عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25 Apr 2015, 06:44 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

وجزاكُمُ اللهُ خيرًا وبارك فيكُم.

قال الشّيخ العلاّمة مُحمّد بن هادي المدخليّ -حفِظهُ الله- في شرحه لـ:"الإبانة الصُّغرى لابن بطّة":

هذا الكتاب:"الفتاوى" جئتُ به لأنّني تذكرّتُ كلامي لكُم بالأمس في أنّ مُرجئة أهل الرّأي وهُم أقدم من مُرجئة الجهميّة كانوا يُعوِّلون في تفسير النّصوص والقرآن على آرائهم وعلى اللُّغة ولا ينظُرون إلى الآثار؛ ثُمّ جاء من بعدهُم فَتَبِعَهُم.

وقُلت لكُم: هذِه طريقةُ أهل البدع كما قال شيخ الإسلام ابن تيميّة؛ وهذا هُو المُجلّد بين يديَّ وهُو المُجلَّد السّابع من "الفتاوى"؛ يقول فيه شيخ الإسلام:(...وقد عدلت المُرجئة في هذا الأصل عن بيانِ الكتاب والسُّنّة...) بعد كلامٍ سبق في مسألة الإرجاء وما يتعلّق بمسألة الإيمان ومُسمّى الإيمان؛ قال:(...وقد عدلت المُرجئةُ في هذا الأصل عن بيانِ الكتاب والسُّنّة، وأقوال الصّحابة والتّابعين لهُم بإحسانٍ، واعتمدوا على رأيهم...) لمّا تركوا أقوال السّلف وفهم السّلف لكتاب الله وسُنّة رسوله –صلّى الله عليه وسلّم- عدلوا عن هذا الأصل في بيان الكِتاب والسُّنّة؛ فهم السّلف؛ أقوال الصّحابة والتّابعين لهُم بإحسانٍ وَاعْتَمدُوا على رأيِهِم وعَلى ما تأوّلُوه من بِفهمِهِمُ اللُّغة وهذه طريقةُ أهل البِدع، فَفَهْمُ السّلف أصيلٌ؛ أصلٌ؛ من أعرض عنهُ في فهمِهِ الكتاب والسُّنّة وذهب إلى رأيه وإلى اللُّغة فطريقتُهُ هذه طريقةُ البِدع وأهل البِدع.

قال –رحمهُ الله-:(...ولهذا كان الإمام أحمد يقول: أكثر ما يُخطِئ النّاس من جِهة التّأويل والقياس...).

ثُمّ قال –رحمه الله-:(...وهذا تجدُ المُعتزلة والمُرجئة والرّافضة وغيرهم من أهل البِدع يُفسِّرون القرآن برأيِهم ومعقُولِهِم...) المُعتزلة والمُرجئة؛ وخصّ قبل المُرجئة؛ (...المُعتزلة والمُرجئة والرّافضة وغيرهم من أهل البدع يُفسِّرون القرآن برأيِهم ومعقُولِهِم وما تأوّلوه من اللُّغة ولهذا تجدهُم لا يعتمدون على أحاديث النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- والصّحابة والتّابعين وأئمّة المُسلِمين، فلا يعتمدونَ لا على السُّنّة ولا على إجماع السّلف وآثارهم، وإنّما يعتمدون على العقل واللُّغة، وتجدُهُم لا يعتمدونَ على كُتُب التّفسير المأثورة والحديث وآثار السّلف، وإنّما يعتمدون على كتب الأدب وكُتب الكلام التي وضعتها رؤوسهم؛ وهذه طريقةُ الملاحدة أيضًا...) يعني: كُتب الكلام (...إنّما يأخذون ما في كُتُب الفَلْسَفة وكُتب الأدب واللُّغة...) هؤلاء الملاحدة؛ (...وأمّا كُتب القرآن والحديث والقرآن فلا يلتفتون إليها؛ هؤلاء يُعرضون عن نصوص الأنبياء إذ هي عندهُم لا تُفيد العلمَ، وأولئك يتأوّلون القرآن بِفَهْمِهم...) يعني: الملاحدة يُعرضون عن نصوص الأنبياء لأنّها لا تُفيد العلم؛ (...وأولئك...) الذينَ هُم المرجئة يتأوّلون القرآن برأيهم وِفَهْمِهِم بلا آثار؛ هؤلاء أصحاب الرّأي الملاحدة كالمُعتزلة والرّوافض هؤلاء يأخذون من كُتب الفلسفة والأدب واللُّغة، ويتركون القرآن والحديث والآثار لأنّها عندهُم لا تُفيد العلم.

(...وأولئك...) يعني: أهل الرّأي (...يتأوّلون القرآن برأيهم وبفَهْمِهِم بلا آثار...) هُم رجالٌ ونحنُ رجال بلا آثار عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه، وقد ذكرنا كلام أحمد وغيره في إنكار هذا وجعله طريقة أهل البدع؛ هذا صفحة (118 وَ 119) فأحببتُ أن أنقُلَه لكُم لأنّني بالأمس أشرتُ لكُم إليهِ إشارة، فإذا رأيتُم من يقُول –يعني-: فهم السّلف ما هُو لازِم فهَو على طريقة أهل البِدع، وإذا رأيتُم من يُعرض عن فهم السّلف فهُو على طريقةِ أهل البِدع، وإذا رأيت من لا يرى الأخذ بقول السّلف وأحاديثِهِم وآثارِهِم في فهْم القرآن والسُّنّة ويأتِي بأشياء من عنده فهذا على طريقة أهل البِدع كما نصّ أحمد ونصّ شيخ الإسلام وغيره –رحمهُمُ الله تعالى-.

وصلّى الله وسلّم وبارك على عبدِهِ ورسُولِهِ نبيِّنا مُحمّد.اهـ (1)



فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
19 / من المحرم / 1434هـ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(1) من شرح الشّيخ العلاّمة: مُحمّد المدخلي -حفظه الله- لـ:"الإبانة الصُّغرى لابن بطّة" / الدّرس 13 / والذي نُقل عبر إذاعة ميراث الأنبياء.

رد مع اقتباس