عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 20 Oct 2018, 10:07 PM
وليد ساسان وليد ساسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2018
المشاركات: 77
افتراضي

نسأل الله تعالى أن يُتم لكم عملكم على أكمل وجه وأن ينفع به القارئ الكريم، وأن يكون سببا لرد هيبة العلم والحق التي أضاعها جيلنا المفرغ،
فإن الناس في حياتهم بين غلو في الصالحين وجفاء، ولقد أخذ الجفاء حصته فيمن مضى على أتم وجه ، وإن الدولة اليوم هي دولة الغلو والتقديس، وقد أعان على تثبيتها في دهن النشئ أشياء كثيرة منها: قلة الوازع، وصعوبة الطريق، وانعدام التجربة، وامتناع المتبوع وتخفيه؛ مما يزيد في تعظيمه وتفخيمه ؛ ولابن القيم كلام جميل في الأثر المشهور "أزهد الناس في العالم ذووه" ومما ذكره في سبب ذلك أن أهله يرونه على كل حال وطلابه لايرونه إلا صورته التي يأتيهم عليها.
ولا شك أن الامتناع المطلق فيه نظر، كما أن تمكين النفس من كل الخلق فيه نظر كذلك.
وتختلف قوة هذا وضعفه، باختلاف الناس علما وأدبا وإنصافا،
ولاسيما إذا انضم إلى هذا كله أن القوم حديثو عهد بصوفية في البلد؛ فهي منبع الغلو في الأئمة الصالحين ، ومصدر إلغاء العقل والفكر في الدين،
ألم تكن الأمة الإسلامية في أعلى مراتبها يوم فتح باب النقد والرد العلمي المتين، فألفت فيه الكتب ونشر العلم وظهر الخير.
وليس هناك في الوجود شيئ وصل إلى الهرم، إلا وروح المنافسة رائده، وباب النقد قائده،
ولنمثل بما شئنا مما هو أمامنا من مركوب أو ملبوس أو مصنوع، أو علم عقل أو أبدان، بل حتى في عالم الرياضات باختلاف أنواعها، ما قامت إلا على بابها،
وأظهر مراتب التنافس هي النقد والاجتهاد ،وطلب الأكمل والأمثل والأحسن للفرد والمجتمع،
فإن كان طلب الأكمل في الكماليات مطلوبا،
فالحفاظ على هذا الكامل والأبقاء على كماله أولى، وحياطته عما يشوهه عين الخير والحق،
ولقد عيينا أن نرى مردودا عليه سعيدا بمن أهداه خطأه .

والله حسبنا وهو كافينا وحافظنا.

وليد ساسان

رد مع اقتباس