عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03 Jan 2017, 11:58 AM
أبو أحمد مراد شابي أبو أحمد مراد شابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 75
افتراضي

[.......َإِنَّ السَّعِيدَ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ..!؟ "

نقول لمن يُخربون بلدهم بحجة غلاء الأسعار وهم يأكلون من كل الخيرات والثمرات بكل أنواعها واشكالها ويلبسون من كل أنواع المنسوجات ويركبون افخر المراكب، وينعمون بالامن والإسقرار في صورة عِيشة ربما لم تكن حتى في عهد عمر بن عبد العزيز رحمه الله !

نقول لهم....إن لكم في إخوانكم في كثير من بلاد الاسلام عبرة.! وماسوريا وليبيا عنكم ببعيد .!

نقول لهم إن تخربوا بلدكم اليوم لاجل غلاء أسعار السلع.....نخشى أن تصبح تلك السلع يوما ما، تأتيكم بالمجّان ...ولكن إلى مخيمات اللاّجئين .!

أيها الجزائريون إتقوا الله في بلدكم وحافظوا على أمن واستقرار وطنكم وتعاونوا مع ولاة أموركم لحل مشاكلكم، بالرجوع إلى ربكم وإصلاح أنفسكم وبالدعاء لهم بالهداية والصلاح،كما أمركم نبيكم صلى الله عليه وسلم .
فعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

(إنها ستكون بعدي أثرة وأمور تنكرونها، قالوا: يا رسول الله! فما تأمرنا؟
قال: (تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الذي لكم) .متفق عليه.

وعن أسيد بن حضير رضي الله عنه أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله! ألا تستعملني كما استعملت فلانا؟
فقال: (إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض) متفق عليه .

قال الشيخ العلاّمة إبن عثيمين رحمه الله:

هذان الحديثان؛ حديث ابن مسعود وحديث أسيد بن حضير ذكرهما المؤلف في باب الصبر لأنهما يدلان على ذلك.

أما حديث عبد الله بن مسعود فأخبر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنها ستكون بعدي أثرة) والأثرة يعني الاستئثار عمّن له فيه حق.

يريد بذلك أنه يستولي على المسلمين ولاة يستأثرون بأموال المسلمين يصرفونها كما شاؤوا ويمنعون المسلمين حقهم فيها.

وهذه أثرة وظلم من الولاة؛ أن يستأثروا بالأموال التي للمسلمين فيها الحق ويستأثروا بها لأنفسهم عن المسلمين، ولكن قالوا: ما تأمرنا ؟ قال: (تؤدون الحق الذي عليكم) يعني لا يمنعكم استئثارهم بالمال عليكم أن تمنعوا ما يجب عليكم نحوهم من السمع والطاعة وعدم الإثارة وعدم التشويش عليهم.

بل اصبروا واسمعوا وأطيعوا ولا تنازعوهم الأمر الذي أعطاهم الله.

(وتسألون الله الذي لكم) أي اسألوا الحق الذي لكم من الله.

أي اسألوا الله أن يهديهم حتى يؤدّوكم الحق الذي عليهم لكم، وهذا من حكمة النبي صلى الله عليه وسلم فإنه عليه الصلاة والسلام عَلِم أن النفوس شحيحة وأنها لن تصبر على من يستأثر عليهم بحقوقهم ولكنه عليه الصلاة والسلام أرشد إلى أمر قد يكون فيه الخير.

وذلك بأن نؤدي ما يجب علينا نحوهم من السمع والطاعة وعدم منازعة الأمر وغير ذلك وندعو الله لهم بأن يعطونا حقنا كان في هذا خير من جهتين.

اللهم من أرادنا وبلادنا بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره واجعل وتدبيره تدميراً عليه يا رب العالمين.... آمين.

محبكم أبو أحمد مراد الجيجلي.

رد مع اقتباس