عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17 Apr 2020, 03:14 PM
د.عبد الخالق ماضي د.عبد الخالق ماضي غير متواجد حالياً
حفظه الله
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 7
افتراضي رسالة إلى المفرّقين: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}



{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}

لسماع الصوتية
اضغط عنا

لسماع الصوتية على اليوتيوب
اضغط هنا


لتحميل ترجمة الكلمة الى الإنجليزية
:: من هنا
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، وبعد:
فقد استمعت لصوتيّة أظنّها مُسرّبةً لأحد السّاعين بقوّة في فتنة التّفريق، التي أحدثها الدّكتور فركوس، ووزيرُه ـ قائدُ البطانة السّيّئة ـ جمعة، وأبواقُهم ـ لزهر والدّكتور مقراني، والدكتور طالبي، وجنودهم المجنّدة باهي وآيت علجت وعبد الصّمد المغناوي، وبويران وابن حجر، وإمام المسجد شريطي، وغيرُهم كثير ـ ممّن تطلّع للمجد فأراد الوصولَ إليه من غير السّبيل التي بيّن الله تعالى في كتابه والقائل: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} [الأنبياء:73]، إذ كان مضمون هذه الصّوتيّة بيانَ ما عليه رؤوس التّفريق من التّنافر، وعدمِ الألفة، والاجتماعِ المرحليّ، والتّعاونِ على الإثم والعدوان، إثمِ إحداثِ الفُرقة بين السّلفيّين وتركِ الاجتماع على الخير، والعدوانِ على المسلمين، بل وعلى خواصّهم وهم العلماء وطلبة العلم النّجباء؛ بالافتراء عليهم ونبزِهم، والتّغريرِ بهم، واحتقارِهم، ورميِهم بما يُرمى به أهلُ البدع والضّلال، بل والتّعاملِ معهم أشدَّ من معاملة أهلِ البدع الغليظة، ولعمري إنّ هذه الأفعالَ الصّادرةَ منهم لهي الانحرافُ عينُه، وإنّها سبيل الشّيطان المبين، وليس بعيدا عنّا صوتيّة المؤامرة بين جمعة ولزهر في بداية الفتنة.
فأقول لصاحب الصّوتيّة جلال أودينة ـ هداه الله ـ: كيف سوّلت لك نفسُك التّعاملَ مع من تظنّ أنّه يطعن في شيخك عالمِ البلد !!؟ وكيف اسْتَسَغتَ تعامُلَ عالمِ البلد مع من يَطعن فيه وفي بطانته؟ وهلّا سألت يومًا لماذا جعل عالمُ البلد ـ الدّكتورُ فركوس ـ الطّاعنَ فيه وهو لزهر محنةً يُمتَحنُ به النّاس وهو يكنّ له حسْبك هذا الحقد القديم؟
وهل ادّكرت يوما وقلت: لماذا قَبِل جُمعةُ ـ صانعُك وصانعُ تلاعبك ـ بأن يكون لزهر مع أصحاب المنهج الواضح، وهو يعلم منه طعنه في شيخه وغمزَه من طرف خفيّ وآخرَ ظاهر؟ وهو لزهر الذي لم يدّخر جهدا في إيغار صدور النّاس على أهل الفضل والعلم، وفي نشر الفساد في الأرض.
ألم تسألوا يوما لماذا لم يُجِبْ عالمُ البلد ـ فركوس ـ عن كلّ الإشكالات المطروحة بخصوص كتاباته المنهوبة من غيره، والمبنيّة على مناهج المنحرفين من أتباع قطب وغيره؟
لماذا يسكت العالمُ ـ فركوس ـ المتبوعُ بقوّة في الوقت الذي يتحتّم عليه البيان والكلام؟
وهل سمعت عن إمام من أئمّة السنّة ترك الأمّة في حيرة؛ تتخبّط في دياجير الشّبهات ولا يتولّى النّصحَ والبيانَ والتّعليم الواضح المسموع؟
وهل أُثر عن عاقل يريد أنْ يَتبعَه النّاس، يحرِّم على من سمعه أنْ ينقُل كلامه، بل لا يجعله في حلّ إن هو نقل شيئا منه؟
وهل ظفِرتَ بترجمة عَلَم ليس له أيّ شيخ يحيل إليه، بل ليس له أيّ علاقة مع أهل العلم؟
أسئلة أرجو أن تبحث أنتَ وقومُك الغارقون في سكرة التّقديس عن جواب لها.
إنّي والله حزين على هذه الحالِ التي صرتم إليها، والانحرافِ الذي جرّكم إليه الحرص على الشّرف، أما علمتم أنّ الحرص على الشّرف يفسد الدّين، ألم تقرؤوا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ، وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ» رواه أحمد وغيره.
ألم تعلموا أنّ الولاء يكون لله ولرسوله وللمؤمنين؟ ألم تعلموا أنّ ديننا الحنيف مبنيّ على النّصيحة؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» رواه مسلم.
وهل نسيتم أنّ الاجتماعَ والائتلاف، ونبذَ الفرقة والاختلاف أصلٌ عظيم من أصول أهل السنّة والجماعة؟
لقد كرّر علماؤُكم النّاصحون، ودعاتُكم العاملون دعوةَ شيوخكم ومُعَظَّميكم إلى الاجتماع والتّناصح، وتركَ الخلاف لأنّه شرٌّ كلُّه، فأَبَوا إلّا العناد، ومنابذةَ أهلِ النُّصح والرّشاد، وظنّوا أنّهم قادرون على كسر شوكة أهل السنّة ودون هذا خَرْط القَتاد.
أدعوكم مرّة أخرى إلى التّوبةِ والإنابةِ، والرّجوعِ إلى حظيرةِ الحقّ، وعدمِ العناد والإصرار على الغيّ والضّلال، وأذكّر عامّة من غُرّر به في هذه الفتنة العمياء بقول الله تعالى: {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة:166 ]، ولَأَنْ يكون أحدُكم ذيلًا في الحقّ خيرٌ من أن يكون رأسًا في الباطل، وارحموا هذه الأمّة المسكينة التي تكالبتْ عليها الأمم، وضاقت بها السّبل، إلا سبيلَ الله القويم، الذي ينبغي أن نبذلَ كلَّ غالٍ ونفيس لهداية النّاس إليه، وتعليمهم الطّريق إليه، وكونوا على سَنَن الأنبياء؛ دعاةً إلى التّوحيد، نابذين كلّ سبب للتّفريق إلّا ما جعله الله ورسوله سببا فينبغي اتّخاذه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يَصلحون إذا فسد النّاس». وفي رواية: «فطوبى للغرباء الذين يُصلحون ما أفسد النّاس من بعدي من سنّتي». انظر صحيح سنن الترمذي 2630 والصّحيحة 1273.
أسأل الله لنا ولكم الهداية والرّشاد، وأسأله أن يوفّقنا وإيّاكم وسائر المسلمين إلى العمل بكتابه، وسنّة نبيّه، وسلوكِ سبيلِ السّلفِ الصّالحين حقّا وصدقًا، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

أملاه الرّاجي غفران ذنبه ورحمةَ مولاه:
عبد الخالق بن محمد ماضي
عشيّة الخميس 23 شعبان 1441هـ والموافق لـ 16/ 04 / 2020.

الصور المرفقة
نوع الملف: pdf الترجمة الانجليزية لكلمة الشيخ عبد الخالق.pdf‏ (246.1 كيلوبايت, المشاهدات 2285)
الملفات المرفقة
نوع الملف: mp3 {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين}.mp3‏ (7.51 ميجابايت, المشاهدات 4575)

التعديل الأخير تم بواسطة أبو يحيى صهيب ; 09 May 2020 الساعة 11:25 PM
رد مع اقتباس