عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 13 Mar 2015, 04:11 PM
فريد الميزاني فريد الميزاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: تيزي وزو (أرض الإسلام)
المشاركات: 49
افتراضي

وجزاك الله خيرا أخي أبا هريرة...

دُرَرٌ مَنْهَجِيَّةٌ (4)
غلاة التكفير... ما أشبه الليلة بالبارحة !

نقلَ لنا العلَّامةُ سليمانُ بن سحمان (تـ 1349ه، 1930م) صورًا من غُلُوِّ ومجازفةِ ومجاوزةِ الحد لغلاة التَّكفير في زمانه فقال: « الثَّاني: ما بلغه (أي: الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود) عنهم (أي: الخوارج) من الغُلُوِّ والمجازفةِ والتَّجاوز للحدِّ في المأمورات والمنهيَّات، وإحداثُهم في دين الله ما لم يشرعه اللهُ ولا رسولُه، فمن ذلك:

– أنهم كَفَّرُّوا الباديةَ بالعموم، وزعمُوا أنَّهم على الحال التي كانوا عليها قبل دعوة الشَّيخ محمدٍ بن عبد الوهاب (رحمه الله)، وأنَّهم لم يُسْلِمُوا ولم يدخلوا في هذا الدِّين...

ومنها: أنَّ من دخل في الدِّين من الأعراب لا يَصِحُّ لهم إسلامٌ حتى يهاجروا.

ومنها: أنَّهم يُلْزِمُون من دخل في هذا الدِّين أنْ يلبسَ عصابةً على رأسه، ويسمُّونها: العمامة، وأنَّها هي السُّنة، فمن لبسها كان من الإخوان الداخلين في هذا الدين، ومن لم يلبسْها فليس من الإخوان، وأنَّها شعارٌ وزيٌّ يتميَّزُ به المسلمُ عن الكافرِ.

ومنها: أنهم لا يُسَلِّمُون إلا على من يعرفون وتميَّزَ بالعمامة، وهم مع ذلك يزعمون أنهم هم الذين على السُّنة، وأنَّ المشايخَ يُمِيتُون السُّنن، وهم يخالفون ما سنَّه رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) في السَّلام بالأمر بالسَّلام على منْ عرفَ ومن لم يعرفْ...

ومنها: أنَّهم لا يدعون أحدًا صلَّى معهم صلاةَ الصُّبْحِ يخرجُ من المسجد إلا بعد طلوع الشمس...

ومنها: أنهم أدخلوا في الدِّين ما ليس منه، فزعموا أن تَدْوِيَةَ البدوِ للإبلِ عند ورودها وصدورها بدعةٌ، والتَّدوية: أن تدعوا الإبل فتقول: دإِه، دأْه، أو: دُه دُه لتجيءَ إلى ولدها.

ومن المعلوم أنَّ البدعَ لا تكون إلا في القُرُبَاتِ الشَّرعيةِ، وتدويةُ الأعرابِ للإبل من العادات الطَّبْعِيَةِ، فزعموا أن هذه العادات من العبادات.

وقد بلغني عن رجلٍ من هؤلاء المُتَعَمِّقِين يُقَالُ له: عبد الله بن دامغ أنه يقول: من لبس العمامة ثم تركها ارتدَّ عن الإسلام.

وبلغني أيضا عن رجلٍ من أعيانهم أنه كَتَبَ إلى بعض الأعراب ينهاهم عن مُبَاشَرَةِ النِّساء في فروشهن في الحيض، لأن ذلك ذريعة إلى جماعهن في الحيض...

ومن هؤلاء منْ تجاوزَ الحدَّ في التَّأديب عند فوات بعض الصلاة، فضربوا رجلًا منهم حتى مات.

وثبت عن بعضهم أنه فسَّر قولَه (صلى الله عليه وسلم): "اللهم إنِّي أعوذُ بك من الحور بعد الكور"، فزعم أن الكور هي العمامة، وأن الرَّسولَ استعاذ بالله من تركها بعد لُبْسِها.

وثبتَ عن رجلٍ آخرَ منهم أنه لمَّا انقطعت ناقتُه وأَعْيِتِ من الهُزَالَ، فنحرَها أهلُها، قال: إنها حرامٌ، لا تأكلوها، واستدل بقول الله تعالى: {وَالمَوْقُودَةُ والمُتَرَدِّيَةُ} فحملَ القرآنَ على لُغته الفاسدة.

إلى غير ذلك من الأمور التي أحدثوها ممَّا لا يمكن عدُّه ولا اِسْتِقْصَاؤُه. »

تمام الدُّرَّةِ الثَّالِثَةِ
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِين
يتبعُ إن شاءَ اللهُ...

رد مع اقتباس