[نسيم منصري]

تفريغ للمقطع

وأحب أن أصدر هذا اللقاء الذي أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعله مباركًا على وعليكم بوصية جميلة جاءت مروية في كثير من دواوين أئمة اﻹسﻼم ، ومنها في مقدمة الصحيح اﻹمام مسلم باب اﻹسناد من الدين قال– رحمه الله :– "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم " هذه الوصية الماتعة النافعة مصداقها حديث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – )) الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ (( الحديث مروي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أخرجه أحمد وأبو داود وغيرهما وهو حسن لغيره بضميمة هذه الوصية إلى مصداقها من حديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتحصل وجوب الحذر من صنفين تصدرا ميدان العلم والدعوة .

أحدهما : جاهل ليس عنده من علم الشرع ما يؤهله إلى أن يتكلم في
مفردات اﻷمور فكيف بالنوازل العامة والقضايا التى تحدث في الساحة
العامة فتجد أن تخصصه إما رياضيات أو كيمياء أو طب أو غيرها من
التخصصات البعيدة بعدًا كليًا عن العلم الشرعي ومع هذا يُشار إليه بالبنان لماذا؟ ﻷنه يجيد حبك العبارات وزخرفة القول وقد يحفظ ما يحفظ من القرآن أو أحاديث رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أو شعرًا أو بعض الآثار ولكن هذا ﻻ يؤهله إلى أن يتحدث في أمور المسلمين فيجب الحذر منه وعدم الركون إليه بل يجب على من كان حازمًا في أمره ناصحًا لنفسه أﻻ يعول على هؤﻻء وأن يعمد إلى علماء الشرع .

الثاني: عنده علم وقد يكون غزيرًا من علم الشرع في الحديث أو الفقه أو غيرهما من علوم الشرع التى تؤهل المرء إلى أن يتحدث في المفردات والنوازل التى تحدث في الساحة وعنده ما يؤهله إلى أن يعلم الناس لكنه منحرف صاحب هوى ماكر يلوي النصوص ليًا حتى يطوعها لما يهواه، يحكم العقل ويجعل النصوص تابعة له فيجب عليكم معاشر المسلمين الحذر من هذا وذاك ﻷن كل منهما آلة إفساد وأداة هدم، إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم والحديث )) الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ (( يعني من يصحب ويأخذ عنه العلم ويطلب عليه الفقه في دين الله– جل وعﻼ