وكنت واحدا منهم- لولا تدخل مشايخ الإصلاح ونصحهم لهم فتراجعوا.
بعد نصيحة مشايخ الإصلاح لأزهر، نظر لزهر إلى الشيخ فركوس في ذلك المجلس ينتظر رأيه، فماذا قال له؟! قال: "تعاون معه في السر"!!!.

الشاهد أن مشايخ الإصلاح استنكروا هذا الكلام، وقالوا إن كان يجوز له التعاون معه، فليجهر بذلك لأن دعوتنا ليست سرية!.


  • الحقيقة الخامسة: الشيخ فركوس يسكت عن بيان لزهر المشؤوم!.
عندما وقعت أحداث ولاية غرداية جنوب الجزائر والتي وصلت إلى إزهاق الأرواح، تقدم بعض طلبة العلم من غرداية إلى دار الفضيلة وطلبوا منهم إصدار بيان حول الأحداث الجارية بالمنطقة، فتم عرض المسألة في المجمع برئاسة الشيخ عز الدين رمضاني، وكان رأي الشيخ فركوس: "ألا يُكتب بيان في القضية، وألا يتدخل السلفيون"، وأبدى وجهة نظره، فاستقر الأمر على رأي الشيخ فركوس، وأبلغ الشيخ عز الدين الطلبة من غرداية برأي المشايخ.
ثم إذا بأزهر سنيقرة يكتب بيانه المشئوم الذي صدم جميع السلفيين، طغت عليه منهجية الإخوان في الخطابات، وغابت لغة المنهج السلفي، فاستاء مشايخ الإصلاح -الحالِيُّون- من صنيع لزهر، وأبدوا اعتراضهم على المخالفات المنهجية الخطيرة التي وردت في البيان، ولم يتحرك الشيخ فركوس، ولم ينبس ببنت شفة في الإنكار على لزهر، ثم عاد لزهر وأصدر البيان وعدَّلَ فيه ما عدَّل مع ما بقي من مؤاخذات، وبقي الشيخ فركوس ملازما للصمت مع مطالبة المشايخ له بالتدخل، وهو الذي كان عارض من قبل أن يكتب المشايخ السلفيون في تلك القضية!.

الشاهد من هذه القضية أن مشايخ الإصلاح -الحالِيِّين- كانوا هم من يدافعون عن المنهج السلفي ويردون على انحرافات لزهر، في حين أن الشيخ فركوس لا يساندهم ولا يوافقهم!.
  • الحقيقة السادسة: جمعة يدافع عن الدواعش في حضور الشيخ فركوس!!!.
أثار جمعة في مجلس دار الفضيلة قضية الحرب ضد داعش، واستنكر طريقة قصفهم من قِبَلِ الجيوش، وقال: "لاَ يَنبغي أن يُقَنبَلُوا بهذه الطريقة"، فتعجَّبَ المشايخ من كلامه، وناقشوه، وبينوا له بطلان هذا القول!، وطلبوا من الشيخ فركوس التدخل!، وقالوا له إن هذا الكلام ليس سلفيا، فلم يتكلم الشيخ فركوس بكلمة في الإنكار عليه!.

الشاهد أن مشايخ الإصلاح –الحالِيِّين- هم من نصحوا جمعة وبينوا له، وكان ذلك بحضور الشيخ فركوس.

ثم لما انتشر خبر دفاع جمعة عن داعش وأنه قال: "في صفوفهم سلفيون"، إذ بالشيخ فركوس يفاجئنا ويطلب من جمعة كتابة شيء يُكَذِّبُ فيه هذا الأمر "حتى لا يُمسكوا عليه شيئا"، وكذَّب جمعة أن يكون قال: "داعش سلفيون"، والصيغة التي قالها جمعة هي: "داعش في صفوفهم سلفيون"، والكلمتان بينهما فرق واضح، ومع ذلك سكت عنه الشيخ فركوس وهو يعلم أنه كاذب، وأن دفاع جمعة عن داعش ثابت من قبل!.
فأَيُّ فِرقَةٍ هذه التي تحارب الحق وأهله بالأكاذيب؟، بل بالتواطؤ على الكذب.

في الختام أقول:
هذه نبذة -فقط- عن الحقائق التي تم تغييبها عن الناس في هذه الفتنة، واجتهد رؤوس الفتنة في إخفائها، والتي لو أراد مشايخ الإصلاح استعمالها في إسقاطهم لكانت في الوَقْعِ أكثر تأثيرا، لأنها زلات خطيرة!، ولكن مشايخ الإصلاح التزموا منهج السلف في التفريق بين خطأ السلفي وخطأ المبتدع.

ثم اعلم -يا طالب الحق- أن دعوى المناصحة تحتاج إلى بينة، وذلك بذكر الوقائع والمسائل المنهجية التي تمت مناقشة مشايخ الإصلاح فيها -إما مجالسة أو مراسلة- من قِبَلِ الشيخ فركوس، وبيان خطأ مشايخ الإصلاح فيها، وهذا الأمر هو الذي عهدنا عليه علماءنا ومشايخنا، فترى -مثلا- أن شيخنا العلامة الوالد ربيعا المدخلي -حفظه الله- قدم النصيحة لمن انحرفوا قبل أن يُحذِّرَ منهم: ( نصائحه لعبد الرحمن عبد الخالق، نصائحه للمأربي، نصائحه للمغراوي، نصائحه لفالح الحربي، نصائحه للحلبي، ومؤخرا نصيحته لمحمد بن هادي والشيخ فركوس )، كل هذا مسجلٌ مُدَوَّنٌ يقرأه ويسمعه كل الناس، وليس مجرد دعاوى فارغة!.
فأين هي نصائح الشيخ فركوس التي قدمها لمشايخ الإصلاح وصبر عليهم بخصوصها، في أي موضوع هي؟! وفي أي مناسبة أو مجلس نصحهم؟!.

والسؤال الأهم الذي يُطرح -بعد كل تلك الحقائق السالفة الذكر- هو: "لماذا كانت مواقف الشيخ فركوس مخالفة للحق في القضايا المنهجية التي تكلم فيها مشايخ الإصلاح؟!".

اعلم -يا طالب الحق- أن أعظم واجب على المسلم أن يلتزم منهج السلف الصالح في فهم الكتاب والسنة -قولاً وعملاً ودعوةً-، وذلك لا يكون إلا بالأخذ عن العلماء الراسخين الذين حملوا هذا الفهم شيخا عن شيخ، فإذا استقل شخص برأيه في فهم نصوص الكتاب والسنة انتهى به الحال إلى مخالفة أئمة السلف، وفي ذلك يقول شيخنا الوالد العلامة ربيع المدخلي حفظه الله: "إذا انطوى الإنسانُ على نفسه، لا يُعَلِّمُهُ مُعلِّم -يُعَلِّم نفسَه- هذا دليلٌ على مرض!، فالطريقةُ المُثلى أن تأخذ العلمَ من أفواهِ العلماء، وهم يُوجِّهُونك إلى الكتاب الذي يلائم ذكاءَك وما عندك من القُدُرَات، هو يَعرف لأنه جَرّب" [( المجموع: )].
وإن من أخطر المزالق على طالب العلم أن يجد نفسه آخذًا للمسائل المنهجية بمفاهيم مخالفة لمنهج السلف، ومن ذلك ما حدث في هذه الفتنة "فتنة جمعة" من أحكام وأقوال صدرت عن الشيخ فركوس، كان أولها وصفه لمقال جمعة "رسالة إلى خالد حمودة ومن على شاكلته" بأنه "جرح مفسر!"، تلك الرسالة التي كانت وقود هذه الفتنة، فلما كتب السلفيون في بيان بطلانها -وأنها لا تساوي شيئا في ميزان الجرح والتعديل- خمد ذكرها ولم يُبَيّن الشيخ فركوس تراجعا عن كلامه!، ما ولَّدَ في النفوس فكرة أن الشيخ فركوس لم يقرأ الرسالة، أو أنه لم يدرك معنى "الجرح المفسر"!.
ثم علق الشيخ فركوس صبيحة يوم الجمعة ( 04 ربيع الأول 1439هـ/ 22 ديسمبر 2017 ) على صوتية الشيخ عبد الغني عوسات التي ألقى فيها نصيحة حول ما يدور في الساحة، فقال عنه: "إنه استعمل منهج الموازنات"، ومن سمع الصوتية يوقن أنه لا وجود لشيء من منهج الموازنات في كلام الشيخ عبد الغني، ثم ذكر قاعدة حيَّرت العقول، ألا وهي قوله: "إن التعديل إذا جاء بعد الجرح لا يؤخذ به"، فازداد الناس توجسا من كلام الشيخ فركوس في القضايا المنهجية، خاصة مسائل الحكم على الرجال.
ثم إذا بالأيام تكشف المزيد من الأقوال المخالفة للمنهج السلفي، ومن ذلك ما أجاب به الشيخ فركوس في مجسله صبيحة الجُمُعة ( 25 المحرم 1440 هـ / 05 أكتوبر 2018 م ) حين سئل عن "الفرق بين شخص ضعيف في المنهج وشخص مميع"، فأجاب جوابا حيَّر عُقول الألِبَّاء، لا لكونه خطأ فقط، بل لأنه صدر عن شيخ حمل سيف إسقاط السلفيين بدعوى "ركوبهم منهج التمييع"، إذ بالجواب يَنُمُّ عن عدم فهمٍ لقضية التميّع الذي يناقض منهج السلف!، حيث قال: "الضعيف في مواقفه يعرف أنه الحق، لكن لا يستطيع أن يقف وقفة مع ذلك الحق على وجه يدافع عنه وينصر أهله، لكن من حيث اعتقاده يقف، لكن لا يصدع به، تجده غالبا يريد أن يمسك العصا من الوسط (!!).
أما المميع هو الذي يميع القضية في ذاتها، مثل إمام يلقي درس الجمعة وإذا نصحته فيه يأتي بالشبهات، ويأتي بحديث أبي هريرة، ويقول سألنا الشيخ العبّاد فأجاز، فيرد الحديث في النهي بكلام الشيخ العباد، ولما يجلس في الكرسي يعتقد أنه يفعل شيئا طيّبا، هذا هو التمييع"!!!.

نعم يا إخوان!!، هذا هو تعريف الشيخ للتمييع والـمُمَيِّع!!، ولنا مع هذا الكلام وقفتان:

الوقفة الأولى: أن هذا التأصيل لو استقر عند الناس أنه من منهج السلف فإننا سنحكم على أئمة من جبال الأمة بالتمييع، لأن السلفي الذي يخالفك في مسألة يرى أنه مُتَّبِعٌ فيها للدليل -ولو كان ضعيفا في نظرك أنت- لا يمكن أن ترميه بالتمييع ما لم يكن عمله خدمة للباطل على حساب الحق، لأن عمله هذا يُعتبر عند العلماء من قبيل العمل بالأقوال "المرجوحة"، وقد وقع لأناس من جهابذة العلماء أن أفتوا بالمرجوح ولم يعملوا بالأحاديث الصحيحة، ولأجل هذا الأمر الخطير كتب شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- كتابه العظيم [(رفع الملام عن الأئمة الأعلام)]، والذي قال فيه عن العلماء الذين قالوا بخلاف الدليل (9): "إذَا وُجِدَ لِوَاحِدِ مِنْهُمْ قَوْلٌ قَدْ جَاءَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ بِخِلَافِهِ، فَلَا بُدَّ لَهُ مِنْ عُذْرٍ فِي تَرْكِهِ"، ثم ذكر عشرة أسباب كاملة لعمل بعض العلماء بالقول المرجوح وترك العمل بالحديث الصحيح.
هذا، مع وجوب البيان أن درس الجمعة المعمول به في بعض البلاد الإسلامية مخالف لهدي النبي صلى اللهُ عليه وسلم، وليس للمُدَرِّسِ أن يُلزم الناس بسماعه!.
ولقد قرأنا لعلمائنا الذين اعتنوا ببيان المنهج السلفي والتحذير من مناهج أهل البدع، ولم نقرأ لأحدٍ منهم -على كثرتهم- أنه ضرب مثالا للمميع بمن يلقي درس الجمعة!، بل كانت أمثلتهم في التمييع بذكر من يُهَوِّنُ من شأن التحذير من أهل البدع، أو من يقول: لا تجعلوا أهل البدع -كالحلبي مثلا- مطية امتحان الناس! كما هو مسجل بصوت الشيخ فركوس!، أو من يسكت عمن يبيع كتب أهل البدع فضلا عن أنه يثني عليه ويدافع عنه!.
قال الشيخ العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- جواباً عن سؤال: "ما هو الفـرق بين السلفي الضعيف وبين المـميّع؟" كما هو منشور في شبكة سحاب السلفية:
"من كانت أصولهُ سلفية فهو معنا على أن الإخوان والتبليغ وغيرهم من الفِرَق أنهم فِرَقٌ ضالةٌ، وأنَّهم يستحقون الهجر، وأنَّه يُبغضهم، ولكنه يضعف في موقف، فمثلاً يصافح ويسلّم على إخواني مع اعتقاده أنَّهم على ضلال، ولكنه فعل ذلك مع هذا الشخص لعلاقة أو صداقة أو معاملة تجارة أو خجل أو مصلحة ظنها صالحة وهي فاسدة، فهذا يقال أنَّه ضعف في هذا الموقف.
أمَّا المُميّع فهو الذي أصوله فاسدةٌ أصلاً ويلبس ثوب السلفية ويتظاهر بذلك، وهو يعتقد أن منهج أهل السَّنة واسعٌ يسع حتى الإخوان والتبيلغ وغيرهم وأنهم من أهل السّنة، ويسعى في تقرير ذلك بين السلفيين بتأصيلات وقواعد باطلة، فهو يريد أن يهدم السور الواقي بين السلفيين وأهل البدع، أن يهدم البراء من أهل البدع بقواعد فاسدة، يريد أن يقضي على التمايز، على منهج الولاء والبراء، ويستغل كونه يتظاهر بالسلفية، مثل عدنان عرور ومثل المأربي، فهؤلاء يعيثون في الشباب السلفي فساداً بتأصيل قواعد فاسدة تُميتُ منهج الولاء والبراء، فالفرق واضح بارك الله فيكم". اهـ
فانظر -أيها المنصف- إلى جواب الشيخ العلامة ربيع المدخلي صاحب الراية في معرفة المناهج والرجال، وقارن بينه وبين جواب الشيخ فركوس! الذي رمى السلفيين بالتمييع ظلما وعدوانا، فإذا تبين لك الفرق بين صاحب الصنعة بحق ومن ليس يدانيه فيها فاحكم بالحق، لعلك ترضي الله فتنال رضاه.

الوقفة الثانية: أننا لو سَلَّمنا للشيخ فركوس الحكم بأن من ألقى درس الجمعة استنادا لكلام عالم من العلماء يكون مميعا فسنحكم على الشيخ فركوس بالتناقض، إذ كيف يحكم على أئمة المساجد بالتمييع لأجل درس الجمعة ثم يطلب منهم جمع التوقيعات على أن الدعوة لا تزال قائمة في المساجد وأنها لم تتوقف؟!، فهل الدعوة تقوم بالتمييع والمميعة الذين يُلقون درس الجمعة؟!
وعلى فرض أنه لا يعلم خبر إقامتهم لدرس الجمعة -وهم محل تزكية منه ومن جمعة-، هل يحكم عليهم -الآن- بالتمييع والتهميش؟!، هل حكم الشيخ فركوس بالتَّمَيُّعِ على من ألقى درس الجمعة استنادا إلى كلام الشيخ العبَّاد أو كلام الشيخ الفوزان -كما يقوله أحد أتباع الشيخ فركوس اليوم-، هل هو حكمٌ عام يشمل الجميع، أم أن فقه المرحلة يقتضي السكوت عمن هم في صف الشيخ فركوس لأنهم يوافقونه على الطعن في السلفيين وإسقاطهم؟!.


رِسَالَةٌ صَرِيحَة!

أستاذ محمد علي فركوس، أنت تعلم -أكثر من جمعة ولزهر فضلا عن أتباعهما- كم كنت أحترمك وأجلك، ولعلك تذكر كلمة قلتها لك طربت لأجلها نفسُك وفَرِحتَ بها كثيرا، قلت: "شيخنا مجالسك هذه هي بمثابة الغدوة لي، إذا ضيعت مجلسا منها لم يملأ ذلك الفراغ مجلس غيرهوقلت لك كلمة بعد مرضك أعجبتك لدرجة أنك طلبت مني كتابتها، وقد كنت أحث طلبة العلم على حضور مجالسك، بل ألوم من يُفَرِّطُ في الحضور والاستفادة، كل ذلك حرصا مني على ألا يزهد طلبة العلم في مجالسك فيضيعوا علمك ولا يعرفوا قدرك، ولكن يا شيخ فركوس، عندما طعنت في العلماء في مجلسك اختلط السُّمُّ بالعسل، فمن يشمه يمرض، ومن يأكل منه يمُت، وسلامة الدين لا يعدلها شيء!.

أستاذ فركوس، أنا جالستك كثيرا -مذ كنت تقول لنا: "من عنده سؤال؟"، وذلك لقلتنا في المكتبة-، وعاينت أجوبتك المنهجية حول الرجال، ولم يكن منك كلام واضح صريح في الغالب، بل كنت تتكلم كلاما عامًّا ثم تحيل على المشايخ، وقد كنتُ حاضرا -سنة قبل الفتنة- حين سُئِلتَ سؤالا منهجيا حول أحد المخالفين فقلتَ: "اسألوا الشيخ عبد الغني، في هذه المسائل أنا أعتبره هو الأصل وأنا الفرع، وفي الغالب أنا آخذ هذه الأمور منه"، كان هذا كلامك، وليس يُعاب عليك ألا تكون محيطا بكل الفنون، فلكل ميدان فرسانه.
وقد مرت على الدعوة السلفية محن كثيرة لم يكن لك فيها موقف واضح ولا مواجهة للمخالفين، مثل قضية العيد شريفي، فأنت إلى الآن لم يؤثر عنك تفصيل في مخالفات العيد المنهجية، ولا تحذير صريح منه!، بل سيحفظ التاريخ تلك الجلسة بينكما حين قلت فيها للعيد: "أنت على هرم المنهج"، والتي لم تنقضها إلى الآن!.
لأجل هذا كله، حَزَّ في أنفسنا أن يكون أول تحرك لك ضد أشخاص -بأعيانهم- متوجها للسلفيين، فهذا يَدُلُّ على خلل في المنهج، إذ أنت لم تكن -طيلة دعوتك- حَكَمًا على أهل البدع المعروفين بمحاربة المنهج السلفي وعلمائه -مع شدة الحاجة إلى بيان موقفك-، فكيف تكون اليوم حَكَمًا على السلفيين؟!، لذلك كان رفض السلفيين -لكلامك في المشايخ- من منطلقٍ منهجيٍّ مبنيٍّ على قواعد الجرح والتعديل، فإنه عندما تكلم شيخ الأزهر -شلتوت- في الرجال رَدَّ عليه الشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله- قائلا: "لَيسَ شلتُوت مِمَّن يَعرِفُ الرِّجَالَ حَتَّى يُقبَلَ قَولُهُ فِي الجَرحِ وَالتَّعدِيل" [(إتحاف الجماعة: 3/ 133)]، هذا فيمن تكلم في الرجال وهو ليس أهلا لذلك، فكيف بمن جمع بين عدم التضلع من علم الجرح والتعديل وبين الكلام في الرجال بما يخالف منهج أئمة الجرح والتعديل؟!، وكيف بمن زعم أنه يمتلك الأدلة، فلما عُرضت على أئمة الجرح والتعديل رَدُّوها وقالوا إنها غير موجبة للإسقاط والتحذير، فكابر وعاند، وقال: "لَسنَا عَبِيدًا لِعُبَيد"؟!.

أيها المنصفون، لقد صدرت منا -نحن السلفيين- كلمات شديدة اللهجة في انتقاد مسار الشيخ فركوس في الفتنة، وذلك من أجل الحفاظ على صفاء المنهج السلفي، فأرجو أن نكون معذورين أمام الله وأمام خلقه في الشدة التي استعملناها، فليس تغليظُ القول للشيخ فركوس أَشَدَّ وقعًا في النفوس من محاولة صاحبه جمعة العبث بالمنهج السلفي، وقد سَايَرَهُ الشيخ فركوس وأيده في الفتنة.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

12 ربيع الأول 1440 هـ
20 نوفــــــــــــــــمبر 2018 م

رد مع اقتباس