عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 08 Mar 2015, 10:54 PM
فريد الميزاني فريد الميزاني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2014
الدولة: تيزي وزو (أرض الإسلام)
المشاركات: 49
افتراضي

دُرَرٌ مَنْهَجِيَّةٌ (3)
أثرٌ عظيمٌ عنِ الإمامِ أبَا بطينٍ

قالَ ابنُ سَحْمَان في سياق زجره للَّذين غَلَوْ في التَّكفير في زمانه: وقالَ الشَّيخُ عبدُ اللهِ بنِ عبدِ الرَّحمنَ أبَا بطينٍ (رحمه الله) بعد أنْ ذكرَ اختلافَ العلماءِ وتنازعَهم في التَّكفير وقد سُئِلَ عن هذه المسألة فقالَ في آخر الجوابِ: « وبالجملة، فيجبُ على من نصح نفسَه ألا يتكلمَ في هذه المسألةِ إلا بعلمٍ وبرهانٍ منَ اللهِ، ولْيحذرْ منْ إخراج رجلٍ من الإسلام بمجرَّد فهمه واستحسانِ عقلِه، فإنَّ إخراجَ رجلٍ منَ الإسلام أو إدخالَه فيه من أعظم أمور الدَّين، وقد كفينا بيانَ هذه المسألةِ كغيرها، بل حكمُها في الجملة أظهر أحكام الدِّين، فالواجبُ علينا الاتِّباعُ وتركُ الابتداعِ كما قالَ ابنُ مسعودٍ (رضي الله عنه): "اتَّبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُمْ".

وأيضًا، فما تنازعَ العلماءُ في كونه كفرًا، فالاحتياطُ للدِّين التوقفُ وعدمُ الإقدام ما لم يكنْ في المسألة نصٌّ صريحٌ عن المعصومِ (صلى الله عليه وسلم).

وقد اِسْتَزَلَّ الشَّيطانُ أكثر النَّاس في هذه المسألة: فقصَّر بطائفة فحكموا بإسلام من دلَّت نصوصُ الكتاب والسُّنة والإجماعُ على كفره. وتعدَّى بآخرين فَكَفَّرُوا منْ حكمَ الكتابُ والسُّنةُ مع الإجماعِ بأنَّه مسلمٌ.

ومنَ العجب أنَّ أحدَ هؤلاء لو سُئِلَ عنْ مسألةٍ في الطَّهارة أو البيعِ ونحوِهما لم يُفْتِ بمجرَّد فهمه واستحسانِ عقلِه، بل يبحثُ عن كلام العلماء ويُفتي بما قالوه، فكيف يتعمَّدُ في هذا الأمر العظيم، الَّذي هو أعظم أمور الدين وأشدُّها خطرًا، على مجرَّد فهمه واستحسانِه ؟

فيا مصيبةَ الإسلامِ من هاتيْن الطَّائفتيْن ! ويا محنتَه من تينك البَلِيَّتَيْنِ ! ونسألُك اللهُم أنْ تهديَنا الصِّراطَ المستقيمَ، صراطَ الَّذين أنعمتَ عليهم، غير المغضوبِ عليهم ولا الضَّالين. » ا.هـ

علَّق العلامةُ ابنُ سحمان بعد فراغه من نقل هذا الأثر العظيم قائلًا: « فانظرْ (رحمك الله تعالى) إلى ما قاله هذا الإمامُ الذي هو من أَجَلِّ علماءِ أهل الإسلام في وقته ! »

تمام الدُّرَّةِ الثَّالِثَةِ
والحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِين
يتبعُ إن شاءَ اللهُ...

رد مع اقتباس