عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 Nov 2017, 06:18 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي

موضوع هذه المحاضرة ضرورة التفقه في الدين،والدين ليس مخصوصا بالحلال والحرام،ولذلك التفقه في الدين لا يعني العلم بالفقه فقط،وإنما هو يعني التفقه وهو التفهم والإدراك والتعلم،لدين الله جل وعلا الذي أنزله على محمد عليه الصلاة والسلام،وهذا الدين له علوم متنوعة قسمها العلماء، مع دخولها في علم الدين وعلم الفقه، قسمها العلماء لأجل تنويع الطلب وتيسير الطلب على الناس.
لكن في الحقيقة في قوله تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ}آل عمران
وفي قوله: {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ} التوبة.
هذا يشمل جميع ما جاء في القرآن وسنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، فيدخل فيه التوحيد والعقيدة، ويدخل فيه الفقه بالحلال والحرام، ويدخل فيه السلوك وما يُصلح في القلب وأشباه ذلك، مما فيه عز وقوة لأهل الدين بتعلم ما أنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم.
فتعلم أركان الإسلام، والفقه في ذلك فقه في الدين، وتعلم أركان الإيمان وهي العقيدة،والفقه في ذلك فقه في الدين، وتعلم السلوك وما به تصلح القلوب، والفقه في ذلك فقه في الدين.
ولهذا جعل النبي صلى الله عليه وسلم،هذه الثلاث وهي الإسلام والإيمان والإحسان ،وكل واحدة تعني نوعا من العلوم:
* الإسلام: الفقه ونحوه لأن فيه الاستسلام، وذكر النبي صلى الله عليه وسلم،أركان الإسلام.
*والإيمان فيه العقيدة.
* والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه،فإن لم تكن تراه، فإنه يراك جل جلاله، هذا فيه تصحيح العمل بإحسان السلوك والتعبد لله جل وعلا.
قال في آخره محمد عليه الصلاة والسلام :"هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم"
فإذا التفقه في الدين ضرورة، وأمر أمَر الله جل وعلا به، وهو يشمل الفقه في التوحيد،والعقيدة الصحيحة التي في الكتاب والسنة،وأجمع عليها سلف الأمة، ويشمل أيضا الفقه بما به صلاح العبادة، وهو الأحكام الفقهية وبالعبادات، ويشمل أيضا الفقه بجميع ما يطلب من المسلم، أن يعمله أو أن يتركه من أنواع الفقه الأخرى، التي يتطرق إليها العلماء في كتب الفقه.
فإذاً التفقه في الدين مأمور به، أمر الله جل وعلا به في كتابه، وأمر به النبي صلى الله عليه وسلم، وحض على ذلك وأثنى على أهله،وحذر من زوال العلم،والفقه في الدين، لهذا كان الفقه في الدين، من الواجبات على الناس، ويشمل ذلك المراتب التي ذكرنا.
إذاً تبين هذا لك، فإن الفقه في الدين بهذه الأنواع، التي سيأتي تفصيلها إن شاء الله تعالى، قال العلماء يحتاج إليه كل أحد، الفقه في الدين يحتاج إليه كل مسلم، يحتاج إليه الرجل وتحتاج إليه المرأة، يحتاج إليه العزب ويحتاج إليه المتزوج، يحتاج إليه من في تجارة خاصة، ويحتاج إليه من هو موظف في الدولة، يحتاج إليه الرعية ويحتاج إليه الراعي، يحتاج إليه كل من ولي أمرا من أمور المسلمين، لأنه إما أن يسير في أموره على هدى وعلم، وإما أن يسير على غير علم وعلى غير بصيرة.
لهذا نشر العلم ،وإذاعة العلم وبث العلم هو أعظم وسيلة، من وسائل الدعوة إلى الله تعالى، لأن به صلاح القلوب، وصلاح الأنفس وصلاح المجتمعات، ولأن به صلاح الأسرة وصلاح الفتيان وصلاح الفتيات، ولأن به صلاح المجتمعات، فيما يؤمر فيها ويسن فيها وينظم فيها من تنظيمات.
فالفقه في الدين ليس مخصوصا بالعلماء، وليس مطلوبا فقط ممن ينتسب إلى العلم، بل الفقه في الدين مطلوب من كل أحد، وبهذا قال العلماء الفقه في الدين ينقسم إلى قسمين:
*القسم الأول فرض عين، يجب على كل أحد عينا أن يتعلم هذا القسم، وهو ما لا يصح اعتقاده إلا به، وهو معنى الشهادتين، وتحقيق معنى توحيد لله جل وعلا ،في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته جل وعلا، والإيمان الإجمالي فيما أُجمل والتفصيلي فيما فُصل، في كل ما أخبر الله جل وعلا عنه، من أمور الغيب وكل ما فرضه الله جل وعلا ،على عباده أن يعتقدوه في ذاته جل وعلا، أو أسمائه أو صفاته أو في أمور الغيب.
يعني ما لا يصح الإسلام إلا به، فإنه من علم العقيدة الواجب ،على كل الأصناف التي ذكرنا من الأغنياء والفقراء ،من الرجال ومن النساء.
من أنفع ما يحصل ذلك رسالة ثلاثة الأصول للإمام الدعوة الإمام المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله، فإنه كتبها لرعاية هذا الجانب، في تعليم ما لا يسع المؤمن جهله ،في مسائل توحيد العبادة، وبعض ما يتصل بذلك من معرفة المرء دينه ،ونبيه محمد عليه الصلاة والسلام.
كذلك في أمور العبادات،واجب عينا على كل أحد، أن يتعلم كيف يصلي، كيف يتطهر للصلاة، بعض الناس يأتي ويدرك الناس على شيء، فيفعل كما فعلوا، وربما كانوا مقصرين في بعض صفة الوضوء، يتوضأ لكنه يكون مقصرا لا يتوضأ كما أمره الله جل وعلا، هذه تحتاج إلى علم وهذا واجب عليك، ما دام أن الصلاة فرض عليك، فإن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، فيجب عليك التعلم وجوبا عينيا،كذلك إذا كان المرء ذا مال، فإنه يجب عليه أن يتعلم ،كيف يخرج زكاة هذا المال وأنصباء المال، وأوعية الزكاة ونحو ذلك، حتى يكون مبرئا لذمته، فيما أوجب الله جل وعلا عليه.
كذلك الصيام، إذا بلغ وجب عليه أن يصوم ،كما أمره الله جل وعلا، وهو يعلم معنى الصيام ،وما يُصام عنه، وما يفطّر الصائم وأشباه ذلك، وما يتصل بذلك من مسائل.
كذلك إذا أراد الحج،وجب عليه أن يتعلم أركان الحج ،وواجبات الحج، لأن هذا علم مفروض، واجب على كل أحد أن يؤدي العبادة بعد علم.
ثم تأتي إلى الأبواب الأخرى في المعاملات، في البيع والشراء، يجب عليه أن يتعلم ما يصح به البيع، يجب أن يتعلم ما ينهى الشارع عنه، من البيوعات حتى لا يدخل في بيوع محرمة، كالربا وبيوع الغرر والجهالات والميسر وأشباه ذلك.
إذاً أراد المسلم أن يتزوج، فإنه ثَم حقوق واجبة عليه، في عشرته مع أهله، وهذا الفقه يجب عليه أن يتعلمه، حتى لا يسير مع أهله على وفق هواه، وإنما يسير على وفق ما أر الله جل وعلا به، وهذا يغفل عنه الكثير وخاصة من الشباب، فإنهم يتزوجون، ولا يعرفون الأحكام الشرعية في العشرة ولا يعرفون ما يجب، وبعضهم يتزوج ثانية ولا يعرف الأحكام، أحكام القسم ،وكيف يكون العدل بين الزوجات ونحو ذلك.


يتبع


التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 11 Nov 2017 الساعة 06:32 PM
رد مع اقتباس