عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 Feb 2017, 10:36 PM
أبو ثابت حسان أبو ثابت حسان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2016
المشاركات: 63
افتراضي بين الإمام الربيع والمقرئ الشيخ علي الحذيفي


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فلاشك أن الذب عن العلماء وذكر محاسنهم ومناقبهم وما يقدمونه من نفع للإسلام والمسلمين من الأجورالعظيمة والأعمال النبيلة.
فهم حملة الشريعة الذابون عنها الحافظون لها والناشرون لما حوته من خير عظيم، فما أعظم شأنهم وأجل قدرهم!
لكن ـ الله المستعان! ـ صرنا في زمان قلَّ من يعترف لهم بالفضل، أو يذكرهم بالجميل، بل صار الرويبضات يطعنون ويتنقصون، وهذا من البلاء الذي يصاب به أهل الحقِّ، فما من داعية يسير على منهج الله وأنبيائه إلا ويبتلى، كلٌّ بحسبه وقوَّة إيمانه، فقد صح عن الصادق المصدوق أنه قال: "أشدكم بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل".
ومن علمائنا وأشياخنا الأبرار وأساتذتنا الكبار: المحدِّث السلفي الناصح العلامة: ربيع المدخلي.
لا أبالغ إن قلت إني لم أر عالما في هذا الزمان أوذي في الله وتكلم فيه بغير حق مثل هذا الشيخ الجليل، فيصدق فيه أنه تصدق بعرضه، لكن الله تبارك وتعالى خصيمهم يوم القيامة، فكل من قال أو تكلَّم أو كتب ـ وما أكثرهم ـ قد عرَّض نفسه للمساءلة يوم القيامة، وسينال الشيخ منهم ما يرفعه عند ربه عزَّو جل إن شاء الله، وقد ذكر نحو هذا الكلام سماحة الشيخ صالح اللحيدان حفظه الله، قال تبارك وتعالى: "ستكتب شهادتهم ويسألون".

لا أطيل عليكم فقد كتب علماؤنا الكبار وطلاب العلم السائرون على المنهج القويم المقالات الكثيرة والنافعة في الدفاع عن إماننا ربيع، وأردت في هذه الأسطر ذكر قصة لطيفة عشتها مع أخي الحبيب عبد الله بن شيخنا المفضال لزهر سنيقره ـ أيَّده الله بنصره ـ وأردت ذكر هذه القصة لما فيها من العبرة والأدب، مساهمة مني في الدفاع عن هذا الجهبذ وذكر احترام أهل العلم وتوقيرهم له.
وسنشرع في ذكر القصة التي تسر كل سلفي ويفرح بهاكل سني يمشي مع الحق ولا يتعصب للرجال كحال الحلبية! فإنك لو جئتهم بأي تزكية لشيخنا لرفضوها وتأوَّلوها والله المستعان.
مجمل ما في القصة أني جلست مع أخي عبد الله سنيقره في حلقة العلامة العبَّاد بعد المغرب، ثم قبل الأذان بعشر دقائق طلب مني عبد الله أن ننصرف لملاقات العلامة ربيع عند موقف السيارات الخاص بالحرم، فمشينا بحمد الله ونزلنا عند موقف السيارات، وما هي إلا لحظات يسيرة حتى وصلت سيارة الشيخ يرافقه ابنه، فرحنا كثيرا عند رؤيته ولقياه. سلَّمنا على الشيخ وسلَّم علينا ونقلت له سلام شيخنا عبد المجيد جمعة، ففرح وقال لي: "أبلغه السلام" ثم مشينا أنا وأخي عبد الله مع الإخوة الزائرين، فلما صعدنا الى ساحة الحرم، تقدَّمنا نحو باب السلام وإذا الشيخ الفاضل والمقرئ السلفي علي الحذيفي إمام المسجد النبوي قادم من بعيد، فلما رأى الشيخ ربيع تقدم إليه وبشَّ له وفرح وأتى إليه مباشرة فسلَّم عليه وصافحه فتبادلا التحية والترحيب والسؤال عن الأحوال في موقف عظيم أثَّر في نفسي واستفدت فائدة عظيمة وهي أنَّ أهل القرآن الحقيقيين والذين أثر فيهم القرآن يوقِّرون العلماء ويعطونهم حقهم من التبجيل والاحترام، على نقيض ما يدعيه أهل الباطل، فترى الواحد منهم يجمع القراآت والإجازات وهو طعَّان سبَّاب لمن شابت لحيته في خدمة السنَّة والذب عنها، كالحال مع الإمام الربيع.

وفي الأخير أقول ووالله إن قلبي ليتفطر على ما تقوم به هذه العصابة من الطعن في العلامة ربيع لكن الله حسيبكم سنموت وتموتون ويموت الإمام الربيع، والمخلص الصادق هو الذي يبقى علمه وذكره يساير القرون ذوات السنين، نعم إنها سنة الله في أوليائه وأصفيائه المخلصين المنافحين عن دينه، ونحسب الشيخ ربيعًا منهم، قال عزوجل: ( والعاقبة للمتقين ).

رد مع اقتباس