عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01 Apr 2018, 12:57 AM
عماد معوش عماد معوش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2013
المشاركات: 92
افتراضي هذه بضاعتكم ردت إليكم

بسم الله الرحمن الرحيم


(هذه بضاعتكم وردت إليكم)
إحقاقا للحق
وكشفا للتلبيس
وإبطالا للباطل



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد:

فإن الناظر فيما يجري اليوم في بلدنا الحبيب الجزائر يعلم علم اليقين أن هذا الواقع فتنة هوجاء، [باعتبار ما يحصل فيها من تلبيس، وتدليس، وإلباس الحق بالباطل، وكتمان الحق، وطعن في العلماء السلفيين، وتصدر الأحداث، وغير ذلك مما جعل الأمر ملتبسا ومشتبها عند بعض الناس، وإلا فإن الفتنة قد زالت غشاوتها، واتضح فيها الحق، وتبين السبيل، وظهرت الحجة وبانت المحجة] وإن أنكر ذلك بعض من أنكر، فإن ألسنتهم تأبى إلا أن تغرف بما في قلوبهم [فيطعنون في علمائنا السلفيين بالتصريح والتلميح وهم يشعرون.
بل يتكلف أحدهم لإثبات أن ما يحدث فتنة ويخطئ من نفى ذلك، ثم يقول في آخر ما كتب: ”فإن صمتكم في هذا الوقت بالذات هو خذلان للحق وأهله، وقد ظهر الحق جليا، واتضح سبيله لمن بصره الله”، وهذا اضطراب واضح].

هذا؛ وإن الفتن لا تأتي إلا متزينة مبهرجة، ولهذا روي عن بعض السلف قولهم كما في "حلية الأولياء" (6 /107): (إن الفتنة إذا أقبلت تشبهت، وإذا أدبرت تبينت).

ولما كان من شأن الفتن أن يشتبه فيها الحق بالباطل، بل إنه (لا ينفق الباطل في الوجود إلا بشوب من الحق) "مجموع الفتاوى" (35 /190)، كان لزاما على المسلم أن يتريث ويتأنى، وأن يتثبت ويتبصر، فإذا ظهر له الحق [كما نعتقد ظهوره عندنا] وجب عليه أن ينصره بعلم وعدل [ومحاولة حمل الناس على قول فلان بعينه والتعصب له، حيث إن من لم يأخذ بقوله يعتبر طاعنا فيه فهذا ليس فيه علم ولا عدل]، لئلا يترتب على نصرته منكر أعظم [كإسقاط العلماء السلفيين الكبار الذين شابت لحاهم في السنة...]


وهذا الذي سعى إليه ثلة من المشايخ وطلبة العلم [على رأسهم شيخ الجميع في بلدنا محمد علي فركوس، وعندهم في ذلك أدلة وشهادات موثقة بالصوت والصورة]، وقد كانت -والله- مساعيهم في جمع الكلمة ورأب الصدع وتأليف القلوب عظيمة وصادقة، قبل أن تظهر على الساحة اتصالا خفية [من ببعض الصغار لتشويه صورة الكبار عند العلماء] زادت في إضرام نار الفتنة، رغم تنازلهم حفظهم الله عن الحقوق الشخصية وكثرة الإذايات المعنوية.

وسعى كذلك علماء السنة الأمناء في تثبيت هذه المعاني الجليلة، والنصح في شفقة ورحمة [بالاجتماع على الحق وفي الحق] من أمثال الشيخ العلامة ربيع بن هادي والشيخ العلامة عبيد بن عبد الله الجابري والشيخ الكبير عبد الرحمن بن صالح محيي الدين، فرحب بنصائحهم العقلاء واحتفوا بها أيما احتفاء، فجزاهم الله خير الجزاء وأوفاه، أما أصحاب الدعاية إلى إسقاط [الكبار] والتشهير بإخوانهم الدعاة وطلبة العلم [ولو بسرقة الوثائق الخاصة من مكان حرزها -الهواتف الخاصة-] فما كان منهم تجاهها إلا الرفض لها والإعراض عنها [والتظاهر بقبولها وشكرها دون تطبيقها] بل التأويل البعيد لتلك النصائح والتمويه، على مضامنها.
[وقد بين عدم قبولهم الحق والرجوع إليه لشواهد الحال وقرائن المحل الشيخ الكبير الذي له تجربة طويلة مع مختلف طبقات المخالفين؛ العلامة] الدكتور محمد بن هادي المدخلي، كما هو مسجل بصوته في مكالمة مع [الشيخ] لزهر سنسقرة [وهي مسروقة من هاتف خاص! ولا أدري هل السرقة وإجازتها تعتبر من قواعد النقد العلمي الذي يتبجحون به!]، وقبلها تلك الورقة التي كتبها [يذكر فيها رؤوس الدعوة السلفية عندنا] الشيخ محمد علي فركوس، [والشيخين] عبد المجيد جمعة ولزهر سنيقرة [ولم يحصر الدعاة في هؤلاء الثلاثة كما يدعيه ويلبس الملبسون، وإنما ذكر هؤلاء لأنهم هم الذين قاموا لبيان إنحراف منهج الجماعة، ثم إن الشيخ ربيعا والشيخ عبيدا والشيخ محيي الدين ذكروا أسماء بعضهم؛ وبعضهم زاد: (ومن معهم)؛ ولم يقل أحد أنهم حصروا الدعاة السلفيين في هؤلاء فقط! فإنما ذكر الجميع من ذكر لأنهم أطراف في النزاع، ولا يفهم خلاف هذا إلا صاحب التشفي والتشهي.
ثم لم ينفرد العلامة محمد بن هادي بتزكية هؤلاء المشايخ والشهادة لهم بصحة المنهج فقد زكاهم في هذه النازلة الشيخ سليمان الرحيلي والشيخ طلعت زهران وغيرهم، حتى صار أحدهم يترجى أحد المشايخ أن ينظر مرة أخرى في تزكيته!! فلماذا لا تصفون هؤلاء بالمفرقين والإقصائيين وبالمنصبين وغير ذلك من التهم الجائرة، ولا يجوز التفريق بين الممتثلات كما قرره صاحبكم].


ونحن إذ نكتب هذا البيان نود إيضاح بعض الأمور والتبرؤ من بعض التهم السافرة التي طالت أعراض الأبرياء ويكون ذلك على محاور:

الأول: أن هذا التصرف والتدخل [من طرف الصغار] ليس في محله، بل هو مسيء للدعوة وممزق لشمل الدعاة [والإخوة السلفيين]، وهو مخالف لما أمر الله به في كتابه [{وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}] فقد كان اللائق بمثلهم [أن يعرفوا قدر أنفسهم ومنزلتهم ويتركوا الأمر بين أصحاب النزاع؛ يرد كل طرف على حجة الطرف الآخر ويذكر كل طرف دليله، والناس يحكمون ويتبعون ما يرونه حقا]، وما انتقد من المخالفات [فإنه مما] يوجب الإفتراق [إذ لا يجتمع الحق مع الباطل أبدا، وليس كما قيل من أنها] خلافات لا تعدو أن تكون في أصلها اختلافا في وجهات النظر والتقدير للأمور والمآلات، وأما ما روج له من المطاعن الجائرة ومنها [إلصاق تهمة الطعن في العلماء بظهر الشيخ فركوس، واتهامه هو وإخوانه بالسير على خطى فالح والحدادية وركوب منهج الخوارج، واتهام غيره بأن له نفس حركي، ويحن إلى داعش وغيرها] فهي تهم لا أساس لها من الصحة، [ونطلب من أصحابها بإثبات صحة كلامهم بالحجج والبراهين، ونحن في انتظارها...
ثم لا أدري لما يريدون التنصل من الطعن في الشيخ فركوس وهذا ثابت عليهم، بل ويطعون صراحة فيمن يتبنى موقف الشيخ ولا يواجهون الشيخ بذلك!].


الثاني: أنه كان على الدعاة الذين [رفعوا عصى الفرقة] أن يتبرأوا من [هذا التعصب للهوى] ومن هذا الأز على عدم الاجتماع [على الحق، والتراجع عن الأخطاء]، وقد عهد من أهل العلم الأولين واللاحقين تواضعهم وعدم حصر الحق في أشخاصهم [مع أن هذا ليس على إطلاقه، فقد حصر الإمام أحمد الحق في شخصه وهجر كل من خالفه في فتنة خلق القرآن ومنهم علماء أجلة]، فهذا الإمام مالك -رحمه الله- لما أراد أبو جعفر المنصور أن يلزم الناس بالأخذ بموطئه [في الأحكام الفقهية لا العقدية والمنهجية، وكأن الشيخ فركوس أراد أن يحمل الناس على فتاويه! كفاكم تلبيسا] أبى ذلك ونهاه عنه، وليس يعلم إمام من الأئمة الذين لهم لسان صدق في الأمة إلا وهو ينهى الناس عن التعصب له وتقليده من غير حجة [فلماذا تريدون أن تحملوا الناس على رأي فلان دون غيره؟!]، وبهذا جاءنا دين الإسلام وشهد وحي السماء.

الثالث: على إخواننا -خاصة الشباب- أن لا ينجروا وراء الدعايات [التي يروج لها الصغار] والتي تفرق ولا تجمع وتشتت ولا تلم، وأن يلتزموا الحق الذي جاء به الكتاب والسنة [ويعرفوا قدر جميع علمائهم ولا يطعنوا في أحد منهم] على ما فهمه سلف هذه الأمة الصالحين، وأن ينبذوا التعصب للأشخاص على حساب الحق، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة ولا عصمة إلا للأنبياء -عليهم السلام- وكل هذا مقرر في كتب العقيدة الصحيحة.

ونذكر الجميع بأن الذي دفع الخوارج إلى حمل السلاح على الأمة هو تعصبهم لمشايخهم، وتقليدهم لأقوالهم، ووافق ذلك هوى في النفوس، وعاطفة مستحكمة في قلوبهم، فالحذر الحذر، فالخطب خطير والمصاب جلل.

الرابع: إن نصرتنا لمن ظلم وأريد [إسقاطه] من مشايخنا وإخواننا ليست إلا إلتزاما بتعاليم النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال كما في "صحيح البخاري" (6952): (انصر أخاك ظالما أو مظلوما)، وفي الصحيحين؛ "البخاري (6964)، و"مسلم" (2564) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله)، ومعنى لا يخذله: [أن] ينصره في موضع يحتاج فيه إلى النصرة، وفي التنزيل الحكيم: {إن تنصروا الله ينصركم}، ومن نصرة الله نصرة عباده الصالحين من ورثة الأنبياء الداعين إليه على منهج النبوة، فنصرتهم نصرة للشرع لأنهم حماته والقائمين به بحق.

الخامس: إن نصرتنا للمشايخ لم تكن بإيعاز منهم وتجنيد بل على هذا تربينا، وعرفنا به -من قبل- [ولله الحمد، حتى نسبنا المخذلون في ذلك الوقت إلى التشغيب والتهور...]، ومن ادعى غير ذلك فليأت ببرهان، بل إننا وجدنا من المشايخ من الأمر بالصبر والحلم والأناة ما زادنا إجلالا لهم وعرفانا بمكانتهم وثباتهم.

السادس: أن المشايخ وطلبة العلم لم يطعنوا في [أحد من مشايخ السنة على خلاف ما فعل غيرهم وآخر من طعن فيه بأبشع الأوصاف الشيخ الجليل الوقور: حسن آيت علجت، وكذلك الشيخ محمد بن هادي وتكالبهم من جميع أطراف العالم بأمر من كبيرهم...]، فهم يعرفون لهم منذ القديم منزلتهم ومكانتهم، وأما مزاعم البعض أنهم طعنوا في [الشيخ ربيع وغيره] وقللوا من شأنه فمحض كذب وافتراء، وغاية ما في الأمر أنهم صرحوا أن الشيخ [ربيعا حفظه الله وغيره] كغيرهم من المشايخ يصيبون ويخطئون ويؤخذ من قولهم ويرد، وأعملوا معه ومع غيره منهج أهل السنة في التعامل مع أخطاء المشايخ، وهو بيان خطأ من أخطأ منهم [خاصة إن كان البيان من عالم مجتهد وشهد له العلماء ببلوغ مرتبة الإجتهاد]، لأنه واجب شرعي، وهم -بفضل الله- ثابتون على هذا.

السابع: نوجه نصيحة لإخواننا من طلبة العلم والدعاة ممن التزم الصمت ونأى بنفسه أن يخوض في هذه القضايا الأخيرة، ونقول لهم:
اتقوا الله في هذه الدعوة، اتقوا الله فيمن يقتدون بكم، اتقوا الله فإن صمتكم في هذا الوقت بالذات هو خذلان للحق، وأهله، وقد ظهر الحق جليا، واتضح سبيله لمن بصره الله، وليست أعراضكم بأشرف من أعراض إخوانكم.
[ونقول لمن أعثى فسادا في هذا الأمر: اتقوا الله تعالى في أنفسكم وفي هذه الدعوة وشيوخها، ولا تألبوا الشباب والدعاة على مشايخهم وعلمائهم، وستكتب شهادتكم وتسألون].

الثامن: نؤكد أننا على نصائح العلماء الكبار وتوجيهاتهم القائمة على منهح أهل السنة والجماعة كالشيخ العلامة ربيع والشيخ العلامة عبيد الجابري [والشيخ العلامة محمد بن هادي] والشيخ الكبير عبد الرحمن بن صالح محيي الدين والشيخ عبد الله البخاري وأننا لا نقبل الجرح في السلفيين بغير حق سواء كان في الجزائر أو في غيرها من البلدان، لأن هذه الطريقة -وهي الطعن في الأبرياء بغير حجة [وإلصاق التهم الفضيعة بهم ومحاولة إسقاط الكبار الذين عرفوا خباياهم]- قد أضعفت الدعوة وسلطت عليها من ليس من أهلها، وأشمتت فينا الأعداء، وهو مناقض لمنهج السلف القائم على الاتباع لا على التقليد.

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



عماد أبو قيس البجائي.
ليلة الأحد 15 رجب 1439.

“محضرة سبويه” -موريتانيا.

رد مع اقتباس