عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 03 Sep 2017, 01:14 AM
أبو عمر محمد أبو عمر محمد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2015
المشاركات: 176
افتراضي

جزاكم الله خيرا و بارك فيكم إخواني (فتحي و ماحي و أحمد) سررتُ بمروركم و تعليقكم

و أمّا أخي أحمد فبارك الله فيك على ما نقلت و أفدت.
و جوابا على ما تفضلت به أقول -مذاكرة و طمعا في إفاداتك - :

عند النظر إلى الآية استقلالا من غير إلتفاتٍ إلى محاولة استغلال المعتزلة لها لنصرة مذهبهم فإنّها قد تحتمل أوجهاً باديَ الرأي لكن عند التدقيق و التحقيق يظهر بطلان قول من قال أنّ " ما " موصولة في محل نصب لمفعول "يختار" ، و ليس ذا بكلامي و لستُ أهلاً لأصحح أو أرجح لكنّي في هذا مجرد ناقلٍ لكلام المحققين ، فهذا ابن القيم رحمه الله المحقق اللغويّ المفسر أبطل ذلك القول من ستة أوجه ما بين أوجه لغوية و أخرى يراعى فيها معنى الآية و السياق ذكرها في (الزاد ص11/12 ط.الرسالة) و له كلامٌ آخر مختصر في (شفاء العليل ص143 ط.ابن حزم) كما ضعفه غيره و اقتصرت عليه لأنّه أكثر من وجدته بسط القول في رد هذا الوجه ، فإذا تبيّن هذا فالعبرة إذن في جواز الوجه من عدمه هو الحجة المعتبرة و قد بسطها ابن القيم رحمه الله في الزاد كما تقدم.

فإذا انضاف إلى هذا استغلال أولئك المبتدعة من المعتزلة لهذا الوجه الضعيف جدا حتى اشتهر أنّ ترك الوقف مذهبهم ، فلا جرم حينئذ في مراعاة هذا الاشتهار و نسبته إليهم.

كيف و قد اشتهر أن الوقف مذهب أهل السنة و نص عليه جماعة كأبي جعفر النحاس و غيره كما نقل السمين الحلبي و غيره ؟
فالوقف قد صار من علامة أهل السنة لإطباقهم عليه و إن كان فيه من رأى غير ذلك مجتهدا مع التنبيه أنّه لم يرد به قول المعتزلة
و ترك الوقف صار من عل
امات المعتزلة و إن كان قد وُجد فيهم من لا يرتضي ذلك


و ليس في مصطلحات أهل الوقف و الابتداء : وقف أهل السنة و وقف المبتدعة
لكن هي وقوف اشتهر عند الناس إطباق أهل السنة عليها و تاركها إنما تركها لمذهبه الفاسد تحميلا للكلام ما لا يحتمل و هذا المثال المذكور في المقال له نظير في قوله تعالى :" و جعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة و رحمة و رهبانية ابتدعوها ..الآية " عند الوقف على قوله: " رحمة " حيث قيل و اشتهر أنه إعراب المعتزلة!.
هذا الذي فهمته و قصدته في المقال و الله أعلم


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عمر محمد ; 03 Sep 2017 الساعة 01:43 AM
رد مع اقتباس