عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09 Mar 2017, 10:45 AM
لزهر سنيقرة لزهر سنيقرة غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 343
افتراضي تهنئة وتوصية لأبنائي وأحبابي المقبولين في الجامعة الإسلاميَّة



تهنئة وتوصية
لأبنائي وأحبابي المقبولين في الجامعة الإسلاميَّة

الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه.
أمَّا بعد:
فإنَّ من دواعي الغبطة والسُّرور، ومن بشائر الخير في جزائرنا الحبيبة، ذلك العدد المتميِّز من أبنائنا المقبولين هذه السَّنة (1438) في الجامعة الإسلامية بالمدينة النَّبويَّة المباركة، الَّتي أضحت صرح السُّنة والعلم في هذا الزَّمان ـ نسأل الله أن يقيِّظَ لها رجالًا أكفاء أمناء كسالف عهدها عند بداية نشأتها ـ.
وممَّا زادنا فرحًا وابتهاجًا ذلك العدد من أبنائنا أعضاء التَّصفية والتَّربية الَّذين نسأل الله تبارك وتعالى أن يُوفِّقهم وسائر إخوانهم للعلم النَّافع والعمل الصَّالح، وأن يكون انتسابهم لهذه الجامعة وجلوسهم على مقاعدها زيادةً في نشاطهم، واستمرارًا في دعوتهم، وأن يجعلوا همَّهم واهتمامهم فيما خرجوا من أجله، وبسببه تركوا أحبَّتهم، وفارقوا وطنهم، ألا وهو الاستزادةُ من نافع العلم، ومجالسة أهله، الَّذين هم مصابيح الدُّجى وأئمَّة الهدى من العلماء الموثوقين.
ولمَّا كان هذا الأمر بالمنزلة الرَّفيعة المعلومة، كان أمرًا لا يُنال بالرَّاحة والدَّعة، والرُّكونِ الى الدُّنيا، واللَّهث واللَّهف وراء حطامها، والجري وراء أصحابها المفتونين بها، بل إنَّما يُنال بعظيم الصَّبر والمصابرة، والجهد والمجاهدة، بإخلاص النيَّة، وصدق القصد في الطَّلب، مع حمل النَّفس على حسن الخلق وكريم الأدب، الَّذي ينبغي أن يكون دائمًا وأبدًا حِلْيَة الطَّالب حيثما حلَّ أو ارتحل.
ولا يفوتني في هذه النَّصيحة المختصرة والوصيَّة المقتضبة أن أُذَكِّركم أبنائي وأحبَّائي بلزوم التَّقوى في السِّرِّ والنَّجوى، والحفاظِ على اجتماعكم وتآلف قلوبكم، والرُّجوع دائماً وأبداََ إلى كباركم وعلمائكم، وتقوية الصِّلة بهم، والحذر ممَّن يتربَّص بكم من المناوئين والمخالفين، سواء كانوا من الحزبيِّين أو التَّكفيريِّين أو المميِّعين، الَّذين يُفسِدون ولا يُصلِحون.
كما ينبغي أن لا تغفلوا عن أمر دعوتكم، بحسن التَّواصل، ومواصلة مشاركة إخوانكم في منتدياتكم، وأن لا تكونوا كبعض من سبقكم في هذا الطَّريق، فأصابهم الخمول، واشتغلوا بالدُّون، وركنوا الى القيل والقال، وتتبُّع الزَّلَّات والعثرات، والجري وراء الرِّيالات والسُّفْرَات، رغَبًا في فُتات الدُّنيا، وزهدًا وإعراضًا عن أمر الدَّعوة والاجتهاد في العلم.

واعلموا أبنائي الأعزاء! أنَّكم تتعبَّدون الله تعالى فيما خرجتم من أجله، وأنَّ هذه العبادة الجليلة سببٌ ومفتاحٌ وعتبةٌ لغيرها من صالح الأعمال وعظيمها، من أنواع العبادات كلِّها، ومنها الأمر بالمعروف والنَّهي عن المنكر، والدَّعوة الى الله على بصيرة.
كما ينبغي أن تعلموا أنَّكم إنَّما ذهبتم لترجعوا، امتثالًا لقول ربِّكم تعالى: «فلو لا نفر من كلِّ فرقةٍ منهم طائفةٌ ليتفقَّهوا في الدِّين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلَّهم يحذرون».
وفَّقكم الله، وزادكم من فضله، والعاقبة للتَّقوى.

محبُّكم والنَّاصح لكم: أزهر سنيقرة
صبيحة يوم الخميس: 10 /6 /1438


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 09 Mar 2017 الساعة 01:07 PM
رد مع اقتباس