عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 28 Jan 2019, 05:54 PM
مصطفى قالية مصطفى قالية غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 26
افتراضي


لا تزال الدنيا بخير ما بقي فيها علماء ربانيون يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ينصحون المخالفين، ويذكرون الغافلين.
ولا يزال الناس بخير ما داموا لعلمائهم موقرين، ولنصائحهم متبعين.
فالخير كل الخير في توقير ورثة الأنبياء والأخذ بتوجيهاتهم، وفي دوام الصلة والتواصل بين الناس وبين علمائهم.
كما أن الشر كل الشر في انقطاع الصلة بين الناس وبين علمائهم، سواء بموت العلماء أو بتغييبهم وتنفير الناس عنهم..
وهذا من سنن الله الجارية قال سبحانه وتعالى: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا ).. ومما ذكر في تفسير هذه الآية أن نقصانها بموت العلماء..
وفي صحيح البخاري من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما مرفوعا: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بموت العلماء، حتى إذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا).
وفيه من حديث أنس رضي الله عنه: (لا يأتي عليكم زَمانٌ إلا الذي بعدَه شرٌّ منه، حتى تَلقَوا ربَّكم).
وقد فسر هذا ابن مسعود رضي الله عنه بموت العلماء.
وهذا هو الواقع فإنه كلما تقدم الزمان وتأخر عهد النبوة قل العلم وكثر الجهل..
ومن العلماء الربانيين الذين أبقاهم الله لساعتنا هذه - نسأل الله أن يطيل أعمارهم ويحسن أعمالهم - هذا الإمام ربيع بن هادي.. فلا يزال حفظه الله ورعاه باذلا أوقاته في النصح والتعليم.. وها هي نصيحته هذه الأخيرة خير دليل على حرصه وشفقته على هذه الدعوة السلفية المباركة التي جنى عليها بعض من انتسب إليها..
فيا سعادة من استمع لنصائحه استماع من يريد الحق وينشده..
ويا خيبة من أعرض عنها مكابرا ومعارضا وكأنه المعصوم الذي لا يتصور لمثله الخطأ فكيف ينصح! ولذا ترى بعضهم يرد النصيحة قبل ورودها أصلا!! يا هذا أقل شيء استمع لها وانظر ما فيها ثم احكم.. أو أنك جاوزت القنطرة فلا تقول إلا الحق ولا تفعل إلا الصواب!
وإن تعجب من هذا فأعجب منه من يردها بدعوى تزويرها ثم تراه يقدم درسا في المخطوطات! وهو يعلم أن الشيخ ربيعا صدر منه بصوته وبطرق يقينية مثل هذه النصيحة بل أشد منها... فلا تحاول يا مسكين إيهام الناس أنك تأخذ بنصيحته إن تأكدت من ثبوتها فقط...
والله ما لنا إلا أن نقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به أمثال هؤلاء..


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن مصطفى الحراشي ; 29 Jan 2019 الساعة 03:35 PM
رد مع اقتباس