عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 15 Apr 2020, 12:59 PM
أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي أبو حذيفة عبد الحكيم حفناوي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2018
المشاركات: 214
افتراضي الكلمات المبينة عن حقائق حوتها صوتية أودينة



الكلمات المبينة عن حقائق حوتها صوتية أودينة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أمابعد:
فقد سمعت- كما سمع غيري- صوتية للدكتور جلال أودينة، يتحدث فيها عن شيء كان الثلاثي يتكاتمونه بينهم، ويسرونه في أنفسهم، حفاظا على الأخوة الظاهرة، وتمشيا والمرحلة العصيبة، التي حرصوا على أن يجعلوا من أيامها زهوا وزهارة، لكن الله جل وعز، المطلع على السرائر، الكاشف لها، أظهر ماكان مكنونا، وأبان للأنام ما كان مخبوءا، ليعرف الناس أن السرية في التخطيط لضرب هذه الدعوة السلفية المباركة، هي التي فرضت عليهم تلك الطريقة البائسة اليائسة، فبعد مخطط الدمار الأول الذي أظهر جمعة ولزهر في ثوب مغاير لما يكتب هؤلاء و ما يقولون، مخطط أشبه ما يكون بالأفلام البوليسية من حيث المكر والخديعة والترصد.
هاهو أودينة المحسوب من هؤلاء يكشف مخططا آخر لا يقل أهمية عن ذلك المخطط المذكور آنفا، وإذا كان المخطط السابق يكشف تلاعب القوم بمسائل الجرح والتعديل، وبأقوال العلماء، واستعمال أسلوب "لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء" التمييعي لتمرير الباطل، وضرب الدعوة السلفية، فان هذا المخطط حمل شعارا آخر مهمته لا تختلف عن مهمة المخطط السابق،شعار تمييعي آخر عنوانه: "لا أحبك ولا تحبني لكن من أجل الصعافقة أحتملك واحتملني"
نعم هذا هو الشعار الذي رفعه المفرقة في هذه الفتنة، ولأبين صدق الشعار، وحتى لا يبقى للقارىء الكريم شيء محجوب وراء الستار؛ أتركه مع كلام أودينة المفرغ:
"الشيخ فركوس عندي معاه صحبة تاع سبع سنين في تواصل وهذيك ومنا نعرفو ويعرفني مليح فهمت؟ ما كانش في هذي خلال مخالطة تاعنا للشيخ، الشيخ لزهر ما عندوش ما هوش داخل في الموضوع فهمت؟ ما كانش خلاص يعني يطلب عليه العلم أو يتواصل معاه أو يسأله! الطرف الآخر كانوا حرصين على نقل فتاوى تاعو! أومبعد تقول شيخي واش قريت عليه؟ وانت كيفاه حياتك كامل تقطع فيه هو يعلم بها ويبغضك في قرارة نفسه لا يحبك تولي تقول شيخي؟ .... هذيك على الاختلاط كان يلمز فيه اهدرهالي حتى الشيخ عبد المجيد كان يشر عليه في الاختلاط شغول يخالفو فيها الشيخ فركوس في نفسو لا يحبه، وهو داخللها شيخي علاه تكذب على روحو الإنسان كي يكذب ما يكذبش في المشاعر"
نعم إخواني الافاضل! إنه الكذب في المشاعر، والعياذ بالله، لزهر حياته كلها- حسب أودينة- يقطع في الدكتور فركوس ويلمزه من طرف خفي، والدكتور لا يتركه وحيدا ويبادله نفس الشعور، وينضم جمعة إلى جملة حاملي نفس ذاك الشعور، نظرا لأن لزهر يلمز جمعة بتدريسه في الاختلاط في الجامعة، فأصبحت الأخوة منقطعة باطنا وموصولة ظاهرا، فما السبب يا ترى؟!
ولو رجعنا قليلا نتتبع أحداث هذه الفتنة، نجد شيئا من هذه الأحاسيس الباطنة قد ظهرت على فلتات لسان الجماعة، لكن سرعان ما يسارعون إلى تكذيب الفلتات التي دفعها القلب دفعا، لظهور التناقض في مضغته، فالدكتور قال يوما وأفصح، أن لزهر متسرع ويعمل أشياء لا يشاور فيها أحدا فلا يلبث الحال كثيرا حتى "يباصينا" ثم يتوب ويتراجع، ثم يعاوده ويراوده الحنين إلى أصله ف "يباصي من جديد" وهكذا يفعل طيلة حياته كلها.
والغريب في الأمر أن الدكتور فركوسا صنف كل هذه التراجعات في قاموس الشيم والمناقب، رغم أن الكلام الذي قاله للغرنوطي خرج مخرج الذم، إذ محله باب اسمه: "المخازي والفضائح والمثالب" وهكذا قال الدكتور في جمعة، يسقط بلاهوادة الدعاة السلفيين ولا يرقب في سلفي إلا ولا ذمة بل غاية مراده: "أسقط الاصل يسقط الفرع" وهي وصية الدكتور لجمعة في الجلسات الخاصة المغلقة.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى إلى قدح لزهر في جمعة بوصفه بنفس وصف الدكتور فركوس تماما مع تغاير في الالفاظ فالأول: "قال يسقط برك" ولزهر قال عنه: "يزدم ديراكت" وبين قول هذا وقول ذاك فإن جمعة يتأرجح بين التسرع المقيت في الإسقاط والسقوط في التسرع اللذين لا يليقان برجل يدعي معرفة علم الشريعة وأصولها ومقاصدها وألف في ذلك!
ثم تأتي صوتية دكتور المستقبل (أودينة) ليجعلنا نكتشف أن التيار لا يمر بشكل جيد بين ثلاثتهم، إذ هاهو فركوس يؤكد كلامه الذي تكلم به للغرنوطي عن لزهر وأنه لا يحبه لأنه كثيرا ما طعن فيه في مسألة الاختلاط وتدريسه فيه بالجامعة، وكذا جمعة الذي أخبر أودينة بذلك، لوجود العلة نفسها في الرجلين وهي الاختلاط.
والغريب في الأمر أن الشعور المتبادل بين الثلاثة الإخوة الأعداء يضفى عليه صبغة عجيبة، وهي التزكيات العطرة باللسان، فعندما تسمع تزكية الدكتور للزهر وقوله: "لزهر رجل فاضل ولا يتكلم فيه إلا مبتدع" وترى لزهر يقول عن الدكتور: "شيخنا محمد نعمة من نعم الله في هذه البلاد، ولا يطعن فيه إلا مبتدع" يخيل إليك أن الرجلين مثل إسحاق ابن راهويه وأحمد، حيث لما سئل هذا الأخير عن إسحاق، قال: "ومثلي يسال عن إسحاق؟! بل إسحاق يسال عني" لكن شتان بين الرجلين، فالصدق كان عنوان هؤلاء فقد جمعهم الحق، ولذلك رفعوا وبقي ذكرهم خالدا، أما القوم فجمعتهم الفتنة فيوشكوا أن يتفرقوا ولا محالة.
أقول هذا وكلي موقن أن الظلم لن يدوم، انه مهما تكاتم الناس البدعة والخلاف فإن الصحبة والألفة ستكشفهم شر كشفة، أعني الصحبة المزيفة لا الصادقة التي من ثمارها أن "لاشيء يدوم إلا ماكان لله جل وعز" ولا أحسن من توصيف بعضهم لتلك الصداقة من قولهم: "الصَّدَاقَةُ الْمُزَيَّفَةُ كَالْطَّيْرِ الْمُهَاجِرِ، يَرْحَلُ إِذَا سَاءَ الْجَوُّ"
ومن قول الشاعر:
جزعتُ من الأصحابِ لمَّا بلَوتهم* وأدركتُ أن القصدَ كان مكَدَّرَا
وأنَّ الذي قالوا وغنَّوا وطبَّلوا* بهِ لم يكُن إلا دواءً مخدِّرا
كأنَّ الذي قد كان منِّي ومنهمُ* خداعٌ سقَتهُ الحادثاتُ فأثمَرا

نسأل الله العافية.
نعم، يحدث هذا في الوقت الذي يتحدث فيه أودينة عن أمر لطالما سبرنا صدقه، وعاينا حقيقته، ألا وهو: "احترام مشايخ الإصلاح للدكتور فركوس" منذ أن كانوا سوية في دار الفضيلة، وبدونها، فهم من كانوا يحيلون إليه، ويدلون الناس عليه، بلا أدنى تحامل ولا تطاول، لا يكذبون في ذلك، ولا يزيفون، وإن وقع بينهم مايقع بين كل الدعاة إلى الله إلا أنهم- وبشهادة أودينة- كانوا أحسن بكثير من لزهر الذي يلمز في الخفاء ويمدح في الجلاء.
فما نقول للدكتور إلا أن عزاءنا فيك بالغ إذ استبدلت هؤلاء الصادقين بأمثال لزهر وجمعة وأبواقهما الذين يقولون بأفواههم ماليس في قلوبهم والله المستعان.
وهكذا نقول للزهر وجمعة، إن الاخوة السلفية الحقة والألفة السنية ليستا تكلفا، ولا هما مجرد سلعةتباع وتشترى في الأسواق بل هي نعمة من الله جل وعز، يهبها الله لمن يشاء من عباده، تشد أواصرها بالصدق والإخلاص وحب الخير، وتحاط بالتقوى والتواصي بالحق، لا تقبل إلا ذا الوجه الواحد الناصح الصادق، وترد وتمقت كل ذي الوجهين، الذي يأتي هذا بوجه زين ويأتي ذاك بوجه آخر شين.
قال تعالى يخاطب نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم: {لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم}
يقول الطبري في تفسيره لهذه الآية: "يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: لو أنفقت، يا محمد، ما في الأرض جميعا من ذهب ووَرِق وعَرَض, ما جمعت أنت بين قلوبهم بحيْلك، *ولكن الله جمعها على الهدى فأتلفت واجتمعت، تقوية من الله لك وتأييدًا منه ومعونة على عدوك. يقول جل ثناؤه: والذي فعل ذلك وسبَّبه لك حتى صاروا لك أعوانًا وأنصارًا ويدًا واحدة على من بغاك سوءًا هو الذي إن رام عدوٌّ منك مرامًا يكفيك كيده وينصرك عليه, فثق به وامض لأمره، وتوكل عليه"
وقال السعدي رحمه الله "قوله:*وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ: "فاجتمعوا وائتلفوا، وازدادت قوَّتهم بسبب اجتماعهم،*ولم يكن هذا بسعي أحد، ولا بقوَّة غير قوَّة الله، فلو أنفقت ما في الأرض جميعًا مِن ذهب*
وفضَّة وغيرهما لتأليفهم بعد تلك النُّفرة والفُرقة الشَّديدة، مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لأنَّه لا يقدر*
على تقليب القلوب إلَّا الله تعالى، وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ومِن عزَّته أن ألَّف*
بين قلوبهم، وجمعها بعد الفرقة"


سلسلة في كل يوم سؤالان

بقي في الأخير أن نطرح سؤالين مهمين على هؤلاء القوم، الجواب عليهما سيفتح بإذن الله إشكالات كثيرة هي عالقة في أذهان المخالفين والمؤالفين فاقول:
صوتية أودينة الأخيرة كشفت أمورا خطيرة، إذ تغرير الثلاثي بأتباعهم وأنهم على قلب رجل واحد فيها ظاهر، والخديعة لبعضهم بعضا بأنهم متحابون لائحة.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
رفضتم الجلوس مع مشايخ الإصلاح للمناقشة، وقلتم لا يكون الاجتماع على الباطل، وإنما على الحق وبه، وأن اجتماع الأبدان لا يكفي مالم نأت بماهو سبب لاجتماع القلوب.
فماهو الفرق بين جلوسكم اليوم وأنتم ثلاثة وأنتم يبغض بعضكم بعضا، وكل واحد يرى أن صاحبه يغمزه في الخفاء، وأن ثمة مسائل غير محققة، ولم يبت فيها، لكن اقتضت المصلحة الاجتماع ولو ظاهرا.
ماهو الفرق بين اجتماعكم هذا وبين اجتماعكم بإخوانكم المشايخ السلفيين لوضع النقط على الحروف لو فعلتم ذلك؟!
فإن قيل: الإنكار من لزهر على الدكتورين في مسألة الاختلاط فقط؟
قلت: لزهر يرى أن مجرد التدريس في الاختلاط يعتبر الرجل ساقطا عنده ولو وسم بالشيخ !!
فإن قلت: أين الدليل؟
قلت: اقرا التغريدة في السؤال التالي، وانظر صورتها في أول تعليق
وأما السؤال الأخر فأن نقول: لزهر قبل الفتنة وبعدها، ليس شخصا واحدا، لاسيما في استعماله لألفاظ الجرح والتعديل المظلومة ، فهو يجرح في وقت تكون فيه الحزازات بينه وبين خصمه، ويعدل تعديلا قويا إذا كانت مصلحة تجمعه بخصمه!
ولعلنا نستعرض مصطلحين اثنين على شيخ واحد قبل الفتنة وبعدها:
فقد غرد لزهر يوم15 سبتمبر 2013 على الساعة: 6 و 51 د مايلي:
"تحريم الاختلاط الذي يقول به علماؤنا وندين الله به، هو أول ماعابه علينا وأسقطنا به شيخ القوم،ولنا في المسألة الذي يعرفه عنا..."
ثم سأله أبو محمد كمال علي يوم 21 سبتمبر 2013 تعليقا على التغريدة السابقة فقال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وهل الاختلاط الذي تمتزج فيه أنفاس الطلبة بالطالبات في المعاهد الإسلامية في بلادنا منها أم لا؟
فرد لزهر بعدها بثلاثة أيام أي في يوم 24 سبتمبر 2013 قائلا:
قد يكون هذا من أخبث أنواع الاختلاط لما قد يغتر به العامة لما يروا من ظاهره الاستقامة يجول ويحوم في أروقتها"
فهنا يسقط الشيوخ بمجرد تدريسهم في الاختلاط وهو جرح غليظ.
لكن تعالوا بنا ننظر هل بقي لزهر على هذا التجريج المغلظ أم غير إلى ألفاظ تزكية لا تقال إلا في شيوخ الإسلام.
فقد قال في منتدى التصفية شهر مارس عام 2018 مايلي:
"والله لقد أثلجت صدري وأزلت حزني بكلمتك الطيبة في نصرتك للحق وأهله وذبك الصادق على أخيك الشيخ محمد بن هادي وعلى أخيك الأصغر أزهر، فذب الله عن عرضك وبارك في علمك وعمرك وأبقاك ذخرا وريحانة بلدنا يا شيخنا ويا معلمنا..."
فبين الطريقة الخبيثة والأخبث والإسقاط وبين الريحانة والمعلم والشيخ يقف الحليم حيران!!
فما سبب هذا التقلب المفاجيء؟! وهل ارتفع سبب الجرح حقيقة أم جرى التغافل عنه؟ ولم؟
والحمد لله رب العالمين وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


وكتبه: أبو حذيفة حفناوي

الأربعاء 22 شعبان 1441 هـ

الموافقلـ 15 / 04 / 2020



الصور المرفقة
نوع الملف: jpeg حفناوي.jpeg‏ (25.5 كيلوبايت, المشاهدات 2827)
نوع الملف: jpeg حفناوي 2.jpeg‏ (45.2 كيلوبايت, المشاهدات 2943)
رد مع اقتباس