عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04 Nov 2017, 04:36 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي بسط الكف في بيان بدع وأخطاء يقع فيها الأئمة عند تسوية الصف

الحمد لله القائل: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ}، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلَّم القائل: ((سوُّوا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة)) وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فهذه مجموعة من المخالفات والبدع التي يقع فيها أئمة المساجد عند تسوية الصفوف، جمعتها من كلام أهل العلم تحذيرا لمن تدنس بشيء منها، لعل تجد قلوب واعية فتحذر من السقوط في هذه الأخطاء.
1) الدخول في الصلاة قبل تسوية الصفوف.
قال الإمام الألباني رحمه الله في ((الأجوبة النافعة عن أسئلة لجنة مسجد الجامعة)): ((وإليك الآن ما وعدناك به من " بدع الجمعة " فأقول:
وبعد سرد جملة من البدع قال:
70 - دخول الإمام في الصلاة قبل استواء الصفوف، " إصلاح ")) اهـ.
2) الأمر بالتسوية والصفوف مستوية.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((يدل على وجوب تسوية الصفوف وأنه يجب على الإمام أن يعنى بتسوية الصف، لكن لو التفت ووجد الصف مستقيماً متراصاً والناس متساوون في أماكنهم، فالظاهر أنه لا يقول لهم استووا، لأنه أمر بما قد حصل إلا أن يريد اثبتوا على ذلك.
لأن هذه الكلمات لها معناها، ليست كلمات تقال هكذا بلا فائدة، فالإمام إذا قال: استووا ورآهم لم يستووا، يجب أن يعيد القول وألا يكبر إلا وقد استوت الصفوف)) اهـ.
وقال رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((لو التفت ووجد الصف مستقيماً متراصاً والناس متساوون في أماكنهم، فالظاهر أنه لا يقول لهم استووا لأنه أمر بما قد حصل إلا أن يريد اثبتوا على ذلك.
لأن هذه الكلمات لها معناها، ليست كلمات تقال هكذا بلا فائدة)) اهـ.
3) الأمر بالتسوية بدون تفقد حال الصفوف.
سئل الإمام ابن باز رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه)): ((بعض الأئمة لا يهتم بتسوية الصفوف ، بل يعتمد فقط على لفظة استووا واعتدلوا ثم يكبر للصلاة ، دون تفقد المصلين ومدى التزامهم في الصف ، مما قد يضيع على البعض اللحاق بتكبيرة الإحرام ؟ ما نصيحتكم جزاكم الله خيرا.
فأجاب: المشروع لكل إمام أن يعتني بتسوية الصفوف ، وأن يأمر المأمومين بذلك ، وألا يكبر حتى يعلم استواءهم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك ، ولأن تسوية الصفوف من تمام الصلاة)) اهـ.
وسئل العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((هل يكفي أمر الإمام بتسوية الصفوف بدون توجيه المصلين والإشارة إلى بعض الأفراد المخالفين بالتقدم أو التأخر، خصوصاً وأن كثيراً من المصلين لا يلفت انتباهه إلى ما يقول الإمام نظراً لجهله أو نحو ذلك؟
فأجاب بقوله: لا يكفي ذلك، بل لابد أن يتفقدهم بعد أن يأمرهم بالتسوية. ويأمر من خالف السنة في التسوية والمراصة أن يوافقها. حرر في 29/2/1418ه)) اهـ.
4) قوله: استووا وهو مستقبل القبلة دون النظر للمأمومين.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((المشروع للإمام إذا أقيمت الصلاة أن يستقبل المأمومين بوجهه ويأمرهم بإقامة الصفوف والتراص، ودليل ذلك حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: أقيمت الصلاة فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا". أخرجه البخاري ومسلم.
5) ترك إعادة الأمر بتسوية الصفوف وهي مختلة.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((لقاء الباب المفتوح)): ((فالإمام إذا قال: استووا ورآهم لم يستووا يجب أن يعيد القول وألا يكبر إلا وقد استوت الصفوف)) اهـ.
6) الاكتفاء بقوله استووا بدون تعدل الصفوف بالفعل عند الحاجة.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((يجب أن نعلم أن على الإمام مسئولية تسوية الصفوف، وأن يأمر الناس بذلك، وإذا لم يمتثلوا تقدم هو بنفسه إلى من تأخر عن الصف أو تقدم ليعدله؛ لأن نبينا وإمامنا وقدوتنا محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم كان يسوي الصفوف كأنما يسوي القداح، وكان يمر بالصف يمسح المناكب والصدور، ويأمرهم بالاستواء. والأئمة اليوم لا يفعلون ذلك، ولو فعلوا لقام الناس عليهم وصاحوا بهم، ولكن سنة النبي صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع.
فعلى الإمام أن يعتني بتسوية الصفوف فيلتفت يميناً، ويستقبل الناس بوجهه، ويلتفت يساراً ويقول: استووا، سووا صفوفكم، لا تختلفوا قلوبكم، تراصوا، سدوا الخلل، كل هذه الكلمات وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم)) اهـ.
7) قولهم: استووا فإنّ الله لا ينظر إلى الصّفّ الأعوج.
سئلت اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)) السؤال الثاني من الفتوى رقم (16744) يوجد إمام أحد المساجد إذا سوى الصفوف يقول : ( إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ) فهل هذا حديث صحيح ؟
فأجابت: هذا اللفظ في تسوية الصفوف : ( إن الله لا ينظر إلى الصف الأعوج ) مشتهر على الألسنة، وهو لا أصل له عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يشرع أن يقال لتسوية الصفوف به، ويكتفى بما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم : (استووا اعتدلوا) ونحوهما .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
8) قولهم: صلوا صلاة مودع.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((اللقاء الشهري)): ((لم يرد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يقول للناس: صلوا صلاة مودع. بل كان يأمرهم أن يستووا وأن يقيموا صفوفهم، ويبين لهم أن تسوية الصف من تمام الصلاة، وأما: صلوا صلاة مودع، فلم ترد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لكن وردت عن بعض العلماء فيما كتبوه: أنه ينبغي للإنسان أن يتقن صلاته حتى كأنه يصلي صلاة مودع؛ لأن من يصلي صلاة مودع سوف يتقنها، إذ أنه لا يدري هل يعود للصلاة مرة أخرى أو لا يعود، وأما أن يقولها الإمام فهذه من البدع)) اهـ.
9) قولهم: استقيموا.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله كما في ((مجموع فتاواه ورسائله)): ((أما قول بعض الأئمة: (استقيموا) فإن هذه لا أصل لها، ولم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بحثت عنها وسألت بعض الإخوان أن يبحثوا عنها، فلم يجدوا لها أصلاً عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: استقيموا.
ولا وجه لقوله: (استقيموا)؛ لأن المراد بقوله: (استقيموا) يعني على دين الله وليس هذا محله؛ لأن هذا محل أمر الناس بإقامة الصفوف في الصلاة، فالمشروع أن يقول: أقيموا صفوفكم.. سووا صفوفكم.. وما أشبه ذلك)) اهـ.
10) الوعظ عند تسوية الصفوف.
قال اللجنة الدائمة كما في ((فتاواها)): ((أما وعظ الإمام قبل التكبير للصلاة بقوله : (صلوا صلاة مودع ، أحضروا بقلوبكم في صلاتكم ، اخشعوا في صلاتكم) ونحو ذلك فليس هذا بمشروع ، بل هو من البدع .
11) ترك التوكيل لتسوية الصفوف في المسجد الكبير الممتلئ.
قال النووي رحمه الله في ((المجموع شرح المهذب)): ((قال أصحابنا: يسن للإمام أن يأمر المأمومين بتسوية الصفوف عند إرادة الإحرام بها، ويستحب إذا كان المسجد كبيرا أن يأمر الإمام رجلا يأمرهم بتسويتها، ويطوف عليهم أو ينادى فيهم)) اهـ.
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)) اهـ.
هذا ما تم جمعه والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم السبت 15 صفر سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 4 نوفمبر سنة 2017 ف


التعديل الأخير تم بواسطة عز الدين بن سالم أبو زخار ; 06 Nov 2017 الساعة 07:40 AM
رد مع اقتباس