عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 21 May 2018, 11:51 AM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

التعقيب الخامس: خلط المؤلّف خلطاً عجيباً حينما تكلّم عن مسألة الموازنات بين الحسنات والسيّئات، وقد كنّا نظنّ أنّه سيفصّل ما أجمله من قبل بما يوافق قواعد أهل السنّة فإذا به يؤصّل قواعد المأربي والعرعور وغيرهما من أهل الأهواء .

وموضع الخلط أنّه لم يفرّق في كلامه هو ولا في كلام الإمامين الألباني وابن عثيمين رحمهما الله بين أهل السنّة وأهل البدعة !

فكلام الألباني وكلام ابن عثيمين لا يمكن تطبيقه على أهل البدع وإنّما هو متنزّل على أهل السنّة بلا شكّ ولا ريب.

توضيحه:أنّ الرجل إذا كان من أهل السنّة (=ينطلق من أصول سنّية سلفية ويدعو إلى السنّة ويعظّم السنّة وأهلها فعلا وقولا) فهذا يُعامل بالأصل الذي ذكره الإمامان، أي أنّه تُذكرُ حسناته في جانب سيّئاته والتي وإن كثُرت فإنّها تغرق –بإذن الله- في بحر حسناته وفضائله.

أمّا المبتدع الذي أسّس دعوته على البدعة ولم يدعو إلى السنّة إلا بالكلام المجمل ولم يعرف للسنّة وأهلها قدراً ولا فضلاً ولم يظهر احتراماً للسنّة والآثار السلفية من أمثال سيّد قطب والغزالي والبوطي والقرضاوي وغيرهم فإنّ تنزيل كلام الأئمّة عليهم ظلم للأئمّة عظيم !!

قال العلامة عبيد الجابري حفظه الله: ((فجميع أقوال الناس وأعمالهم ميزانها عندنا شيئان:النص والإجماع؛ فمن وافق نصـًّا أو إجماعا قُبل منه، ومن خالف نصا أو إجماعا رُدَّ عليه ما جاء به من قول أو فعل كائنا مَن كان .
ثم إن كان هذا المخالف أصوله سنة، ودعوته سنة، وكل ما جاء عنه سنة فإنَّ خطأَه يرد ولا يُتابع على زلته وتُحفظ كرامته .

وإن كان ضالاًّ مبتدعا لم يعرف للسنة وزنا ولم تَقم لها عنده قائمة مؤسسـًا أصوله على الضلال فإنه يُرد عليه كما يُرد على المبتدعة الضُلاَّل، ويقابل بالزَّجر والإغلاظ والتحذير منه، إلا إذا ترتبت مفسدة أكبر من التحذير منه
. (أصول وقواعد في المنهج السلفي للشيخ عبيد الجابري).

وقال العلامة مقبل رحمه الله: ((أما المحب للخير ولكنه أخطأ في بعض الأشياء فلا بأس أن تذكر بعض حسناته مثل أبان بن أبي عياش إذ قال بعض معاصريه: إنه إذا حدّث أتى بأمر عظيم. وله من الفضل والعبادة، فسئل بعض معاصريه فقال: اذكر ما فيه من الخير، وحذر عنه أن يقبل حديثه.
فمسألة الموازنة بين الحسنات والسيئات لا نقبلها مطلقًا ولا نردها مطلقًا، لكن حزبي يدعو إلى الحزبية وينفق الأموال الطائلة من أجل الحزبية فلا نذكر حسناته ولا كرامة
)) تحفة المجيب بأسئلة الحاضر و الغريب سؤال رقم 139.

فشتّات شتّان بين منهج السلفيين ومنهج الحدادية الغالين ومنهج الإخوان المجرمين المميّعين.

أمّا قول المؤلّف في الحاشية (ص20) مستنكراً: ((وممّا ينبغي أن يعلم أنّ قوله في مقام الردّ على الألباني والعثيمين أنّهما نصرا منهج السلف وأنّهما شيخان عظيمان من أئمّة السنّة من معنى الموازنة التي يحرّمها وينهى عنها ويبدّع القائل بها)) فيؤكّد وقوع المؤلّف في الخلط وعدم تمييزه بين الموازنة في حقّ أهل السنّة والموازنة في حقّ أهل البدعة.

************************************

التعقيب السادس: ذكر المؤلّف في المطلب السادس: ((من أخطأ في جزئية لم يخرج من السلفية)) نعم، هذا إذا كان المخطئ سلفياً أصلاً، والسلفية التي أتحدّث عنها هي ما في الكتاب والسنّة وعمل الصحابة والتابعين والأئمّة المهديين.

وأحسن شرح لهذه السلفية وبيان أصولها وأركانها وقواعدها مسطّر في كتب الأوائل كالشريعة للآجرّي، والإبانتين لابن بطّة العكبري، وشرح السنّة للبربهاري، وشرح أصول الاعتقاد للالكائي، وأصول السنّة للإمام أحمد وغيرها من الكتب الأمّهات، فمن كان على ما هو مذكور في هذه الكتب ومدوّن على صفحاتها ثمّ أخطأ في جزئيّة من غير عمد فتنطبق عليه هذه القاعدة بلا شكّ وبلا ريب.

أمّا رجلٌ لا يعرفُ مثل هذه الكتب ولا يسمعُ بها ولا ينقل عنها ولا يحيل إليها، بل يدعو إلى خلافها وربّما يحذّر منها! ويربط النّاس بكتب المتأخّرين ممّن هم على شاكلته أو ينتمون إلى جماعته وينطوون تحت حزبه فهذا لا تنطبق عليه هذه القاعدة من دون شكّ ولا ريب.

مثالهُ: المدعو محمّد حسّان المصري، رجل يدّعي السلفية ويزعم الدّعوة إليها والدّفاع عنها، وما رأينا منه ما يدلُّ على ذلك البتّة بل رأينا منه ما يخالف ذلك!!

· فهو لا يردُّ على أهل البدع بأعيانهم وإنّما يردُّ عليهم جملة لا تفصيلاً وتعييناً، فيقول مثلاً: يجب التحذير من أهل البدع والردّ عليهم، أمّا من هم أهل البدع وما هي أسماؤهم فالله أعلم !!
· وهو لا يرى بأساً من الخروج مع جماعة التبليغ الصوفية القبورية !!
· ويثني على أهل البدع كسيّد قطب وحسن البنا والمودودي والشعراوي والغزالي وأسامة بن لادن وغيرهم.
· وينقل من كتب المبتدعة ويحيلُ إليها في كتبه ومحاضراته على غرار (في ظلال .
· يسمّي حكّام المسلمين طواغيت ويثني على الخارجين عليهم.

فهل هذه الجزئيات (!!) حسب قول المؤلّف لا تُخرج الرجل من السلفية ؟! فإذا كان مثل هذا لا يخرج من السلفية فمن يخرج منها إذاً ؟! أهو القادياني ؟! أم البابي والبهائي ؟! أم هو القرآني ؟!

ثمّ حبّذا لو شرح لنا المؤلّف معنى الجزئية التي لا يخرج من أخطأ فيها من السلفية وحبّذا لو ضرب لنا مثالاً حتى يتسنّى لنا فهم مراده ولا نسيء به الظنّ !!

إنّ الذي سطّره المؤلّف في هذا الفصل –وغيره من الفصول وللأسف- يفتح باب شرّ على الدعوة السلفية والمنهج السلفي المبارك.

أمّا قول المؤلّف في (ص23): ((ولولا هذه القاعدة لما سلم أحد من أعلام الإسلام وعلمائه، فإنّه لا يخلو بشرٌ من زلّة وخطأ، بل ولا يسلمُ لنا حتى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولكن الله زكّاهم ورسولُه صلى الله عليه وسلّم، فعلمنا أنّ الأخطاء الجزئية لا تقدحُ في العدالة في حقّ الصحابة وفي غيرهم والله أعلم)) اهـ

فأقول: هناك فرقٌ بين الزلّة والخطأ من جهة والتأصيل في البدعة والدّعوة إليها والردّ والتشهير من مخالفها من جهة أخرى.

فهل وقع في مثل ذلك الصحابة رضوان الله عليهم أو أحدٌ من الأئمّة المعروفين ؟! حاشاهم وكلاهم.

وبالمقابل لقد وقع سيّد قطب –وهو واحدٌ ممّن دافع عنهم المؤلّف وصوّر لنا الإمام الألباني في صورة أكبر المدافعين عنه- أقول: لقد وقع سيّد قطب في أعراض بعض الصحابة رضوان الله عليهم بل وشهد بالكفر على جماعة منهم، فردّ عليه الشيخ محمود شاكر رحمة الله عليه وطالبه بالتوبة والندم على ما خطّته يداهُ وإعلان التراجع عن كلامه في أعراض الصحابة فكان ماذا ؟

استنكف سيّدٌ أن يرجع ويتوب من أخطائه وزلاته –حسب كلام الدكتور- وردّ على الشيخ محمود شاكر وأصرّ على ما كتب. فهل مثل هذا الصنيع من هذا الرجل يُعتبرُ زلّة وخطأً أو يُعتبرٌ إصراراً على البدعة وتأصيلاً لها.

فقياس مثل هذا الرجل وغيره من جماعته على الصحابة قياس مع الفارق بل مع الفوارق ! وهو ظلمٌ للصحابة مبين، وما كنتُ أحبّ للمؤلّف أن يقول مثل هذا الكلام.


*********************************

التعقيب السابع: قال المؤلّف: ((المطلب السابع: إنصاف المخالفين))

أقول: هذا الأصل حقّ وهو من سمات أهل السنّة والجماعة السلفيين، ولكنّه على خلاف ما فهمه المؤلّف. فالمقصود بإنصاف المخالفين أنّك لا تفتري عليهم ولا تنسب إليهم ما لم يقولوا ولم يفعلوا ولا تزد شيئاً على ما قالوا أو فعلوا، بل تأتي بأقوالهم كما هي وتعرضها على الكتاب والسنّة.
وليس المقصود من إنصافهم ذكر حسناتهم وتذكّر مآثرهم عند الردّ عليهم، بل هذا العمل من الجور لا من الإنصاف !!

وأما الآية التي استدلّ بها المؤلّف فهي لا توافق ما ذهب إليه أبداً ... قال الله عزّ وجلّ ((ولا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلو هو أقرب للتّقوى)) وفي الآية الأخرى ((ولا يجرمنّكم شنآن قوم أن صدّوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا)) فنهانا الله تعالى عن الاعتداء وهو تعدّي حدود الله تعالى كما نهانا عن الجور وأمرنا بالعدل مع المخالفين لا أن نذكر حسناتهم مع سيّئاتهم والله أعلم.

قال العلامة السعدي في تفسير هذه الآية (2) من سورة المائدة: ((أي: لا يحملنكم بغض قوم وعداوتهم واعتداؤهم عليكم، حيث صدوكم عن المسجد، على الاعتداء عليهم، طلبا للاشتفاء منهم، فإن العبد عليه أن يلتزم أمر الله، ويسلك طريق العدل، ولو جُنِي عليه أو ظلم واعتدي عليه، فلا يحل له أن يكذب على من كذب عليه، أو يخون من خانه)).

وقال في تفسير الآية (8) من نفس السورة: ((وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ)) أي: لا يحملنكم بغض ((قَوْمٍ عَلَى ألاّ تَعْدِلُوا)) كما يفعله من لا عدل عنده ولا قسط، بل كما تشهدون لوليكم، فاشهدوا عليه، وكما تشهدون على عدوكم فاشهدوا له، ولو كان كافرا أو مبتدعا، فإنه يجب العدل فيه، وقبول ما يأتي به من الحق، لأنه حق لا لأنه قاله، ولا يرد الحق لأجل قوله، فإن هذا ظلم للحق)). اهـ
فأين ما فهمه المؤلّف من ذكر حسنات المردود عليه ؟!

قال المؤلّف: ((ولا يشكّ أحدٌ أنّ من خصائص منهج الألباني رحمه الله في التعامل مع مخالفيه الإنصاف لهم وعدم إنكار ما لهم من خير وحسنات، فالشيخ لم يمنع منعاً مطلقاً من الثناء على من وقع في البدعة ...)) إلى أن قال: ((وهذه بعض النّماذج التطبيقية التي تبيّن إنصاف الشيخ الألباني رحمه الله للمحطئين والمخالفين.)) اهـ

ثمّ ذكر أربعة أسماء وهم على الترتيب: ابن حزم، محمّد رشيد رضا، حسن البنا، سيّد قطب !!


أقول: أمّا فيما يخصّ ابن حزم رحمه الله فهو بلا شكّ من كبار علماء المسلمين ومن نوابغهم وله جهود جبّارة في خدمة السنّة النّبوية والفقه الإسلامي ما لم يقم بعشر معشاره من يُسمّون اليوم بدعاة الصحوة والوسطية الذين تعجّ بهم الفضائيات والساحة الدّعوية كما يُقال.

فلا يُمكن بحال قياس ابن حزم الحافظ الثقة الحريص على معرفة الحقّ والعمل به وإن خالفه من في الأرض أجمعين لا يُمكن قياس من كان هذا حاله بالقرضاوي أو البوطي أو السباعي والتلمساني أو سيّد قطب وحسن البنا.
فالأوّل رفع راية السنّة والدفاع عنها وإن صدرت منه بعض الأخطاء في العقيدة وغيرها فهي مغمورة –إن شاء الله تعالى- في بحر حسناته ونسأل الله لنا وله العفو والعافية ولا يمنعُنا حبّهُ للسنّة واعتقادنا أنّه كان حريصاً على معرفة الحقّ والعمل به أن نغضّ الطّرف عن أخطائه، أبداً، بل يجب علينا توضيحها وتعريتها والردّ عليها وتحذير النّاس منها. وهذا هو عين الإنصاف والعدل.

أمّا الشيخ محمّد رشيد رضا رحمه الله فالذي يظهرُ أنّ الشيخ الألباني رحمه الله تعالى لم يطّلع على ما اطّلع عليه الشيخ مقبل بن هادي رحمه الله وقد تقرّر في علم المصطلح أنّ الجرح المفسّر مقدّم على التعديل وإن كان المعدّلون أكثر عدداً وأجلّ قدراً.

أمّا حسن البنا وسيّد قطب فهما من أئمّة البدعة والضلالة في هذا العصر
فالأوّل قبوريٌّ والثاني جمع كلّ شرّ والعياذ بالله بل اتّهمه جماعة من الإخوان أنفسهم بانتمائه إلى الماسونية الصهيونية العالمية !! وأنا اتّهمهما معاً بالماسونية لقرائن اجتمعت عندي وظهرت لي والله أعلم.

وما كنتُ أحبّ للمؤلّف أن يجمع هذين الرجلين مع ابن حزم أبداً !! فأين الثرى من الثرية ؟!

ولو كان المؤلّف منصفاً حقّاً لذكرَ آخر كلام للإمام الألباني في سيّد قطب، وهو مدوّن في تقريض الإمام الألباني رحمه الله وبخطّ يده لكتاب ((العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم)) للإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى.

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى: ((كل ما رددته على سيد قطب حق وصواب، ومنه يتبين لكل قارئ مسلم على شيء من الثقافة الإسلامية أن سيد قطب لم يكن على معرفة بالإسلام بأصوله وفروعه.
فجزاك الله خيراً أيها الأخ الربيع على قيامك بواجب البيان والكشف عن جهله وانحرافه عن الإسلام
)) وهذا يدلّك أنّ الكلام الذي نقله المؤلّف وجعله من إنصاف الشيخ لسيّد قطب كلام قديم مبنيٌّ على عدم اطّلاع الشيخ رحمه الله تعالى على الطوام التي جمعها الإمام الربيع، فلمّا اطّلع عليها قال فيه ما قال.

ويدلّك أيضاً أنّ المؤلّف يسلك سبيل المبتدعة وأهل الضلال من أهل الكتاب ممّن يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب وممّن يكتمون الحقّ وهم يعلمون !!



*******************************************

التعقيب الثامن: ذكر المؤلّف في حاشية الصفحة 27، جماعة ممّن ردّوا على سيّد قطب ذكر منهم الإمام الألباني رحمه الله والعلامة الدويش رحمه الله وسليماً الهلالي هداه الله وأغفل الجهود العظيمة التي بذلها الإمام ربيع بن هادي حفظه الله تعالى والتي لا يضاهيه فيه أحد في تعرية سيّد قطب وبيان سوء منهجه وقبيح عقيدته !! فلستُ أدري لمَ هذا التنافر بين روح المؤلّف وروح الإمام ربيع بن هادي حفظه الله تعالى ؟! مع إنّ الإمام الألباني رحمه الله تعالى قد وصف الإمام ربيعاً بأنّه حامل راية الجرح والتعديل في هذا العصر وبحقّ !

قال الإمام الألباني رحمه الله تعالى: ((وباختصار أقول: إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه، ... أما أنه لا يوازن فهذا كلام هزيل جداً لا يقوله إلا أحد رجلين: إما رجل جاهل فينبغي أن يتعلم، وإلا رجل مغرض، وهذا لا سبيل لنا عليه إلا أن ندعو الله له أن يهديه سواء الصراط)). فهذا توجيه من الإمام الألباني للمؤلّف أن يتعلّم.




*********************************


التعقيب التاسع: قال المؤلّف: ((المطلب الثامن: التّفصيل في الحكم على الجماعات)).

أقول: قد سُئل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى عن الإخوان المجرمين والتبليغ فقال: هما من الثنتين والسبعين فرقة النّارية. ونصّ السؤال والجواب كما يلي:

أحسن الله إليك، حديث النبي صلى الله عليه وسلّم في افتراق الأمم قوله: ((ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة إلا واحدة)).

فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع. وجماعة الأخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمور وعدم السمع والطاعة. هل هاتين الفرقتين تدخل...؟
فأجاب - غفر الله تعالى له وتغمده بواسع رحمته -:

تدخل في الثنتـين والسبعين، من خالف عقيدة أهل السنة دخل في الثنتين والسبعين، المراد بقوله ( أمتي ) أي: أمة الإجابة، أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعين فرقة: الناجية السليمة التي اتبعته واستقامة على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
فقال السائل: يعني: هاتين الفرقتين من ضمن الثنتين والسبعين؟
فأجاب: نعم، من ضمن الثنتين والسبعين والمرجئة وغيرهم، المرجئة والخوارج بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين، لكن داخلين في عموم الثنتين والسبعين.
((ضمن دروسه في شرح المنتقى في الطائف وهي في شريط مسجّل وهي قبل وفاته -رحمه الله- بسنتين أو أقل))

وهذا لا يعني كما فهمه المؤلّف الحكم على الأعيان ! فلك أن تقول المرجئة من الفرق النّارية وليس لك أن تقول فلان المرجئ في النّار ! وهذه عقيدة أهل السنّة السلفيين التي يعلمها –ولله الحمد- صبيانهم وذراريهم.

وما يقال في المرجئة يُقال في غيرهم، وقد سمّى النّبي صلى الله عليه وسلّم الخوارج كلاب النّار ومع ذلك امتنع عن قتل ذي الخويصرة وقال لعلّه يصلّي !!

فالحكم على الفرقة والجماعة شيء والحكم على الأفراد شيء آخر. وأمّا قول المؤلّف في حاشية ص30: ((العجب من بعض الغلاة يحكمون على كلّ من خالفهم من الفرق الضالّة بأنّه في النّار عيناً ويبغضونهم كما يبغضون الكفّار أو أكثر، ثمّ إذا مات أعدى أعداء الإسلام من حكّام أوروبا وباباواتهم يتورّعون عن الشهادة لهم بالنّار، بل ويدافعون عنهم بحماس منقطع النّظير)) اهـ

فأقول: ليت المؤلّف لم يسلك سبيل أهل الغيّ والضلال باستعمال المجملات في مواطن التفصيل ! فهلا سمّى لنا هؤلاء الغلاة حتى نحذرهم ولا ننخدع بهم !

والله تعالى يقول: قال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ)).
وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنْ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلا أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)).
وقال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاعِنُونَ إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)) !!

أمّا الشهادة لحكّام أوروبا أو للبابوات أو للكفّار بأعيانهم إذا ماتوا بأنّهم في النّار فهذا فيه تفصيل:

أمّا الكافر المعيّن الذي نعلمُ أنّه مات على الكفر يقيناً فهذا قد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه جهنّم وبئس المصير.

وأمّا الكافر الذي لا نعلمُ هل مات على ما كان عليه من كفر وشرك أو رزقه الله تعالى التوبة وهو على فراش الموت كما رزق الله الغلام اليهودي الذي عاده رسول الله صلى الله عليه وسلّم فأسلم على يديه فنقول فيهم: إن ماتوا على ما كانوا عليه من الكفر فهم في النّار وإلا فالله أعلم بحالهم.

أمّا استشهاد المؤلّف بكلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في ((المنهاج)) ومحاولة إسقاطه على جماعة الإخوان المجرمين وعلى جماعة التبليغ التي حُقّ لها أن تسمّى جماعة التبغيل فغير مسلّم. كيف وقد قال في أوّل كلامه ((أنّ الرجل العظيم في العلم والدّين ...)) فهل في جماعة الإخوان المجرمين أو في جماعة التبليغ من يوصفُ بأنّهُ عظيم في العلم والدّين ؟!! فإن كان الجواب نعم، فنطلب من المؤلّف أن يسمّي لنا واحداً منهم ويبيّن لنا عظمته في العلم والدّين ودون ذلك خرط القتاد !

****************************

التعقيب العاشر: قال المؤلّف: ((المطلب التاسع هل يكون المسلم شرّاً من اليهود والنّصارى ؟))

وجواباً على سؤاله واستفساره أقول: قد ترد على لسان بعض العلماء السلفيين عبارات فيها شدّة على المخالفين من مثل قولهم فلان من النّاس أشدّ خطراً على الإسلام من اليهود والنّصارى وهذا حقٌّ .. إذ المقصود من هذه العبارة أنّ اليهودي أو النّصراني عداءه ظاهر للعيان لا يكاد ينخدع به أحدٌ من المسلمين أمّا المبتدعُ فضرره على الإسلام عظيم إذ هو يتكلّم باسم الإسلام والسنّة ويسمّي ضلالاته وبدعه إسلاماً وسنّة فتنطلي بدعه وضلالاته على كثير من المسلمين فيتغيّر الدّين وتزول معالمه شيئاً فشيئاً ... فمن هذا الباب –لا كما فهمه المؤلّف- كان المسلم المبتدع شراً من اليهود والنّصارى. بل حتى اليهود والنّصارى إذا ما أرادوا الفتك بالمسلمين وتخريب عقائدهم فإنّهم يستعملون في ذلك أعوانهم من المسلمين أو ممّن يُظهرون الإسلام والتاريخ شاهدٌ على ذلك وما ابن سبإ والجعد بن درهم وحكّام الدولة العبيدية والبويهيون والصوفية والروافض وجمال الدّين الأفغاني والقرضاوي وغيرهم إلا شاهدٌ على ذلك.

أمّا قول المؤلّف ص32 : ((بعض الغلاة اليوم يصفون إخوانهم في الدّين المخالفين لهم في بعض المسائل الاجتهادية، فضلاً عن المبتدعين المفارقين لجماعة المسلمين بأنّهم شرٌّ من اليهود والنّصارى بإطلاق، ويعتقدون ذلك اعتقاداً يجعلهم يفضّلون اليهود والنّصارى على المسلم...)) اهـ فهو تهويل ومبالغة وغلوّ لا يمتّ للواقع بصلة، فلا يحتاج منّي إلى تعقيب.

*********************************

التعقيب الحادي عشر: قال المؤلّف بصريح العبارة في ص35: ((لا هجر للمخالفين في هذا الزمان)) !!!

ثمّ قال في الحاشية: ((الهجر من مسائل التعزير الخاضعة للمصلحة والمفسدة الواقعة والمتوقّعة، يختلف حكمه باختلاف الزمان والمكان، وباختلاف درجة ظهور الحقّ وقوّة أهله، وغلظ البدعة وخفّتها، وإظهار أهلها لها وتستّرهم بها... إلى أن قال: وفي الجزائر مثلاً لا خلاف أنّ المصلحة في هجر من يظهر التشيّع ويدعوا إليه وفي فضحه والتّحذير منه، لأنّ التشيّع فيها قليل جداً والسنّة في معناها العام ظاهرة والحمد لله ربّ العالمين.)) اهـ

فأقول: إنّ المؤلّف يقرّر أنّ الهجر من وسائل التعزير فقط وأغفل أنّ الهجر من وسائل الوقاية أيضاً !
ولذلك فقد راعى مصلحة المبتدع المهجور ولم يراعي مصلحة السنّي الهاجر !!
فكما أنّ الهجر شُرع لإصلاح المهجور وزجره عن غيّه فقد شُرع كذلك لوقاية السنّي وتحصينه من وساوس المبتدع وقديماً قيل: الصاحبُ ساحبٌ !!

فالهجر يُشرعُ لمقصدين اثنين:

فتارة يُقصدُ منه إصلاح المهجور وتأديبه وزجره. فهذا إن آتى ثماره ورجع المبتدع فبها ونعمت وأمّا إن لم يرجع المبتدع ويتوب فنحنُ نتعبّد الله بهجره ولا يضرّنا إن رجع أو لم يرجع. ((ليس عليك هداهم)).

وتارةً أخرى يُقصدُ به وقاية الهاجر من الوقوع في حبائل المبتدعة والتأثّر بهم وبمقالاتهم.

فالسلفي القوي ذو الشوكة والسلطان والمهابة والمتمكّن في العلم يهجر للمقصد الأوّل.

والسلفي الضعيف أو العامّي –كما هي حال كثير من السلفيين في الجزائر- يهجر للمقصد الثاني.

وأنا أتعجّب من المؤلّف كيف يرى المصلحة في هجر من يدعو إلى التشيّع في الجزائر ووجوب التحذير منه وفضحه ولا يرى مصلحةً في هجر من يدعو إلى التصوّف والتحذير منه وفضحه ؟! والتشيّع والتصوّف وجهان لعملة واحدة.

فهل يريدُ منّا المؤلّف أن نقول للنّاس احذروا من يقول: يا علي ويا حسين ! ونسكت على من يدعوهم إلى التبرّك والاستغاثة بسيدهم الهواري وسيدهم عبد الرحمن وسيدهم راشد ؟!

هل يريدُ منّا المؤلّف أن نعبس في وجه الشيعي ونبتسم في وجه الصوفي ؟!
أيّ دين هذا وأيّ منهج هذا الذي ينسبه هذا الرجل إلى الألباني!!

وانظر إليه كيف ذكر في حاشية (ص39) أنّ محمّد زهدي النّجار قد رجع عن الطرقية بفضل مخالطة الشيخ الألباني رحمه الله ولم يذكر عشرات النماذج ممّن كانوا على اعتقاد أهل السنّة ثمّ زاغوا وانحرفوا عن السنّة واعتقاد أهلها بسبب مخالطة أهل البدع ...

قال عبد الله بن عبّاس رضي الله عنهما: ((لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب))أخرجه الآجري في الشريعة 1/453.

وقال الإمام أبو قلابة ((لا تجالسوا أهل الأهواء فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون)).

ثمّ هل يمكن تسوية عوام السلفيين بالإمام الألباني !!

فالألباني إمام في السنّة بل مجدّد عظيم جدّد الله به الملّة في عصرنا فكيف تحثُّ الشباب العوام حديثي الاستقامة على عدم هجر أهل البدع من صوفية وإباضية وإخوان مجرمين ومخالطتهم مستدلاً بهذه القصّة عن الألباني !!

قال عمرو بن قيس الملائي رحمه الله: ((إذا رأيت الشاب أوَل ما ينشأ مع أهل السنَّة و الجماعة؛ فأرجه؛ فإذا رأيته مع أهل البدع؛ فايأس منه؛ فإن الشاب على أوَل نشوئه)).

***************************************


التعقيب الثاني عشر: قال المؤلّف: ((المطلب الثاني عشر: حكم بيع كتب المخالفين وأشرطتهم)) ثمّ قال في الحاشية: ((... فإنّ من كانت بدعته كبيرة والمصلحة في هجره متحقّقة بلا مفسدة في زمان ما ومكان ما، فإنّه لا يجوز توزيع مؤلّفاته وأشرطته، خاصّة أنّه يوجد –لا محالة- ما يغني عنها من المؤلّفات وأشرطة من هم أقرب إلى الحقّ والسنّة)) اهـ

أقول: اذهب فقد افتيت نفسك، فإذا كان عند أهل الحقّ وأهل السنّة أشرطة ومؤلّفات تغني عن أهل البدع كبيرها وصغيرها فما الحاجة إلى كتب وأشرطة هؤلاء أصلاً ؟!

ثمّ ما هو الضابط في الحكم على البدعة –عندك- أنّها كبيرة أو صغيرة ؟! ما المعيار وما المقياس الذي قست به درجة البدعة ؟! وما هو العلم الذي تفرّد به أهل البدع -في عصرنا هذا- عن أهل السنّة ؟!

وكأمثلة على الكتب التي جوّز المؤلّف نشرها: كتب الإخواني عمر سليمان الأشقر في العقيدة وكتاب (فقه الزكاة) للقرضاوي و(المواريث) للصابوني !! فدلّ هذا الصنيع من المؤلّف على أمور منها:

· أنّ هؤلاء المذكورين بدعهم صغيرة !!
· لا مصلحة في هجرهم !!
· يترتّب على هجرهم مفسدة متحقّقة !!
· ليس في مؤلّفات وأشرطة أهل السنّة ما يغني عن تلكم الكتب !!

لقد كان الحريّ بالمؤلّف وهو الذي يدندن حول المصالح والمفاسد أن يغلق باب بيع أشرطة أصحاب البدع الصغيرة –في نظره هو- ومؤلّفاتهم ويربط الشباب والنّشء بالعلماء الكبار الذين لم يُعرفوا لا بالبدع الصغيرة ولا بالبدع الكبيرة وذلك طلباً للسلامة التي لا يعدلها شيء.

أقول: لقد اضطّر السلف الصالح –حفاظاً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وجمعاً لطرقه- إلى الرواية عن أهل البدع ووضعوا لذلك شروطاً معروفة كأن لا يكونوا دعاةً إلى بدعهم وألا يكون في ما يروون ما قد يؤيّد بدعهم، وأن لا يكونوا روافض يستحلّون الكذب بل يدينون لله به !! ... وغيرها من الشروط المبثوثة في كتب المصطلح.

أمّا في عصرنا فلسنا بحاجة إلى الأخذ عن المبتدعة إطلاقاً، فالعلماء متوفّرون ولا يوجد علم من العلوم الشرعية إلا وفي السلفيين من يتقنه ويحسنه ويدرّسه، فلماذا الحيادُ عن أهل السنّة السلفيين والتذرّع بالحجج الواهية والعلل الساقطة في وقت انتشر فيه العلم وتيسّرت طرقه وسهلت سبل تحصيله ؟!



************************************



التعقيب الثالث عشر: قال المؤلّف ص44: ((المطلب الثالث عشر: حكم أخذ العلم عن أهل البدع)) ثمّ قرّر أنّ هذا الأمر يختلف باختلاف العلم المراد تحصيله: ويكأنّ أهل البدع استأثروا بعلوم ليست عند أهل السنّة ؟!

و((باختلاف البدعة التي تلبّس بها المدرّس)): ((كلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة في النّار)).

((ودعوته إليها وسكوته عنها)): الصاحبُ ساحبٌ، ((المرء على دين خليله))...

((وحال قوّة أهل السنّة وضعفهم)): السلامة لا يعدلها شيء !!

وأذكر أنّي سمعتُ العلامة أحمد النّجمي يقول لمن سأله عن حكم طلب العلم عند أهل البدع بحجّة عدم توفّر مدرّسين سلفيين فأجاب الشيخ: الجهلُ أسلمُ لك من مخالطة هؤلاء، أو كما قال. وقد تقدّم الكلام على هذه المسألة قريباً.

********************************


التّعقيب الرابع عشر: ذكر المؤلّف في (ص49) المبتدع التكفيري الإخواني عدنان عرعور وكنّاه وقال في الحاشية: ((الشيخ عدنان عرعور من أقدم تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله، قال الألباني رداً على من يطعنُ فيه ...)) ثمّ قال: ((وله أيضاً تزكية بخطّ الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى نصّ فيها على أنّه من أهل السنّة والجماعة، وأشرطته ومؤلّفاته تدلّ بكلّ وضوح على استقامة منهجه.)) اهـ ثمّ نقل بعد ذلك تزكيةً أخرى من محمّد عيد عباسي.

أقول: هذا الصنيع من المؤلّف يدلّ بوضوح على جهله أو تجاهله لأصل عظيم في علم الجرح والتعديل وهو أنّ الجرح المفسّر مقدّم على التعديل.

فنحنُ لا ننكر أنّ الإمام الألباني ومثله الإمام ابن باز قد صدرت منهما تزكية لعدنان عرعور ولكن نحنُ نعلم أيضاً أنّ الإمام ابن عثيمين والإمام ربيع والإمام الفوزان والعلامة العبّاد والعلامة النّجمي والعلامة عبيد الجابري والعلامة السحيمي وغيرهم من أهل العلم الكبار وطلبة العلم الكبار قد جرّحوه وبدّعوه وحذّروا منه.

فاجتمع عندنا أمران متضادّان: شهادة للرجّل بأنّه من أهل السنّة وشهادة له أيضاً بأنّه من أهل البدعة ! فماذا نصنع ؟! ننظر في الشهادة الأولى وعلى أيّ أساس قامت، وننظر في الثانية كذلك، فأينما وجدنا الحجّة أقوى أو زيادة علم أخذنا بها وطرحنا الشهادة الأخرى وحفظنا كرامة مدليها. وهذا من تمام العدل والإنصاف للمخالفين وهو الأصل الذي يدندنُ حوله المؤلّف وغيره من المبتدعة دون معرفة أو مع تعمّد إغفال هذه الطريقة السلفية الحكيمة.

فإذا قلنا للنّاس إنّ ((محمّد حسّان)) مبتدعٌ وكذا ((الحويني وسفر الحوالي وسلمان العودة وعائض القرني وعمر عبد الكافي والزنداني)) وغيرهم من أهل الأهواء قامت علينا الدنيا بحجّة أنّ فلاناً من العلماء قد زكّاهم أو بعضهم ! فهنا وضع سلفنا الصالح –بعد استقراء للسنّة- قاعدة: الجرح المفسّر مقدّم على التعديل ... وهي قاعدة عظيمة تحفظ لنا ديننا وتبقيه في معزل من تلاعب المتلاعبين، وصدق من قال: لولا أصحاب المحابر لخطبت الزنادقة على المنابر، أو كما قال.

وما كان يخشاهُ هذا القائل قد وقع في عصرنا وللأسف، فقد خطبت الزنادقة على المنابر ودرّسوا في الجامعات والمعاهد والكليّات، وما هذا إلا بسبب البعد علن قواعد سلفنا الصالح رضوان الله عليهم ومن بينهم قاعدة تقديم الجرح المفسّر على التعديل.

*************************************

التعقيب الخامس عشر: أشاد المؤلّف في (ص53) برسالة الشيخ بكر أبو زيد (تصنيف النّاس بين الظنّ واليقين) وهذه الرسالة من السوء بمكان وقد ردّ عليها أهل العلم الأكابر ومن بينهم فضيلة الشيخ عبد السلام البرجس رحمه الله تعالى في محاضرته ((الردّ العلمي على منكري التصنيف)) وقد وضّح الشيخ في ردّه أنّ الشيخ بكراً قد وقع فيما أنكره على السلفيين من حيث لا يشعر، فقد ردّ على الصابوني وأغلظ عليه، وردّ على أبي غدّة الكوثري وأغلظ عليه، فما الفرق بين ما قام به هو مع من ردّ عليهم وبين ما قام به الإمام الربيع مع سيّد قطب ؟! لا فرق على الإطلاق ... ما دام الدّافع للردّ على هؤلاء هو حماية السنّة الغرّاء من تلبيس الجّهلاء. بل إنّ الصابوني على ما فيه من أشعرية وإخوانية خيرٌ بكثير من سيّد قطب وبينهما مراحل عديدة !! فالأوّل يتكلّم على طريقة علماء الأشعرية وبقواعد واضحة وهي وإن كامنت باطلة إلا أنّه قد سُبق إليها وقال بها من هم قبله وأكبر منه.

أمّا سيّد قطب فلا أعلم من سبقه إلى تسمية القرآن بالموسيقى ووصف آياته بذلك ووصف سوره بالمسرحيات وطعنه في نبيّ الله موسى ونبيّ الله داود عليهما السلام !!!

فلو كان المؤلّف –أي حاج عيسى- منصفاً لذكر ردّ الشيخ البرجس على رسالة التصنيف ولكن كما قيل: أهل البدع يذكرون ما لهم دون ما عليهم، وهذا شغلهم وهذه أبرز معالمهم نسأل الله العافية.

أمّا عن رسالة الشيخ عبد المحسن العبّاد –حفظه الله تعالى- فعنوانها يدلّ على مضمونها فهي دعوة للرّفق بين أهل السنّة بعضهم ببعض فلا يدخلُ في أهل السنّة هاهنا الإخوان المجرمون بجميع طبقاتهم ودعاتهم ولا السروريون بجميع طبقاتهم ودعاتهم ولا التبليغيون بجميع طبقاتهم ودعاتهم وقد صرّح هو بذلك حفظه الله تعالى في مقدّمة الطبعة الثانية لرسالة ((رفقاً أهل السنّة بأهل السنّة)) وكما لا يدخلُ في مضمون الرسالة شيخك العرعور ! بدليل أنّ العلامّة العبّاد قد ردّ عليه وحذّر منه ونهى عن أخذ العلم عنه، وهذا معلوم ومشهور.

**********************************

التعقيب السادس عشر: أنكر المؤلّف كون الأصل في النّاس الجهالة وجعل هذا الحكم من الغلوّ ومن أصول أهل الغلوّ الذين شبّههم بالتكفيريين !!

أقول: أوّلاً: لقد كتب الشيخ خالد بن قاسم الردّادي رسالة بعنوان: ((الأصل في النّاس الجهالة لا العدالة)) وحشد فيها الكثير من الأدلّة التي تؤكّد هذا الأصل فليراجعها المؤلّف لعلّه ينتفعُ بها.

ثانياً: إنّي أطلب من المؤلّف بما أنّه تعرّض لذكر التكفيريين أن يتحلّى ببعض الجرأة والشجاعة ويعلن اعتقاده الصريح من كلّ من:

· سيّد قطب بصفته إمام التكفيريين.
· أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وتنظيم القاعدة عموماً.
· علي بن حاج وعبّاسي مدني.
· الجبهة الإسلامية للإنقاذ بجميع رؤوسها وأذنابها.

هذا آخر ما كنتُ كتبتهُ تعقيباً على رسالة محمّد حاج عيسى الجزائري وهي كما ترون تعقيبات تحتاج إلى مزيد توضيح وبيان ودقّة وعذري في خروجها إلى الشبكة بهذا الشكل استعجالي في مؤازرة إخواني في الشبكة في الردّ على الأصول التمييعية عند هذا الرجل وغيره، فلو كان في العمر بقيّة فسأراجع هذه التعقيبات وأنقّحها بإذن الله تعالى ومشيئته.

أخوكم .

رد مع اقتباس