عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30 Aug 2015, 12:30 PM
مصباح قريدي مصباح قريدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 35
افتراضي تراجع الشيخين الألباني ومقبل عن تصحيح حديث: "إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار"

بسملة 1
أما بعد:
فإن العالم قد يفتي بفتوى ثم يظهر له خلاف ما أفتى به، فيرجع إلى ما ظهر له من الحق، وقد يصحح المحدث حديثا ثم يظهر له ضعفه، فيرجع إلى تضعيفه، وهذا الأمر يعرفه الخاص والعام، لكن المجهول هو التراجع في حد ذاته، ومن هذا القبيل حديث "إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ". فإنه من الأحاديث التي كان يصححها الشيخ الألباني والشيخ مقبل بن هادي الوادعي ثم تراجعا عن تصحيحه، إلا أن كثيرا من إخواننا لا يزالون يستدلون بتصحيحهما، وقد سمعت أحد إخواننا يستدل به في خطبه أكثر من مرة وينسبه إلى الصحة اعتمادا على تصحيح الشيخ الألباني في الجامع الصحيح، لذا أردت أن أنقل كلام الشيخين في تضعيفه.
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة[328/5]: "2304 -" إن الله يبغض كل جعظري جواظ، سخاب في الأسواق، جيفة بالليل، حمار بالنهار، عالم بأمر الدنيا، جاهل بأمر الآخرة ".ضعيف، رواه ابن حبان في " صحيحه " (72 - الإحسان) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن يوسف السلمي: أنبأنا عبد الرزاق: أنبأنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:..فذكره.
قلت: وهذا سند صحيح، رجاله كلهم ثقات معروفون من رجال مسلم؛ غير شيخ ابن حبان أحمد بن الحسن، وهو أبو حامد النيسابوري المعروف بابن الشرقي؛ قال الخطيب (4/426 - 427) : " وكان ثقة ثبتا متقنا حافظا ".
وتابعه أبو بكر القطان: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي به. أخرجه البيهقي(10/194) .
ثم تبين أنه منقطع بين سعيد وأبي هريرة كما تقدم في الحديث الذي قبله، فراجعه، وقد كان في " الصحيحة " أيضا (195) .
وقال العراقي في " تخريج الإحياء " (2/44) : " رواه أبو بكر بن لال في " مكارم الأخلاق " من حديث أبي هريرة بسند ضعيف".
وقد وجدت له طريقا أخرى، إلا أنها واهية جدا، فلا يستشهد بها، أخرجه الأصبهاني في " الترغيب والترهيب " (ق 200/2) من طريق محمد بن عبد الله بن إبراهيم بسنده عن عبد الله بن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة به.
قلت: والمقبري هذا متروك، وابن إبراهيم هو الأشناني؛ قال الخطيب في "
التاريخ " (5/439) : " روى عن الثقات أحاديث باطلة، وكان كذابا يضع الحديث. قال الدارقطني: كذاب، دجال ".
لكنه تابعه ثقة عند أبي الشيخ في " الأمثال "، فالآفة من المقبري، والله أعلم.
قلت: وما أشد انطباق هذا الحديث - على ضعفه - على هؤلاء الكفار الذين لا يهتمون لآخرتهم، مع علمهم بأمور دنياهم، كما قال تعالى فيهم: "يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا، وهم عن الآخرة هم غافلون " ولبعض المسلمين نصيب كبير من هذا الوصف، الذين يقضون نهارهم في التجول في الأسواق والصياح فيها، ويضيعون عليهم الفرائض والصلوات {فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراؤن ويمنعون الماعون}.ا.هــ
وقال الشيخ مقبل في أحاديث معلة ظاهرها الصحة، ص 413: "435- قال ابن حبان رحمه الله (485) : أخبرنا أحمد بن محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا عبد الله بن سعيد بن أبي هند عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ: (إن الله يبغض كل جعظري جواظ سخاب بالأسواق جيفة بالليل حمار بالنهار عالم بأمر الدنيا جاهل بأمر الأخرة)

هذا الحديث كثيراً ما حدثنا به، وذلك لأن رجاله كلهم ثقات، ولكن أبا حاتم يقول: سعيد بن أبي هند لم يلق أبا هريرة كما في "المراسيل" ونقل هذا الحافظ العلائي في "جامع التحصيل" مقراً له."ا.هـ
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

رد مع اقتباس