عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10 Dec 2015, 07:12 PM
عبد اللطيف غاليب عبد اللطيف غاليب غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2015
المشاركات: 59
افتراضي (( قارب التسعين سنة ويُؤَلِّفُ مَا يعجزُ عَنْهُ الشباب ))

(( قارب التِّسعين سنة وهو يُؤَلِّف ما يَعْجِزُ عنه الشباب ))

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعدُ :

فإني وقفتُ فِي هَذِهِ الأيَّامِ الأَخِيرةِ عَلَى كِتَابينِ :

الأولُ : (( الإِصابة في تصحيح ما ضعفه وإبراز ما جهله الحجوري من مفاريدِ الصحابةِ )) .
والثانِي : (( الإصابةِ في استدراكِ ما فات الحجوري من الأحاديث في كتابه مفارِيد الصحابةِ )) .

كِلاَهُما لسماحة الوالد المحدث العلاَّمة الشيخ ربيع بن هادي عُمير المدخلِي - حفظه الله تعالى ورعاه -

ومن العجيب الغريب أن هذين الكتابينِ تم تأليفهما قبل سنةٍ تقريباً 1436 هجرية ، والمُصَنِّف وُلِد في سنةِ 1351 ، ويعنِي هذا أن الشيخَ ربِيعاً ألفهما وهو في سن ( خمسة وثمانين سنة ) .

وَيُذَكِّرُنِي هذا الصَّنِيع بما فعله الإمام الألبانِي - رحمه الله تعالى - فِي آخر حياتهِ وهو في فراشِ مرضِهِ الذي توفي فيه وهو في سِنِّ ( التاسعة والثمانين ) حينما ابتدأ بتأليف كتابٍ جديد بعنوان : (( - تهذيب - [ صحيح الجامع الصغير وزياداته ] والإستدراكِ عليه )) إلا أن الشيخ وافتهُ المنيةُ - طيب الله ثراه - قبل أن يُتمَّهُ .(1)

وقد تَعَقَّبَ الشيخ ربيع بن هادي - رد الله عنه كيد الأعادِي - في كِتَابيهِ المذكورين كتاب (( الرياض المُستطابة في صحيح وضعيف مفاريد الصحابة )) لسَلِيطِ اللسانِ ( يحيى الحجورِي ) فِي أكثر من ( مائتي ) موضعاً دِفاعاً عن أصحابِ رسول الله صلى الله عليه وسلم وذباً عنهم ، وبيانِ هضم الحجوري لحقهِم وقدرهم ، مع الإنتصارِ لهم على طريقةِ أصحاب الحديث والأثر ، فجزى الله الشيخ ربيعاً خير الجزاء على قيامه بواجب البيان والنصيحة في كشف تجاوزاتِ الحجوري وخروجه بهذا الكتاب السيئ عن منهج علماء الحديث في تعظيمِ الصحابةِ الكرام .

والمُطلِع عَلَى هذينِ الكتابينِ يُدرك منزلة الشيخ ربيع - ثبته الله - الحديثية الدقِيقةِ ، وتضلعهِ في معرفة الأسانيد والطرق والمتابعات ، وخبرتِهِ العالية في باب العلل والتتبع والإستقراء على طريقةِ أهل التحقيق والنظر ، فبارك الله في عمره وأمدهُ بالصحةِ والعافيةِ وجعل ما يكتُبُهُ في سبيل نُصرةِ الدِّينِ والسنةِ في ميزان حسناته .

فِإن قيلَ : لماذا يُتعبُ الشيخ ربيعاً نفسه بالرد على أمثال هؤلاء وهو كبير في السن مع مرضهِ الذي أَتعبهُ ونال مِنْهُ ، فالجواب أن يُقال :
روى الحافِظ الخطيب البغدادي - رحمه الله - في كتابه الجليل (( تاريخ بغداد )) ( 6 / 163 ) بسندهِ عن زكريا بن يحي قال : قلتُ لداوُد بن علي الأصبهانِي إن إبراهيم بن إسماعيل بن علية وعيسى بن أبان وضعا على الشافِعي كتاباً وردَا عليه فَلَو نقضته عليهم ، فقال : أما عيسى بن أبان هو من أهل العلم عندي وليس كتابه بشيئٍ وليس له معنى ، الصبيان ينقضونه ، إنما أعانه عليه ابن سختان ، ولكني قد وضعتُ على إبراهيم بن إسماعيل بن علية نَقْضَ كتابِهِ ، وأنا على إتمامِهِ ، وذهب إلى أنهُ كان أَحَجّ (2) )) اهـ (3) .

والحاصل أن الشيخ ربيعاً اهتم بالرد على تجاوزات الحجوري لعلمه أنه صاحب دعاوى عريضة وأن له أتباعاً يزعمون أنه محدث هذا الوقت بلا منازع وهو ليس كذلك ، وعليه اقتضى الحال الرد والنقضَ .

والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .

وكتبه : عبد اللطيف غاليب
28 صفر 1437 .
ـــــــــــــــــــــــ
(1) هذا الذي أعلمه ولا أدري هل ( مكتبة المعارف ) بالمدينةِ النبوية التي تملك حقوق طبع مخطوطات الشيخ الألباني - رحمه الله - طبعت شيئاً مما كتبه من (( التهذيبِ )) أم لا ؟
(2) أي كانت له حجج تحتاج إلى رد مفصل .
(3) وقد اعتنى بهذا الكتاب الجليل جمعاً وترتيباً على مُختلف الأبواب الدكتور محمد الهبدان في كتابه النافع : (( التصنيف الموضوعي لتاريخ بغداد )) وهو نافع جداً وقد طبعته دار ابن الجوزي في سنة 1430 في مجلد لطيف جيد .


التعديل الأخير تم بواسطة عبد اللطيف غاليب ; 10 Dec 2015 الساعة 07:43 PM
رد مع اقتباس