عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02 Jul 2018, 09:47 AM
نبيل باهي نبيل باهي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: الجزائر -أم البواقي-
المشاركات: 53
افتراضي التّشنيع على من زعم أنّ الشّيخ الأزهر يطعن في الشّيخ ربيع!.

بسم الله الرّحمن الرّحيم





الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وبعد:

فقد أخرج ابن المبارك في "الزّهد" أخبرنا الأوزاعيّ عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قلابة عن ابن مسعود -رضي الله عنه-: قيل له: ما سمعتَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول في "زعموا"؟ قال: سمعتُ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا).
والحديث في الصّحيحة للشّيخ الألباني -رحمه الله- برقم (866).
قال الشّيخ الألباني -رحمه الله-: ".. وقال البغويّ في "شرح السّنّة":" إنّما ذمّ هذه اللّفظة، لأنّها تُستعمل غالبا في حديث لا سند له ولا ثبت فيه، إنّما هو شيء يُحكى على الألسن، فشبّه النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ما يقدّمه الرّجل أمام كلامه ليتوصّل به إلى حاجته من قولهم: "زعموا" بالمطيّة الّتي يتوصّل بها الرّجل إلى مقصده الّذي يؤمّه، فأمر النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بالتّثبّت فيما يحكيه، والاحتياط فيما يرويه"" انتهى كلامه ونقله -رحمه الله- في السّلسلة الصّحيحة.
هذا؛ وقد كلّمني -من قريب- بعض إخواني مهاتفة، يطلب منّي توجيها في بعض المسائل المنهجيّة، فأرشدته إلى لزوم غرز مشايخنا، وذكرت منهم: الشّيخ فركوس، والشّيخ عبد المجيد، والشّيخ الأزهر -حفظهم الله جميعا- ، فما أن سمع الأخ اسم الشّيخ الأزهر -وفّقه الله- حتّى قاطعني بقوله: إنّهم يقولون أنّه يطعن في الشّيخ ربيع -حفظه الله تعالى-، فتذّكرت هذا الحديث العظيم، ووقع في نفسي أن أذكر بعض ما يردّ هذه الفرية العريّة عن الدّليل، والمشوبة بالظّلم والعدوان، دفاعا عن شيخنا الوالد المربّي: أبي عبد الله الأزهر -حفظه الله-، وأداء منّي لنزر يسير من حقّه عليّ وعلى السّلفيّين في هذه الدّيار، فأقول -مستعينا بالله تعالى-:

1- لا يشكّ عاقل منصف، ما للشّيخ ربيع -حفظه الله تعالى- من مكانة كبيرة في نفوس أهل السّنّة، في بلادنا الجزائر، وهذه المكانة كانت بسبب جهاد الشّيخ -حفظه الله- سنوات عديدة، وأزمانا مديدة، في سبيل بيان عقيدة أهل السّنّة والجماعة، وأصول المنهج السّلفيّ، فجزاه الله عن ذلك الجهاد بأن بوّأه هذه المنزلة العليّة في قلوب السّلفيّين.
ومن أسباب ذلك أيضا، ما قابله به دعاة هذا البلد، من الثّناء الجميل عليه، وتعريف إخوانهم وأبنائهم به، والذّبّ عن عرضه، وبثّ علمه، وذكر مواقفه وتمسّكه بالسّنّة، وأوّل من يتبادر اسمه إلى الأذهان -في هذا الباب- من دعاة الجزائر ومشايخها، فضيلة شيخنا الوالد المربّي: أبي عبد الله الأزهر سنيقرة -حفظه الله تعالى-.
فقد -والله- اشتهر عنه دفاعه الدّائم، عن الشّيخ ربيع بن هادي -حفظه الله تعالى-، ووقوفه في وجه الحملات المغرضة، من وسائل الإعلام -على اختلافها-، أو من بعض المنحرفين الحاقدين، ويكون ذلك منه في دروسه ومحاضراته، بل من على منبره في مسجده -وفّقه الله-، وهذه الّتي لا أعلم أحدا غيره سبق إليها، وجرأ عليها.
وإنّي لأذكر منذ ما يزيد عن الخمسة عشر عاما، كيف كان الشّيخ الأزهر -وفّقه الله-، يوجّهنا في خطبه بقوله: "إذا ذهبتم إلى بلاد الحجاز معتمرين، أو للعلم طالبين، فاذهبوا إلى أمثال الشّيخ ربيع والشّيخ العبّاد"، ومن كان في ذلك الزّمن يحضر للشّيخ من إخواننا، يعلم ذلك منه، إلّا من انقلب على عقبيه، فأصبح ينكر ما كان يعرف، ويعرف ما كان ينكر، فلا يضرّ إلّا نفسه الّتي بين جنبيه.
فكيف يقال بعد هذا، أنّ الشّيخ الأزهر يطعن في الشّيخ ربيع؟!.

2- لقد كانت العلاقة الّتي تجمع الشّيخ الأزهر بشيخه الشّيخ ربيع -حفظهما الله- علاقة مودّة واحترام متبادل، وسبحان الله القائل:(هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ).
وكثير ممّن توّلوا كبر هذه الفرية، لا يعلمون أنّ القطرة الّتي أفاضت الكأس، في قضيّة :"فالح الحربي" هو كلام هذا الأخير في الشّيخ الأزهر بغير حقّ، فلمّا بلغ ذلك الشّيخ ربيعا -وفّقه الله- غضب غضبا شديدا، وأرسل بعض الإخوة آنذاك إلى الشّيخ الأزهر، فجاءه الأخ يوم جمعة بعد تسليم الشّيخ من صلاته بالنّاس، وقال له: "الشّيخ ربيع يقول لك كلّمني"، وكنت يومئذ حاضرا، ولعلّ شيخنا الأزهر -وفّقه الله- يحدّثنا بما جرى بينهما.
وما هي إلّا أيّام، ويخرج ردّ الشّيخ الأزهر-حفظه الله- على فالح، ويثني الشّيخ ربيع -حفظه الله- على الرّدّ، محذّرا من فالح الحربي.
أفبعد هذا يقال: أنّ الشّيخ الأزهر يطعن في الشّيخ ربيع؟!.

3- إنّ المتتبّع لما حدث في السّنوات الأخيرة، ليتّضح له بجلاء الصّادق في الذّبّ عن الشّيخ ربيع من الكاذب، وأمثّل -ها هنا- بمجلس دار الفضيلة، مع عبد المالك الرّمضاني، الّذي جاء إلى عقر الدّار، وسبّ الشّيخ ربيعا، ووصفه بالكذب، وثنّى بالشّيخ عبيد، فوصفه بالمافيا، على مسمع ومرأى من الّذين يرمون اليوم الشّيخ الأزهر -ظلما وعدوانا- بالطّعن في الشّيخ ربيع -وفّقه الله- تصريحا منهم أو تلميحا!.
فلمّا بلغت تلك الطّعون مسامع الشّيخ الأزهر -وفّقه الله-، قام لله قومة رجل -كعادته-، ولم تأخذه في ذات الله لومة لائم، ودافع عن عرض شيخه ربيع -سلّمه الله-، وبيّن لؤم الرّمضاني، الّذي كذّبه بجرأة عجيبة، ولم يجد الشّيخ الأزهر حينها أحدا من إخوانه، يشهد لله شهادة حقّ، يقف معه، مبيّنا صدقه، وكذب الرّمضاني، وهم يعلمون ذلك علم اليقين!.
بل أزيد القارئ الكريم شيئا، أخبر به لأوّل مرّة، أنّ الدّكتور عبد الخالق ماضي -هداه الله وأصلح حاله- أخبرنا أنّهم كانوا يرون قومة الشّيخ الأزهر تهوّرا، فبعد أن كذّبه بعض كتّاب منتديات "الكلّ"، ما كان من إخوانه إلّا أن قالوا: "يتحمّل مسؤوليّة تهوّره"!.
فوا أسفاه! حين يصبح الدّفاع عن إمام من أئمّة الإسلام، وعلم من أعلام السّنّة، في هذا العصر تهوّرا، والسّكوت والتّخاذل حكمة ورويّة!.
والأمر المستغرب، أنّ الّذين سكتوا بالأمس، وخذّلوا وتخاذلوا عن نصرة الشّيخ ربيع -حفظه الله-، هم الّذين يزعمون اليوم رجوعهم إلى الأئمّة، وكبار أهل العلم، والأخذ بنصائحهم وتوجيهاتهم ، والعمل بها، حقّا إنّها السّنوات الخدّاعات، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون!.
وأمّا الشّيخ عبيد -حفظه الله- فلا أحد دافع عنه، بعد سبّ الرّمضاني له في ذلك المجلس، إلّا الشّيخ الأزهر -وفّقه الله-!.
ومن عجب -والشّيء بالشّيء يذكر- أنّ بعض الّذين يُقرّون غلمان السّوء اليوم على هذه الفرية، لم يسبق لهم أن زاروا الشّيخ عبيدا، على كثرة نزولهم بالمدينة النّبويّة، إلّا هذا العام لمّا اشتدّ عليهم الأمر، وأحد هؤلاء زاره قبل ثلاث سنوات، تحت الضّغط، مكرها لا بطلا، ولمّا خرج من عنده، عرّج على الشّيخ العبّاد زائرا له، فكتب بعد ذلك عن زيارته للشّيخ العبّاد، وأغفل زيارته للشّيخ عبيد، كأنّها لم تكن!.
بل إنّ بعضهم لقي الرّمضاني -بعد طعنه في الشّيخين- في أحد مطاعم العاصمة على طاولة العشاء!.
أيقال بعد هذا أنّ الشّيخ الأزهر يطعن في الشّيخ ربيع؟!.

4- إنّ ما تناولته تلك الصّوتيّات المسروقة المسرّبة، والّتي فيها شيء من الزّلّات الّتي حصلت بسبب ما يعتري الإنسان من نقص، وغضب، وشدّة، لا ينبغي تنزيلها منزلة الطّعن، خاصّة إذا علمنا أنّ قائلها له السّابقة الحسنى في الثّناء على الشّيخ ربيع والذّبّ عنه -وفّقه الله-، فمن الظّلم بمكان حمل هذه الفلتات على الطّعن في أهل العلم، ومن الظّلم بمكان تسوية صاحبها بأصحاب الطّعونات الصّريحة البيّنة، كالحلبي، والمأربي، والرّمضاني، والحدّاد، وغيرهم، فالطّعن عند هؤلاء عقيدة، لا تقاس بسبق اللّسان وعثرته.
فكيف يسوّى بين الأمرين، مالكم كيف تحكمون، أفلا تعقلون؟!.
ومع هذا كلّه، فقد اعتذر الشّيخ الأزهر -بكلّ شجاعة- عن هذه الزّلّة، وبعث برساله إلى والده وشيخه الشّيخ ربيع -وفّقه الله- يبيّن ويعتذر، والتّائب من الذّنب كمن لا ذنب له.
فقبل الشّيخ ربيع -حفظه الله- منه ذلك، وعفا عنه، متجاوزا عن زلّته، وأخبر بذلك الشّيخ الأستاذ الدّكتور، الثّقة الثّبت: عبد المجيد جمعة -حفظه الله- فقال له: "قد عفوتُ عن الأزهر"، فما كان من الشّيخ : عبد المجيد إلّا أن شكر للشّيخ ربيع كريم خصاله، وجميل سجاياه، ودعا له بخير.
وها هو ابن الشّيخ ربيع يقول بلسانه، وبصوته مسجّلا، مخاطبا بعض الإخوة الجزائريّين: "أنّ الشّيخ مسامح الأزهر".
أفبعد هذا يقال أنّ الشّيخ الأزهر يطعن في الشّيخ ربيع؟!.

5- ذكر الذّهبيّ في السّير (317-11) : أنّ الإمام أحمد -رحمه الله- سأل بعض تلاميذه: من أين أقبلتم؟
قالوا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه، فإنّه شيخ صالح، فقالوا: إنّه يطعن عليك!.
قال أحمد: وأيّ شيء حيلتي؟!. شيخ صالح قد بلي بي.
وذكر ابن أبي حاتم في:"آداب الشّافعيّ ومناقبه" : أنّ الشّافعيّ مرض، فأتاه بعض إخوانه يعوده-وهو الرّبيع بن سليمان- فقال: قوّى الله ضعفك، فقال الشّافعيّ: لو قوّى الله ضعفي لقتلني، قال: والله ما أردت إلّا الخير، فقال الشّافعيّ: أعلم أنّك لو سببتني ما أردت إلّا الخير.
فهكذا كان الواجب على هؤلاء، أن يتعاملوا مع زلّة من عرفوا مواقفه المشرّفة، في الذّبّ عن علماء السّنّة والدّفاع عنهم -حفظ الله أحياءهم ورحم موتاهم-.
قال العلّامة ربيع السّنّة، الشّيخ ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى وألبسه لباس الصّحّة والعافية، وأطال عمره في العلم والطّاعة- :"العالم المجتهد المخلص، يصيب ويخطئ، فيُقبَل صوابه، ويُردّ خطؤه، مجملا كان أو مفصّلا، ولو كان من كبار الصّحابة، أو كبار الأئمّة، مع احترامه وحفظ مكانته.
ولا يُعدّ ردّ خطئه تنقّصا له، والّذي يقبل خطأه، ويرى خطأه تنقّصا له؛ إنّما أُتي من قبل جهله وهواه؛ فإنّ الحقّ أعظم وأكبر من الرّجال، مهما بلغوا من المنزلة" (وقفات مع القائلين بأصل حمل المجمل على المفصّل).
هذا؛ والله أعلم وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.

وكتب: محمّد نبيل باهي -أمّ البواقي-


التعديل الأخير تم بواسطة نبيل باهي ; 05 Jul 2018 الساعة 10:20 AM
رد مع اقتباس