عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 24 Mar 2015, 10:25 PM
عبد الله بوزنون عبد الله بوزنون غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
المشاركات: 187
افتراضي [درة غالية]-الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني تاب من الأشعرية إلى مذهب أهل السنة -بقلم الشيخ محمد نصيف-

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و بعد:
ما أجمل أن يرجع المرء إلى الحق إلى العقيدة الصحيحة النقية الصافية ، بل أجمل من ذلك أن يرجع أهل البلد و علماء القطر إلى عقيدة أسلافهم من أهل السنة و سلف الأمة فقد كان أهل هذا القطر أعني المغرب العربي على عقيدة صافية لا يعرفون البدعة و لا يدرون ما علم الكلام حتى هبت رياح البدعة على يد ابن تومرت و بعض علماء الأشاعرة الذين أفسدوا على الأمة عقيدتها و أدخلوا على المغاربة علم الكلام و المذهب الأشعري يقول السلاوي في الاستقصاء(1 /196("فبعد أن طهرهم الله تعالى من نزعة الخارجية أولا والرافضية ثانيا أقاموا على مذهب أهل السنة والجماعة .....واستمر الحال على ذلك مدة إلى أن ظهر محمد بن تومرت مهدي الموحدين في صدر المائة السادسة فرحل إلى المشرق وأخذ عن علمائه مذهب الشيخ أبي الحسن الأشعري ومتأخري أصحابه من الجزم بعقيدة السلف مع تأويل المتشابه من الكتاب والسنة وتخريجه على ما عرف في كلام العرب من فنون مجازاتها وضروب بلاغاتها مما يوافق عليه النقل والشرع ويسلمه العقل والطبع ثم عاد محمد بن تومرت إلى المغرب ودعا الناس إلى سلوك هذه الطريقة وجزم بتضليل من خالفها بل بتكفيره وسمى أتباعه الموحدين تعريضا بأن من خالف طريقته ليس بموحد ....ومن ذلك الوقت أقبل علماء المغرب على تعاطي مذهب الأشعري وتقريره وتحريره درسا وتأليفا إلى آلان وإن كان قد ظهر بالمغرب قبل ابن تومرت فظهورا ما والله أعلم"اهــ
و هكذا ثبت مذهب الأشعري على أرض المغرب قرونا و أحقابا حتى صار كأنه مذهب أهل السنة و من خالفه رمي بالبدعة و الزندقة إلا أنّ الله يأبى إلا أن يظهر الحق و تعلو رايته فكانت دعوة محمد بن عبد الوهاب نسيم خير يهب على هذه الأمة شرقها وغربها فقد تاثر كثير من علماء المغرب العربي بهذه الدعوة المباركة فأعلنوا الرجوع إلى مذهب أهل السنة إلى المهيع الصافي و المعين النقي .
و من أولئك العلماء علم جليل هو الشيخ عبد القادربن مصطفى التلمساني تربى في المدارس الأزهرية فتشرب علم الكلام و وورث بغض دعوة محمد بن عبد الوهاب لما يسمع عنهم من أاليط القوم و أكاذيبهم حتى قيض الله له أحد علماء السنة هو الشيخ احمد بن عيسى صاحب كتاب "الرد على شبهات المستعينين بغير الله ". فتاب على يديه بعد نقاش طويل كانت نهايته أن يعود الشيخ عبد القادر إلى مذهب السنة بل حتى عد من أخص تلامذة الشيخ أحمد عيسى كما أنه صار ناشرا لتراث السلف ذابا عن التوحيد بماله و علمه.
و إن كان الشيخ التلمساني لم تنصفه كتب التراجم إلا أن الشيخ محمد نصيف أنصفه فترجم له بترجمة موجزة مقتضبة ذكرها عرضا بمناسبة ترجمته للشيخ أحمد عيسى صاحب كتاب" الرد على شبهات المستعينين بغير الله".
قال الشيخ الفاضل محمد نصيف:
وكان - أي الشيخ احمد بن عيسى - يتردد بين جدة ومكة لشراء الأقمشة من الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني. كان يدفع له أربعمائة جنيه ويشتري بألف، ويسدد الباقي على أقساط بضمانة مبارك بن مساعد.
وقد دام التعامل بينه وبين الشيخ التلمساني زمنا طويلا. وكان لصدقه وأمانته وفائه بوعده أثر طيب في نفس التلمساني. حتى إنه لم ير ضرورة للضامن..وقال له:
" إني عاملت الناس من أربعين عاما فما وجدت أحسن من التعامل معك يا وهابي، فيظهر أن ما يشاع عنكم يا أهل نجد مبالغ فيه من خصومكم السياسيين...."
فسأله الشيخ أحمد أن يبينها له.
فقال التلمساني: يقولون إنكم لا تصلون على النبي ولا تحبونه.
فأجابه الشيخ أحمد: سبحانك هذا بهتان عظيم. كيف ومن لم يصل عليه في التشهد في الصلاة فصلاته باطلة، ومن لا يحبه فكافر.
وإنما نحن أهل نجد ننكر الاستعانة والاستغاثة بالأموات، ولا نستغيث إلا بالله وحده، ولا نستعين إلا به سبحانه، كما كان على ذلك سلف الأمة.
وقد استمر النقاش بينه وبين التلمساني ثلاثة أيام. وأخيرا هدى الله الشيخ التلمساني للحق، وصار موحدا ظاهرا وباطنا.
ثم سأله الشيخ التلمساني أن يوضح بعض أوجه الفرق بينهم وبين خصومهم - يعني في توحيد الأسماء والصفات - فقال الشيخ أحمد:
إننا نعتقد أن الله فوق سماواته، مستو على عرشه استواء يليق بجلاله، من غير تشبيه ولا تجسيم ولا تأويل، وهكذا في جميع آيات الصفات والأحاديث، كما هي عقيدة السلف الصالح، وكما جاء عن الإمام أبي الحسن الأشعري في كتابيه: الإبانة في أصول الديانة، ومقالات الإسلاميين واختلاف المصلين.
وقد دامت المناظرة بينهما خمسة عشر يوما. لأن الشيخ التلمساني كان أشعريا، درس في الجامع الأزهر كتب العقائد: السنوسية، وأم البراهين، وشرح الجوهرة، وغيرها وقد انتهت هذه المناقشة الطويلة باقتناع الشيخ التلمساني بأن عقيدة السلف هي الأسلم والأعلم والأحكم.
ثم صار الشيخ التلمساني داعيا من دعاة العقيدة السلفية، وطبع كتبا كثيرة ووزعها بالمجان..
ثم قال الشيخ المحسن المفضال محمد نصيف:وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد هدى الشيخ التلمساني على يد الشيخ أحمد بن عيسى، فقد هداني - أنا أيضا - على يده، انتهى كلام الشيخ محمد نصيف انظر" الرد على شبهات المستعينين بغير الله"ص(12).
ويقول الشيخ محمد نصيف :" غاية الأماني في الرد على شواهد يوسف النبهاني تأليف أبي المعالي السّيّد محمود شكري الألوسي، طبع على نفقة ناشر عقيدة السّلف تلميذ الشّيخ أحمد بن عيسى النجدي، ومن تجّار جدّة وفي الحجاز ومصر الشّيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني الجزائري من أصحاب الأطيان بمصر وشريكه في نفقات الطبع محمد نصيف طبع عام 1328هـ". انظر "محمد نصيف..حياته وآثاره"(ص:205)".
و بعد اطلاعي على هذه الترجمة من الشيخ محمد نصيف و جدت شاهدا لما ذكره الشيخ نصيف عن نشر الشيخ عبد القادر بن مصطفى التلمساني لكتب السنة وذلك لما كنت في إحدى المكتبات العامرة رأيت رسالة عنوانها " فصل المقال و إرشاد الضال في توسل الجهال " كتب تحته "طبع على نفقة الوجيه الفاضل و السلفي الكامل الحاج عبد القادر التلمساني بلغه الله الأماني".
فهذه نبذة مختصرة عن هذا العالم الجليل و الوجيه الفاضل أسال الله ان يرحمه و يعلي ذكره .
وهذه صورة للرسالة المشار إليها

attachmentid=749&stc=1&d=1427228056[/IMG]

الصور المرفقة
 

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله بوزنون ; 24 Mar 2015 الساعة 11:23 PM
رد مع اقتباس