عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 Jun 2010, 08:25 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

وجدت هذا في احدى المنتديات

يجوز في كلمة " أب " وتالِيَيْهِ، وهما " أخ، حَم "، ثلاث لغـات:

الأولَـى:
الإتمام: وهو إعراب الكلمات الثلاثة السابقة بالحروف:
أيْ: بالواو نيابة عن الضمة رفعًا.
وبالألف نيابة عن الفتحة نصبًا.
وبالياء نيابة عن الكسرة جرًّا.

الثانيـة:

القصر: وهو أن تلزم الألف دائما، فتُعرَب بحركات مقدَّرة على الألف.
فيقال: " هذا أباك "، " ورأيتُ أخاك "، " ومَررتُ بحماها ".
وعلى هذا جاء قول الشاعر:
إنَّ أباها وأبا أباها * قدْ بَلغا في المَجدِ غايتاها
ولو أراد إعرابها بالحروف؛ لقال: وأبا أبيها.

الثالثـة:

النقص: وهو أن تُعرَب بحركات ظاهرة على آخرها.
أي: ترفع بالضمة، وتنصب بالفتحة، وتجر بالكسرة.
فيقال: " هذا أخُ زيدٍ "، " ورأيتُ أخَ زيدٍ "، " ومَررتُ بأخِ زيدٍ ".
ومنه قول الشاعر:
بِأبِـهِ اقْتدَى عَدِيٌّ في الكَرَمْ * ومَنْ يُشابِهْ أبَـهُ فَما ظَلَمْ
ولم يقل: بأبيه اقتدَى، ولم يقل: ومن يشابه أباه.

فإن قلت: أيُّ اللغـات أفصـح؟
قلتُ : الأُولى؛ لأنَّ القرآن نزل بها.
ثمَّ القصر، وهو أشهر من النقص.
قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله -، في " الخلاصة ":
أبٌ أخٌ حَـمٌ كَذاكَ وهَـنُ * والنَّقْصُ في هذا الأخِيْرِ أحْسَنُ
وفي أبٍ وتالِييْـهِ يَنْـدُرُ * وقَصْرُها مِنْ نَقْصِهِنَّ أشْـهَرُ

الإتمام: أنْ يُقال: هذا أبو زيدٍ، وأكرمتُ أبا زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبي زيدٍ.

والقصر: هذا أبا زيدٍ، وأكرمتُ أبا زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبا زيدٍ.

والنقص: هذا أبُ زيدٍ، وأكرمتُ أبَ زيدٍ، وعَجبتُ مِنْ أبِ زيدٍ.

وشواهد القول الأول، من الكتاب العـزيز:
قال الله تعالى: { ولَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أبُوهُمْ إنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ } سورة يوسف 94.
أبُوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إذْ قالَ لَهُمْ أخُوهُمْ نُوحٌ ألا تَتَّقُونَ } سورة الشعراء 106
أخُوهم: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ وأبُونا شَيْخٌ كَبِيرٌ } سورة القصص 23
أبُونا: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ وكانَ أبُوهُما صالِحًا } سورة الكهف 82
أبُوهما: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ قالَ إنِّي أنا أخُوكَ } سورة يوسف 69
أخوك: خبر مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ قالُوا سَنُراوِدُ عَنْهُ أباهُ } سورة يوسف 61
أباه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ ءَاوَى إلَيْهِ أخاهُ } سورة يوسف 69
أخاه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إنَّ أبانا لَفِي ضلاَلٍ مُبِينٍ } سورة يوسف 8
أبانا: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ ما كانَ مُحَمَّدٌ أبا أحَدٍ مِن رِجالِكُمْ } سورة الأحزاب 40
أبا: خبر كان منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ إذْ قالُوا لَيُوسُفُ وأخُوهُ أحَبُّ إلَى أبِينا مِنَّا } سورة يوسف 8
أبينا: اسم مجرور بحرف الجر، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أبِيكُمْ } سورة يوسف 9
أبيكم: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

{ فَبَدأَ بِأوْعِيَتِهِمْ قَبلَ وِعاء أخِيهِ } سورة يوسف 76
أخيه: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وأما من كلام العرب:
قول الأعشى، " من البسيط ":
هَلْ سَرَّ حِنْقِطَ أنَّ القَومَ صالَحَهُمْ * أبُو شُرَيْحٍ ولَمْ يُوجَدْ لهُ خَلَفُ
أبو: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وقول النابغة الذبياني، " من البسيط ":
أُنبِئْتُ أنَّ أبا قابوسَ أوْعَدَني * ولا قَرارَ على زَأرٍ مِنَ الأسَدِ
أبا: اسم أنَّ منصوب، وعلامة نصبه الألف؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

وقال عمرو بن كلثوم، " من الوافر "
وكُنَّا الأيْمَنينَ إذا الْتَقَينـا * وكانَ الأيْسَرِينَ بَنُو أبينـا
أبينا: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء؛ لأنه من الأسماء الخمسة.

فإن قلت: على أيِّ لغـة يَعتمد الإعراب؟
قلتُ: على لغـة القرآن، وهي اللغـة الفصحَى.
ولكنَّ المبتدئ، يرَى أنَّ لغـة القصر هي الأسهل.
فإذا قال: " جاءَ أبا سَعيدٍ "، وقلنا له: انتبـه، قال: أنا على لغـة القصر.
وإذا قال: " مَررتُ بأبا سعيدٍ "، قلنا له: انتبـه، قال: أنا مع القاصرين.
أما إذا قال: " رأيتُ أبا سعيدٍ "، فهنا تستوي اللغتان ظاهرًا، وتختلفان حكمًا.
فعلى الفصحَى: " أبا ": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الألف، لأنه من الأسماء الخمسة.
وعلى لغة القصر: " أبا ": مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدَّرة على الألف للتعذُّر.
والله أعلم.

وشرط الإعراب بالحروف، تحقُّق أمرين:

الأمر الأول: أن يكون الاسم مضافًا، فإن لم يكن مضافًا؛ أُعرِب بالحركات الظاهرة.

نحو قوله تعالى: { ولَهُ أخٌ } سورة النساء 12
أخٌ: مبتدأ مؤخَّر مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة ظاهرة في آخره.

وقال تعالى: { إنَّ لَهُ أبًا شَيْخًا كَبِيرًا } سورة يوسف 78
أبًا: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه فتحة ظاهرة في آخره.

وقال عزَّ اسمُه: { وبَناتُ الأخِ } سورة النساء 23
الأخِ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره.

الأمر الثاني: أن يكون مضافًا لغير ياء المتكلِّم، فإن أُضيف إليها؛ أُعرِب بالحركات المقدَّرة علَى ما قبل ياء المتكلِّم.

نحو قوله تبارك وتعالى: { حَتَّى يَأْذَنَ لِي أبِي أوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي } سورة يوسف 80
أبي: فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقال جلَّ وعزَّ: { قالَ أنا يُوسُفُ وهَـذا أخِي } سورة يوسف 90
أخي: خبر مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقال تعالى: { قالَتْ إنَّ أبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أجْرَ ما سَـقَيْتَ لَنا } سورة القصص 25
أبي: اسم إنَّ منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

وقوله جلَّ في عُلاه: { وأخِي هارُونُ هُوَ أفْصَحُ مِنِّي لِسانًا } سورة القصص 34
أخي: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمَّة مقدَّرة على ما قبل ياء المتكلِّم، منع من ظهورها اشتغال المحلِّ بحركة المناسبة.

رد مع اقتباس